الجيش اليمني يواصل تقدمه.. و"حليف الإخوان" يتولى قيادة القوات المسلحة
الثلاثاء 23/فبراير/2016 - 07:39 م
طباعة

واصلت مقاتلات التحالف العربي في اليمن غاراتها الجوية، اليوم الثلاثاء، وقصفت مواقع يسيطر عليها الحوثيون وصالح، في أكثر من محافظة بالبلاد، فيما حققت المقاومة وقوات الجيش الموالية للشرعية تقدماً في جبهة صرواح بمحافظة مأرب، وسط تعيين الفريق علي محسن صالح الأحمر نائبا للقائد الأعلى للقوات المسلحة وهو ما يعد تغييرا في السياسة اليمينية، وبداية حضور لجماعة الاخوان فهو يوصف من قبل البعض بأنه "الذراع العسكرية" لحزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان) أصبح في موقع الرجل الثاني بعد الرئيس عبد ربه منصور هادي في الجيش.
الوضع الميداني:

حقق الجيش والمقاومة تقدماً على عدة جبهات في تعز، فيما واصل المتمردون قصف المدنيين في المدينة، إلى جانب ذلك سجلت معارك عنيفة على جبهات الجوف، لاسيما في الغيل ومديرية الخب والشغف.
وشهدت محافظة الجوف شمال اليمن معارك عنيفة بين قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة، وميليشيات الحوثي والمخلوع علي صالح من جهة أخرى في الغيل ومديرية الخب والشعف، فيما دمر طيران التحالف العربي تعزيزات للحوثيين كانت في طريقها إلى جبهة سدبا شمال مديرية الحزم.
ومع اقتراب الجيش والمقاومة من محورين رئيسين في تخوم العاصمة صنعاء، أفادت مصادر بصنعاء أن قيادات الانقلاب كثفت اتصالاتها مع بعض شيوخ قبائل الطوق المحيطة في محاولة لمنع استمالتها إلى دعم الشرعية، حيث أرسل المخلوع صالح مبعوثين من قيادة حزب المؤتمر لقبائل بني حشيش وبني الحارث المتاخمة لقبائل نهم في محاولة لإقناعهم بالوقوف معهم ضد الشرعية.
وفي جبهة نهم، ما زالت المواجهات مستمرة، حيث استهدفت قوات الشرعية مواقع الميليشيات منطقة نقيل بن غيلان، كما أعلنت مصادر المقاومة عن مقتل القيادي الحوثي البارز علي هادي رعدان وثلاثة من مرافقيه في تلك المواجهات التي أسفرت عن إحكام سيطرة المقاومة الشعبية على قرية المدراج غرب نهم، فيما تستمر المواجهات مع الانقلابيين في جبل بران، آخر معاقل الحوثيين في نهم.
وفي مأرب، تتواصل المواجهات في منطقة المخدرة غرب المحافظة بعد وصول تعزيزات للميليشيات من صنعاء.
أما في تعز، فقد أحرزت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تقدماً ملموساً على أكثر من جبهة في محافظة تعز بدعم جوي من طيران التحالف العربي.
وقتل أكثر من 20 من الميليشيات نتيجة الاشتباكات البرية والقصف الجوي، خاصة على جبهات المسراخ والشريجة والذباب.
في المقابل، رد الانقلابيون بالقصف العشوائي على الأحياء السكنية في مدينة تعز، أسفر عن عشرات الإصابات من المدنيين، وتدمير عدد من الممتلكات.
المشهد السياسي:

أصدر الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، قرارًا بتعيين الفريق الركن علي محسن صالح الأحمر نائباً للقائد الأعلى للقوات المسلحة.
ويصوف الاحمر، بأنه "الذراع العسكرية" لحزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمين) أصبح في موقع الرجل الثاني بعد الرئيس عبد ربه منصور هادي في الجيش.
وواجه تعيين الأحمر نائبا لهادي، انتقادات عدة وخصوصاً في مناطق الجنوب، حيث يعتبره عديدون، وتحديداً أنصار الحراك الجنوبي، وهو ما يُخشى أن ينعكس على التعاون القائم بين "المقاومة الشعبية"، وتحديداً في الجنوب، وقوات الجيش اليمني في الفترة المقبلة.
كما يمثل عقبة في أي حل سياسي متوقع مع العداء الشديد بين الحوثيين والرئيس اليمين السابق علي عبد الله صالح من جهة والفريق الاحمر من جهة اخري.
كما هدد القرار دعم الإمارات ومصر، للسعودية في حربها ضد المليشيات السعودية نظران لـ"فيتو" الدولتين على تعيين الأحمر إلى كونه مقرباً من جماعة الاخوان.
قرار تعين الفريق الأحمر يهدد الي القرار هو اتساع نطاق الحرب وامتدادها لأشهر طويلة وليس هناك حسم قريب.
وفي نفس السياق ترأس الرئيس اليمني عبدربه ، اجتماعاً استثنائياً للحكومة بحضور نائب رئيس الجمهورية رئيس الوزراء خالد بحاح ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الفريق الركن علي محسن الأحمر لمناقشة جملة من القضايا والموضوعات الهامة على الساحة الوطنية.
واستعرض الرئيس واقع التطورات الميدانية التي تشهدها جبهات القتال في مختلف المواقع، محيياً التضحيات الجسام التي يجسدها منتسبي الجيش الوطني والمقاومة الشعبية الذين يسطرون الملاحم البطولية في مواجهة الانقلابيين الحوثي وصالح.
وأشاد هادي ببسالتهم بالتعاون مع قوات التحالف العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ، ودولة الإمارات العربية المتحدة التي امتزجت دمائهم الزكية مع إخوانهم اليمنيين لتجسيد أواصر الأخوة والتكامل والمصير المشترك.
الحوثي يحذر:

من جانبه أعلن زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، في خطاب متلفز بثته قناة "المسيرة" التابعة للجماعة، مساء اليوم، أن خيار جماعته هو "الثبات والمواجهة"، ما دام ما وصفه بـ"العدوان" مستمراً.
وحذر الحوثي، أتباع جماعته من "التقصير والتفريط"، وكذلك من "الاستقطاب"، الذي اعتبر أنه يتم بالإغراءات المالية، في إشارة إلى الشخصيات والأطراف التي تنحاز للشرعية وكانت محسوبة على الجماعة، أو التزمت الصمت.
كما انتقد مجلس الأمن الدولي، معتبراً أنه "أمن لأمريكا فقط"، متهما الأخيرة بالوقوف وراء ما وصفه بـ"العدوان"، وختم "ما علينا إلا الصمود والثبات والاستعانة بالله والتوكل عليه، والحذر من التقصير والتفريط، وأن نسعى في مواجهة مؤامرات الأعداء، ما دام العدوان مستمرا فخيارنا الديني والوطني هو الثبات والمواجهة".
المسار التفاوضي:

وعلي صعيد المسار التفاوضي، hعلن رياض ياسين، وزير الخارجية اليمني السابق أن إيران تسعى جاهدة إلى جعل الحوثيين جزءاً من الحل، مستقبلاً، وذلك لخلق دولة داخل الدولة اليمنية، كما يحدث في لبنان، وأنها فشلت في أن تدخل اليمن في حرب طائفية، بين سنة وشيعة، رغم كل محاولاتها لإقناع بعض الأطراف الدولية بأن هناك مظلومية بحق الحوثيين.
وشدد في حيث للشرق الأوسط على أن "إيران فشلت في أن تدخل اليمن في أتون حرب طائفية بين سنة وشيعة، رغم كل محاولاتها لإقناع البعيدين عن المشهد في اليمن بأوهام المظلومية، وكان لعاصفة الحزم الدور الحاسم في إفشال المخطط التوسعي الإيراني".
كما أكد أن المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، يسعى إلى التوصل إلى اتفاق تسوية سياسية بين الأطراف المتنازعة، الحكومة الشرعية والمتمردين، مهما كان نوعها، وأنه يكرر ما أقدم عليه سلفه المبعوث السابق.
وأضاف ياسين أن "المطلوب أساسا هو الضغط على ميليشيات الحوثيين وميليشيات صالح للالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي رقم (2216)، ولا بد من التلويح الصريح من قبل الأمم المتحدة لتفهم ميليشيات الحوثي وصالح أن المجتمع الدولي والأمم المتحدة لن يستمر في مراعاتهم إلى ما لا نهاية، وأنه لا بد من الإقرار بتطبيق البند السابع وعدم الاعتراض على ما تقوم به دول التحالف من عمليات عسكرية لإنقاذ اليمن، ما دام الحوثيون مستمرين في حصار تعز واحتلال المناطق واستخدام العنف والقوة".
كما شدد على أن إيران تحاول جاهدة في هذه المرحلة أن تبقي الحوثيين جزءا من الحل، وسيكون من الخطأ الجسيم أن تعطى الميليشيات، التي تشكل أقل من 2 في المئة من الشعب اليمني، حقا أو سلطة أو موقعا متميزا في تسوية سياسية، بينما تهمل القضية الجنوبية وهي الأساس في الحل في المشكل اليمني.
وعن الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح قال ياسين إنه "ارتمى في تحالف الطمع والهلع والغرور لاستعادة السلطة غير مدرك أن الكيل قد طفح بالشعب اليمني، وأنه لن يكون مقبولا داخليا ولا خارجيا بعد كل الدمار الذي سببه في الجنوب والشمال".
المشهد اليمني:
تعين الفريق الركن علي محسن الأحمر في منصب نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، يشير الي ان الأوضاع في اليمن سوف تشهد تحولا سياسيا وميدانيا، بما يهدد الإنجازات التي حققتها قوات التحالف خلال الأشهر الماضية، ويشير إلى استمرار الصراع لأشهر طويلة قادمة.