ولاء قبائل اليمن للشرعية.. يسرع بسقوط تحالف "صالح- الحوثي"
الإثنين 15/فبراير/2016 - 04:23 م
طباعة

يواصل الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في اليمن تحقيق المزيد من التقدم على تخوم العاصمة صنعاء، وذلك بالتوازي مع مواجهة تنظيم القاعدة وعدّة مجموعات مهدّدة للاستقرار المتحقّق في العاصمة المؤقتة عدن، فيما يشهد تحالف "الحوثي- صالح" تخبطًا كبيرًا في التحرك الميداني والسياسي، مع بدء إعلان القبائل ولاءها لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي.
الوضع الميداني

وعلى صعيد الوضع الميداني، كثف طيران التحالف العربي غاراته على معسكرات ومواقع وتجمعات ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في صنعاء منذ الساعات الأولى من صباح الأحد؛ حيث استهدف قاعدة الديلمي العسكرية ومراكز تدريب تابعة للقوات الجوية بالقرب من القاعدة ومخازن أسلحة الحوثيين في منطقة شبام كوكبنا ومنطقة المداور في مديرية همدان شمال صنعاء.
كما قصف طيران التحالف مواقع في جبل عيبان ومعسكر القوات الخاصة في الصباحة وجبل عطان غرب العاصمة، واستهدفت معسكر الشرطة العسكرية في حي شيراتون وسط المدينة، وعدة جيوب للميليشيات غرب مديرية نهم شمال شرقي صنعاء.
يأتي ذلك فيما أعلن مصدر عسكري في الجيش الوطني اليمني في محافظة مأرب تصدي الدفاعات الجوية لقوات التحالف لصاروخ باليستي أطلقته الميليشيات فجراً باتجاه مدينة مأرب، وتم تدميره في الجو بصواريخ "باتريوت".
وشنت طائرات التحالف عدة غارات على مواقع للميليشيات غرب منطقة صرواح ودمرت عدداً من التحصينات، التي كان عناصر الميليشيات يتمركزون فيها وقتلت العشرات منهم، كما قصفت مواقع في جبل هيلان عند التخوم الشرقية لمحافظة صنعاء.
كما شنت مقاتلات التحالف العربي الاثنين غارات جوية استهدفت مواقع متفرقة يسيطر عليها عناصر يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة بمحافظة لحج جنوب شرق صنعاء.
وقالت مصادر محلية وصحفية: "إن ثلاث غارات جوية استهدفت "عناصر منتمية لتنظيم القاعدة" في سنترال مدينة الوهط بلحج، وخلف المجمع القضائي في حين استهدفت الغارة الثالثة موقعاً بمنطقة الدبا بلحج.
وذكرت المصادر أن مسلحين يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة فجروا سيارة مفخخة عن بعد أثناء مرور المدرعات؛ ما أسفر عن مقتل جندي إماراتي وجرح آخر، وإعطاب مدرعة، ولم تتبن أي جهة مسئوليتها عن تلك العملية حتى الآن.
كما استطاع المقاومة والجيش اليمني خلال الأيام السابقة، استعادت ثلاث تلال مطلة على معسكر الفرضة يعتليها قناصون تم القضاء عليهم وفقًا للصحافي أحمد شبح الذي أكد أن معسكر الفرضة الذي تسيطر عليه قوات صالح بات تحت السيطرة النارية للجيش والمقاومة ولم يعد يشكل خطرًا، مشيرًا إلى أنه لم يتبق فيه وفي محيطه إلا عدد قليل من القناصة، لكنهم تحت الحصار وليس أمامهم إلا الاستسلام أو الموت.
وتشهد جبهة منطقة بران باتجاه العاصمة صنعاء التي تتجاوز معسكر الفرضة بحوالي خمسة كيلومترات تقدمًا نسبيًّا للمقاومة والجيش اللذين استعدادًا السيطرة على بعض المواقع المطلة على منطقة مسورة وهم في طريقهم للسيطرة على منطقة محلي.
في سياق متصل ذكرت وكالة الأنباء السعودية الاثنين أن جنديا سعوديا قتل مساء الأحد نتيجة تعرض منطقة حدودية لقصف من داخل الأراضي اليمنية.
ونقلت الوكالة السعودية عن المتحدث باسم وزارة الداخلية قوله: "تعرضت إحدى النقاط الحدودية المتقدمة بقطاع الحرث بمنطقة جازان لمقذوفات عسكرية من داخل الأراضي اليمنية؛ مما نتج عنه استشهاد الجندي بحرس الحدود عائض حامد محمد الزبيدي".
كان نائب الرئيس اليمني رئيس الوزراء، خالد بحاح، قد أكد، في الشهر الفائت، أن الخطط الأمنية المحكمة ستدفع من وصفهم بالأطراف الآثمة للقيام بهجمات مسعورة بهدف إرباك المشهد، وهو ما يتطلب المزيد من اليقظة والتكاتف.
وشدد بحاح، خلال ترؤسه اجتماعاً لمناقشة الخطة الأمنية في عدن بحضور محافظها ومدير الأمن وقادة القوات السعودية والإماراتية والبحرينية والسودانية، على مواصلة العمل لضم رجال المقاومة الشعبية في الجيش والأمن.
فيما كشفت مصادر في المقاومة الشعبية، أن مشايخ أكبر ثلاث قبائل تقطن المنطقة المحيطة بالعاصمة صنعاء، أعلنت ولاءها الكامل للشرعية وقطع علاقتها بميليشيات التمرد.
ووفقاً لصحيفة "الوطن" السعودية، اليوم الاثنين، أشار رئيس دائرة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني، العميد محسن خصروف، إلى أن مشايخ قبائل بني الحارث، وأرحب، وبني حشيش الذين يتركزون شرق العاصمة، أعلنوا انضمامهم بصورة رسمية، للشرعية.
وأضاف أن قيادات كبرى في قوات الاحتياط التابعة للواء الحرس الجمهوري الموالي للمخلوع، أبدت بدورها ولاءها للشرعية وفك ارتباطها بالمتمردين، وأكد أن تلك مؤشرات كبيرة توضح بأن ساعة نهاية الانقلابيين قد اقتربت.
كما أقدمت معظم القبائل على سحب أبنائها من جبهات القتال إلى جانب الانقلابيين، ورفضوا مشاركتهم إلى جانب قوات الحوثيين؛ ما أحدث نقصاً كبيراً في مقاتلي الجماعة الانقلابية.
المشهد السياسي

وعلى صعيد المشهد السياسي، عقد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، الاثنين، اجتماعًا ضم سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي.
وقالت وكالة سبأ الحكومية: "إن هادي وضع أمام السفراء المستجدات على الساحة اليمنية ونتائج مكوثه في العاصمة المؤقتة عدن بعد تحريرها والمحافظات المجاورة لها من الانقلابيين".
وقال هادي: "إن التدخل الإيراني في اليمن ليس وليد اللحظة بل منذ وقت مبكّر، وهذا ليس بجديد، بل مرصود وموثق من خلال شحنات الأسلحة التي تم ضبطها عبر سفينة جيهان 1 وجيهان 2، وسفراء الدول الخمس والأمم المتحدة على اطلاع بكل تلك التداعيات وما تلاها من انقلاب سافر على الشرعية والإجماع الوطني لتنفيذ أجندتهم الدخيلة باستنساخ التجربة الإيرانية في اليمن، وهذا ما رفضه شعبنا اليمني من أقصاه إلى أقصاه وقاوم الانقلابيين رغم استيلائهم على مقدرات الدولة".
وأضاف :"لقد عانى أبناء الشعب اليمني الكثير من المآسي جراء الأعمال الإجرامية التي ارتكبتها الميليشيا الانقلابية من قتل الأبرياء، وتشريد الأسر، وحصار وتدمير المدن حتى حقق شعبنا اليمني المؤمن بقضيته الانتصار على تلك الميليشيا في الجبهات والمواقع بمختلف المحافظات وصولًا إلى مشارف العاصمة صنعاء".
وتابع: "إننا دعاة سلام ومسئولون عن كافة أبناء الشعب اليمني، ولكننا للأسف نواجه عقليات معقدة تريد تدمير البلد لأجل العودة للسلطة، وكذلك تدعم الجماعات الإرهابية لخلط الأوراق ومحاصرة تعز لشهور عدة دون أدنى مسئوليات إنسانية أو أخلاقية".
كما استقبل هادي، السفير الإماراتي لدى اليمن سالم بن خليفه الغفلي. وعبر عن تعازيه باستشهاد الجندي الإماراتي في اليمن في تواصل للتضحية التي تقدمها الإمارات في الدفاع عن الإخوة والعروبة والمصير المشترك.
كما تسلم هادي أوراق اعتماد السفير الصيني تيان تشي كسفير فوق العادة وممثل لجمهورية الصين لدى اليمن.
هروب الحوثيين وقيادات صالح

وعلى صعيد آخر، ذكرت مصادر صحفية نقلًا عن مصادر وصفتها الوثيقة أنها كشفت عن بدء ميليشيات الحوثيين فيما وصف بعمليات (الهروب الكبير) من اليمن، وذلك مع اقتراب القوات الشرعية من المدخل الشرقي للعاصمة صنعاء وانهيار ميليشياتهم أمامها.
وكشفت المصادر لصحيفة «القدس العربي» أن العديد من القيادات الحوثية بدءوا ترتيب هروبهم من العاصمة صنعاء، سواء عبر الجو من مطار صنعاء الدولي الذي يسيطرون عليه حتى الآن أو برًّا إلى محافظة الحديدة الساحلية، المتواجدين فيها بقوة، والتي تتوفر فيها إمكانية الهروب عبر البحر إلى دولة إريتريا.
وتصاعدت عمليات الهروب مع تردد أنباء عن مقتل العديد من قيادات الميليشيات الحوثية والقيادات العسكرية الموالية للمخلوع علي صالح في المواجهات العسكرية التي شهدتها جبهات منطقة فرضة نِهم، والتي كان صالح والحوثيون يعتبرونها السياج الحصين لحماية العاصمة صنعاء، لاحتوائها على أهم معسكرات الحرس الجمهوري الموالية لصالح.
وعلمت (القدس العربي) من مصدر سياسي أن العديد من قيادات الميليشيات الحوثية والقيادات العسكرية والسياسية الموالية لصالح بدءوا ترتيب عمليات مغادرتهم العاصمة صنعاء بعد أن أجلوا كافة أفراد أسرهم إلى خارج البلاد.
وقالت: «أصبح واضحًا أن أغلب من تبقى من القيادات الحوثية والعسكرية والسياسية التابعة لصالح جاهزة لمغادرة البلاد ما عدا المخلوع صالح الذي لا زال مصيرة غامضًا، وهل سيقرر مغادرة البلاد أم أنه سيصمم على البقاء داخل البلاد حتى في حال سقوط العاصمة صنعاء؟».
وأوضح أن «صالح عنيد بطبعه وهو ما أوصل البلاد إلى حافة الهاوية بل ودفع بها نحو الحرب المدمرة، وبالتالي قد لا يقرر الهروب بسهولة وقد يكون آخر الخارجين من اليمن، ولا شك أنه قد يكون جهز سيناريوهات عديدة لهذا الهروب الذي قد يكلفه كثيرا كلما تأخر أكثر، رغم أنه قد قام بتسفير كافة أفراد أسرته إلى دولة الإمارات العربية المتحدة وغيرها من الدول الصديقة له».
ولم يستبعد المصدر السياسي المقرب من صالح سابقًا أن «يكون مصيره مثل مصير الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي الذي أخذ منه صالح صفات عديدة، على الرغم من أنه كان يصفه بالرئيس المعتوه».
مشيرًا إلى أن «صالح يرسم مصيره بيده حاليا، ولا يسمح لأي من معاونيه أو المحيطين به مشاركته في اتخاذ أي قرار من هذا النوع وقد يكون قراره الراهن أصعب من أي قرار سابق، لأنه قرار حياة أو موت».
المشهد اليمني
ما بين المبادرات والتعنت، يبقى الصراع في اليمن مفتوح بين قوى مختلفة، فمعارك تحرير صنعاء من أسر ميليشيات الحوثي مستمرة مع ارتفاع موجة مبايعة القبائل لحكومة هادي؛ مما يعجل بتحرير العاصمة اليمنية وسقوط تحالف "الحوثي- صالح".