تحرير "هيت" من أيدي داعش.. حجر عثرة أمام القوات العراقية
الأربعاء 06/أبريل/2016 - 03:29 م
طباعة

لا زالت القوات العراقية تواصل مساعيها، لاستعادة مدينة قضاء هيت غرب الرمادي، والتي بدأت في تحريرها منذ ما يقارب شهر، وأعلنت وزارة الدفاع العراقية، اليوم الأربعاء 6 أبريل تحرير أكثر من70% من مساحة قضاء هيت غربي الرمادي، من مسلحي تنظيم داعش.

وكان الجيش العراقي قد أعلن، في 27 مارس، انطلاق عملية تحرير هيت، التي تخضع لسيطرة التنظيم منذ نحو عام ونصف، ضمن مساع أوسع لطرده من محافظة الأنبار، كبرى محافظات العراق.
والجدير بالذكر أنه تم استعادته هيت 20 مارس الماضي، إلا أن 3 مدن رئيسية تبقى تحت سيطرة التنظيم الإرهابي في هذه المحافظة المترامية الأطراف والحدودية مع كل من سوريا والأردن، وهي مدن الفلوجة والرطبة والقائم.
خلية الإعلام الحربي العراقي، قالت: إن القطاعات العسكرية ممثلة بالفرقة 16 للجيش العراقي، وجهاز مكافحة الإرهاب، تضيّق الخناق على تنظيم داعش في هيت، مضيفةً أن القوات طوقت المدينة من ثلاثة محاور، وهي الجنوبي والغربي والشرقي، لافتة إلى أن الهدف من فتح المحور الشمالي، هو لهرب عناصر العدو باتجاه الموصل؛ من أجل تسهيل عملية الاقتحام.
وأكد المتحدث باسم الحشد العشائري في الأنبار، غسان العيثاوي، على تمكن القوات الأمنية بمساندة مقاتلي الحشد العشائري، من تحرير 70 % من مساحة قضاء هيت، من سيطرة تنظيم داعش.
وأضاف العيثاوي، إن القوات تعمل حاليًا على تأمين المناطق التي حررتها من عناصر التنظيم المتطرف، لافتًا إلى أنه في الساعات المقبلة سيتم الإعلان عن استكمال تحرير القضاء بالكامل.
يشار إلى أن القوات الأمنية تمكنت خلال اليومين الماضيين، من تحرير بضع مناطق من قضاء هيت، منها أحياء المعلمين والجمعية وسكة هيت، وأمينة وفلكة الساعة وسط القضاء، إضافة إلى بناية محكمة القضاء.
وكانت تناولت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن الجيش العراقي أعلن في شهر ديسمبر الماضي، استعادة مدينة الرمادي، مركز المحافظة الواقعة غربي العراق، من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية.
ونجح التنظيم الإرهابي في السيطرة على عدة مدن عراقية في 2014 وعلى رأسها مدينة الموصل عاصمة نينوي التي يعيش فيها نحو مليوني شخص، إثر هجوم خاطف في يونيو 2014.
وتمكنت القوات العراقية من السيطرة على جزء من قضاء هيت، الواقع على حوض نهر الفرات بين مدينتي الرمادي جنوبًا وحديثة شمالًا، وهي تواصل المعارك لدحر المتشددين من هذا المعقل الرئيسي لهم في غرب البلاد.

وقال العقيد فاضل النمراوي في تصريح سابق له: إن "القوات الأمنية عثرت خلال تقدمها لتحرير وتطهير هيت من داعش على سجن كبير"، مضيفًا أن "السجن يقع تحت الأرض" وقد وجدت القوات العراقية فيه حوالي 1500 شخص كان التنظيم المتشدد يعتقلهم بداخله فأطلقت سراحهم، فيما قدر المسئول المحلي في الأنبار، مال الله العبيدي، عدد المعتقلين الذين كانوا داخل هذا السجن بحوالي 1500 شخص، مشيرًا إلى أن القسم الأكبر منهم مدنيون.
وكان قال قائد جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الغني الأسدي إن قطعاته تمكنت، السبت الماضي، من اقتحام تحصينات تنظيم "داعش" والدخول إلى مدينة هيت، مشيراً إلى أن مسافة قريبة تفصل قوات الجهاز عن مركز المدينة.
وقال اللواء الركن سامي كاظم العارضي، قائد العمليات الخاصة الثالثة التابعة لجهاز مكافحة الإرهاب: إن قوات الجهاز تمكنت من تحرير معسكر هيت وحي أمينة بالمدخل الغربي لمدينة هيت بالكامل وفرض كامل السيطرة عليهما.
وفي المقابل، قالت قيادة عمليات الأنبار: إن ثلاثة أفواج قتالية من الجيش والشرطة الاتحادية تحركت للإشراف على الأرض المنتزعة من "داعش" في ناحية كبيسة ومحاور قضاء هيت في غرب الرمادي.
من جهته، أعلن عضو مجلس النواب عن محافظة الأنبار غازي الكعود عن بدء عملية كبرى لتحرير قضاء هيت بمشاركة القوات الأمنية والعشائر، مبينا أن العملية هي ثأر لأبناء عشيرة البونمر الذين قتلهم التنظيم الإرهابي.
وقال مصدر مطلع: إن معركة هيت بدأت قبل أسابيع بتقدم قوات مكافحة الإرهاب على طريق المحمدي، وتوقفت عند الخوضة غرب هيت، وهي تتقدم الآن على طريق كبيسة؛ حيث سيطرت القوات الأمنية على المعمورة، التي تقع على طريق كبيسة في ضواحي هيت الغربية.
وكان قال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول في تصريحات صحفية له اليوم: "إن القوات العراقية، تتقدم باتجاه مركز مدينة هيت ذات الأهمية الاستراتيجية غرب محافظة الأنبار، في محاولة لقطع طرق إمداد تنظيم "داعش" من الأراضي السورية للعراق"، مضيفًا: "قطاعاتنا في قيادة عمليات جهاز مكافحة الإرهاب، تواصل التقدم باتجاه مركز مدينة هيت بعد السيطرة على منطقة المعمورة، بمساندة كبيرة من القوة الجوية العراقية وقوات التحالف".
وقال: "تم تدمير مقرات قيادة وسيطرة لعناصر تنظيم "داعش" الإرهابي، الساعات القادمة ستشهد نصرًا كبيرًا وسنطرد عناصر التنظيم الإرهابي من هيت".
وأوضح أن مدينة هيت التي تقع بين مدينة حديثة ومدينة البغدادي، تعتبر معقلًا مهمًّا بالنسبة للتنظيم المتشدد في مناطق أعالي الفرات غرب الأنبار، وستفتح لنا الطريق للسيطرة على حديثة وقطع طرق إمداد التنظيم الإرهابي من الأراضي السوري تجاه الأنبار والموصل والفلوجة.

وكانت أعلنت قيادة الحشد العشائري في محافظة الأنبار عن تطهير منطقة في قضاء الكرمة، شرقي الفلوجة (60 كيلومتراً) غربي بغداد، بعد معارك عنيفة أدت إلى مقتل 28 عنصراً من داعش.
وكانت القوات العراقية تمكنت من تحرير منطقة المحمدي شرقي قضاء "هيت" وناحية "كبيسة" جنوب غرب القضاء، كما أن القوات المشتركة بدعم من التحالف الدولي بدأت عملية "الفتح" لتحرير نينوي من سيطرة داعش، وحررت الكثير من القرى بقضاء القيارة جنوبي الموصل، التي اجتاحها التنظيم في يونيو 2014.
يذكر أن داعش تعرض مؤخرًا إلى خسائر كبيرة في العراق خاصة بمحافظة الأنبار، إذ أعلنت القوات الأمنية عن تحرير مدينة الرمادي في نهاية العام الماضي، فيما تأتي الاستعدادات حالياً لاستعادة قضاء هيت ومدينة الفلوجة، وبقية المناطق الواقعة تحت سيطرة التنظيم.
ويعد موقع هيت الجغرافي وطبيعتها الديموغرافية كانا دافعين إلى وصف المتحدث باسم التحالف الدولي معركة هيت بالكبرى.
ويشكل موقع هيت الاستراتيجي عقدة مواصلات مهمة جدا، فهي تبعد نحو 60 كيلومترًا شرق الرمادي، وتقع على مقربة من قاعدة عين الأسد في البغدادي غربًا وتربط طرق مواصلات مهمة بين مدن الأنبار ومناطق شمال غرب صلاح الدين، وشمال غرب الصحراء وصولًا إلى الموصل.