مهددًا بغزوها.. روما تدخل في مرمى نيران "داعش ليبيا"

الثلاثاء 15/مارس/2016 - 02:15 م
طباعة مهددًا بغزوها.. روما
 
يواصل التنظيم الإرهابي "داعش" ليبيا، تهديداته ووعيده، بالتمدد والتنامي في مختلف الدول العربية والأوروبية، حيث ظهر أمير داعش الجديد في ليبيا "عبد القادر النجدي" مهددًا بغزو روما ومتوعدًا دول الجوار والدول الغربية التي تسعى لوضع حد لتمدد داعش في ليبيا، وورد ذلك في مقابلة له مع إحدى الصحف التابعة للتنظيم في مدينة سرت.
مهددًا بغزوها.. روما
وعُين أمير داعش الجديد خلفًا للعراقي "أبونبيل الأنباري" الذي قتل في غارة أمريكية على مرتفعات الفتايح شرق مدينة درنة في نوفمبر العام الماضي، وهو سعودي الجنسية.
وأعلن النجدي، أن فرع داعش في ليبيا سيكون في مقدمة الفاتحين لروما، داعيًا إلى انضمام مقاتلين من إفريقيا للالتحاق بالتنظيم في ليبيا، "والعيش في ظله، استعدادا لفتح روما"، على حد وصفه.
ووصف النجدي فرع داعش في ليبيا بأنه "لا يزال وليدًا" لكنه باشر في تحكيم الشريعة بالمناطق التي تخضع لسيطرته وأنه انتهج خطى التنظيم في العراق وسوريا، وزعم النجدي أن ما سماها بولاية ليبيا ستكون على اتصال مع الدواوين المركزية في العراق وسوريا.
وأشار إلى أن ولاية ليبيا أصبحت مقصدًا وتضاعف أعداد الوافدين من كل صوب، بالرغم من مساعي الدول الغربية الحثيثة لمنع السفر إلى هذه البؤر. 
وفي الوقت الذي تشهد فيه ليبيا، نزاعات بين أطراف الصراع السياسي، توعد كذلك التنظيم الإرهابي، أعضاء لجنة الحوار الوطني الليبية، الذين يسعون لتشكيل حكومة وفاق وطني، وجميع الأطياف الليبية، واصفًا مشروع فجر ليبيا بـ "الديمقراطي الشركي"، ومشروع حفتر بـ "تأليه شخصي"، على حد تعبيره.
وأشار النجدي إلى أن اختلاف الأطراف السياسية في ليبيا والصراع فيما بينها يعد "نعمة" لدواعش ليبيا، فمن المعلوم أن هناك حكومتين في ليبيا تتصارعان على السلطة، إحداهما مقرها طبرق والأخرى في طرابلس غربي ليبيا، كما أنه بالرغم من توقيع اتفاق السلام في ديسمبر الماضي بين حكومتي طرابلس وطبرق المتنافستين، وتعيين سلطة تنفيذية مكونة من 13 ممثلًا، لم تحظ حكومة الوحدة الوطنية بعد بالموافقة النهائية لبدء مهامها.
وكانت حذرت تقارير استخباراتية من الخطر القادم من الفرع الناشئ لداعش بليبيا بعد استقطابه لوافدين كثر بمعسكرات التدريب العائدة له، وانتقال قيادات التنظيم من سوريا والعراق إلى هناك بعد نكساته المتتالية في معاقله جراء الغارات الجوية المكثفة على مواقعه وقطع إمدادات تمويله وعجزه عن دفع رواتب مقاتليه.
وأشارت مصادر استخباراتية من مدينة سرت الذي يستحوذ عليها تنظيم داعش الإرهابي، إلى وصول 20 قياديًّا من تنظيم "داعش" إلى المدينة سرت، أول أمس الأحد، هم 13 من جنسيات ليبية ويمنية ومصرية، ومن بين القيادات الجديدة في التنظيم التي وصلت سرت القيادي المعروف "مراد البريكي" من درنة.
مهددًا بغزوها.. روما
وبحسب المصدر الأمني، فإن جميع عناصر التنظيم الذين وصلوا المدينة قدموا عبر الطريق الصحراوي جنوب سرت.
وقال سكان محليون بمدينة سرت إنهم شاهدوا، صباح أول أمس، انتشارًا كبيرًا لعناصر داعش في نقاط التفتيش وسط المدينة ومداخلها وبحي الـ700 وحدة سكنية، ويقومون بتفتيش السيارات والسائقين والهواتف المحمولة، ويسألون عن الهوية.
وكان سيطر التنظيم الإرهابي داعش علي مدينة سرت في يونيو 2015 والتي تتضمن ميناء سرت، كما استولى مسلحو داعش على قاعدة "القرضابية" الجوية التي تعد أكبر قاعدة عسكرية ليبية موجودة في سرت، بعد انسحاب قوات "فجر ليبيا" منها.
وتزامن تهديد النجدي للدول المجاورة لليبيا مع تبني "داعش" هجمات في بن قردان جنوب تونس مستمرة ارتداداتها منذ أيام، وذلك في بيان وزعته مؤسسة "البتار" التابعة للتنظيم الإرهابي.
ومن المعروف أن التنظيم الإرهابي داعش، لا يسيطر سوى على مناطق محدودة في ليبيا، خصوصاً مدينة سرت وسط وينطلق منها لشن هجمات في أنحاء البلاد. 
وتعرض التنظيم لضربة قوية شنتها غارة أمريكية على معسكر له في مدينة صبراتة قرب الحدود مع تونس الشهر الماضي؛ ما دفع عشرات من مسلحيه إلى الفرار في اتجاه الجنوب التونسي، بحسب مراقبين ليبيين.
مهددًا بغزوها.. روما
وكان أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تنامي نشاط تنظيم "داعش" في ليبيا، مشيرًا إلى التوصل إلى قرار واضح بعدم التغاضي عن حل هذه المشكلة.
وقال كيري في مؤتمر صحفي في باريس عقب اجتماعه مع عدد من نظرائه الأوروبيين أول أمس: "ناقشنا الوضع في ليبيا ونيابة عن الولايات المتحدة وبقيّة وزراء الخارجية أودّ أن أعرب عن دعمنا القوي لرئيس الوزراء الليبي السرّاج وحكومة الوفاق الوطني الجديدة".
وأضاف وزير الخارجية الأمريكي، بحسب بيان للسفارة الأمريكية في ليبيا: "نحث أعضاء الحوار السياسي الليبي الذين أكّدوا مجدّدا دعمهم لرئيس الوزراء الجديد والمجلس الرئاسي، للانتقال بسرعة إلى طرابلس".
ودعا كيري كافة المؤسسات العامة الليبية لتسهيل الانتقال السلمي والمنظم للسّلطة بحيث يتمكّن قادة ليبيا الجُدد من مباشرة مهامّ الحكم من العاصمة الليبية.
ووصف كيري المصالحة في ليبيا بأنها الحل الأفضل للشعب الليبي، موضحًا: "نحن نعلم جميعًا أنّ تحقيق المصالحة في ليبيا لن يكون أسهل ممّا كان في أماكن أخرى، ولكنّنا نعرف أيضا أنّه بعد عقود من الدكتاتورية وسنوات من الاضطراب فإنّ هذا هو الخيار الأفضل لأكثر من ستّة ملايين نسمة من الشعب الليبي".
وتدخل روما ضمن الدول المستهدفة من قبل التنظيم الإرهابي، والذي نجح في تنفيذ كافة وعوده وتهديداته باستهداف العديد من الدول على رأسها ليبيا، لتدخل روما في مرمى نيران التنظيم الإرهابي.

شارك