«طالبان» ترفض مفاوضات سلام محدد مسارها سلفاً / وفاة حسن الترابي بذبحة قلبية / «القاعدة» يتبرأ من «مذبحة المسنّين» والحكومة اليمنية تتهم «داعش» / قتلى في هجمات لحركة الشباب بالصومال

الأحد 06/مارس/2016 - 09:11 ص
طباعة «طالبان» ترفض مفاوضات
 
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف المحلية والعربية بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات داخل مصر وعربيا وعالميا بكافة أشكال التناول الصحفي "أخبار- تعليقات- متابعات- تحليلات- آراء" صباح اليوم الأحد الموافق 6/ 3/ 2016

الجيش الليبي يخوض آخر معارك بنغازي ضد «داعش»

الجيش الليبي يخوض
إيطاليا تنفي وجود خطط لتدخل وشيك وكي مون يصف الأوضاع بالمقلقة
شن وزير الداخلية الليبي هجوماً عنيفاً على جماعة الإخوان، ودمغها بأنها خلف الخراب الذي تشهده بلاده، مهدداً في الوقت ذاته بمقاتلة الأمن التونسي حال تدخله في مدينة صبراتة، في وقت بدأ الجيش الوطني آخر معاركه لتطهير مدينة بنغازي من الإرهابيين، عقب استيلائه على معسكر 17 فبراير، أخطر معاقل تنظيم داعش في المدينة، وبالتزامن نفي رئيس وزراء إيطاليا ماثيو رينزي ما تردد بشأن تدخل وشيك لبلاده في ليبيا، فيما وصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأوضاع في ليبيا بالمقلقة للمنطقة والعالم.
وفي الأثناء، اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش الليبي وعناصر تنظيم «داعش» والتشكيلات المسلحة الموالية له ظهر أمس في محيط إدارة التسويق بمصنع الأسمنت، آخر معاقل «داعش» بمنطقة الهواري في مدينة بنغازي. وأعلن آمر التحريات في القوات الخاصة «الصاعقة» رئيس عرفاء فضل الحاسي تدمير آليات تابعة لتنظيم «داعش»، مؤكداً أن الجيش كبّد التنظيم خسائر فادحة في الأرواح، في وقت أصيب فردان من القوات الخاصة «الصاعقة» خلال المواجهات التي وصفها الحاسي بالأعنف.
مقتل قائد
وفي السياق ذاته، أعلن الناطق باسم القوات الخاصة «الصاعقة»، العقيد ميلود الزوي مقتل القائد الميداني رئيس عرفاء أسامة عبد الله احبارة التاورغي، إثر انفجار لغم أرضي صباح الجمعة، في محيط مصنع الأسمنت. وقال الزوي إن القتيل أحد مُعلمي مدرسة الصاعقة والمظلات.
نفي
إلى ذلك، أكد رئيس وزراء إيطاليا ماثيو رينزي أن بلاده لن تندفع إلى تقديم خطط عسكرية بشأن ليبيا، رافضاً ما تردد من تكهنات عقب مقتل اثنين من الرهائن الإيطاليين أخيراً في الدولة الواقعة شمالي إفريقيا. وكتب رينزي- في النشرة الصحفية «إي نيوز»- يقول: «إن وسائل الإعلام سارعت بالتكهن بسيناريوهات عن حرب إيطالية في ليبيا، وهو أمر بعيد عن الواقع، وفي الحقيقة، فإن الوضع في ليبيا يتسم دائماً بالتعقيد».
قلق
من ناحيته، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون: إن ليبيا مصدر قلق لمنطقة شمال إفريقيا والعالم بأسره، وقال، قبيل مغادرته نواكشوط متوجهاً إلى الجزائر، إن كثيراً من التقارير المقلقة عن اتساع مدى انتهاكات حقوق الإنسان بينها انتهاكات خطرة قد تصل إلى جرائم حرب. وطالب كي مون جميع الأطراف الليبية بالسعي لتهدئة الأوضاع في إيقاف عمليات الاقتتال، داعياً «الأطراف الخارجية إلى التحلي بالمسئولية وعدم إشعال الموقف أكثر».
تهديد
إلى ذلك، شن وزير الداخلية في الحكومة الليبية المؤقتة محمد الفاخري المدني هجوماً عنيفاً على جماعة الإخوان، وحمّلها مسئولية التدهور الماثل في بلاده، وقال في رده على تصريحات تمنى فيها زعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي تدخل الأمن التونسي للقضاء على الإرهابيين في صبراتة الليبية: «نحن لا ننظر لا إلى راشد الغنوشي ولا إلى غيره، وإنما نرى أن الإخوان المسلمين هم رأس الإرهاب والجماعات المنبثقة عنه مثل فجر ليبيا والجماعة الليبية المقاتلة، وكل القادة الإرهابيين كانوا ضمن تنظيم الإخوان المسلمين، وهم سبب التدهور الماثل في بلادنا»، وأضاف أن الليبيين سيقاتلون الأمن التونسي لو تدخل في مدينة صبراتة، باعتبار أن ليبيا دولة ذات سيادة وعضو في الجامعة العربية وفي مجلس الأمن.
تدخل
قال وزير الدفاع التونسي فرحات الحرشاني إن بلاده لا تتدخل عسكرياً خارج أراضيها، وإنها تحارب الإرهاب والإرهابيين على أراضيها، وهي في تحالف ضد هذه الآفة التي أضحت عابرة للدول والقارات، ما يجعل مكافحته هي أيضاً عابرة للدول وللقارات.
"البيان الإماراتية"

«طالبان» ترفض مفاوضات سلام محدد مسارها سلفاً

«طالبان» ترفض مفاوضات
رفضت حركة «طالبان» أمس إجراء محادثات سلام مباشرة مع الحكومة الأفغانية، موجهة ضربة للجهود الدولية الهادفة إلى إحياء عملية التفاوض بهدف إنهاء التمرّد المستمر منذ 14 سنة. وكررت الحركة شروطها المسبقة لاستئناف الحوار بما يشمل رحيل القوات الأجنبية من أفغانستان، فيما كان من المرتقب أن تنطلق محادثات ثنائية في إسلام آباد هذا الأسبوع.
وتزامناً وخلال اتصال تلفزيوني جمعهما، جدد الرئيس باراك أوباما دعوته لنظيره الأفغاني أشرف غني السعي مع البلدان المجاورة من أجل السلام في أفغانستان وتعميق التعاون الإقليمي.
وكانت حكومة كابول أعلنت أن الحوار المباشر مع ممثلي طالبان سينطلق، بعد أربع جولات من المحادثات بين ممثلي كل من أفغانستان وباكستان والصين والولايات المتحدة.
غير أن الجهود منيت بانتكاسة قوية في ضوء رفض «طالبان» السير في أي حوار تحدد طريقه البلدان الأربعة، واتهم بيان للحركة، نشرته على موقعها الرسمي، الولايات المتحدة بعدم الجدية في السعي إلى السلام، خصوصاً مع زيادة عدد قواتها في أفغانستان ومواصلتها تعقّب مقاتلي «طالبان»، من خلال شنّ غارات جوية وهجمات ليلية على مناطق مختلفة من البلاد.
كما اتهم البيان القوات الحكومية بمحاولة توسيع رقعة المواجهات، ما تسبب بتشريد الآلاف من العائلات في الشتاء القارس ووسط الثلوج. وجاء فيه أن «من أعلنوا عن موعد المفاوضات المباشرة لم يتواصلوا مع المكتب السياسي للحركة في الدوحة. كما لم يتم الإصغاء إلى آراء الشخصيات الأفغانية التي شاركت في محادثات باغواش الشهر الماضي».
وشدد بيان الحركة على نفي موافقة الملا أختر محمد منصور أو مجلس الشورى القيادي على التفاوض مع كابول، وأن كل ما ورد في وسائل الإعلام عن هذه الموافقة لا أساس له من الصحة. وشدد على إنهاء الوجود الأجنبي «الاحتلال» في أفغانستان، وإلغاء «اللائحة السوداء» التي أدرجت الأمم المتحدة فيها أسماء قيادات «طالبانية» وحظّرت حركتها وجمّدت أموالها، مشيراً إلى أن أي محادثات «مشبوهة» لن تفضي إلى النتائج المرجوة.
في غضون ذلك، احتدمت المعارك في مناطق مختلفة وواصلت قوات «طالبان» تقدّمها في ولاية هلمند (جنوب)، حيث بسطت سيطرتها على مناطق جديدة ومراكز حكومية في ولايات الشمال الأفغاني.
ودارت اشتباكات في ولاية فارياب المحاذية للحدود مع تركمانستان (شمال). ووفق بيانات لمركز الإعلام الأفغاني في كابول، منيت القوات الحكومية بقيادة الجنرال رشيد دوستم نائب الرئيس الأفغاني، بخسائر فادحة في الأرواح والمعدات وأجبرت على الانسحاب من منطقة خواجا موسى بعد مقتل 34 من أفرادها.
ونقل موقع «طالبان» عن مسئولين عسكريين في الحركة، أن مسئولاً في الشرطة الأفغانية في ولاية بدخشان المحاذية للصين وطاجكستان انضم إلى الحركة، فيما سيطر مقاتلوها على مراكز المراقبة التابعة للحكومة في منطقة ناد علي في هلمند، وأخرى قريبة من لشكر جاه عاصمة الولاية. 

وفاة حسن الترابي بذبحة قلبية

حسن الترابي
حسن الترابي
غيّب الموت أمس، الزعيم الروحي للإسلاميين في السودان، رئيس حزب «المؤتمر الشعبي» حسن الترابي (84 سنة)، إثر إصابته بذبحة قلبية توفي على أثرها في مستشفى «رويال كير» في الخرطوم، طاوياً بذلك مسيرةً سياسية حافلة امتدت نحو52 عاماً لواحد من أبرز وجوه السياسة والفكر في البلاد.
وظل الترابي حاضراً ومؤثراً في الحياة السياسية السودانية منذ دخوله معتركها في عام 1964، وتقلب بين المعارضة والمشاركة في السلطة. وصعد بالإسلاميين من تنظيم صغير إلى حزب سياسي كبير، حاز ثالث أكبر كتلة في البرلمان في آخر انتخابات اشتراعية أجريت في العهد الديمقراطي العام 1986، التي حصل على الغالبية فيها صهره زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي.
ودبّر الترابي الانقلاب العسكري الذي حمل الرئيس عمر البشير إلى السلطة في عام 1989 وظل العقل المفكر للنظام الحاكم خلال الأعوام الـ10 الأولى من عمره، قبل أن ينفصل عنه، ويصبح معارضاً شرساً أمضى سنوات في المعتقل، ثم قبل دعوة إلى طاولة الحوار الوطني التي اختتمت أعمالها في الخرطوم أخيراً بعد 5 أشهر من المحادثات في ظل غياب أحزاب المعارضة السياسية والمسلحة.
وأسس الترابي في عام 1991 حزب «المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي»، ليشكل منبراً للقضايا الإسلامية تتلاقى فيه عشرات التنظيمات في العالم، واختير أميناً عاماً له.
وانتُخب في عام 1996 رئيساً للبرلمان السوداني، كما اختير أميناً عاماً لحزب المؤتمر الوطني الحاكم، وأنشأ بعد مغادرته الحكم إثر خلاف مع البشير في عام 1999، حزب المؤتمر الشعبي» وأصبح زعيمه.
درس الترابي الحقوق في جامعة الخرطوم، ثم حصل على الإجازة في جامعة أكسفورد البريطانية في عام 1957، وعلى دكتوراه الدولة من جامعة السوربون الفرنسية عام 1964.
انضم الترابي الذي يتقن الفرنسية والإنكليزية والألمانية، إلى جماعة «الإخوان المسلمين» وأصبح من زعمائها في السودان سنة 1969، لكنه انفصل عنها فيما بعد واتخذ سبيلاً مستقلاً.
شارك ضمن تحالف «الجبهة الوطنية» المعارض ضد نظام الرئيس السابق جعفر النميري، قبل أن يتصالح معه ويصبح وزيراً للعدل في عام 1981 فمستشاراً لرئيس الدولة للشئون الخارجية في عام 1983، وصار في الـ1988 نائباً لرئيس الوزراء الصادق المهدي ووزيراً للخارجية في حكومته الائتلافية.
تُثار أقوال مختلفة حول الترابي، فيرى فيه أنصاره سياسياً محنكاً بارعاً في تحريك الإعلام وخطيباً مؤثراً وداعية ومفكراً إسلامياً، في حين يراه خصومه شخصاً له طموح لا يحد وخبرة في البراغماتية والتعلق بالسلطة.
واتُهم الترابي بإصدار فتاوى تخرج عن السياق العام للفتاوى الإسلامية، وتتعلق بمسائل في أبواب العقيدة، واستثمار نظرية المصلحة، واستخدام مصطلح القياس الواسع، والقول بشعبية الاجتهاد.
بدأ الترابي حياته السياسية عضواً في جبهة الميثاق الإسلامية التي كانت تحالفاً سياسياً إسلامياً يقوده «الإخوان المسلمون»، وكانت ثورة تشرين الأول (أكتوبر) 1964 على حكم الرئيس السابق إبراهيم عبود منعطفاً مهماً في مسيرته، إذ نقلته من قاعات الدراسة الأكاديمية إلى أتون السياسة وصراعاتها.

«القاعدة» يتبرأ من «مذبحة المسنّين» والحكومة اليمنية تتهم «داعش»

«القاعدة» يتبرأ من
مع استمرار مسلسل انفلات الأمن في عدن هاجم مسلحون مجهولون أمس موكب مدير شرطة مديرية التواهي العقيد سالم الملقاط أثناء مروره في حي التواهي بمديرية المنصورة شمال المدينة ما أدى إلى مقتله إضافة إلى أحد حراسه، في وقت نفى تنظيم «القاعدة» مسئوليته عن «مذبحة دار المسنين» التي راح ضحيتها أول من أمس 16 شخصاً. وقال تنظيم «أنصار الشريعة» التابع لتنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» في بيان خاطب فيه سكان عدن «نؤكد لكم نفي صلتنا وعلاقتنا بعملية استهداف دار المسنين، فليست هذه عملياتنا وليست هذه طريقتنا في القتال». واتهمت السلطات اليمنية تنظيم «داعش» بالمسئولية عن المذبحة.
ودان مجلس التعاون لدول الخليج العربية الهجوم الإرهابي الذي وقع على دار المسنين. ووصفه عبداللطيف الزياني الأمين العام للمجلس بأنه «جريمة مروعة تتعارض مع القوانين الدولية والمبادئ الإنسانية، وتكشف عن طبيعة وأهداف القوى المناوئة لعودة الأمن والاستقرار إلى اليمن». وأعرب عن «ثقته التامة بقدرة الأجهزة الأمنية اليمنية على كشف ملابسات هذا العمل الإجرامي الوحشي ومرتكبيه الذين تجردوا من كل القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية»، مقدماً تعازيه لذوي الضحايا المغدورين من يمنيين وأجانب، وللحكومة والشعب اليمني في هذا المصاب الأليم.
إلى ذلك نفى تنظيم «القاعدة» في بيان بثه على الإنترنت مسئوليته عن اغتيال الشيخ عبدالرحمن العدني أحد أقطاب السلفيين في جنوب اليمن قبل حوالي أسبوع.
وفيما رجح مراقبون مسئولية فرع تنظيم «داعش» عن الهجوم على دار المسنين التي ترعاها راهبات ينتمين إلى جمعية «الأم تيريزا»، لقيت «المذبحة» إدانات محلية ودولية واسعة. وقال الفاتيكان في بيان إن البابا فرانسيس «يشعر بالصدمة والحزن العميق» بعد تبلغه مقتل أربع راهبات في الدار.
وعلى صعيد العمليات العسكرية ضد الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي صالح، أفادت مصادر الجيش والمقاومة أمس بأنها حققت تقدماً جديداً وسيطرت على أجزاء كبيرة من سوق «مسورة» في مديرية نهم شمال شرقي صنعاء بعد معارك ضارية مع المتمردين استمرت يومين. وأضافت المصادر أن تعزيزات عسكرية ضخمة للجيش الوطني والمقاومة وصلت أخيراً إلى جبهة نهم عبر محافظة مأرب، وتضمنت أسلحة نوعية من بينها مدافع ذاتية الحركة.
كما واصل طيران التحالف شن غاراته على مواقع مسلحي الحوثيين وقوات صالح في مديرية صرواح غرب مأرب وفي مديرية خولان جنوب شرقي صنعاء، وأفادت مصادر ميدانية بأن الغارات امتدت إلى جبهة محافظة تعز واستهدفت مواقع المتمردين في مناطق «جبل حبشي ومديرية ماوية» في ظل قصف مستمر لميليشيا الحوثيين على القرى والأحياء السكنية المحاصرة الواقعة تحت سيطرة المقاومة والجيش الوطني.
سياسياً، استأنف مبعوث الأم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أمس جهوده الرامية إلى عقد جولة جديدة من محادثات السلام بين الحكومة اليمنية والانقلابيين الحوثيين و»المؤتمر الشعبي» (حزب صالح). وذكرت مصادر حكومية أن ولد الشيخ التقى أمس في الرياض الرئيس عبدربه منصور هادي الذي شدد على «ضرورة توافر حسن النوايا، وإجراءات بناء الثقة، لاستئناف المحادثات». واشترط هادي قبل العودة إلى المفاوضات قيام الحوثيين بالإفراج عن المعتقلين، ورفع الحصار عن المدن، وإيجاد ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المحافظات المحاصرة ومنها تعز.
وتتهم الحكومة الشرعية مسلحي الحوثيين باعتقال مئات الناشطين السياسيين والإعلاميين والقادة الحزبيين، وتطالبهم قبل الحديث عن أي تسوية سياسية بإطلاق سراح وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي وشقيق الرئيس هادي، اللواء ناصر منصور هادي، والقائد العسكري البارز فيصل رجب.
"الحياة اللندنية"

الغنوشي: "حزب الله" متورط في دماء الأحرار وتدمير سوريا واليمن

رئيس حركة النهضة
رئيس حركة النهضة التونسية الشيخ راشد الغنوشي
نفى رئيس حركة النهضة التونسية الشيخ راشد الغنوشي، في مكلمة هاتفية مع قناة "TRT" العربية، مساء أمس السبت، ما نسب إليه من تصريحات تناقلتها وسائل إعلام مختلفة، حول موقفه من اعتبار حزب الله اللبناني منظمة إرهابية.
وكانت وسائل إعلام نقلت تصريحات على لسان الغنوشي جاء فيها إنه "لا يمكن الحكم بصفة مطلقة على تنظيم حزب الله اللبناني، بأنه إرهابي"، وذلك على خلفية خلفية تصنيف مجلس وزراء الداخلية العرب للحزب.
وأوضح زعيم حركة النهضة، أن تحريفًا وقع لتصريحاته في بعض وكالات الإعلام، ما أعطى انطباعًا بأن الشيخ يدعم حزب الله، مشيرًا إلى أن التصريحات المذكورة مقتطعة من سياقها.
وقال الغنوشي، إنه أكد في التصريحات أن "دور حزب الله في المقاومة دور مقدر ويعترف به الجميع"، وأوضح أنه وعلى الرغم من ذلك "يدين ويرفض وقوف الحزب مع الثورات المضادة ومع الطائفية في سوريا وفي اليمن وتورطه في دماء الأحرار وفي تدمير سوريا واليمن".
وانتشرت التصريحات المنسوبة للغنوشي بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي تصريحات اقتطعت من محاضرة له ألقاها على هامش ندوة، نظمها "مجلس شورى" حركة النهضة، بالعاصمة تونس، بعنوان "السياسات العمومية تجاه الشباب في تونس".

تظاهرة بالفلبين استنكاراً لمحاولة اغتيال عائض القرني

الداعية السعودي الشيخ
الداعية السعودي الشيخ عائض القرني
نظَّم عشرات المسلمين مظاهرة في الفلبين، أمس السبت، استنكروا خلالها محاولة الاغتيال التي تعرض لها الداعية السعودي الشيخ عائض القرني.
وذكر تليفزيون "جي إم أيه نيوز" الفلبيني، أن عشرات المحتجين تظاهروا في شوارع مدينة سان جوان، استنكروا خلالها محاولة اغتيال القرني وطالبوا الرئيس الفلبيني بينينو أكينو بمتابعة القضية بكل دقة.
وأشارت القناة إلى أن المتظاهرين، ومن بينهم أطفال، رفعوا صور الشيخ عائض القرني الذي يحظى بدرجة عالية من التقدير بين مسلمي الفلبين.
وكان القرني قد نجا من محاولة اغتيال تعرض لها وعدد من مرافقيه فور انتهاء محاضرة ألقاها على مجموعة من الدعاة في مدينة بجنوب الفلبين مساء الثلاثاء الماضي، وذلك بعد أن أطلق عليه أحد الحضور النيران.

قتلى في هجمات لحركة الشباب بالصومال

قتلى في هجمات لحركة
ذكرت الشرطة الصومالية، أن ثلاثة أشخاص قتلوا "مدنيان وجندي من قوات الاتحاد الإفريقي"، وأصيب ستة آخرين، أمس السبت، في سلسلة تفجيرات وقعت في الصومال.
وقال مسئول الشرطة الصومالية عبدي حسن لوكالة الأنباء الألمانية: إن خمسة ألغام انفجرت في بلدة بارديرى الواقعة جنوب غربي البلاد في إقليم جيدو، وأضاف "أنه يبدو أن بعض الانفجارات قد تم تنفيذها عن طريق التحكم عن بعد"، وأوضح حسن أنه تم إبطال مفعول ثلاثة ألغام أخرى من جانب قوات الجيش.
وتقع بلدة بارديرى على مسافة 400 كيلومتر إلى الغرب من العاصمة مقديشو، وكانت معقلا لحركة الشباب الإرهابية حتى 2015.
"الشرق القطرية"

الحوثيون يفرون من الجوف والمقاومة تسيطر على «خب والشغف»

الحوثيون يفرون من
ولد الشيخ يرتب لجولة ثالثة من المفاوضات الشهر الجاري
سحب المتمردون الحوثيون عدداً من كتائبهم من مناطق ومديريات محافظة الجوف تحت وقع ضربات قوية تلقوها من المقاومة وغارات التحالف العربي، وتمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة بدعم من قوات التحالف العربي من إحكام السيطرة على معظم أجزاء مديريتي «خب والشغف»، وتأمين الخط الدولي الذي فشل الانقلابيون في استعادة السيطرة عليه.
ووسط مساع أممية لعقد جولة مفاوضات جديدة منتصف الشهر الحالي، جدد الرئيس عبد ربه منصور هادي، مطالبته للميليشيا الانقلابية بإظهار حسن النوايا، وتطبيق بنود إجراءات الثقة، التي تم التوافق عليها بين ممثلي وفد الحكومة الشرعية وممثلي الانقلابيين في مشاورات جنيف الثانية، التي عقدت منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وفي بشائر جديدة من تخوم صنعاء الشرقية، استطاعت المقاومة اليمنية، أمس، السيطرة على أجزاء واسعة من سوق مسورة بمديرية نهم. وذكرت مصادر محلية، أن قوات الجيش والمقاومة سيطرت على أجزاء واسعة من سوق مسورة بعد معارك عنيفة مع الحوثيين وقوات صالح، استمرت من ليل الجمعة وحتى صباح أمس السبت، وذلك بعد وصول تعزيزات جديدة وصلت لقوات الجيش والمقاومة من مأرب، من بينها، مدافع ذاتية الحركة.
وشنت طائرات التحالف العربي المساند للشرعية في اليمن، أمس، غارات مكثفة على مواقع الميليشيات الانقلابية في محافظة الجوف، شمالي البلاد، مما أسفر عن مقتل 20 من عناصر الميليشيات، حيث استهدفت الغارات تجمعاً للمليشيات في مديرية برط العنان، بالتزامن مع مواجهات مع قوات الشرعية، كما استهدفت غارات جوية الميليشيات في منطقة الغيل بالمحافظة.
وطالب الرئيس هادي، لدى لقائه أمس في الرياض، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ، المتمردين الحوثيين، بإجراءات لبناء الثقة من خلال الإفراج عن المعتقلين ورفع الحصار عن المدن وإيجاد ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية للمحافظات المحاصرة، ومنها تعز.
ونقلت مصادر عن ولد الشيخ، أمس، مساعيه إلى انطلاق المشاورات الثالثة بين طرفي الصراع منتصف مارس/آذار الجاري، وذلك إذا توفق ولد الشيخ في محادثاته مع قيادات يمنية في الرياض.
"الخليج الإماراتية"

تركيا 'تحارب' النفوذ الإيراني برفع التبادل التجاري معها إلى 30 مليارًا

تركيا 'تحارب' النفوذ
عرض أنقرة مقايضة موقفها في سوريا بصفقة غاز إيرانية تعوض توقف الغاز الروسي، لا يغري الإيرانيين الذين يبحثون عن ترتيب دورهم ما بعد الأسد
تراهن تركيا على زيارة رئيس وزرائها أحمد داوود أوغلو لإيران لإنجاز اختراق تجاري يمكّنها من تجاوز ولو نسبي لمخلفات الحصار الروسي الخانق والذي أصبح يهدد اقتصادها بشكل كبير.
ويأتي هذا السعي التركي في وقت تبدو فيه أنقرة على استعداد لتغيير موقفها من الرئيس السوري بشار الأسد إذا كان ذلك يساعد على إذابة الجليد بينها وبين طهران التي تتذمر بدورها من أنّ تدخل روسيا في الملف السوري يهدد المصالح التي حققتها طيلة خمس سنوات من عمر الصراع.
وأعلن نائب الرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري لدى استقباله داوود أوغلو السبت، أن إيران وتركيا تريدان رفع مبادلاتهما من 10 إلى 30 مليار دولار سنويا في غضون سنتين، على الرغم من خلافاتهما حول بعض الأزمات الإقليمية.
وأكد جهانغيري خلال ندوة صحافية مع داوود أوغلو نقل التلفزيون الرسمي وقائعها، “حددنا هدف الـ30 مليار دولار لمبادلاتنا التجارية.. سنحاول تحقيقه” في غضون سنتين.
وأكد رئيس الوزراء التركي من جانبه أن بلاده متفقة مع هذا الهدف. وقال “نحن مسرورون أكثر من أيّ بلد آخر لرفع العقوبات عن إيران” بعد دخول الاتفاق النووي بين طهران والقوى العظمى حيز التطبيق في منتصف يناير 2016.
وفي يناير 2014، وخلال زيارة إلى إيران قام بها رجب طيب أردوغان، الذي كان آنذاك رئيسا للوزراء، حدد البلدان هدفا يقضي برفع مبادلاتهما التجارية إلى 30 مليار دولار في 2015، لكن هذه المبادلات تراجعت عمليا.
وذكر وزير الاتصالات الإيراني محمود واعظي، الذي يرأس اللجنة الاقتصادية المشتركة الإيرانية التركية، أن حجم المبادلات “كان 15 مليار دولار” بين مارس 2014 ومارس 2015 و”بات 10 مليارات” منذ مارس 2015.
وتصدر إيران الغاز إلى تركيا وتستورد منتجات عدة منها. وزيادة حجم صادرات الغاز الإيراني إلى تركيا هي أحد المواضيع التي ستناقش خلال زيارة داوود أوغلو.
ولم يخف المسئولان من جهة أخرى، خلافاتهما المتعلقة بمسائل إقليمية، خصوصا حول سوريا حيث تدعم إيران ماليا وعسكريا نظام الأسد، فيما تساعد تركيا مجموعات معارضة.
وقال جهانغيري “إننا مختلفون حول بعض المسائل لكننا نعمل عليها من أجل تسوية مشاكل المنطقة”.
وأكد داوود أوغلو أن “التاريخ السحيق وجغرافيا البلدين يتكاملان” على الرغم من هذه الخلافات.
ولا يستبعد المراقبون أن تعرض تركيا مراجعة موقفها في سوريا، وخاصة تجاه الأسد الذي بأن بالكاشف أن مصيره لم يعد يرتبط بالعمليات العسكرية المدعومة من تركيا. ويجري الحديث الآن عن صفقة روسية أمريكية ستفضي لتخلي الأسد عن السلطة من بوابة الانتخابات، على أن يتم ذلك بعد القضاء على المجموعات الإسلامية المتشددة مثل داعش والنصرة وأحرار الشام، وبعضها مدعومة بشكل مباشر من أنقرة.
ومن الواضح أن عرض أنقرة مقايضة موقفها في سوريا بصفقة غاز إيرانية تعوض توقف الغاز الروسي، لا يغري الإيرانيين الذين يبحثون عن ترتيب دورهم ما بعد الأسد رغم التصريحات المتتالية عن تمسّكهم به.
وتعكس زيارة رئيس الوزراء التركي إلى طهران في وقت صعب لأردوغان الذي جلبت مواقفه في الملف السوري مصاعب كثيرة لبلاده خاصة استعداءه لروسيا وإصراره على التدخل العسكري لفرض منطقة عازلة على الحدود مع سوريا، وقصفه لفصائل كردية مدعومة أمريكيا وروسيا.
واتسمت مواقف الرئيس التركي تجاه إيران بالتناقض، فهو يهاجمها إذا كان يريد التقرب من السعودية، ويتقرب إليها إذا كان يريد تحقيق مكاسب اقتصادية.
وأفقدت هذه الازدواجية الموقف التركي أيّ مصداقية لدى المملكة العربية السعودية خاصة بعد تراجع أردوغان عن الدعم العلني لتدخلها في اليمن لإجبار المتمردين الحوثيين المرتبطين بإيران على التراجع عن انقلابهم العسكري على شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي.
ولا يثق السعوديون بوعود أردوغان، فقد سبق له أن عرض تقديم الدعم لعاصفة الحزم التي شنّها التحالف العربي على الحوثيين، داعيا إيران إلى الانسحاب من اليمن، ومتّهما إياها بالسعي لوضع المنطقة تحت هيمنتها، لكنه زار طهران بعدها بمدة وتحدث عن حلّ سياسي للأزمة اليمنية ما أعطى الانطباع بأنه يقف إلى صف إيران وحلفائها في اليمن.
وقبل زيارته إلى الرياض نهاية ديسمبر الماضي، جدد الرئيس التركي الهجوم على إيران متّهما إياها بتنفيذ سياسات طائفية في المنطقة وخاصة في سوريا، ومن الواضح أنه كان يحاول استثمار رغبة السعودية في تطويق الدور الإيراني ليقدم نفسه حليفا سنيا للمملكة.
وفشل أردوغان في الحصول على دعم اقتصادي سعودي لمواجهة الإجراءات العقابية الروسية، وهو ما قد تنتهي إليه نتائج زيارته لطهران في ظل تناقض الأهداف والمواقع الإقليمية للبلدين.

رئيس جديد للائتلاف السوري.. بعيد عن الإخوان قريب من السعودية والغرب

رئيس جديد للائتلاف
أنس العبدة يمتلك علاقات جيدة مع الدول الغربية وبعض دول الخليج وتحديدًا مع السعودية كونه إسلاميًّا ويعادي الإخوان
انتخبت الهيئة العامة للائتلاف السوري المعارض السبت أنس العبدة رئيسا جديدا، خلفا لخالد خوجة، وذلك في اجتماع الهيئة الـ27 المستمر منذ أسبوع.
ويراهن قياديون في المعارضة السورية على أن هذا الاختيار سيساعد على مرونة أكثر في اتخاذ القرارات خاصة أن العبدة قريب من السعودية وله علاقات جيّدة مع الغرب، فضلا عن خلافاته مع جماعة الإخوان المسلمين.
وكانت الهيئة العامة للائتلاف قد قررت الأسبوع الماضي، تكليف رئيس اللجنة القانونية، هيثم المالح، بتسيير أعمال الائتلاف، خلفا لخالد خوجة الرئيس المنتهية ولايته، لحين انتخاب رئيس آخر، بحسب مصادر معارضة.
وانتخب العبدة لدورة رئاسية واحدة مدتها ستة أشهر قابلة للتجديد مرة واحدة.
وكتب خوجة، الذي كان انتخب رئيسا في يناير 2015، على حسابه على تويتر “أهنئ الزميل أنس العبدة بتسلمه مهام رئاسة الائتلاف داعياً له بالتوفيق في العمل على نصرة ثورة سوريا وإيصال رسالتها للعالم”.
وحاز العبدة على غالبية الاصوات، إذ صوت له، وهو المرشح الوحيد، 63 عضوا في الهيئة العامة للائتلاف من اصل 103، بحسب متحدث في المكتب الإعلامي.
ويعتبر أنس العبدة من الشخصيات المعارضة القديمة التي شاركت في لعب دور بحركة ربيع دمشق بعد استلام بشار الأسد الحكم سنة 2000 بعد وفاة والده حافظ الأسد.
ويمتلك أنس عقلية غربية في العمل بحكم إقامته في أوروبا وتولّيه إدارة بعض المشاريع الخاصة ثم الأنشطة السياسية والإعلامية المعارضة للأسد حيث ساهم في تأسيس أول قناة سورية معارضة من لندن تحت اسم “بردى”.
وعرف عنه مشاركته في فعاليات معارضة ضد الرئيس السوري قبل اندلاع الثورة في 2011 بسنوات.
والعبدة من مواليد دمشق سنة 1967، درس الجيولوجيا في جامعة اليرموك بالأردن، وحصل على الماجستير في الجيوفيزياء، ثم انتقل إلى بريطانيا وعمل في الإدارة التقنية هناك.
ولد في عائلة ذات خلفية إسلامية، إلا أنه أدرك أن الانغلاق ضمن تيارات الإسلام السياسي سيضعف من حركته السياسية فتقرّب من تيارات أخرى مثل الليبراليين. ولم يكن يخفي تخوفه من هيمنة الإخوان على العمل السياسي المعارض في سوريا، وهو أمر كانت تركيا تريد أن تفرضه على المعارضة السورية.
وبنى الرئيس الجديد للائتلاف علاقات جيدة مع الدول الغربية بحكم إقامته وإتقانه للغة الإنكليزية وعلاقاته مع الجهات الدولية المهتمة بدعم المشاريع المعارضة للأسد حيث حظيت قناة “بردى” بدعم غربي.
وأقام علاقات ممتازة مع بعض دول الخليج وتحديدا مع السعودية كونه إسلاميا ويعادي جماعة الإخوان في نفس الوقت، وأن ذلك ربما يساعد بشكل أكثر فاعلية في جعل الرياض الراعي الأول لكل مؤسسات المعارضة وبالتالي إخراج النفوذ التركي عن الائتلاف بطريقة ناعمة.
ولا شك أن وصول العبدة لرئاسة الائتلاف يأتي في أصعب أوقات المعارضة خصوصا أن الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن مؤتمر الرياض أصبحت هي المظلة الأولى للمعارضة وليس الائتلاف.
ولا تتوقف المعارضة عن استبدال قياداتها في مشهد متخبط لا يعكس حتى أولويات العمل الميداني والتطورات السياسية.
وقال منذر أقبيق عضو الائتلاف في تصريح لـ”العرب”، “إن المعارضة مازالت في وضع يزداد صعوبة كل يوم، وإن الائتلاف يعاني من ضعف تنظيمي ومؤسساتي يؤثر سلبا على إنشاء تحالفات وشراكات مع القوى الشعبية والسياسية والعسكرية، مع عدم رغبة القيادات المتعاقبة على الائتلاف في حلّ تلك الإشكالات”.

المعارضة الشيعية اللبنانية يعاديها الخصوم ويهملها الحلفاء

المعارضة الشيعية
قبل أيام انشغلت الأوساط اللبنانية بالبيان الذي وزّعته أوساط قريبة من حزب الله نقلا عن مصادر أمنية لبنانية يزعم أن الناطق الرسمي بإسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي بات يشرف بشكل دوري على ما يُنشر في موقع “جنوبية”.
أتى هذا الانشغال ليس لصدقية في مضمون البيان، بل علامة خطيرة من علامات موقف حزب الله المقبل من منابر الاعتراض داخل الطائفة الشيعية، والتي بدا أن اتهامها بالتعامل مع إسرائيل، يحضّر لتدابير لإسكات الأصوات الشيعية المتمردة على إرادة الحزب، من خلال إلصاق تهم العمالة والتخوين، وما يحمله مضمون هذه الاتهامات من تحريض داخل الطائفة الشيعية ضد أطراف شيعية معيّنة.
يدير موقع “جنوبية” الصحفي اللبناني علي الأمين نجل العلامة السيد محمد حسن الأمين، والذي يشكّل وشريحة واسعة داخل الطائفة الشيعية ظاهرة اعتراض حاد ضد حزب الله. كانت أصوات الاعتراض الشيعي جزءا أساسيا من حراك “14 آذار”، ولطالما كيلت لها النعوت تلو النعوت مقللة من أهمية جهدها ووقع مسعاها. فقد اتهمت أوساط الحزب أصحاب هذا الاعتراض بأنهم ليسوا شيعة، أو أنهم شيعة السعودية والقاعدة، ونعتهم السيّد حسن نصرالله، أمين عام حزب الله، بأنهم شيعة السفارة، غمزا من قناة السفارة الأمريكية في بيروت.
على أن حالة الاعتراض الشيعي عانت من عزلتين مختلفتين، عزلة عن عامة الشيعة الملتفّين بقوة حول ما يطلق عليه بالثنائي الشيعي، حزب الله بقيادة نصرالله وحركة أمل بقيادة رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، وعزلة أخرى من خصوم حزب الله في لبنان، لا سيما المتجمعين تحت سقف “14 آذار”، ذلك أن هذا التحالف، وإن افتخر بوجود المعارضين الشيعة في صفوفه، إلا أنه اعتبرهم صوتا هامشيا، وأمعن في التعامل مع الثنائي التقليدي في عمليات إنتاج السلطة، سواء من خلال الانتخابات، البرلمانية والبلدية، أو من خلال تشكيل الحكومات.
لكن الإشكالية الأعقد هي التي واجهت شرائح الاعتراض الشيعي مع المملكة العربية السعودية، ذلك أن الرياض، والتي استثمرت الكثير في دعم حلفائها في لبنان، وفي مقدمهم تيار المستقبل وأحزاب مسيحية، لم تعر حالة الاعتراض الشيعي الأهمية الضرورية، مقابل الإمكانات الهائلة التي يتمتّع بها حزب الله. وبقي تعامل الرياض مع الشخصيات الشيعية المعترضة شكليا، لا يتجاوز، أغلبه، الدعوات التي توجه لشخصيات لبنانية لزيارة الرياض في مناسبات عامة. وإذا ما سجلت الأوساط المعترضة داخل الطائفة الشيعية دعما سعوديا معيّنا لخصوم الحزب، فإن ذلك كان يصل بشكل فردي ومزاجي تشوبه طقوس العلاقات العامة، وكثيرا تطال المنابر والأهداف الأقل تمثيلا لظاهرة الاعتراض عند الشيعة.
في هذا الصدد وقف العلامة الراحل السيّد هاني فحص، وكان واحدا من الأصوات العالية المعارضة لحزب الله، على منبر أحد المؤتمرات التي دعي إليها في دولة خليجية، يشكر المنظمين على الدعوة الخجولة له لحضور المؤتمر، غامزا من أنّ اختياره ليكون آخر المتكلّمين في ذلك المؤتمر وفي ساعاته الأخيرة، يعكس رغبة تجميلية شكلية فقط لكسر الرتابة، من خلال حضور رجل دين شيعي. كان في ذلك يعبّر عن مرارة من تعامل الحليف بعد المرارة التي يعامله بها الخصم.
عتب على الرياض
مصطفى فحص، نجل السيّد هاني فحص باحث وكاتب سياسي يحمل لواء الاعتراض الذي حمله والده الراحل ويعبّر في حديثه لـ”العرب” عن حساسية العلاقة مع المملكة العربية السعودية وهو فوق ذلك يعتبر أن “العلاقة بين المعارضة الشيعية والسعودية علاقة جدلية أو معقدة أو مركبة”. يقول مصطفى فحص إنه “من طبيعة المملكة في السّنوات السابقة، أنها كانت تتجه للتعامل مع من كانت تعتقد أنهم يمثّلون البيئات أو الدول أو الجماعات، باعتبار أنها تتعامل مع الجهات الرسمية، وهذا ما جعل المملكة تستثمر مع أحزاب لبنانية شيعية اعتقدت أنه بالإمكان التعويل عليها من أجل استقرار لبنان، أو في صون العلاقة الهادئة مع المملكة. لكن عندما اضطربت الأمور، ووصلت إلى هذا الحدّ، ذهبت هذه الأحزاب والشخصيات إلى عصبيّاتها المذهبية والطائفية وكأنّ كل العلاقة الإيجابية التي بنيت مع السعودية ودول الخليج لم تكن”.
يعبّر الباحث السياسي الدكتور حارث سليمان عن عتب على السياسة السعودية مذكّرا بسلسلة من الحلقات التي أوصلت الأمور إلى مآلاتها الراهنة. يعتبر سليمان “أنه، وبعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، فإن مجمل السياسات السعودية التي تم تنفيذها من قبل تيار المستقبل وبعض قوى 14 آذار، سواء هذه القوى كانت تريد هذه الخيارات أو كانت تنفّذ بطلب سعودي، كانت أيضا لا تستشعر الخطر الحقيقي من هذه السياسات ومن تنامي حزب الله في لبنان”.
ويذكّر الدكتور سليمان، وهو أيضا عضو اللجنة التنفيذية في حركة التجدد الديمقراطي، بـ”التسوية التي عقدت عام 2005 مع حزب الله، فأصبح الحزب شريكا في الحكومة، وهو لم يدخلها أيّام الوصاية السورية. كان هذا برضى سعودي إيراني وبرضى 14 آذار”. ويضيف سليمان أنه “أتت محطة التحالف الرباعي بعد ذلك، والذي عمليا استبعد المكوّن الشيعي الذي شارك في ثورة الأرز وفي انتفاضة 14 آذار، وذهب للاعتراف بحزب الله وحركة أمل بأنها يمثلان كل الشيعة. مما جعل حزب الله يستطيع التحدث باسم طائفة بأكملها وأن يتمترس داخل هذه الطائفة ويجعلها له غطاء، ليس سياسيا، وإنما غطاء مذهبيا”.
"العرب اللندنية"

شارك