الصحف الألمانية ترصد تنامي مشاعر الكراهية ضد اللاجئين
الإثنين 22/فبراير/2016 - 11:09 م
طباعة
بالرغم من محاولة ألمانيا تقديم كل أشكال الدعم للاجئين وخاصة السوريين الفارين من جحيم الحرب السورية، إلا أن هناك محاولات مستمرة لتعزيز أفكار وممارسات من شأنها الحض على الكراهية ونشر العنف، وهو ما ترصده الصحف الألمانية بشكل دائم.
ازمة اللاجئين
رصدت صحيفة "زيكسيشه تسايتونج" الصادرة بدريسدن الاهتمام بالمشاهد المروعة من كلازنيتس، والمتفرجون المقززون الذين عبروا عن فرحتهم لاشتعال النيران في مأوى للاجئين بباوتسن هم جزء لا يتجزأ من الحوادث المشمئزة التي تضمن لولاية ساكسونيا منذ شهور مكانة متقدمة في سلم التجاوزات المعادية للأجانب. ساكسونيا بها مشكلة أكبر من معاداة الأجانب."
أكدت الصحيفة أن مجموعة من 20 إلى 30 شخصًا عبرت عن فرحتها بحريق اندلع في فندق سابق كان يجري العمل على تحويله إلى مأوى لطالبي اللجوء في هجوم تخريبي في بلدة بوتسن بمقاطعة ساكسونيا ليل السبت الأحد.
بينما انتقدت مجلة "دير شبيجل" على موقعها الإلكتروني رئيس وزراء ولاية ساكسونيا، وكتبت تقول:
هؤلاء الذين يقومون بمثل هذه الأفعال ليسوا بشرا"، قال رئيس الوزراء ستانيسلاف تيليش في نهاية الأسبوع بسبب المشاهد المروعة التي حصلت في كلازنيتس. "إنهم مجرمون، مقزز وشنيع ذلك الفعل". قد يظن المرء أن تيليش يستحق الاحترام. لقد فات لأوان ـ وهذا فيه نفاق، منذ أكثر من عام وحركة "بجيدا" في دريسدن تنشر فسادها بمفعول كبير في جميع أنحاء ساكسونيا وخارجها. وخلال كل هذه الشهور لم نر ولو مرة واحدة تيليش كشخص يتبوأ مكانة متقدمة على رأس حركة مناهضة لذلك، بل العكس كان هناك دوما شعور بأن تيليش يقبل ما يحرك "مواطنيه القلقين" والذين في الحقيقة ليس لهم قلق، بل هم يقلقون الآخرين، طوال مدة طويلة عبر عن تفهمه للأشخاص الذين "يتخوفون من الإسلام".
حريق مقار اللاجئين
أما صحيفة "بيلد" أثارت مجددا أحداث ليلة رأس السنة في كولونيا حين اعتدى لاجئون على بعض النسوة وتحرشوا بهن جنسيا، وأوضحت بقولها مجموعة متحرشة جنسيا في كولونيا وبلطجة كراهية يمينية في كلاوزنيتس ومأوى لاجئين يحترق في باوتسين، ما هي النقطة المشتركة بين هذه الحوادث؟ إنها تظهر أن أزمة اللجوء الكبيرة تحتاج إلى حلول في كثير من المواقع الصغيرة، ومن يصوب أصبعه فقط تجاه الغوغائيين والمحرضين، فإنه يبسط الأمور".
في حين رصدت صحيفة "راينيشه بوست" الصادرة في دوسلدورف أكدت أن المتظاهرين المعادين للأجانب لا يمثلون السكان الألمان، والاشارة بقولها "لا، هذا الحشد من الناس الغاضبين الذين استقبلوا في كلاوزنيتس الساكسونية لاجئين بعبارات الكراهية والتحريض (ارحلوا من هنا) ليسوا هم الشعب، ولحسن الحظ. ألمانيا في غالبيتها الكبرى شعب يقابل من يبحثون عن الحماية بالتضامن والإنسانية والاحترام، ما حصل في كلاوزنيتس هو في حد ذاته خطير".
ونوهت الصحف إلى أن نحو مائة شخص شاركوا في "مسيرة تضامن" مع اللاجئين في كلازنيتس في وقت متأخر السبت، وحملوا لافتات تدعو إلى تأمين ظروف آمنة وإنسانية لطالبي اللجوء.
من ناحية أخري أشاد وزير الخارجية الفرنسية جان مارك إيرولت بـ"شجاعة الشعب الألماني" في أزمة اللاجئين، موضحا بقوله الشعب الألماني يتصرف بشجاعة تستدعي الاحترام" عبر استقبال غالبية طالبي اللجوء المتوافدين إلى أوروبا، جاء ذلك قبل توجهه إلى أوكرانيا برفقة نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير.
أضاف أن بلاده وألمانيا تتشاطران "الأهداف نفسها، أي تحسين ضبط اللاجئين ووقف المهاجرين غير الشرعيين وبات ينبغي تطبيقها".
معانة مستمرة
وتابع الوزير الفرنسي الجديد أن "قوة العلاقة الفرنسية الألمانية تكمن في البحث دوما عن الحل. فخلافاتنا تصبح قوة عندما نقرر ذلك".، فيما امتنع إيرولت عن توجيه أي انتقاد مباشر لسياسة ألمانيا القاضية بفتح الأبواب للاجئين، على عكس تصريحات رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس في 12 فبراير في الصحف الألمانية بالقول إن تلك السياسة "المبررة لفترة مؤقتة" لا يمكن مواصلتها على المدى الطويل".
ولاحقا أعلن فالس أن بلاده "لا تؤيد" وضع آلية دائمة لتوزيع اللاجئين على أعضاء الاتحاد الأوروبي بناء على اقتراح المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.
وفي سبتمبر من العام المنصرم أعرب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن تأييده لآلية مماثلة بعد الصدمة التي أثارتها صورة جثة الطفل ايلان الكردي على شاطئ تركي، إلا أن الموقف الفرنسي تشدد تدريجيا، على خلفية أزمة الهجرة وإثر اعتداءات نوفمبر، حيث تعتزم فرنسا الاكتفاء بـ 30 ألف لاجئ تعهدت باستقبالهم من بين 160 ألفا على المستوى الأوروبي، في حين استقبلت ألمانيا أكثر من مليون منهم العام الماضي.