مسيحيو العراق يشكلون ميليشيات للتصدي لداعش.. هل تكون خطوة "للبنانه العراق" ؟

الجمعة 26/سبتمبر/2014 - 07:32 م
طباعة مسيحيو العراق يشكلون
 
بمواجهة تهديدات ما يسمى بـ"تنظيم الدولة الاسلامية (داعش)"  باشر مسيحيون عراقيون تشكيل ميليشيات خاصة، معتبرين أن القوات الكردية كما الفدرالية لم تؤمّن لهم الحماية في وجه المتطرفين الذين سيطروا على العديد من المدن والقرى المسيحية.
مسيحيو العراق يشكلون
وتمت استعادة بلدة شرفية، شمال سهل نينوي، من المتطرفين منتصف أغسطس، لكن شوراعها ما تزال خالية تمامًا بعد أكثر من شهر، في حين يجول عدد من الرجال ببزاتهم العسكرية في المنطقة.
ويتمركز مقاتلو الدولة الإسلامية على مسافة بضعة كيلومترات في بلدة تلكيف.
وللوهلة الأولى يبدو هؤلاء كأنهم من قوات البشمركة الكردية بزيهم الكاكي الموحد والكلاشنكوف المتدلي من الكتف، لكنهم يضعون على زنودهم أو صدورهم العلم الآشوري محاطًا ببندقيتين، وينتمي رجال الكتيبة التي تشكلت مؤخرًا إلى الآشوريين المسيحيين الذين يسكنون منذ الآف السنين سهول نينوى.
وتم تشكيل الكتيبة في 11 أغسطس، وأطلقت عليها تسمية باللهجة الآرامية المحلية تعني "شهيد المستقبل"، وعدد أفرادها حوالي مئة رجل، وفقا للمقدم أوديشو، الذي قال بينما كان في طريقه لتدريب المتطوعين "عددنا قليل لكن إيماننا كبير".
ووفقا للحركة الديمقراطية الآشورية، أكبر التيارات السياسية الممثلة للآشوريين في المنطقة، تطوع ألفا رجل لمحاربة المتشددين الذين ارتكبوا فظاعات تقشعر لها الأبدان ضد الأقليات وخصوصًا المسيحيين.
لكنهم بحاجة إلى تدريب وأسلحة وملابس.
مسيحيو العراق يشكلون
وبهدف تعزيز صفوفهم، توجه وفد من الآشوريين العراقيين إلى لبنان للقاء القوات اللبنانية، الميليشيا المسيحية الرئيسية خلال الحرب الأهلية للبنانية بين عامي 1975 و1990، بحسب تأكيد مصدر من الميليشيا.
ونقل عن قائد القوات اللبنانية سمير جعجع قوله بأنه "مستعد لدعم أي قرار يتخذه المسيحيون العراقيون للحفاظ على وجودهم" في العراق.
يعيد تشكيل كتيبة للمسيحيين في العراق، التذكير بدور نظرائهم في سوريا المجاورة، حيث شكلوا المجلس العسكري السرياني الذي يلعب دورًا فاعلًا إلى جانب حزب وحدات حماية الشعب الكردي.
وفي بلدة القوش، التي تقع على بعد كيلومترات معدودة من شرفية، على سفح جبل حيث يقع دير الربان هرمز، والتي فر اهلها منذ أغسطس، حتى قبل أن يدخلها المتطرفون الذين سيطروا على قرى قريبة في أسفل السفح.
وفي وسط الشوارع الخالية، يبرز مقر الحركة الديمقراطية الآشورية عبر لونه الليلكي الذي يتقاطع مع الرمال التي تغطي مساحات كثيرة في المنطقة.
واجتمع عدد من الرجال داخل المبنى، يرتدون زيًا عسكريًا والأسلحة عند أقدامهم يشربون الشاي كلهم مسيحيون وغالبيتهم مدنيون، قرروا البقاء هنا دفاعا عن القوش.
مسيحيو العراق يشكلون
وفور جلوسهم، تختلط أصواتهم لتخرج من أفواههم العبارة ذاتها "وصلنا الى هنا، لأن القوات الكردية تخلت عنا".
وانسحبت القوات الكردية  منذ 6 أغسطس الماضي، دون أن تحذر السكان عندما زحف المتطرفون إلى قرى تلك المنطقة.
وقال أحدهم: "لقد انسحبوا دون أن يبلغوا أحدا" وتابع "تركوا رجال القرية لوحدهم".
كما أضاف أحدهم "قبل ذلك بيومين، قالوا إننا لسنا بحاجة إلى أسلحة وأنهم سيدافعون عنا"، وتابع ثالث بسخرية "لا الاكراد قاموا بحمايتنا ولا الحكومة العراقية".
مسيحيو العراق يشكلون
ورغم عودة قوات البشمركة لحماية مداخل القرية، يتولى مئة رجل تسيير دوريات طوال النهار والبقاء في حالة إنذار خلال الليل.
وختم كادو قائلا "قد يهربون مجددًا، وىالتالي سنبقى" وكان بشار كيكى رئيس مجلس محافظة نينوى قد قال قال ان قوات البيشمراكة قد قامت بعمل اصلاحات هندسية ومواسير المياة لما اتلفته قوات داعش وانها تحمى المناطق الجبلية ووجودها اصبح ضرورة، وتقوم قوات منهم بحماية الطريق وتأمينه عند مدينة أربيل وحتى حدود كرداستان، وحول تحول هذه المليشيات إلى خطر مستقبلي، يأتي السؤال: هل هناك مستقبل ظاهر في ظل هذه الفوضى؟

شارك