تداعيات "وثائق بنما" و"حصار الفلوجة" في الصحف الأجنبية
الثلاثاء 12/أبريل/2016 - 12:15 ص
طباعة
تواصل الصحف الأجنبية متابعة تداعيات الكشف عن وثائق بنما وما سببته هذه الوثائق فى احراج كبار الشخصيات بالعالم، إلى جانب القاء الضوء على الغضب الشعبي فى العراق والحنين لعصر صدام حسين، وكذلك الحديث حول حصار الفلوجة بسبب ندرة الغذاء والمواد الطبية
وثائق بنما
تواصل الجارديان متابعة تداعيات تسريبات وثائق بنما، وما كشفت عنه للراي العام العالمي، بخصوص الثروات المخفية، والاشارة إلى أن وثائق بنما ليست بخصوص الضرائب فقط، وإنما تبين لنا أن البعض لم يعودوا يلتزمون بالقوانين التي نعيش بها، وتدل على فساد ديمقراطيتنا.
أكدت الصحيفة أن وثائق بنما تؤكد أن كبار الأثرياء خرجوا من النظام الاقتصادي الذي يعيش فيه بقية الناس، فهم يخفون ثرواتهم منذ ثلاثين عاما ويتهربون من القوانين التي نتبعها نحن، كما أن الملاذات الضريبية تعكس هذا الواقع، فالحديث عن الشركات المسجلة في الخارج قد يغرق في التفاصيل التقنية.
ولكن التعريف الحقيقي بالنسبة إليه فهو الذي وضعه خبير الضرائب، نيكولاس شاكسون، ويوجزه في أن "تأخذ أموالك إلى مكان آخر، لتجنب القوانين والقواعد المعمول بها في المجتمع الذي تعمل فيه، وبهذه الطريقة قالت الصحيفة، فأنت تسرق مجتمعك، وتأخذ أموالا تبنى بها المستشفيات والمدارس وتشق الطرق، ولكن كبار الأغنياء اليوم يتدخلون في وضع القوانين والقواعد التي يلتزم بها بقية الناس.
الغضب الشعبي
ركزت صحيفة الفايننشال تايمز على الغضب الشعبي في العراق، وحنين البعض إلى زمن حكم الاستبداد، بعد 13 عاما من العنف الطائفي، ونقلت مراسلة الفايننشال تايمز في العراق، إريكا سولومون، عن أم علاء، وهي ضحية من ضحايا العنف الطائفي، التي تقسم الزمن إلى ما قبل عام 2003 وما بعده، والتى ذكرت أم علاء المتشحة بالأسود عام 2003 عندما غزت القوات الأمريكية العراق، واسقطت الرئيس صدام حسين، وهو آخر عام كانت فيه عائلتها سالمة، فقد قتل زوجها عام 2004 على يد تنظيم القاعدة، وفي الأعوام التالية فقدت أبناءها الأربعة، آخرهم صفاء الذي قتل في تفجير لتنظيم الدولة الإسلامية.
أكدت الصحيفة "لا تقوى أم علاء على تذكر التواريخ، ولم تعد تفرق بين تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية، وأيهما مسؤول عن قتل أبنائها، فكلهم سواء عندها، وأن الاقتتال الطائفي الذي اندلع في العراق بعد سقوط صدام حسين، وتفاقم منذ ظهور تنظيم الدولة الإسلامية، جعل بعض العراقيين يحنون إلى زمن الاستبداد.
نوهت الصحيفة بقولها" هذا الحنين بدأ ينتشر بين الشيعة والسنة والأكراد، على حد سواء، فهم يرون أن الديمقراطية التي جاء بها الاحتلال الأمريكي، بها كثير من الخلل"
اعتبرت الصحيفة أن العراق الغني بنفطه يوشك على الانهيار اقتصاديا بسبب نخبة سياسية فاسدة تستغل الطائفية للسيطرة على الحكم، وملء جيوبها بدل تحسين الخدمات العامة مثل الصحة والكهرباء والماء، فبعض العراقيين أصبحوا، يلمحون إلى رغبتهم في العودة إلى عصر صدام، وهذا حتى في إقليم كردستان الذي تعرض إلى هجمات كيماوية أسفرت عن مقتل 5 آلاف شخص عام 1988، والتأكيد على أن أيام صدام كانت أفضل، مقارنة بحال العراق اليوم.
معاناة اهل الفلوجة
فى حين ركزت صحيفة التايمز تقريرا على معاناة أهل الفلوجة المحاصرة، وتعرضهم للمجاعة بسبب ندرة الغذاء والمواد الطبية، والاشارة إلى أن عشرات الآلاف من المدنيين مهددون بالمجاعة في مدينة الفلوجة العراقية المحاصرة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر داخل المدنية أن الناس المحاصرين أصبحوا يقتاتون على العشب ونوى التمر، للبقاء على قيد الحياة.
كما أشارت الصحيفة إلى تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش الذي يفيد بأن 140 شخصا، أغلبهم مسنون وأطفال ماتوا بسبب انعدام الغذاء والمواد الطبية، وأن المستشفيات تستقبل الأطفال الذين يعانون من الجوع يوميا، وقال جو ستورك، مدير قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش، أن أهل الفلوجة مهددون بالمجاعة، وهم محاصرون من قبل القوات الحكومية، وفي قبضة تنظيم الدولة الإسلامية.
أكدت الصحيفة أن القوات العراقية الحكومية والمليشيا الشيعية قطعت آخر طرق التهريب المؤدية إلى الفلوجة الشهر الماضي، بعد استعادة السيطرة على مدينة المادي المجاورة، وتشبيه معاناة أهل الفلوجة من الجوع بما يعانيه مئات الآلاف من السوريين في البلدات التي تحاصرها قوات نظام بشار الأسد، وبعض الجماعات المسلحة المعارضة.