اشتعال الصراع بين أذربيجان وأرمينيا.. وخبراء أصابع أمريكية وراء ذلك

الإثنين 04/أبريل/2016 - 10:38 ص
طباعة اشتعال الصراع بين
 
رغم أن هناك هدنة طويلة بين أذربيجان – ذات الأغلبية الشيعية – وأرمينيا – المسيحية – والتي تحظى بدعم إيراني ضد أذربيجان الغنية بالنفط- اندلعت فجأة معارك عنيفة على خط التماس بين القوات الأرمنية والأذربيجانية في الإقليم الحدودي قره باغ المتنازع عليه بين البلدين اللذين يتبادلان حاليًا الاتهامات بخرق الهدنة القائمة هناك منذ أمد بعيد.
وقد أعلن الرئيس الأرميني مقتل 18 عسكرياً أرمينياً وجرح 35 آخرين في معارك قره باغ، في المقابل أعلنت باكو مقتل 12 جنديًّا وإسقاط إحدى مروحياتها بأيدي القوات الأرمينية في معارك غير معهودة في حدتها في إقليم ناغورني قره باغ الانفصالي المتنازع عليه بين البلدين.
وقالت وزارة الدفاع في أذربيجان في بيان: "قتل 12 جندياً في معارك وأسقطت مروحية بأيدي القوات الأرمينية"، مضيفة أن الجيش الأذربيجاني استعاد السيطرة على "تلّتين استراتيجيتين وبلدة" في ناغورني قره باغ.
ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طرفي النزاع إلى ضبط النفس والوقف الفوري لإطلاق النار، وأعلن المتحدث الصحفي باسم الرئاسة دميتري بيسكوف أن الرئيس شديد القلق بسبب استئناف القتال على خط التماس في قره باغ.
وقال بيسكوف: إن الرئيس الروسي "يشعر بالأسف لأن الوضع يتجه من جديد نحو المواجهة المسلحة"، وأضاف أن جهودًا نشطة يمكن أن تؤدي في النهاية إلى تسوية النزاع بذلت في الآونة الأخيرة في إطار الجهود الثلاثية (روسيا وأرمينيا وأذربيجان) ودوليًّا في إطار مجموعة مينسك لمنظمة التعاون الأوروبي (روسيا وفرنسا والولايات المتحدة).
ودعت وزارة الخارجية الروسية أيضًا طرفي النزاع إلى ضبط النفس ووقف إطلاق النار، وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا: "ندعو الطرفين إلى ضبط النفس والتخلي الفوري عن العنف"، منوهة بأن روسيا شرعت بالتشاور مع الشركاء في مجموعة مينسك.
كما اتصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بنظيريه الأرمني والأذربيجاني إدوارد نالبانديان وإلمار ماميدياروف، داعيًا إلى التأثير على الوضع لوقف العنف في قره باغ.
وقالت الخارجية: "استكمالًا لرد فعل الرئيس الروسي على استئناف الأعمال القتالية على خط التماس في قره باغ، وللخطوات التي تقوم بها روسيا من أجل تطبيع الوضع بما فيها الاتصالات مع الشركاء في مجموعة مينسك لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي، تحادث لافروف مع وزيري خارجية أرمينيا وأذربيجان داعيا إلى التأثير على الوضع من أجل وقف العنف".
من جهة أخرى، أفاد مصدر في منظمة الأمن والتعاون الأوروبي أن مجموعة مينسك ستجتمع الأسبوع المقبل في فيينا لمناقشة تأزم الوضع في منطقة النزاع.
كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الوزير سيرغي شويغو أجرى اتصالين هاتفيين السبت مع نظيريه الأرمني سيران أغانيان والأذربيجاني زاكير غاسانوف؛ حيث جرى الحديث حول ضرورة تدابير سريعة لتهدئة الوضع في منطقة النزاع.
وأعلنت وزارة دفاع أرمينيا السبت 2 أبريل أن الجيش الأرمني يقوم بهجوم مضاد على عدة محاور في إقليم قره باغ، وكتب المتحدث باسم الوزارة أرتسرون افانيسيان على صفحته في الفيسبوك "العمليات القتالية مستمرة الآن. جيش أرمينيا قام بهجوم مضاد على عدة محاور".
وأشار المتحدث إلى وقوع قتلى من الجانبين، وقال: "تكبد الجانب الأذربيجاني خسائر جسيمة بالأرواح والعتاد وفقد طائرة مروحية. المبادرة الآن في يدنا".
وكانت وزارة دفاع جمهورية ناغورني قره باغ غير المعترف بها (تحت سيطرة الأرمن) أفادت بأن قوات أذربيجان قامت ليلة السبت بهجوم على عدة محاور في منطقة النزاع، واستخدمت المدفعية والطيران والمدرعات في محاور الجنوب والجنوب الشرقي والشمال الشرقي من خط التماس.
وأضافت الوزارة أن "الخصم- إضافة إلى معارك الجبهة الأمامية- قصف بالمدفعية مواقع سكنية مدنية وأماكن المرابطة الدائمة لعدد من الوحدات العسكرية"، مشيرة إلى أن اشتباكات عنيفة تجري على طول خط التماس؛ حيث تخوض الوحدات الأمامية لقوات قره باغ معارك دفاعية.
من الجانب الآخر أعلنت وزارة دفاع أذربيجان أن "القوات المسلحة الأرمنية خرقت خلال الـ24 ساعة الماضية نظام وقف إطلاق النار 127 مرة على مختلف محاور خط التماس".
وأشارت الوزارة إلى أن قوات أرمينيا استخدمت راجمات القنابل والرشاشات الثقيلة.
وأفادت وزارة دفاع أرمينيا أن قواتها المسلحة قضت على مجموعة كوماندوز أذربيجانية في أراضي جمهورية قرة باغ قرب بلدة ليفونارخ.
وصرح ممثل الجمهورية غير المعترف بها في موسكو ألبرت أندريان أن شعب وجيش قرة باغ بعد الانتصار منذ 25 سنة بنى دولة ديمقراطية ويعيش بحرية وسلام، لكن الجانب الأذربيجاني أعلن مرارا نية استعادة السيطرة على قرة باغ بأي وسائل كانت.
وكان النزاع اندلع بين البلدين عام 1988 على إقليم قره باغ الجبلي حين أعلنت الأغلبية الأرمنية لسكان الإقليم الذي كان منطقة أذربيجانية ذاتية الحكم، عن الخروج من جمهورية أذربيجان السوفيتية.
وحذر بعض المحللين من دور أمريكي خفي في اشعال النزاع مجددًا بين البلدين لجر إيران في صراع جانبي. 

شارك