على خلفية "حرب التحالف" على داعش.. كُتاب ومثقفون عراقيون يحذرون من التواجد العسكري على أرض العراق
الجمعة 26/سبتمبر/2014 - 11:43 م
طباعة

• الحل في ظهور قوى عراقية وطنية قادرة على حماية العراق
• منذ سقوط بغداد في 2003 والمسيحيون يدفعون ضريبة تفكيك مفاصل الدولة
• مطلوب "حرس وطني"، يمثل قوة أمنية في المحافظات لتقليص مركزية السلطة في بغداد

الضربات المتوالية للتحالف الأمريكي
مع الضربات المتوالية للتحالف الأمريكي على تنظيم داعش، رصدت "بوابة الحركات الإسلامية" مجموعة من الآراء لكتاب ومثقفين عراقيين أعربوا بها في مواقع إخبارية عربية ودولية مختلفة حول هذه الحرب، وكان جديرًا بالانتباه وجود أقلام ترفض وتحذر مبكرًا من التواجد العسكري الأمريكي على أرض العراق، ووتبدي التشاؤم من هذه الحرب كما يأتي في هذه السطور.
تحت عنوان (نرفض التواجد العسكري الأمريكي على أرض العراق) كتب الباحث العراقى المسيحي "نزار ملاخا" يقول: بالرغم من مأساة المسيحيين في العراق أرفض رفضاً قاطعاً أي تدخل أجنبي وليس أمريكي فقط في العراق بحجة حماية مسيحييه، فمتى كانت أمريكا والغرب حامياً للمسيحيين، كما يرفض كل كلداني وطني التدخل الأجنبي في العراق، فهو صيغة من صيغ الاستعمار الجديد، وهو دعوة لغزو جديد تحت غطاء الحماية، نعم من واجب الدولة حماية مواطنيها، وأن يكون القانون هو سيد الكل، ولكننا أمام خيارين أحلاهما أمر من العلقم، فإما الإيمان بالواقع المؤلم إلى أن يأتي الإرهاب على آخر مسيحي في العراق، وذلك بعد أن غسلنا أيادينا من الدولة التي انهزمت أكثر من خمسة فرق عسكرية بكامل سلاحها وصواريخها ودباباتها من أمام الإرهاب، والتي لم تتمكن من حماية نفسها فكيف توفر الحماية لغيرها، وفاقد الشيء لا يعطيه، وإما الاستنجاد والاستغاثة بالخارج والقبول بالغزو والاحتلال تحت أية ذريعة لضمان فرصة الحياة في ظل شريعة الغاب، وكان الله في عَون العراقيين جميعاً، وهذا ما لا أرضاه لوطني وبلدي فبلادي غالية وعزيزة وإن ظَلَمتْني
بِلادي وإنْ جارت علَيَّ عزيزةٌ أهلي وإنْ ضنوا عَليَّ كِرامُ
ويضيف "نرفض وجود الجيوش الأجنبية الغازية، ونرفض المساعدات لأنها تخدش الحياء وتجرح الكرامة، ونرفض الشكوى منطلقين من مقولة " الشكوى لغير الله مَذَلّة " ونرفض العيش في الخيَم والأكواخ لاجئين في وطننا، مُشرَّدين في وطننا، مهاجرين في وطننا، ونرفض ونرفض ونرفض !!! طيب أين الحل ؟ وبيد مَن؟ مَن هو صاحب القرار ليوقف هذا الانحدار
ويرى "ملاخا" أن الحل في ظهور قُوى عراقية أصيلة شريفة قادرة على حماية العراق والعراقيين جميعاً وليس فقط مسيحيي العراق، ويؤسسون لسَن قوانين منصفة، ويكونون قادرين على حماية حدود العراق، وتوفير الأمن والأمان للعراقيين جميعاً نحن في الانتظار.
حرس وطني أو قوات بريّة أمريكية ؟

الدكتور مهند البراك
أما الدكتور "مهند البراك" فكتب تحت عنوان "حرس وطني أو قوات أمريكية" يقول: رغم أنواع الحنين إلى الماضي العراقي الجميل، إلا أن تغيّر الواقع العراقي جرى ويجري ليس كالسابق على خرائط و خطط لدوائر عظمى، وإنما في واقع مرير كانت أثمانه ولا تزال باهظة جداً بالأرواح والدماء والنفوس والآمال والأحلام، أمام واقع مرعب قائم الآن شكّلت فيه داعش الإجرامية اللاأخلاقية رأس الرمح المسموم الموجّه له علناً، بسبب سلوك حكومة المالكي بدرجة رئيسية، الذي أدىّ الى نشوء حاضنة هامة لداعش استغلّتها منذ سنوات .
ولأن العمل السياسي هو وحده القادر على الحشد والتعبئة الشعبية ضد داعش، الأمر الذي يتطلب سياسات جديدة نوعياً لجميع الدول المعنية من واشنطن إلى موسكو، ومن بكين إلى طهران، إلى العواصم الخليجية، و الى العراق وسوريا، فبعض السنة في المنطقة ـ و منها العراق أيضاً ـ ينطلقون من المكابرة والمزايدة و يلوّحون بـ (داعش) كراية لانتصار لهم، باعتبارها الرد على التطرف الشيعي ولإعادة الاعتبار لهم، ويطالبون بمقابلٍ على تخليهم عنها، أو هم ليسوا مستعدين للوقوف ضدّها أو محاربتها، لأنها الرصاصة التي تضمن استعادة حقوقه المنقوصة، طالما ليس لديهم ضمانات باستعادة المكانة وإيقاف الإقصاء قطعاً، و سيكابرون حتى لو كان في المكابرة مغامرة.
لأنهم يعرفون أن الحرب الأمريكية على (داعش) تحتاجهم قطعاً كجنود على الأرض فيها، وهم ليسوا مستعدين لهذه الحرب إذا كانت أهدافها غامضة أو بلا استراتيجية جديّة، لأنهم غُدر بهم على ايدي الأمريكيين في السابق أكثر من مرة، فهم يخشون السيرة الأمريكية المعهودة القائمة على الاستغناء عن الشركاء بعد إتمام الحاجة، كما حصل مع اكراد العراق في السابق .
و يرى مطّلعون، ان عرب الغربية و الشمال يعرفون إن دحر الإرهاب مهم لهم، وأنه غير ممكن دون قوات بريّة ولكنهم يتساءلون: سيكون لمصلحة مَن؟ وأنهم يشددون على ضرورة إحساس العرب السُنّة بمواطنتهم و لابدّ أن يروا أن التغيير قد بدأ فعلاً، إذا كان لهم أن يشاركوا في الحرب الدولية على الإرهاب، التي لا يمكن كسبها إلا عبر كسب المحليين على الأرض.
ويرى آخرون أنه بما ان الإسلام السياسي المتطرف هو التحدي الرئيسي الذي يشل مسيرة المنطقة نحو التقدم، لأن ما كان لداعش أن تظهر وتنفجر بهذا الشكل السريع لولا تعنّت حكومات طهران وبغداد ودمشق وانحيازها الطائفي المتطرّف في الفترة الماضية.
وعلى ذلك يضع مسئولون أمريكيون وعراقيون خططاً لدمج السنة في "حرس وطني" يمثل قوة أمنية في المحافظة المعنية، بقصد تقليص مركزية السلطة في بغداد، من أجل معالجة مطالب السنة بوقف ما يرونه من اضطهاد من جانب قوات الأمن ذات الغالبية الشيعية. فتجري اتصالات بمتشددين من السنة قاتلوا القوات الأمريكية والحكومة العراقية بعد الاطاحة بصدام حسين، في وقت يطالب فيه قادة عشائريون سنّة معتدلون في الأسابيع الأخيرة، بالدعم من دول الخليج لطرد داعش، و تجري جماعات سنية مباحثات مع الحكومة منذ حزيران الماضي، وأن الحكومة عرضت عليهم محاربة داعش مقابل توزيع السلطات على نطاق أكبر والعفو عمن حاربوا الحكومة.
و تفيد رويترز إن الأمريكيين التقوا بالجيش الاسلامي وبجيش النقشبندية البعثي و غيرهم لاستمالتهم لمحاربة داعش، بدل استمرار تنسيقهم معها في وقت تشعر فيه كثير من العشائر السنيّة بالاستياء من التأييد الأمريكي للحكومة في بغداد التي شنت حملة على احتجاجات السنّة خلال العامين الأخيرين، و تستخدم الآن البراميل المتفجرة في قصف مقاتلي داعش الذين يختبئون وسط المدنيين، ولم تلبّ حتى الآن شيئاً من مطالبهم بالحصول على مزيد من الحقوق .
مما سبق يتوضّح ألا حلول إلاّ بتحقيق تضامن اقليمي لمواجهة الإرهاب، وهو امر ليس باليسير تحقيقه، لاستعانة أكثر من قطب إقليمي به لفرض شروطه، وبدلالة إعلان ميليشيات شيعية مدعومة من إيران، انها ضد قيام تحالف دولي لأنه قد يعيد الاحتلال، كما أعلنت كتائب حزب الله، سرايا السلام، عصائب الحق، منظمة بدر، ومرجعيات شيعية لها مكانتها السنة.
داعش وامريكا وصناعة الموت

الكاتب العراقى علي الزاغيني
يقول الكاتب العراقى "علي الزاغيني" مالم نكن يدًاواحدة ستبقى رقابنا معرضة لسكين الإرهاب
رحم الله السيد الخميني الذي وصف أمركا بأنها الشيطان الاأبر ولعلنا لم ندرك في حينها ذلك بسبب سياسة التعتيم والخوف التي استعملها النظام البائد، ولعل الكثير أيقن بذلك الوصف وإن لم يفصح عنه ولعل اخر صناعة امريكية في المنطقة هو تنظيم داعش الارهابي الذي عاث فسادا بالأرض قتل وذبح وهجر الالاف من العراقيين ولعله ذريعة اخرى لتتدخل أمريكا من جديد بالعراق وتكون المنقذ بعد أن اتسع حجم الخلافات بين الكتل السياسية على المناصب تاركين الشعب في دوامة الخوف والتهجير والبحث عن مأوى يقيهم القتل بعد ان امتدت يد الارهاب لتنال منهم بكل عنف ودون رحمة , واذا ما استمر ذلك النزاع والاختلاف سيبقى الوضع على ما هو عليه اذا ما يكون اسوء من الان .
الجميع يدرك ان صناعة الموت لا تستهدف سوى الفقراء وحدهم وبأسلحة معدة ومصنعة لهذا الغرض، ومالم تستمر صناعة الموت تتوقف مصانع الاسلحة والمعدات العسكرية التي تمتلكلها الدول الكبرى وتكون دول العالم الثالث أو بالأحرى الدول المتخلفة هي الحقل التجريبي لتلك الاسلحة والاعتدة المصنعة لقتل أكبر ما يمكن من البشر لذا نجد اغلب الصراعات والنزاعات بين هذه الدول لاسباب يصنعها و يراهن عليها من يريد للعبة ان تستمر وفق مايشاء حتى يتمكن من التدخل بطريقة أو بأخرى لبيع تلك الأسلحة الفتاكة أو لفض النزاع وفق شروطه التي تبقى تلك الدول تحت رحمتها ويمكنها أن تشعل فتيل الأزمة من جديد إذا ما تضررت مصالحها .
ويضيف: "لماذا نطلب العون من دول الغرب وخصوصا أمريكا لتنقذنا من التنظيمات المسلحة والعصابات ؟ َحن غير قادرين على أن نتحد ضد الإرهاب وطرده خارج أرضنا ؟
اسئلة كثيرة لا نجد لها أجوبة في عقول عشش بها الفساد وأُتخمت بالدولار؟
نحن لدينا القدرة ولدينا جيشنا وسلاحنا ولكن تنقصنا الكلمة الواحدة والموقف الواحد لساسة اليوم الذين ما اتحدوا انهزم الإرهاب دون قتال ولكنهم في طغيانهم يعمهون تاركين شعبنا تحت مطرقة خلافاتهم وسكين داعش.
هل التحالف قادر على سحق داعش وأخواتها؟

قيصر السناطي
بينما يطرح الكاتب "قيصر السناطي" رؤية متفائلة حول الحرب فقد كتب يقول "قد توهم الكثيرون بأن ظهور القاعدة وداعش واخواتها هي بداية لتأسيس دولة الخلافة المزعومة ،وأخذ الإعلام يضخم دور داعش وقدراتها، في حين كل انتصارات داعش تمت بدون مواجهات حقيقية بل كانت هي بسبب الحواضن الخائنة والعملاء الخونة الذين سلموا المدنيين العزل إلى المجرمين الدواعش، هؤلاء الأوغاد القادمين من كل بقاع العالم يدفعهم الجهل والتعصب والتخلف والهوس الجنسي والأحلام الغيبية التي تشبعوا بها، غير أن الدلائل تشير إلى تحالف دولي كبير سوف يسحق داعش وأخواتها ويضربها بكل قوة واصبح التحالف الدولي كله في خندق واحد ضد داعش وأخواتها، أما المحور الإيراني الروسي السوري سوف يضطر مرغما للانضمام الى التحالف، لأن من هو ليس مع التحالف فهو مع داعش وهذا مرفوض في داخل وخارج هذا المحور.
وهناك مجموعة من الاجراءات راى انها مطلوبة من شعوب المنطقة وحكوماتها ان تسرع في اتخذها للقضاء على فكر داعش والفكر التفكيري منها "تشريع قوانين شديدة ضد المتطرفين والمحرضين وضد الحواضن التي تسهل العمليات الإرهابية والتي توفرلها الملاذ الآمن، وتكثيف الحشد الشعبي مع الجيش والقيام بتعرضات على مواقع داعش لتقليص المساحات التي تسيطر عليها داعش في العراق وفي سوريا لكي يسهل ضربهم من قبل التحالف ، ووضع قيادات عسكرية جديدة كفوءة ومخلصة على رأس الوحدات.