التحالف يكثف غاراته في الحديدة.. والأمم المتحدة تسلم مسودة المحادثات للحكومة والحوثيين
الخميس 07/أبريل/2016 - 07:38 م
طباعة

في الوقت الذي تجري فيه الاستعدادات لإطلاق مفاوضات الكويت التي تجمع أطراف الصراع اليمني في 18 أبريل الجاري، بهدف التوصّل إلى اتفاقٍ سياسي، يضع حدًا للأزمة التي تشهدها البلاد منذ أكثر من خمسة أعوام، وأدت إلى تدخلٍ عسكري إقليمي لإجهاض محاولات الحوثيين الاستيلاء على السلطة، حقق الجيش اليمني تقدمًا في تعز، مع استمرار هدنة الحدود بين السعودية والحوثيين.
الوضع الميداني:

شنت طائرات التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، سلسلة غارات غير مسبوقة على معاقل للمتمردين الحوثيين وميليشيات علي عبد الله صالح، في مدينة الحديدة غربي اليمن، وفق ما أفادت مصادر "سكاي نيوز عربية" الخميس.
وذكرت المصادر أن القصف استهدف مواقع وثكنات للأسلحة تابعه لميليشيات الحوثي وصالح في سواحل النخيلة والطايف وقضبه جنوبي مدينة الحديدة الواقعة على ساحل البحر الأحمر وتضم ميناء.
كما استهدفت الغارات مطار المدينة، وتحدث عدد من سكان الحديدة عن سماع دوي انفجارات عنيفة متزامنة في مناطق عدة من المدينة.
وقال الناطق باسم مقاومة الجوف، عبدالله الأشرف، في منشور له بصفحته على "فيسبوك"، إن طيران التحالف استهدف تحركات حوثية مكونة من أربعة أطقم وسيارة بمنطقة الساقية في مديرية الغيل.
وأكد الأشرف مقتل أكثر من 35 من عناصر الميليشيات، بينهم ضباط حرس جمهوري وخبيران إيرانيان إثر الغارة.
وقُتل 12 عنصرًا من ميليشيات الحوثي والمخلوع، وجرح العشرات اليوم الأربعاء في مواجهات مع قوات الجيش الوطني والمقاومة في تعز (جنوب غربي اليمن) بالتزامن مع قصف لمقاتلات التحالف العربي.
وفي مدينة تعز جنوب غربي البلاد، قتل وجرح عدد من الحوثيين في مواجهات عنيفة مع القوات الشرعية في مناطق مختلفة في الضباب جنوب غربي المدينة، في وقت سيطرت القوات الشرعية على منطقة المقهايه في الضباب.
واندلعت في وقت مبكر الخميس اشتباكات في محيط السجن المركزي غربي مدينة تعز، وسمع دوي انفجارات قوية هزت المنطقة، وسقطت بعض القذائف الصاروخية على مناطق سكنية.
كما فوصلت تعزيزات عسكرية كبيرة إلى مديرية نهم شرق صنعاء معززة بأسلحة ثقيلة ومتطورة، يأتي ذلك في إطار الاستعدادات لمعركة استعادة صنعاء في حال فشلت محادثات الكويت.
وفي محافظة شبوة (جنوب شرق اليمن)، أفادت مصادر ميدانية بمقتل 5 من عناصر الميليشيات، مشيرة إلى تقدم المقاومة الشعبية والجيش الوطني في جبهة بيحان، حيث تمكنت قوات الشرعية من السيطرة على أحد المواقع الجبلية في منطقة السليم.
وبحسب المصادر، تمكنت قوات الشرعية بشبوة من قطع إمداد الميليشيات القادم من منطقة الصفراء بين مأرب والجوف والتي تم تحريرها قبل أيام.
المسار التفاوضي:

وعلي صعيد المسار التفاوضي، تتواصل الترتيبات المتصلة بوقف إطلاق النار في اليمن يوم 10 أبريل الجاري، والذي سيسبق جولة أخرى من مفاوضات الحل السياسي التي ستستضيفها الكويت يوم 18 من الشهر الجاري.
وقد كشف وزير الخارجية اليمني، عبدالملك المخلافي، عن وجود توافق نهائي حول مسودة اتفاق بشأن ترتيبات وقف إطلاق النار والالتزامات المتبادلة في هذا الجانب.
وأوضح المخلافي في تصريح لـ"العربية" أن التجربة ستبدأ من تعز ثم تمتد إلى كل المحافظات.
وكان وزير الخارجية اليمني أكد في وقت سابق أن الحكومة اليمنية لن تقبل أي شروط للحوثيين خلال مفاوضات الكويت، التي توقع أن تمتد أسبوعا على الأقل.
كما قال المتحدث باسم ميليشيات الحوثي، محمد عبدالسلام، إنهم تسلموا من الأمم المتحدة مسودة اتفاق وقف إطلاق النار، والذي من المتوقع أن يبدأ بعد ثلاثة أيام.
وأضاف عبدالسلام أنه تم تسليم ملاحظاتهم على تلك المسودة للأمم المتحدة، وما زال النقاش جاريا عليها، ولم تتم الموافقة النهائية عليها بعد.
وتأتي تلك التصريحات في وقت تتواصل فيه المشاورات بين الأطراف المعنية، في الرياض والكويت، تمهيداً لوقف إطلاق النار ثم مفاوضات الحل السياسي بين الأطراف اليمنية التي تستضيفها الكويت يوم 18 أبريل الجاري، وفقا للقرار الدولي 2216.
المشهد اليمني:
بات الفرقاء في اليمن أكثر قناعةً بالحل السلمي مع فشل الصراع المستمر لأكثر من عام، وبات الجميع مستسلمًا للحل السياسي عبر الأمم المتحدة، حيث ستبدأ أولى جلسات الحوار في 18 أبريل الجاري.. فهل ستشهد الكويت محطة النهاية للأزمة اليمنية؟