بدعم "إيراني كردي إخواني".. هل ينجح مخطط "الحكيم- العامري" في الإطاحة بالعبادي؟
السبت 09/أبريل/2016 - 02:13 م
طباعة

مساعي الإطاحة برئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من قبل التحالف الوطني الشيعي ما زالت مستمرة بدعم إيراني، ومساعٍ للحصول على توافق كردي سُنِّي من مخطط يقوده رئيس مجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم ورئيس منظمة بدر هادي العامري للإطاحة بالعبادي وسط ترقب أمريكي.
مخطط التحالف الشيعي

فقد كشفت تقارير عراقية أن «مكتب مرجعية النجف المتمثلة في محمد رضا السيستاني، نجل المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، بارك عن والده اتفاقًا بين ائتلاف الحكيم (المجلس الأعلى) مع السفارة الإيرانية ببغداد على تغيير رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، بفالح الفياض، رئيس هيئة ميليشيا «الحشد الشعبي».
واحتدم التنافس بين الأحزاب الشيعية للاستحواذ على الحكومة العراقية بعد تصاعد المؤشرات على فشل العبادي في تمرير حكومة تضم وزراء من التكنوقراط قدمها إلى مجلس النواب، بعد سنوات من الفشل السياسي والاقتصادي.
وأعلن عمار الحكيم، زعيم المجلس الأعلى الإسلامي (أحد أقطاب التحالف الوطني الشيعي)، عن سعيه إلى تقديم تشكيلة وزارية جديدة، تكون قادرة على إدارة البلاد للسنتين المتبقيتين، والتوجه إلى انتخابات مفصلية.
وشّن الحكيم هجومًا عنيفًا على أطراف سياسية، متهمًا إياها بالسعي إلى "تفجير البيت الشيعي من الداخل"، متوعدًا بـ"محاسبتهم قريبًا"، وقال: "هناك من يحاول تفجير التحالف الوطني من الداخل، من خلال كلمات حق يراد بها باطل، ويحاول أن يسقط المنهج بذريعة الفشل، هم يحاولون أن يسترجعوا بالمكر والخداع ما يمكن أن يسترجعوه، لكننا لن نهادن وسنكمل المسيرة لنصل بالجميع إلى بر الأمان".
وتشير تصريحات الحكيم إلى تصدع التحالف، وفي توقعات لبعض المراقبين فإن التحالف في طريقه إلى الانهيار؛ الأمر الذي يجعل كتلةً منفردةً تبحث عن خلاص.
وقال الحكيم خلال كلمة له في العاصمة بغداد: "نسعى إلى الاتفاق على تشكيلة وزارية جديدة، تكون قادرة على إدارة البلاد للسنتين المتبقيتين من عمر الحكومة، ونتجه إلى انتخابات مفصلية، وستكون هناك مرحلة جديدة في العمل السياسي".
وأضاف: "مهمتنا الآن حماية العراق والعبور به إلى بر الأمان، وبعدها سيكون الحساب عسيرًا، لكل من غامر بدماء الشهداء وبدد أرزاق العراق وخان الأمانة".
وقالت الأنباء: "إن اتفاقاً قضى بتقديم مشروع لحجب الثقة عن العبادي إلى البرلمان من أجل التصويت عليه في جلسة استثنائية غدًا الأحد المقبل، بموافقة المجلس الأعلى وحزب الفضيلة وأطراف أخرى داخل التحالف الشيعي، بينهم جناح المالكي في «حزب الدعوة»".
ويعد التحالف الوطني الشيعي، أكبر كتلة داخل البرلمان تضم عدة كتل أبرزها ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، والمجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عمار الحكيم، والتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، وتيار الإصلاح بزعامة إبراهيم الجعفري.
دعم كردي للإطاحة بالعبادي

من توافق المرجعية الشيعة والسفارة الإيرانية على الإطاحة بالعبادي، جاء الدور على التحالف مع ممثلي إقليم كردستان البرلمان العراقي، فقد كشفت مصادر عراقية، عن اتفاق بين زعماء التحالف الكردي وكتلة المجلس الأعلى الشيعية، يهدف للإطاحة برئيس الوزراء، حيدر العبادي من خلال سحب الثقة من حكومته أمام البرلمان.
وكما استطاع عمار الحكيم أن يأخذ موافقه ودعم من المرجع الشيعي الأعلى آية علي السيستاني، حصل على ضمانات من رئيس العراقي فؤاد معصوم، بعدم عرقلة المساعي الرامية لإزاحته عن رئاسة الحكومة خلال مدة أقصاها شهر واحد.
كما أن فؤاد معصوم، والذي يعتبر أحد أهم السياسيين الأكراد مستاء أيضاً من إعلان العبادي عدم صرف مخصصات البيشمركَة الكردية.
وأوضحت مصادر عراقية أن عمار الحكيم والسياسي الكردي والقيادي بالحزب الديمقراطي الكردستاني ووزير المالية العراقي هوشيار زيباري يسعيان بالإطاحة بالعبادي.
الإخوان المسلمون

كما أن عمار الحكيم يسعى إلى تأمين قوة سياسية وتغطية من المرجعية الدين، يسعى رئيس منظمة بدر هادي العامري، وأحد قيادات الحشد الشعبي المقربين من الجنرال الإيراني قاسم سليماني بالحصول على دعم من قبل رئيس البرلمان العراقي، سليم الجبوري القيادي الحزب الإسلامي- الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمون في العراق- لإطاحة العبادي ليكون هناك تأمين من مختلف القوى الرئيسية بالبرلمان العراقي للإطاحة برئيس الوزراء.
وتأتي خطة "العامري- سليم" بتشكيل تحالف "شيعي ـ سني" لإزاحة العبادي الذي دعا الكتل السياسية إلى إحلال وزراء تكنوقراط بدلاً من الإسلاميين، من خلال تشكيل جبهة برلمانية شيعية مقربة من إيران تشترك معها الإخوان المسلمين (إخوان) ضد العبادي في البرلمان، بدعم من السيستاني، للتصويت بحجب الثقة عنه في رئاسة الحكومة. وكل هذا تمهيداً لإقالته من منصبه بمرسوم رئاسي من فؤاد معصوم.
رئيس حكومة العراق القادم

ولأن القوى المختلفة في العراق، تسعى وتخطط للإطاحة بالعبادي فإن تقارير أشارت إلى أن هناك عدة أسماء، منها ما هو معروف للسياسيين العراقيين، ومنها ما قد يأتي خارج التوقعات.
وتبحث كتلة عمار الحكيم، عرابة السياسة الإيرانية في العراق، كما يصفها مراقبون، عن شخصية شيعية بديلة لتولي منصب رئاسة الحكومة ترضي الإيرانيين وتقنع الأمريكان، بعد استبعاد وزير النفط المستقيل والمقرب من المجلس الأعلى عادل عبد المهدي؛ بسبب خلفياته الشيوعية ومن ثم البعثية قبل معارضته لنظام صدام حسين، وهو الأمر الذي يقلق الإيرانيين، على الرغم من حظوته لدى الساسة الأكراد، بحسب سياسيين ومحللين.
وأشارت بعض التقارير إلى أن رئيس هيئة "ميليشيا الحشد الشعبي" ومستشار الأمن القومي في حكومة العبادي فالح الفياض، من المرشحين لخلافة رئيس الوزراء العراقي، إلا أنه لا يحظى بقبول أمريكي، ما يعرقل توليه المنصب.
تيار الصدر والعبادي

مساعي عمار الحكيم وهادي العامري للتأمين دع المرجعية الشيعية والقوي الكردية والسنية في البرلمان العراقي؛ من أجل ضمان أغلبية برلمانية لسحب الثقة من حكومة حيدر العبادي.
ويسعى الحكيم من أجل استمالة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى جانبه، خوفًا من أي عرقلة داخل البرلمان العراقي من قبل تيار الصدر، مع نجاح الأخير في فرض شروطه على حيدر العبادي.
حيدر العبادي القيادي السابق بحزب الدعوة الإسلامية، يدرك جيدًا اللعبة العراقية؛ لذلك يسعى للتقارب مع الشيعي المتمرد مقتدى الصدر الذي قاد احتجاجات انتهت برحيله عن بغداد إلى النجف، وبعض السنة العراقيين بهدف بقائه في المنصب أو تشكيل ائتلاف سياسي جديد يمكنه من البقاء داخل دائرة الحراك السياسي عراقياً وإقليمياً.
الموقف الأمريكي

فيما يبقى الموقف الأمريكي مترقبًا للأحداث حتى وإن أعلن دعمه لرئيس الوزراء حيدر العبادي، فالولايات المتحدة قد ألقت بثقلها إلى جانب العبادي، إلا إذا كان البديل والمرشح للحكومة العراقية يحظى بموافقة ودعم من واشنطن... فهل ينجح مخطط " عمار الحكيم- هادي العامري" في الإطاحة برئيس الوزراء العراقي بدعم إيراني وتوافق كردي وجماعة الإخوان؟