بدء هدنة وقف إطلاق النار في سوريا.. واتهامات متبادلة بخرق الاتفاق

السبت 27/فبراير/2016 - 08:53 م
طباعة بدء هدنة وقف إطلاق
 
خمس سنوات من التخريب
خمس سنوات من التخريب والمعارك
بدأ سريان وقف إطلاق النار والمعارك المسلحة في سوريا بموجب خطة أمريكية روسية، حيث توقف القتال على ما يبدو في معظم مناطق غرب وشمال سوريا حتى يتسنى وصول المساعدات للمدنيين وبدء المحادثات لإنهاء الحرب التي اندلعت في 2011، واعتبر متابعون ان نجاح الهدنة يعد تتويجا لمساع دبلوماسية جديدة حاولت تهدئة الأوضاع ميدانيا لإنجاح الحلول السياسية للأزمة السورية.
وجددت الولايات المتحدة تصريحاتها بشأن أن الوقت حان كي تثبت روسيا جديتها بشأن وقف القتال من خلال احترام التزام بعدم مهاجمة الجماعات السورية التي تشكل جزءا من المعارضة المعتدلة.
ورحب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري، في اتصال هاتفي، بدخول وقف إطلاق النار في سوريا حيز التنفيذ، وأكدت وزارة الخارجية الروسية بأن الطرفين واصلا بحث حيثيات التطبيق الكامل لنظام وقف الأعمال القتالية في البلاد، بما في ذلك سبل تعزيز التنسيق العسكري بين روسيا والولايات المتحدة بهذا الشأن.
دي ميستورا
دي ميستورا
وجاء في بيان الوزارة أن لافروف وكيري تناولا أفق استئناف العملية التفاوضية السورية من أجل التسوية السياسية للأزمة بمساعدة المجموعة الدولية لدعم سوريا، مشيرين في هذا السياق إلى أهمية التعاون الوثيق بين روسيا والولايات المتحدة كرئيستين للمجموعة.
بينما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن 70 طائرة بلا طيار تابعة لسلاح الجو الروسي تنفذ المراقبة المستمرة لوقف إطلاق النار في سوريا، وأكد سيرجي كورالينكو، رئيس المركز الروسي للمصالحة بين أطراف النزاع، إنه جرى تنظيم عملية الإبلاغ بإمكانية وقف الأعمال القتالية في كل أراضي البلاد، وذلك من خلال بث القنوات التليفزيونية السورية شريطًا متحركًا يضم معلومات تمكن كل جهة معنية بالاتصال مع المركز الروسي.
ويري متابعون انه بالرغم من نجاح الهدنة في اليوم الأول لها، إلا أن  هناك كثير من الثغرات في الاتفاق الذي لم توقعه الأطراف السورية المتحاربة بشكل مباشر كما أنه أقل إلزاما من اتفاق رسمي لوقف إطلاق النار، بحيث  لا يشمل تنظيم داعش وجبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة.
من جانبه قال ستيفان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة لسوريا "فلنبتهل لنجاحها لأن هذه بصراحة أفضل فرصة يمكن أن نتخيل حصول الشعب السوري عليها خلال السنوات الخمس الأخيرة كي يرى شيئا أفضل ونتعشم أن يكون شيئا له صلة بالسلام"، وتوقع دي ميستورا انتهاكات للاتفاق من حين لآخر لكنه دعا الأطراف لضبط النفس وتفادي التصعيد.
وقال دي ميستورا إنه يعتزم استئناف محادثات السلام السورية في السابع من مارس في حال صمود اتفاق وقف القتال.
شكوك حول نجاح الهدنة
شكوك حول نجاح الهدنة
يأتي ذلك في الوقت الذى قالت فيه جماعات معارضة  أن القصف الحكومي توقف في بعض المناطق لكنه مستمر في مناطق أخرى ووصف الأمر بأنه انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار، واشارته إلى أن هناك مناطق حصلت فيها خروقات من قبل النظام كمنطقة كفرزيتا في حماة عن طريق استهدافها بالمدفعية وكذلك مورك في الريف الشمالي لحماة. 
وقالت جماعة جيش الإسلام إن القوات الحكومية أسقطت برميلين متفجرين وفتحت النار على مواقعها ضمن انتهاكات عديدة لاتفاق وقف الأعمال القتالية في منطقة الغوطة الشرقية القريبة من دمشق.
بينما نقل التليفزيون السوري عن مصدر عسكري أن جماعات مسلحة أطلقت عدة قذائف على مناطق سكنية بالعاصمة دمشق، وأن الصواريخ أطلقت من حي جوبر القريب في ضاحية الغوطة الشرقية الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة، ودعا سكان المنطقة للضغط على الإرهابيين لتفويت الفرصة عليهم في إفشال الجهود المبذولة لإعادة الأمن والاستقرار لهذه المناطق."
ونفى مصدر عسكري سوري ما تردد بشأن قيام الجيش السوري بارتكاب أي انتهاكات لاتفاق وقف العمليات القتالية الذي دخل حيز التنفيذ منتصف ليلة السبت.
من جانبه أكد سيرجي رودسكوي القائد بالقوات المسلحة الروسية أن روسيا علقت الضربات الجوية في "منطقة خضراء" في سوريا تنفيذا لاتفاق وقف الأعمال القتالية.
يأتي ذلك في الوقت الذى جددت فيه الأمم المتحدة أطراف الصراع بالالتزام  ببنود الخطة وحثت الحكومة والمعارضة على استئناف المحادثات وجددت الدعوة لإنهاء الحرب.
وبالتزامن مع بدء هدنة وقف إطلاق النار، تم تسليم مساعدات لبعض المناطق المحاصرة في سوريا هذا العام في سلسلة من الاتفاقات الخاصة بأماكن محددة ولكن الأمم المتحدة تطالب بالوصول لكل السوريين الذين يحتاجون لمساعدات دون أي عائق.
قوات تركية تتدخل
قوات تركية تتدخل
من ناحية أخرى شن تنظيم داعش هجوما على بلدة سورية يسيطر عليها الأكراد تقع على الحدود مع تركيا مما دفع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إلى شن غارات لإجبار مسلحيه على التراجع، وقال ريدور خليل المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية السورية ومصادر أمنية تركية إن مقاتلي داعش هاجموا بلدة تل أبيض الخاضعة لسيطرة الوحدات والواقعة على الحدود مع تركيا وبلدة سلوك القريبة منها.
في حين شنت طائرات التحالف عشر غارات في محاولة لصد الهجوم مشيرًا إلى أن 45 مقاتلا من تنظيم داعش و20 من المقاتلين الأكراد قتلوا.
وبدأ الهجوم بعد ساعات من سريان اتفاق "وقف الأعمال العدائية" الذي أبرمته الولايات المتحدة وروسيا على الرغم من أن الهدنة المؤقتة لا تشمل تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة مما يحفظ للحكومة السورية وموسكو والتحالف حق الاستمرار بضرباتهم خلال هذه الفترة.
وانتزعت الوحدات السيطرة على تل أبيض من الدولة الإسلامية العام الماضي في هجوم دعمته ضربات جوية بقيادة الولايات المتحدة.
وقال الجيش التركي إن 14 طائرة من نوع (إف. 16) قامت بدوريات على الحدود السورية التركية من دون الإشارة بشكل مباشر إلى الهجوم على تل أبيض.
ونفت تركيا مرارا هذا وقالت قوات الأمن إن الإجراءات التي اتخذت في الآونة الأخيرة لمنع العبور بشكل غير مشروع تجعل من المستحيل دخول المهاجمين من تركيا.

شارك