اتفاق ميونخ وأسلحة داعش ومعاناة اللاجئين في الصحف الأجنبية
السبت 13/فبراير/2016 - 11:19 م
طباعة
تتصاعد التغطية الإعلامية الدولية حول الأزمة السورية، ما بين متابعة تطورات المعارك عسكريًا، إلى التحذير من خطر استخدام تنظيم داعش للأسلحة الكيمائية، إلى جانب تنامي المخاوف من معاملة اللاجئين في أوروبا بشكل عنصري.
اتفاق ميونخ
وفى إطار الاهتمام بتداعيات الاتفاق الذى تم التوصل إليه في ميونخ الالمانية، كشفت التليجراف البريطانية في تقرير لها بعنوان "وقف إطلاق للنار غير ملزم لأي من مجرمي الحرب". أن الاتفاق الذي أقرته عدة قوى دولية لا يتضمن أي طرف سوري يستطيع وقف اطلاق النار فعليا كما أن كل الاطراف التي رحبت بالاتفاق لا علاقة لها به فعليا كما ان جميع القوى الخارجية المشاركة في الحرب في سوريا يمكنها أن تواصل القتال عندما تشاء.
وأكد التقرير على فكرة تسمية الأشياء بعكس مسمياتها الصحيحة وينطلق من التعبير الصيني الشهير "أن تسمي الحصان غزالا"، وهي قصة صينية قديمة عن امبراطور أراد اختبار ولاء المقربين منه بالإشارة إلى حصانه قائلا "ما اجمل هذا الغزال" قبل أن يتخلص من جميع من صححوا له الأمر على اعتبار أنهم غير جديرين بالثقة.
قارن التقرير بين هذه القصة وما تم الاتفاق الأخير على وقف إطلاق النار في سوريا مشيرًا إلى أنه لو كان ما تم الاتفاق عليه هو بالفعل وقف لإطلاق النار فإن حصان الإمبراطور الصيني كان غزالًا، مع الإشارة إلى أن كل ذلك بسبب أن قرار مجلس الامن الدولي الصادر الشهر الماضي بخصوص سوريا والذي يعد العنصر الحاكم لكل هذه المفاوضات استثنى الأطراف المقاتلة التي اعتبرها "متطرفة" واستبعدها من أي وقف لإطلاق النار.
أكدت الصحيفة عبر تقريرها إلى أن الاتفاق لا يسري على مقاتلة تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على مساحة واسعة في سوريا ولا يسري على تنظيم جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة ولا أي جهة اخرى يصنفها الغرب على أنها إرهابية، مع الاشارة إلى انه من حق كل الاطراف الموقعة على الاتفاق استمرار قصف هذه التنظيمات وبما أن جبهة النصرة مثلا تتواجد في جميع المناطق التي تتمركز فيها قوات الجماعات التي يعتبرها الغرب معتدلة ويسري عليها الاتفاق فإن القصف سيستمر في أي وقت وليس له قيمه فعلية ملزمة.
أسلحة داعش الكيماوية
على الجانب الآخر رصدت الجارديان تحذيرات جيمس كلابر مدير جهاز الاستخبارات الوطنية الامريكية بشان قدرة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" على شن هجمات باستخدام أسلحة كيمياوية، والاشارة إلى أن التنظيم استخدم هذه الاسلحة عدة مرات في إطار مساعيه لتأسيس "الخلافة" كما ان كل طرف في الحرب الاهلية السورية يتهم بقية الاطراف باستخدام أسلحة كيمياوية.
واستندت الصحفية إلى شهادات اطباء وخبراء عسكريين بأن عددا من المدنيين لقوا حتفهم في هجوم شنه تنظيم الدولة الإسلامية واستخدم خلاله أسلحة كيمياوية هي في الغالب غاز الخردل في أغسطس الماضي قرب حلب، مع الاشارة إلى أن التنظيم تمكن من السيطرة على مصانع للأسلحة الكيمياوية في العراق.
كما أشارت الصحيفة إلى تصريحات لوزير الخارجية الفرنسي مانويل فالس قبل 4 أشهر حذر فيها من قيام عناصر موالية لتنظيم الدولة الإسلامية بشن هجوم باستخدام أسلحة كيمياوية في اوروبا لكنه يشير أيضا إلى أن الخبراء قللوا من هذه المخاوف وأشاروا الى انه من المستبعد أن يتمكن أي تنظيم إرهابي من التمكن من شن هجوم مشابه في أوروبا.
وفى سياق أخر رصدت "الإندبندنت" معاناة اللاجئين في تقرير لها تحت عنوان "اللاجئون في مخيم الغابة في كالية يتعرضون لحملة عنف وحشية تشنها ميليشيا متطرفة مسلحة".، والاشارة إلى أن أعضاء ميليشيا مسلحة تتكون من أفراد من المتطرفين الفرنسيين تمارس هجمات عنف وحشية ضد المهاجرين المقيمين في مخيم الغابة قرب مدينة كاليه شمال غرب فرنسا.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الحملة غير مسبوقة بالنسبة للأدلة التي شاهدها فريقها في المخيم والتي تؤكد وجود سلسلة من الهجمات خلال الأسابيع المنصرمة ويؤكد المهاجرون أن بعض الهجمات شنها عليهم أفراد يرتدون زيا موحدا، والإشارة إلى أنه في إحدى الهجمات اختطفت مجموعة من المسلحين عددا من المهاجرين من المنطقة القريبة من المخيم في حافلة صغيرة ونقلوهم إلى منطقة زراعية نائية حيث قيدوهم بالأغلال من الخلف وأجبروهم على متابعتهم وهم يضربونهم فردًا فردًا بشكل وحشي.
أكدت الصحيفة أن المهاجرين يتهمون الشرطة المحلية بالفشل في توفير الحماية اللازمة لهم بالإضافة إلى اتهامهم بالقيام ببعض الهجمات بأنفسهم، مع الإشارة إلى أن جميع الاتهامات والحالات موثقة في تقرير ضخم عمل على إعداده فريق من المتطوعين من المحامين وناشطي حقوق الإنسان والذين أسسوا لهم مقار داخل المخيم وبينهم مجموعة "الرعاية الخيرية البريطانية لكاليه") وسوف يتم إرسال التقرير الموثق للادعاء الفرنسي. وأكدت الصحيفة أن التقرير يوثق 10 شهادات عيان بخصوص أعمال عنف ضد المهاجرين ثمان منها تمت على أيدي رجال الشرطة وخمس آخر على أيدي مجموعات من المتطرفين المدنيين.