تقدم الجيش اليمني.. وتورط حزب الله مع الحوثيين
الخميس 25/فبراير/2016 - 09:10 م
طباعة

كشفت الحكومة اليمنية وقوات التحالف بقيادة السعودية عن وثائق تورط حزب الله اللبناني في القتال الدائر ضد جماعة الحوثيين، فيما أكد الرئيس اليمني اقتراب النصر وتحرير صنعاء.
الوضع الميداني:

استعادت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، اليوم الخميس، السيطرة على عدة مواقع من الحوثيين والقوات العسكرية الموالية للمخلوع علي صالح شرق العاصمة صنعاء.
وقالت مصادر إن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تدور بينهما مواجهات عنيفة الطرفين في منطقة مسورة بمديرية نهم، شرق صنعاء.
كذلك، وقعت اشتباكات بين المقاومة والمليشيات في مناطق على مدخل مديرية أرحب شمال صنعاء، وسيطرت المقاومة على مناطق السيلة، بعد معارك عنيفة مع المليشيات.
وأوضحت مصادر في "المقاومة"، أن "قوات الجيش والمقاومة اقتحمت منطقة مسورة في مديرية نهم شمال شرقي صنعاء، بعد أن استهدف طيران التحالف بعدة غارات مواقع مختلفة تسيطر عليها المليشيات في تلك المناطق".
وفي محافظة الجوف شمال شرق العاصمة صنعاء، شن طيران التحالف العربي اليوم الخميس عدة غارات على مواقع الحوثيين وقوات صالح.
وتشهد الجوف مواجهات يومية بين الحوثيين وقوات صالح من جهة، والجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة أخرى، بالتزامن مع غارات مكثفة لطيران التحالف العربي.
كما اندلعت مواجهات مسلحة بين "المقاومة الشعبية" ومليشيات وقوات الحوثيين وعلي عبدالله صالح، في عدة جبهات في تعز، جنوبي اليمن، اليوم الخميس.
وقال مصدر عسكري، إن "مدفعية الجيش الوطني تمكنت من تدمير أربعة أطقم عسكرية من مليشيا الانقلاب في منطقة الأحياد التابعة للأقروض، جنوب تعز".
وفي المحافظة ذاتها، تحديداً في حيفان، "قتل 14 وجرح العشرات من المليشيات في مواجهات مع الجيش الوطني والمقاومة، في الوقت الذي شنّ فيه طيران التحالف غارات جوية مكثفة على مواقع المليشيات في مديرية دمنة خدير القريبة من حيفان"، وفق سكان محليين، أكدوا أيضاً "وقوع معارك عنيفة في جبهة كرش الحدودية بين محافظتي تعز ولحج".
وتمكنت المقاومة في جبهتي المناطق الشرقية والغربية في الجبهتين، بعد معارك عنيفة من دحر المليشيات، واستهداف تعزيزاتها في الجبهة الغربية، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من المليشيات، وانسحاب بقية العناصر نحو مواقعهم في مناطق بئر باشا، غرب المدينة.
كما صدت القوات السعودية المشتركة القذائف التي أطلقتها ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح على بعض محافظات منطقة جازان فيما نفذت مقاتلات التحالف غارات كثيفة على جبال يمنية قبالة جازان.
واستمرت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح بإطلاق قذائف عشوائية على مناطق في محافظات حدودية مثل الحرث في جازان، ما أسفر عن أضرار في الممتلكات دون وقوع إصابات أو وفيات.
وردت القوات السعودية على مصادر إطلاق القذائف من داخل الأراضي اليمنية ودكت منصات إطلاق قذائف ومخابئ للميليشيات قبالة المنطقة المحظورة.
من جهتها كثفت طائرات التحالف العربي غاراتها على جبال يمنية قبالة منطقة جازان، مثل جبال النظير والمنبه ورازح ومرّان.
هذا وأعلنت الداخلية السعودية استشهاد جندي من حرس الحدود وهو يؤدي مهامه في أحد المراكز الحدودية نتيجة تعرض المركز لمقذوفات عسكرية من الأراضي اليمنية.
ومن جهة أخرى، قبضت القوات السعودية وتحديدا دوريات حرس الحدود على عدد من المهربين الذين حاولوا تهريب أعداد كبيرة من المواد المخدرة كالحشيش والقات.
تورط حزب الله:

أكدت الحكومة اليمنية ضلوع حزب الله اللبناني بصورة مباشرة في الحرب الدائرة حاليًا بين الحكومة والحوثيين وقوات الرئيس على عبدالله صالح، بما فيه ترتيب عمليات التسلل والتخريب داخل الأراضي السعودية.
وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة اليمنية راجح بادي إن "الحكومة لديها العديد من الوثائق والأدلة المادية التي توضح مدى تورط أفراد ينتمون إلى حزب الله في الحرب التي تشنها المليشيا الحوثية على الشعب اليمني"، بحسب وكالة الأنبا ء اليمنية.
وأضاف بادي لـ لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ): "تعددت مشاركة الحزب وأفراده في طبيعة المهمات التي يقومون بها في اليمن على أكثر من صعيد، ولم تقتصر على الدعم المعنوي المعلن عنه رسميًا بل تعدى ذلك إلى المشاركة الفعلية على الأرض وذلك بتدريب أفراد الميلشيا الانقلابية على القتال والتواجد في ساحات القتال على الحدود السعودية، والتخطيط للمعارك وترتيب عمليات التسلل والتخريب داخل الأراضي السعودية".
وأكد بادي، نية الحكومة اليمينة تقديم ملف كامل إلى مجلس الأمن، وجامعة الدول العربية يثبت فيه التدخلات والممارسات الإرهابية لـ"حزب الله" في اليمن.
وكشفت السلطات السعودية، عبر تسجيلات فيديو، عن سعي "حزب الله" اللبناني لشن عمليات "انتحارية" على الأراضي السعودية، فيما اتهمت الحكومة اليمنية الحزب بتدريب الحوثيين والقتال إلى جانبهم على الحدود السعودية.
ونشرت العربية نت، مقاطع فيديو سمحت سلطات الرياض بنشرها، ويظهر فيها عنصراً من الحزب اللبناني الموالي لإيران، يجلس في خيمة ويبحث التكتيكات مع مقاتلين حوثيين، الصيف الماضي، المدرب ينادونه بأبي صالح.. وبدا من حديثه معهم خبرته الطويلة في أعمال العصابات.
في الخيمة الصغيرة انتشر نحو عشرة من عناصر الحوثي في حضرة المدرب اللبناني. والتقدير أن الفيديو صور في شهر رمضان الماضي، الموافق بين يونيو ويوليو.. عندما كانت "عاصفة الحزم" في شهرها الثالث. وقد مضى شهران على قرار مجلس الأمن 2216.
على شاشة كمبيوتر ضخمة.. تظهر صورة المرشد الإيراني علي خامنئي. وفي مقاطع أخرى من التسجيل، حضرت شخصية قيادية من ميليشيات الحوثي.
التدريب ركز على ما سمّاه المدرب اللبناني بإيذاء السعودية عبر القصف العشوائي للمواقع الحدودية. ومنذ انطلاق "عاصفة الحزم" بقيادة السعودية لاستعادة الشرعية في اليمن، كان الإعلان صريحاً بقطع الطريق على إيران وعناصرها خصوصاً ميليشيات "حزب الله" للاستيلاء على اليمن.
كما كشف العميد ركن أحمد عسيري، مستشار مكتب وزير الدفاع السعودي، والمتحدث باسم قوات التحالف العربي، عن وجود قرائن على تورط مرتزقة ما يسمى حزب الله في تدريب ميليشيات الحوثي منذ فترة طويلة على الأعمال التخريبية، سواء داخل اليمن أو خارجه.
وأكد في تصريح لقناة (العربية): "لدينا معلومات موثقة من داخل اليمن تؤكد تورط ميليشيات حزب الله والحوثيين وانتهاكهم بوضوح القرارات الأممية".
وأضاف: "هناك قتلى من ميليشيات حزب الله ومرتزقة إيرانيين في اليمن، وهم يزجون بالأطفال لقتال السعودية؛ مما يؤكد مجددًا أن ميليشيات ذلك الحزب لم تأت إلى اليمن ضمن مشروعات تنموية أو تعليمية".
وطالب العميد عسيري الحكومة اللبنانية بمنع ذلك الحزب من تصدير المرتزقة إلى سوريا واليمن بشكل خاص، والدول العربية بشكل عام.
المشهد السياسي:

وفي سياق آخر، أكد الرئيس عبد ربه منصور هادي، وصول القوات الحكومية والمقاومة الشعبية الموالية للسلطات الشرعية، إلى ضواحي العاصمة صنعاء.
وقال هادي، في اجتماع استثنائي عقده، الأربعاء، في العاصمة السعودية الرياض، بمجلس الدفاع الوطني: “ان الأمور تسير بصورة طيبة، وبشائر النصر قادمة على الانقلابيين وأذرعها الخبيثة من خلال خلايا التطرّف والإرهاب المزروعة”.
وأشار هادي إلى أن: “شعبنا اليمني عانى كثيراً خلال الشهور الماضية، وصبر وتحمل الكثير من المشاق والمتاعب، واستطعنا اليوم تجاوز اصعب مراحلها بعد اخراج الانقلابيين وتحرير محافظات عدة، حتى وصول جيشنا الوطني والمقاومة الباسلة على ضواحي العاصمة صنعاء”.
وخلال الاجتماع وضع الرئيس اليمني، الحضور أمام مستجدات الأوضاع على الصعيد السياسي والاقتصادي والميداني والعسكري، وعملية التحول والانتصارات التي تشهدها مختلف الجبهات.
ونوه هادي خلال كلمته إلى دور المقاومة الشعبية الفعّال خلال الحرب، قائلا : “دور المقاومة الشعبية في مختلف المحافظات التي أضحت رديفا فاعلا للجيش الوطني للإسراع في تحقيق الانتصارات، ووضع حدا لجرائم الانقلابيين تجاه الأبرياء والعزل من ابناء الشعب اليمني”.
وأشاد بالدور المحوري والرائد التي لعبته دول التحالف العربي في وجه المخططات الدخيلة على المجتمع اليمني، والمهددة لدول الجوار.
وعلى صعيد الطرف الآخر، قدم رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن محمد علي المقدشي، عدداً من التقارير والتي تناولت طبيعة الأوضاع ومسرح العمليات في المحافظات التي تشهد مواجهات قتالية، مستعرضاً جملة التطورات والانتصارات التي سطرها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في مختلف المواقع والجبهات القتالية.
إلى ذلك، قدم رئيسا جهازي الأمن القومي والسياسي تقارير موجزة عن طبيعة التحديات الأمنية في مختلف المناطق المحررة، فضلاً عن تقديم صورة موجزة عن الحلول والمعالجات اللازمة تجاهها.
مجلس الأمن:

جدد مجلس الأمن الدولي بالإجماع، امس، عمل لجنة العقوبات الدولية الخاصة باليمن بعد أن تسلم تقرير عمل اللجنة خلال الفترة السابقة. كما مدد قرار حظر إرسال الأسلحة الى الانقلابين عاما اضافيا، ومدد العمل بالعقوبات الدولية المفروضة على الرئيس المخلوع ونجله وزعيم الانقلابين الحوثيين عبد الملك الحوثي وأخيه عبد الخالق والمسؤول العسكري للجماعة عبد الله علي الحاكم المعروف باسم أبو علي.
وفي سياق متصل، أكدت لجنة العقوبات الدولية الخاصة باليمن، أن الانقلابيين الحوثيين والرئيس المخلوع علي صالح، استولوا على مؤسسات الدولة ومقدرات الجيش اليمني، وقاما بالتهرب من العقوبات الدولية بشأن منع تصدير الأسلحة وتجميد الأموال.
جاء ذلك في تقرير نهائي قدم إلى مجلس الأمن الدولي، في جلسة مغلقة خاصة لفريـق الخبراء المعني باليمن، والمشكل عملاً بقـرار مجلـس الأمـن 2140، والذي
يشمل تحليلاً لتنفيذ تدابير الجزاءات، بما فيهـا تدابير تجميد الأصول وحظـر السفر وحظر توريد الأسلحة المحدد الأهداف المفروضة، بموجب القرار 2216.
وأوضح التقرير أن الفريق لاحظ أن الحوثيين، ما فتئوا يستولون تدريجياً علـى مؤسسات الدولة، وتسببوا بذلك في الأزمة الحالية، وأنهم قاموا بإنشاء هيئات تضطلع بالمسؤوليات الـتي تقـع حصراً ضمن صلاحيات الحكومة الشرعية في اليمن.
وأعرب الفريق عن اعتقاده بأن قـوات الحـوثيين وصالح، تشـكل جماعة مسلحة مختلطة جديدة متجذرة في طبقات النخبة الاجتماعية التقليدية في الشمال، وبالمقابل، فإن تركيبة قـوات المقاومة المحلية تعكس أوضاعاً اجتماعية وأولويات سياسية في المناطق المتنازع عليها.
كما لاحظ الفريق وجود نمط في تحويـل الأسلحة والـدعم العسـكري، مـن جانـب وحـدات نظاميـة تابعـة للجـيش اليمني إلى مليشيات الحوثيين وصالح، وهـي تعمل بالنيابة عـن شخصين حددتهما اللجنة، باعتبارهما ينتهكان القرار رقم 2216 وبتوجيه منهما، وهمـا: عبد الملك الحوثي وعلي عبد الله صالح.
ويعكف الفريق حالياً علـى التحقيق في نقل محتمل للقـذائف الموجهة المضادة للدبابات إلى الانقلابيين، في أعقـاب مصادرة شحنة مـن الأسلحة المحملة علـى متن مركب شراعي قبالة ساحل عمان في 25 سبتمبر الماضي.
وقام الفريق بعملية تفتيش شملت الصواريخ ومعداتها، الموجودة حالياً بعهـدة أميركا، ولاحـظ أن منشأها هو إيران، ولها خصائص مماثلة لتلك التي بدأت تظهر بحوزة الحوثيين عبر وسائط الإعلام لاحقاً.
وحدد تقرير نهائي قدم إلى مجلس الأمن الدولي في جلسة مغلقة خاصة لفريـق الخـبراء المعـني باليمن، بعـض مصادر الإيرادات التي تسـتخدمها قـوات الحوثيين وصالح، مـن أجل تمويل العمليات العسكرية. وبالإضافة إلى ذلك، تعقب الفريق أصولاً بقيمـــة 48.8 مليون دولار، تعود ملكيتها لشخصين، هما علي عبـد الله صالح، وأحمد علي عبد الله صالح، وحدد شـبكتين ماليتين للتحايل على تجميد الأصول.
المشهد الآن:

بعد مضي 11 شهرًا على بدء التحالف العربي عملياته العسكرية في اليمن، وجدت الرياض نفسها في معركة تطويله الأمد تتورط فيها قوي خارجية في مقدمتها حزب الله وايران ، وهو ما يشير إلى طول الأمد في المعركة.. وعدم ظهور أي بوادر للحل السياسي قريبا.