ترحيب دولي بتحرير "تدمر" من قبضة داعش.. ودمشق تعرض التنسيق مع واشنطن

الإثنين 28/مارس/2016 - 11:29 م
طباعة ترحيب دولي بتحرير
 
تداعيات طرد تنظيم داعش من مدينة تدمر الأثرية مستمرة، وسط ترحيب كامل من الأمم المتحدة ومختلف الدول الكبرى بشأن تحرير تدمر من قبضة الإرهابيين، وبعد الترحيب الروسي بهذه الخطوة، رحبت الولايات المتحدة بهذه الخطوة، وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جون كيربي " من المبكر جدا أن نعرف مدى تأثير عملية تدمر على محادثات السلام بشكل أو بآخر".
أكد على أن التحول في المدينة لا يغير معارضة الولايات المتحدة للرئيس السوري بشار الأسد.

ترحيب دولي بتحرير
كذلك رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون باستعادة الجيش السوري وحلفائه، بدعم روسي، لمدينة تدمر الأثرية وطرد جهاديي تنظيم "داعش" منها، معربا عن أمله بحمايتها وترميمها. 
أوضح بقوله "أسعدنا وزادنا عزمصا إعلان الجيش السوري استعادة السيطرة على تدمر وطرد تنظيم داعش منها، وإنه الآن سيحمي ويحافظ على هذا الإرث الإنساني".
أضاف إن "تنظيم داعش والمتطرفين والإرهابيين لا يقتلون بوحشية الإنسان فحسب، بل يدمرون أيضا إرث الحضارات الإنسانية التي عمرها آلاف السنين والتي يجب أن تكون ملكا مشتركا للإنسانية".
وسبق أن أكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هنأ الرئيس السوري بشار الأسد باستعادة مدينة تدمر، مضيفا "ثمن الأسد غاليا المساعدة التي قدمتها القوات الجوية الروسية، وأوضح أن مثل هذا النجاح في استعادة تدمر كان مستحيلا دون مساعدة روسيا."
يأتي ذلك بعد أن ألحق الجيش السوري المدعوم بمستشارين روس وبلواء الفاطميين، الذي يضم مقاتلين من جنسيات آسيوية في غالبيته، ومسلحين آخرين موالين للحكومة السورية الهزيمة بتنظيم "داعش" المتطرف عبر استعادة السيطرة على مدينة تدمر الأثرية. 
ويري محللون أن هذا الإنجاز الميداني هو الأكبر للنظام على الجهاديين منذ بدء تدخل روسيا الحليفة الكبيرة لنظام الرئيس بشار الأسد في الحرب الدائرة في سوريا في سبتمبر 2015.
ترحيب دولي بتحرير
يأتي ذلك في الوقت الذى تعهد فيه مدير المتاحف والآثار السورية، مأمون عبد الكريم، بإعادة بناء المعابد الشهيرة التي دمرها تنظيم داعش المتطرف، بعدما استعادت القوات الحكومية السيطرة على المدينة من التنظيم، مشيرا إلى أنه سيتم بناء المعبدين الشهيرين بالمدينة التاريخية وهما "بل" و"بعل شمين".
من ناحية أخرى أعلن ميخائيل بوجدانوف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط والدول الإفريقية، أن روسيا والولايات المتحدة تنسقان جهودهما في مجال مكافحة الإرهاب.
أكد بوجدانوف أن هناك تعاون وتنسيق مكثف بين العسكريين الروس والأمريكيين في جنيف كما في عمان، ويجري تبادل المعلومات وتوفيق المبادئ بهدف إعطاء مكافحة أقصى حد من الفعالية".
أضاف "وإننا كلانا ننطلق من أن القوة الرئيسية في مواجهة الإرهاب على الأرض، سواء في سوريا أو في العراق، هي قوات الجيش النظامي السوري والعراقي، وذلك أننا والأمريكيون أيضا، نشارك في محاربة الإرهاب جوا ونساعد الذين على الأرض في تحقيق أكبر نجاح ممكن".
شدد على أن المفاوضات التي اختتمت في جنيف كانت مثمرة. وذكر أن المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أعد وثيقة غير رسمية بناء على نتائج اللقاء، أخذها كل من الأطراف كأساس للعمل معه، مضيفا بقوله" هذه النتيجة إيجابية جدا وهي تبعث على الأمل أن تكون الجولة القادمة بمثل هذا القدر من الإنتاجية أو حتى أكثر إنتاجية.
وفي سياق اخر أعلن رئيس وفد الحكومة السورية لمحادثات جنيف، بشار الجعفري أن سوريا مستعدة للمشاركة في تحالف دولي ضد الإرهاب ولكن فقط إذا نسقت الولايات المتحدة العمل معها بشكل لم تفعله حتى الآن.

ترحيب دولي بتحرير
أوضح بقوله "التحالف الدولي لم ينجح في سوريا لأنه لم ينسق مع النظام. وروسيا نجحت لأنها تنسق معنا، ونحن مع إنشاء تحالف دولي لمكافحة الإرهاب لكن بالتنسيق مع الحكومة السورية، ليس لدينا مانع أن نتحالف مع أمريكا لكن يكون بالتنسيق مع سوريا".
وعلى صعيد المواجهات العسكرية، أعلن محافظ حمص السورية طلال البرازي أن الجيش الحكومي يستعد لاقتحام مدينة القريتين الواقعة بالقرب من تدمر والتي يسيطر عليها مسلحو تنظيم "داعش".، وأكد على أن الجيش يقترب من مدينة القريتين من 3 اتجاهات ويجري استعدادات لاقتحامها، وسعى العسكريين السوريين إلى استكمال النجاح، الذي حققوه خلال الأيام الماضية في إطار المعارك على مدينة تدمر، مشيرا إلى أن الجيش يخطط لمواصلة محاربة التنظيم في المناطق الأخرى.
شدد على أن دمشق تنوي في وقت قريب استعادة السيطرة على مدينة السخنة شرقي تدمر، بالإضافة إلى بعض الأراضي في محافظة دير الزور.
ونفذت اليوم وحدات الجيش الحكومي عملية استهدفت تجمعا لمسلحي تنظيم "جبهة النصرة" في قرية المنصورة بريف حماة الشمالي الغربي، وأسفرت العملية عن  تدمير مربض هاون لإرهابيي جبهة النصرة في الحارة الغربية لقرية المنصورة في سهل الغاب ومقتل وإصابة عدد من الإرهابيين الموجودين حوله.

كما قضت المقاومة الشعبية في المنطقة الشرقية على 9 مسلحين من تنظيم "داعش" في مدينتي الميادين والعشارة بدير الزور، وأوقعت في كمين محكم نفذته الليلة الماضية 4 عناصر من تنظيم "داعش" قتلى جميعهم من جنسيات أجنبية قرب دوار الطيبة في مدينة الميادين" جنوب شرق مدينة دير الزور.
وتمت الإشارة إلى أن عناصر من المقاومة الشعبية في المنطقة الشرقية نفذوا عملية دقيقة ضد تجمع لمسلحي "داعش" في مدينة العشارة جنوب شرق مدينة دير الزور بنحو 65 كم، ما أسفر عن "مقتل 5 مسلحين من بينهم 3 سعوديين".
من جانبه اعتبر الجنرال الفرنسي دومينيك ترينكان الذي رحب بتحرير مدينة تدمر من قضبة داعش أن الاستراتيجية العسكرية الروسية في سوريا كانت صحيحة وأثبتت نجاحها، معتبرا أن العالم كله أدرك الآن أن استراتيجية روسيا في سوريا هي استراتيجية جيدة،  وأن روسيا تمثل طرفا وحيدا لا ينحرف عن نهجه الهادف إلى التسوية في سوريا، معتبرًا أن موقف موسكو هو الذي ساعد في إجلاس ممثلي كل من دمشق والمعارضة السورية إلى طاولة المفاوضات في جنيف، كما أنه أشار إلى الدور الروسي اللوجستي في دعم السلطات السورية بمحاربة تنظيم داعش الإرهابي.

شارك