خبيرة سويسرية: "عدم مواجهة الإسلاموفوبيا يزيد من شعبية داعش"
الخميس 14/أبريل/2016 - 03:18 م
طباعة

صرح أولي ماورر، وزير الدفاع السويسري بعد يومين من هجمات باريس، بأن هجمات باريس قد "زادت من مستوى المخاطر في سويسرا"، وأوضح أيضا أن هجومًا إرهابيًّا ضد سويسرا "ليس شأنا خياليا ومجرّدا، بل يُمكن تصوّر حدوثه" وفي الوقت الحاضر، هناك حوالي 70 حالة تطرّف قيد التحقيق في سويسرا وهناك إجراءات جنائية تتخذ في أكثر من 20 حالة.
"سويس انفو" حاورت الخبيرة السويسرية إيسّر دافوليووهى باحثة بمعهد العلوم التطبيقية بزيورخ (ZHAW )، والمسئولة عن تنسيق دراسة استكشافية جديدة حول تطرّف الشباب في سويسرا.
في مقابلة مع صحيفة "نويه تسورخر تسايتونغ" في عددها الصادر يوم الأحد 15 نوفمبر الماضي أشار أولي ماورر إلى أن الخطر الأكبر يأتي من "الذئاب المنفردة" الذين يعيشون في سويسرا ويتبنون أفكار داعش. ما أهمية وجدية هذا الخطر؟
- أعتقد أن الذئاب المنفردة تحتاج إلى بعض الدعم لتنفيذ أعمالها، وإلى أشخاص يشاطرونهم أفكارهم ويعززون لديهم قناعتهم بأنهم على الطريق الصحيح. في سويسرا هذا الأمر يحدث على نطاق ضيّق جدا. هذا على الأقل انطباعي الشخصي اعتمادا على مقابلات ميدانية أجريتها سابقا. هنا، الوضع غير متجانس بالمرة. وليس الامر كما هو الحال في فرنسا، حيث تعشش نظريات المؤامرة، والغضب ضد الإقصاء، والبطالة في الضواحي المهمّشة.
هناك أيضًا مشكلة البطالة بالنسبة للشبان المسلمين في سويسرا، وعلى وجه الخصوص في كانتونيْ جنيف والتيتشينو، حيث يتسبب توافد القاطنين على الحدود في منافسة قوية في سوق العمل. لقد عاينّا هناك حالات صعبة بالنسبة للشبان المسلمين. قد تتعقّد هذه الوضعيات أكثر، فتصبح مشكلة إذا لم تتح لهؤلاء فرصة للإندماج في المجتمع.
عزّزت سويسرا إجراءاتها الأمنية في مكافحة الإرهاب من خلال دعم أجهزة المخابرات، وكذلك تشديد التشريعات للسماح بمزيد من المراقبة. هل مازال بالإمكان تسرّب أفراد من هنا أو هناك؟
- لا أعتقد ذلك، خاصة أن هناك مراقبة شديدة على شبكات التواصل الإجتماعي وعلى الإنترنت. ولكن في بعض الحالات تكون أجهزة المخابرات مشغولة جدا، مثلما أوضح ذلك التقرير الأخير لفرقة العمل الخاصة التابع للمكتب الفدرالي للشرطة من اجل تنسيق مكافحة الإرهابيين المسافرين.
التقرير يذكر حالة كان من الضروري تنزيل 25.000 صفحة حول اتصالاته عبر الإنترنت بالنسبة لشخص واحد. وعندما تعرف أن هذه الاتصالات قد تكون بلغات أجنبية يجب ترجمتها لاحقا، يمكنك تصوّر حجم العمل الذي تتطلبه عملية تتبّع ومراقبة الأشخاص.
الشرطة الفدرالية والحكومة تدرسان فرض حظر على السفر للوقاية من التطرّف في سويسرا. هل يمكن أن يكون هذا إجراءً فعالا؟
- أعتقد أنه يمكن أن يساعد إذا كان هناك من يريد المغادرة. من المهم أن يكون هناك إجراء ما للحفاظ عليه هنا في سويسرا. لكن هذا ليس إلا إجراء من بين إجراءات أخرى يمكن أن نفكّر فيها.
أظنّ أنه من المهم أيضا تقديم النصح والمشورة للأفراد ولأسرهم ولأصدقائهم. ومثلما لاحظنا ذلك في أماكن أخرى من أوروبا، من المهمّ جدا تقديم الدعم والمساعدة إلى الأشخاص الذين هم في تواصل مباشر مع الاصغر سنا، حتى يتمكّنوا من التحدّث إليهم وتوجيه وتأطير افكارهم.
ما مدى جدوى التعاون بين الشرطة والمنظمات الإسلامية أو أشخاص من هذه الديانة للتعرّف على مؤشرات محتملة للتطرّف أو الإعلام عن المشبوهين؟
- هذا الأمر يختلف من كانتون إلى آخر. في زيورخ هناك شخص يقوم بدور الوسيط، وهو في تواصل مع مختلف المجموعات الإسلامية. وفي سانت غالن، كانت هناك مائدة مستديرة للأديان، وهي في تواصل مع الأئمة والمجموعات الإسلامية. وفي هذا الكانتون نفسه، شارك سبعة أئمّة في دروس تكميلية حول الإندماج، والحياة في سويسرا، ومكافحة التطرّف.
وفي جنيف، يتعاون الإئمة بشكل وثيق ويقومون بجهود جبّارة في مجال الإندماج. وقد شكل حديث الإعلام مؤخرا عن أن شابيْن أقدما على تبني أفكار متطرّفة بمسجد في جنيف ثم سافرا إلى سوريا، صدمة للجميع.
المسئولة بالشرطة الفدرالية نيكوليتّا ديلاّ فالي صرّحت بأن القول إن هؤلاء الأشخاص أصبحوا متشددّين في المساجد أو في إطار المنظمات الإسلامية هي "من الأفكار النمطية الخاطئة". إذن كيف برأيك تحصل عملية التطرّف هذه؟
- وفقا للمعلومات الصادرة عن أجهزة المخابرات السويسرية يبدو ان أغلب هؤلاء الأشخاص أصبحوا متشدّدين عبر الإنترنت ومن خلال علاقتهم ببعض الأصدقاء. أما المساجد، على العكس، فهي تقوم اليوم بدور وقائيّ. والأشخاص الذين يحملون أفكارا متشدّدة ويذهبون إلى المساجد هم يجدون هناك التأطير، ويُقال لهم لا
يجب أن تستمعوا إلى الدعاية على شبكة الإنترنت.
كذلك المنظمات الإسلامية تقوم بدور مهمّ في مجال الوقاية، ولكن عندما تواجه أشخاصا متشدّدين، فإنها تصاب بالذعر. فهي لا تريد أن تشوّه صورتها، ولذلك تغلق الأبواب أمام هؤلاء الشباب، متخلية بذلك عن أي فرصة للتأثير عليهم. بإمكانها أن تلعب دورا أكبر، ولكن لتحقيق ذلك، هي تحتاج إلى دعم أكبر لأداء دورها الإرشادي لدى هؤلاء الأشخاص المعرّضين للتشدّد.
أطلقت العديد من البلدان برامج لدعم الجهاديين العائدين إلى بلدانهم. وفي شهر فبراير الماضي، أشار تقرير مجموعة العمل التابعة لمكتب الشرطة الفدرالية والمنسق لأعمال مكافحة الجهاديين المسافرين لمناطق النزاعات المسلحة أن سويسرا لا تقوم بما يكفي في هذا المجال. ما رأيك؟
- حاليا لا يوجد شيئا من ذلك. من الضروري أن يُوجد مرشدون قادرون على التواصل مع هؤلاء الشباب. انعدام الخبرة يمثّل معضلة. يجب الذهاب إلى ألمانيا، او بريطانيا أو الدنمرك أو النرويج لرؤية كيف يتعاملون مع هؤلاء الأشخاص.
في سويسرا، الظاهرة ليست واسعة الإنتشار، ولكن هناك بعض الأشخاص قد عادوا. والسؤال المطروح هو كيفية التعامل مع هؤلاء الشبان لإعادة اندماجهم في المجتمع؟
ما هي نقاط الضعف - أو القوة - الأخرى في الإستراتيجية السويسرية لمكافحة التطرّف؟
- واحدة من نقاط الضعف هو عدم مواجهتها لظاهرة الإسلامافوبيا، على خلاف ما هو في ألمانيا. إنها قضية مهمّة. إن دعاية تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) تقوم على نظرية مفادها أن المسلمين يتعرّضون إلى التمييز وإلى الإقصاء والتهميش والإذلال في الدول الغربية. إذا كان هذا هو فعلا الواقع، فإن الإستقطاب سيتضاعف، مما سيشكّل بذرة لمزيد من التطرّف.
"سويس انفو" حاورت الخبيرة السويسرية إيسّر دافوليووهى باحثة بمعهد العلوم التطبيقية بزيورخ (ZHAW )، والمسئولة عن تنسيق دراسة استكشافية جديدة حول تطرّف الشباب في سويسرا.
في مقابلة مع صحيفة "نويه تسورخر تسايتونغ" في عددها الصادر يوم الأحد 15 نوفمبر الماضي أشار أولي ماورر إلى أن الخطر الأكبر يأتي من "الذئاب المنفردة" الذين يعيشون في سويسرا ويتبنون أفكار داعش. ما أهمية وجدية هذا الخطر؟
- أعتقد أن الذئاب المنفردة تحتاج إلى بعض الدعم لتنفيذ أعمالها، وإلى أشخاص يشاطرونهم أفكارهم ويعززون لديهم قناعتهم بأنهم على الطريق الصحيح. في سويسرا هذا الأمر يحدث على نطاق ضيّق جدا. هذا على الأقل انطباعي الشخصي اعتمادا على مقابلات ميدانية أجريتها سابقا. هنا، الوضع غير متجانس بالمرة. وليس الامر كما هو الحال في فرنسا، حيث تعشش نظريات المؤامرة، والغضب ضد الإقصاء، والبطالة في الضواحي المهمّشة.
هناك أيضًا مشكلة البطالة بالنسبة للشبان المسلمين في سويسرا، وعلى وجه الخصوص في كانتونيْ جنيف والتيتشينو، حيث يتسبب توافد القاطنين على الحدود في منافسة قوية في سوق العمل. لقد عاينّا هناك حالات صعبة بالنسبة للشبان المسلمين. قد تتعقّد هذه الوضعيات أكثر، فتصبح مشكلة إذا لم تتح لهؤلاء فرصة للإندماج في المجتمع.
عزّزت سويسرا إجراءاتها الأمنية في مكافحة الإرهاب من خلال دعم أجهزة المخابرات، وكذلك تشديد التشريعات للسماح بمزيد من المراقبة. هل مازال بالإمكان تسرّب أفراد من هنا أو هناك؟
- لا أعتقد ذلك، خاصة أن هناك مراقبة شديدة على شبكات التواصل الإجتماعي وعلى الإنترنت. ولكن في بعض الحالات تكون أجهزة المخابرات مشغولة جدا، مثلما أوضح ذلك التقرير الأخير لفرقة العمل الخاصة التابع للمكتب الفدرالي للشرطة من اجل تنسيق مكافحة الإرهابيين المسافرين.
التقرير يذكر حالة كان من الضروري تنزيل 25.000 صفحة حول اتصالاته عبر الإنترنت بالنسبة لشخص واحد. وعندما تعرف أن هذه الاتصالات قد تكون بلغات أجنبية يجب ترجمتها لاحقا، يمكنك تصوّر حجم العمل الذي تتطلبه عملية تتبّع ومراقبة الأشخاص.
الشرطة الفدرالية والحكومة تدرسان فرض حظر على السفر للوقاية من التطرّف في سويسرا. هل يمكن أن يكون هذا إجراءً فعالا؟
- أعتقد أنه يمكن أن يساعد إذا كان هناك من يريد المغادرة. من المهم أن يكون هناك إجراء ما للحفاظ عليه هنا في سويسرا. لكن هذا ليس إلا إجراء من بين إجراءات أخرى يمكن أن نفكّر فيها.
أظنّ أنه من المهم أيضا تقديم النصح والمشورة للأفراد ولأسرهم ولأصدقائهم. ومثلما لاحظنا ذلك في أماكن أخرى من أوروبا، من المهمّ جدا تقديم الدعم والمساعدة إلى الأشخاص الذين هم في تواصل مباشر مع الاصغر سنا، حتى يتمكّنوا من التحدّث إليهم وتوجيه وتأطير افكارهم.
ما مدى جدوى التعاون بين الشرطة والمنظمات الإسلامية أو أشخاص من هذه الديانة للتعرّف على مؤشرات محتملة للتطرّف أو الإعلام عن المشبوهين؟
- هذا الأمر يختلف من كانتون إلى آخر. في زيورخ هناك شخص يقوم بدور الوسيط، وهو في تواصل مع مختلف المجموعات الإسلامية. وفي سانت غالن، كانت هناك مائدة مستديرة للأديان، وهي في تواصل مع الأئمة والمجموعات الإسلامية. وفي هذا الكانتون نفسه، شارك سبعة أئمّة في دروس تكميلية حول الإندماج، والحياة في سويسرا، ومكافحة التطرّف.
وفي جنيف، يتعاون الإئمة بشكل وثيق ويقومون بجهود جبّارة في مجال الإندماج. وقد شكل حديث الإعلام مؤخرا عن أن شابيْن أقدما على تبني أفكار متطرّفة بمسجد في جنيف ثم سافرا إلى سوريا، صدمة للجميع.
المسئولة بالشرطة الفدرالية نيكوليتّا ديلاّ فالي صرّحت بأن القول إن هؤلاء الأشخاص أصبحوا متشددّين في المساجد أو في إطار المنظمات الإسلامية هي "من الأفكار النمطية الخاطئة". إذن كيف برأيك تحصل عملية التطرّف هذه؟
- وفقا للمعلومات الصادرة عن أجهزة المخابرات السويسرية يبدو ان أغلب هؤلاء الأشخاص أصبحوا متشدّدين عبر الإنترنت ومن خلال علاقتهم ببعض الأصدقاء. أما المساجد، على العكس، فهي تقوم اليوم بدور وقائيّ. والأشخاص الذين يحملون أفكارا متشدّدة ويذهبون إلى المساجد هم يجدون هناك التأطير، ويُقال لهم لا
يجب أن تستمعوا إلى الدعاية على شبكة الإنترنت.
كذلك المنظمات الإسلامية تقوم بدور مهمّ في مجال الوقاية، ولكن عندما تواجه أشخاصا متشدّدين، فإنها تصاب بالذعر. فهي لا تريد أن تشوّه صورتها، ولذلك تغلق الأبواب أمام هؤلاء الشباب، متخلية بذلك عن أي فرصة للتأثير عليهم. بإمكانها أن تلعب دورا أكبر، ولكن لتحقيق ذلك، هي تحتاج إلى دعم أكبر لأداء دورها الإرشادي لدى هؤلاء الأشخاص المعرّضين للتشدّد.
أطلقت العديد من البلدان برامج لدعم الجهاديين العائدين إلى بلدانهم. وفي شهر فبراير الماضي، أشار تقرير مجموعة العمل التابعة لمكتب الشرطة الفدرالية والمنسق لأعمال مكافحة الجهاديين المسافرين لمناطق النزاعات المسلحة أن سويسرا لا تقوم بما يكفي في هذا المجال. ما رأيك؟
- حاليا لا يوجد شيئا من ذلك. من الضروري أن يُوجد مرشدون قادرون على التواصل مع هؤلاء الشباب. انعدام الخبرة يمثّل معضلة. يجب الذهاب إلى ألمانيا، او بريطانيا أو الدنمرك أو النرويج لرؤية كيف يتعاملون مع هؤلاء الأشخاص.
في سويسرا، الظاهرة ليست واسعة الإنتشار، ولكن هناك بعض الأشخاص قد عادوا. والسؤال المطروح هو كيفية التعامل مع هؤلاء الشبان لإعادة اندماجهم في المجتمع؟
ما هي نقاط الضعف - أو القوة - الأخرى في الإستراتيجية السويسرية لمكافحة التطرّف؟
- واحدة من نقاط الضعف هو عدم مواجهتها لظاهرة الإسلامافوبيا، على خلاف ما هو في ألمانيا. إنها قضية مهمّة. إن دعاية تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) تقوم على نظرية مفادها أن المسلمين يتعرّضون إلى التمييز وإلى الإقصاء والتهميش والإذلال في الدول الغربية. إذا كان هذا هو فعلا الواقع، فإن الإستقطاب سيتضاعف، مما سيشكّل بذرة لمزيد من التطرّف.
حوار لـ"سويسانفو"