الحوثيون يستهدفون "تعز".. ومنتصف الليلة هدنة اليمن تدخل حيز التنفيذ

الأحد 10/أبريل/2016 - 02:24 م
طباعة الحوثيون يستهدفون
 
يسود الشارع اليمني ترقب قبل ساعات من الموعد المحدد لوقف الأعمال القتالية الذي أعلنه المبعوث الدولي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، كخطوة تهدئة تسبق المحادثات التي تجمع الأطراف اليمنية في جولة جديدة في الكويت في الثامن عشر من الشهر الجاري، فيما استقبلت طهران وفدًا من جماعة أنصار الله "الحوثيين" قبيل بدء الهدنة.

بدء الهدنة

بدء الهدنة
أعلنت الأمم المتحدة أن الأطراف اليمنية ملتزمة بوقف إطلاق النار في موعدها المحدد المقرر أن يبدأ منتصف الليلة، وقف إطلاق النار في اليمن. ويستعرض التقرير خريطة لأماكن سيطرة الأطراف اليمنية على مختلف محافظات البلاد.
وأوضح الناطق الإعلامي باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في تصريحات اليوم، أن "المنظمة الأممية تعتقد أن الأطراف اليمنية ستلتزم بوقف إطلاق النار في موعده؛ كون ذلك يصب في مصلحة اليمنيين". 
وجاءت التصريحات الأممية على الرغم من استمرار الغموض حول مصير موافقة الأطراف على المسودة النهائية الخاصة بوقف إطلاق النار. 
وكانت جماعة أنصار الله (الحوثيين) وحليفها حزب المؤتمر الشعبي الذي يترأسه الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح قد أعلنا منذ يومين تقديم ملاحظات على المسودة الأممية، وربطا الموافقة النهائية عليها باستيعاب الملاحظات.
فيما قالت مصادر يمنية في صنعاء: "إن وفدًا من القوى الحليفة لميليشيات الحوثي، بدأ زيارة للعاصمة الإيرانية طهران، وذلك قبل أيام قليلة من انطلاق مفاوضات الكويت بين وفدي الشرعية والانقلابيين". بحسب العربية نت.
وبحسب المصادر، فإن وفد حلفاء الحوثي يضم محمد محمد الزبيري الأمين المساعد لحزب البعث، ومحمد صالح النعيمي رئيس الدائرة السياسية لحزب اتحاد القوى الشعبية، وياسر الحوري نائب رئيس حزب الحق، وعمار السقاف.
وأشارت المصادر إلى أن الوفد التقى عددا من المسئولين الإيرانيين، بينهم مساعد وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان؛ حيث جرى بحث آخر تطورات الوضع في اليمن والتحضيرات لعقد مؤتمر الكويت المقرر عقده في الثامن عشر من الشهر الحالي.
في العاصمة السعودية الرياض، ترأس الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي اليوم اجتماعاً لأعضاء الفريق السياسي وفريق المشاورات، بحضور نائبه علي محسن الأحمر ورئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر، لمناقشة المستجدات السياسية قبل دخول وقف إطلاق النار الموعد المحدد للتنفيذ.   وأكد عبد العزيز جباري٬ نائب رئيس الوزراء اليمني٬ وزير الخدمة المدنية والتأمينات٬ أن «هناك لجنة عسكرية من الحكومة الشرعية٬ ستبدأ عملها مساء اليوم٬ أي بعد سريان الهدنة التي أعلنها٬ إسماعيل وقف إطلاق النار يبدأ الليلة.. وهادي يجتمع بالفريق الحكومي للتفاوض 10 أبريل ولد الشيخ٬ المبعوث الأممي لليمن٬ وذلك لرصد التجاوزات إن كان هناك أي تجاوز٬ كما أن لجنة من وفد الانقلابيين٬ لرصد ما يجري٬ واللجنتان تعملان تحت مراقبة الأمم المتحدة٬ ولكن الأهم هو ترجمة كل هذه القرارات على أرض الواقع وتنفيذها».
 وذكر المسئول اليمني البارز وهو عضو٬ أيضًا٬ في فريق المشاورات اليمني إلى جولة المفاوضات في الكويت٬ في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»أن «جدول أعمال المرحلة المقبلة في 18 أبريل ٬ ثابت ولم يتغير منذ جنيف٬2 حيث نريد تطبيق مطالبنا على أرض والواقع٬ من إعادة مؤسسات الدولة٬ وتسليم الأسلحة٬ وإطلاق سراح المعتقلين».

الوضع الميداني

 الوضع الميداني
وعلى صعيد الوضع الميداني، استهداف ميليشيات الحوثي وصالح للمدنيين في تعز قبل ساعات على بدء سريان هدنة، يؤكد أن المتمردين مستمرون في سياسة عدم الالتزام بتعهداتهم والالتفاف على القرار 2216 الذي ينص على انسحابهم من المدن وتسليم أسلحتهم وإطلاق المعتقلين.
وقبل ساعات من الهدنة، التي تسبق جولة جديدة من مفاوضات السلام ستعقد هذه المرة في العاصمة الكويت في 18 أبريل الجاري، شنت الميليشيات المتمردة قصفًا عنيفًا على أحياء سكنية في تعز، بالتزامن مع تشديد الحصار الخانق على جميع منافذ المدينة.
والقصف المدفعي للميليشيات، لا سيما على قرى الوازعية، الذي تسبب بتهجير نحو 30 ألف شخص، والهجمات على مناطق أخرى بالبلاد، تنبئ بحلقة جديدة من مسلسل انتهاكات الهدن التي تزامن بعضها مع جولات من المفاوضات برعاية الأمم المتحدة.
وفي تعز، أعلنت مصادر تابعة لجماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، أن مسلحي الجماعة وحلفاءها قصفوا بالمدفعية مواقع في جنوب مدينة ذوباب، والقريبة من الساحل، في وقت لم يسجل فيه وقوع غارات جوية للتحالف العربي منذ فجر اليوم. 
وتأتي هذه التطورات قبل ساعات من دخول الموعد الرسمي لوقف إطلاق النار حيز التنفيذ، إذ من المقرر أن يبدأ اليوم الساعة 23.59 وفقاً للمسودة الأولية للاتفاق. 
وفي عدن، أقدم مسلحون على اغتيال الأمين العام للمجلس المحلي بمديرية المنصورة، أحمد صالح الحيدري، إلى جانب نجله، بعدما تراجعت وتيرة الاغتيالات التي تشهدها عدن الأسابيع الماضية. 
وبحسب مصادر محلية، فقد اغتيل الحيدري ونجله بينما كانا في مقهى لتناول وجبة الفطور في حي ريمي، ولم ترد معلومات حول الجهة المسئولة عن الحادثة. 
وكانت مديرية المنصورة ساحة لعدد كبير من حوادث الاغتيالات والهجمات الإرهابية، قبل أن تتراجع وتيرتها أخيراً مع تنفيذ قوات الأمن حملة لملاحقة المسلحين في المديرية.
أكدت مصادر مطلعة مقتل أمير تنظيم القاعدة في لحج، ماجد أحمد صالح الوهطي مع 3 من معاونيه، في ساعة متأخرة من مساء السبت برصاص عناصر قبلية في إحدى نقاط التفتيش بمدينة المحفد التابعة لمحافظة أبين جنوب اليمن .
وقالت مصادر محلية وقبلية لـ إرم نيوز: "إن عناصر قبلية في بلدة المحفد اشتبكت مع عناصر مسلحة من القاعدة قدمت من محافظة لحج على متن مركبة ومعها اثنان من المختطفين" .
وأضافت المصادر أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل أربعة من القاعدة بينهم القيادي البارز الذي يعرف بأمير القاعدة في لحج .
وأوضحت أن مسلحي القبائل تمكنوا من تحرير مختطفين كانا مع المسلحين على متن المركبة، فيما يعتقد أن عناصر القاعدة كانوا ينوون نقلهما إلى حضرموت شرقاً .
فيما أكدت مصادر إعلامية يمنية أن ميليشيات الحوثي تنفذ تدريبات عسكرية نوعية لمسلحيها بإشراف مباشر من قبل مدربين إيرانيين ولبنانيين تابعين لحزب الله، وذلك بمقر جامعة الإيمان شمال صنعاء.
ونقل موقع "الربيع" الإخباري عن تلك المصادر قولها: "إن الحوثيين كثفوا دوراتهم وتدريباتهم لمسلحين جدد استقطبتهم الميليشيات للانضمام إليها خلال الفترة الماضية".
وأشارت إلى أن المسلحين يتلقون تدريبات مكثفة ونوعية بمقر جامعة الإيمان الذي تحول إلى ثكنة عسكرية منذ سيطرة ميليشيات الحوثي على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014.

الوضع الإنساني

الوضع الإنساني
وعلى صعيد الوضع الإنساني، وصلت إلى مدينة تعز اليمنية، قافلة مساعدات إنسانية كويتية، لإغاثة المدنيين المتضررين جراء الحرب.
وشملت المساعدات، مستلزمات إيواء وخزانات مياه، قدمت من الشعب الكويتي إلى المتضررين في تعز بإشراف من جمعية الشيخ عبدالله النوري الخيرية، فيما نفذت من قبل مؤسسة استجابة للإعمال الإغاثية والإنسانية.
واستهدفت القافلة أكثر من سبعمائة أسرة، مقدمة المساعدات إلى الأسر الأكثر تضررًا جراء الحرب في المناطق التي حررت من ميليشيات الحوثي وصالح خلال الأيام الأخيرة.

المشهد اليمني

ويعلق اليمنيون الآمال على مفاوضات الكويت في انتشال البلد من حالة الحرب، لكن مراقبين يرون أن السلام الدائم لن يكون في متناول اليد من أول اللقاءات.
ويعتقد مراقبون أن مفاوضات جادة قد تخترق جدار الأزمة اليمنية مستغلة التهدئة المفروضة في المنطقة والتي تتزامن مع زيارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، للسعودية في 21 أبريل الجاري.

شارك