احتفاء كنسي بتبرع الملك "عبد الله" لترميم قبر المسيح
الإثنين 11/أبريل/2016 - 10:57 ص
طباعة

قوبل قرار الملك عبد الله الثاني ملك الأردن بتبرعه لترميم القبر المقدس في كنيسة القيامة بالقدس؛ حيث أبلغ الديوان الملكي الهاشمي بالمكرمة السامية، برسالة خطية أرسلت إلى البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس للروم الأرثوذكس تبرع جلالة الملك عبد الله الثاني، وعلى نفقته الخاصة باحتفاء كنسي كبير .
وثمن البطريرك ثيوفيلوس مكرمة جلالة الملك عبدالله الثاني، وقال: "كان جلالته وما زال وسيبقى الحارس الأمين وصاحب الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، والذي يجسد بالفعل لا بالقول أسس العيش المشترك بين أتباع الديانتين الإسلامية والمسيحية في العالم والأراضي المقدسة على وجه الخصوص".
وأكد أن للعائلة الهاشمية، وعبر التاريخ، دوراً فريداً وبصمة واضحة في الحفاظ على المقدسات المسيحية شأنها شأن المقدسات الإسلامية في القدس والأراضي المحتلة، مشيداً بالاهتمام الهاشمي الأردني، الذي يعد الداعم لكل الكنائس في الأراضي المقدسة، وسنداً واضحاً لكل المسيحين في الشرق.
وقال: إن "الدور الأردني في حماية الوجود المسيحي واضح للعيان، ولا يستطيع أحد أن ينكره، كما أن مساعي الأردنيين جميعاً، وعلى رأسهم جلالة الملك عبدالله الثاني في زرع بذور المحبة والتآخي بين المسلمين والمسيحيين نجني ثمارها في هذا الزمن، الذي باتت به الحروب الطائفية ناراً توقد فتحرق دولاً، والأدلة واضحة في المحيط الذي نعيش به".
وشدد على أن جلالته- وفي جميع المحافل الدولية- يضع القضية الفلسطينية في الصدارة ويعطيها الأولوية، ويؤكد للعالم على الدوام أن "المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس خط أحمر للمملكة الأردنية الهاشمية ولن يسمح بتجاوزه، وأن الأردن مستمر بالقيام بمسئولياته الدينية والتاريخية تجاه كامل المسجد الأقصى، والحرم الشريف، بمنتهى الالتزام والجدية".
يشار إلى أنه تم التوقيع في مارس الماضي على اتفاقية تاريخية لترميم القبر المقدس في كنيسة القيامة، بين الكنائس الثلاث الموكلة إدارة كنيسة القيامة، وهي: بطريركية القدس للروم الأرثوذكس وبطريركية القدس للأرمن الأرثوذكس، وحراسة الأراضي المقدسة الرهبنة الفرنسيسكانية، وبين رئيس الجامعة الوطنية التقنية في العاصمة اليونانية أثينا، وذلك بعد دراسة قام بها باحثون متخصصون من الجامعة نفسها.
وعبر ممثلو الكنائس في القدس عن شكرهم وتثمينهم لمكرمة الملك عبدالله الثاني بترميم قبر السيد المسيح في كنيسة القيامة في القدس على نفقته الخاصة، معتبرين أن هذه المكرمة الغالية ليست غريبة عنه صاحب الوصاية على المقدسات في القدس والذي يجسد على الدوام الموقف المشرف تلو الآخر لعروبة القدس وحماية أهلها ومقدساتها ورعايتها والحفاظ عليها.
وقال المطران وليم شوملي، النائب البطريركي العام للاتين في القدس: "إن كنائس القدس تشكر جلالة الملك على هذه المكرمة التي تدل على أنه يرعى المقدسات الإسلامية والمسيحية التي هي في عهدته، ونسأل الله أن يبقى يرعى العلاقات الطيبة القائمة بين أبناء الديانتين سواء في الأردن أو في القدس".
وأشار المطران شوملي إلى أن جلالة الملك يبدي اهتمامه بالمقدسات الإسلامية والمسيحية، موضحاً أن هذه الخطوة الأردنية سيكون لها تأثير في الرأي العالمي المسيحي والعالمين العربي والإسلامي، وتدل على انفتاح جلالته تجاه المقدسات المسيحية باعتبار أن كنيسة القيامة من أقدس المقدسات كمكان مسيحي في العالم على الإطلاق.
وقال: "إن المكرمة الملكية ذات قيمة كبيرة ومميزة في العالم المسيحي".
من جانبه، ثمّن المطران منيب يونان، رئيس الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والقدس، عالياً مكرمة جلالته. وقال: "إن هذا الموقف التاريخي المشرف ليس مفاجئاً بل هو جزء من مواقف ومكارم جلالته في رعاية القدس ومقدساتها وأهلها وعروبتها".
وأضاف أن في هذه المكرمة معاني عظمية للقدس وأهلها ومقدساتها ولأواصر الوحدة والتلاحم في الأردن وفلسطين. لافتاً إلى أن جلالة الملك صاحب الوصاية على القدس ومقدساتها يجسد أعظم المواقف وأنبلها التي سيسجلها التاريخ لهذه المكارم السامية والمواقف المشرفة التي تحفظ القدس ومقدساتها وعروبتها وأهلها.
ليس بغريب هذه المواقف الطيبة على عائلتنا الهاشمية التي تنظر بعين إنسانية تقية تقدر أماكن العبادة على كلا الوجهين كيف وحينما يتجهون في اهتمامهم السخي الكبير لقدسية المكان وهو كنيسة القيامة الشاهد الأكبر على التاريخ المسيحي الطويل، وليست هذه الإسهامات الأولى ولن تكون الأخيرة أبداً لأنها تشكل محور اهتمام العائلة الهاشمية الممثلة بجلالة القائد الأعلى ملكنا المحبوب عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله وأدام عزه.
وهذا الموقف الطيب والكبير الذي اليوم يؤكد على حرص جلالته في الحفاظ على قدسية الأماكن الدينية والتي تمثل الطابع الإيماني الكبير لشريحة كبيرة من هذا العالم، والذي يرتاد إلى كنيسة القيامة لإقامة شعائر العبادة الخاصة والصلاة من موطن المسيح له المجد لشرق يئن من الجراح التي أثقلت جسده النحيل، ويطلب السلام والأمان لشعب تمزقت أوصاله وضاقت بهم الأحوال.
ويبقى الهم الهاشمي وتلك الأنظار متجهة لتلك الرقعة المقدسة من شرقنا ومن مدينة السلام القدس ولمدينة القيامة حيث من هناك وقبل ألفي عام أُعلن السلام والفرح وترسخت رسالة المحبة للعالم أجمع، فأنتم اليوم يا سيدي تؤكدون على عمق محبتكم وغيرتكم على الوجود المسيحي في هذا الشرق المتلعثم، هذا الشرق الملطخ بدماء الأبرياء وبدماء الإنسانية التي رسمت حدود أوطانها بألم وحسرة وحددت معالمها بتشرد الأبناء أبناء الوطن وأنت اليوم تحتضن في ديارك الكثير الكثير على الرغم من صعوبة المواقف وما نعيش من تحديات كبيرة وصعبة والتي تثقل اليوم كاهل المواطن الأصيل لكن مع هذا وذاك فأنت لم تغلق الأبواب لأنك ستبقى ملاذا لمن ضاقت بهم الدنيا فأنت البيت وأنت الحمى لا بل خير الحمى لهم.
وقال الأب تيمور عوابدة: اليوم من هذا البلد الطيب بلد الرجال وبلد جنودك الأوفياء وشعبك الحامي عرشك والواقف معك في كل التحديات سيبقى رافع الأيادي لله تعالى ولمن ولد في بيت لحم ولمن تصون المكان الذي فيه دُفن نطلب لك منه أن يعطيك الحكمة والصحة لتبقى سراجا موقدا لتبدد عتمة الظلم عن كل مظلوم وترفع ستار الخوف عن أطفالٍ رسموا في صفحات ذكرياتهم بيوتهم المدمرة وألعابهم المتقطعة وساحات مدارسهم المغطاة بالدماء.
فدمتم أهل الخير والعطاء سيدي صاحب الجلالة ولن ينسى كل عربي أصيل لا بل كل إنسان في هذا العالم الكبير لمساتك الكبيرة على كافة المستويات والاتجاهات لأنك إنسان يقدر قيمة الإنسان وقيمة الموروث الديني العريق، وترعى بكل إمكانياتك إحلال السلام في هذا الشرق وخصوصا السعي الكبير لإحلال قضية الشرق وقضية كل عربي منتمي لتراب هذه الرقعة المقدسة فلسطين الأبية، فما صنعه والدك جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال طيب الله ثراه أنت اليوم وكل يوم تكمله بإصرارك وإيمانك في الحفاظ على القدس الشريف وكنيسة المهد والقيامة التي اليوم ستحظى بعنايتك وعطفك الكبيرين.
دام عزك مولاي صاحب الجلالة ودام عرشك لأردن الخير وكلنا فخر بك فبارك رب العزة عطاءك السخي ودمتم لهذا الوطن الأبي.