تأجيل محادثات اليمن.. وتواصل خروقات الهدنة
الإثنين 18/أبريل/2016 - 03:01 م
طباعة

تأجلت مفاوضات السلام بين الأطراف اليمنية والتي كان مقررًا انعقادها اليوم الاثنين لتأخر وفد صنعاء، فيما يواصل الجيش اليمني عملياته ضد تنظيم القاعدة، وسط تحذيرات للحوثيين من إفشال المفاوضات.
المسار التفاوضي

أعرب المبعوث الدولي لليمن إسماعيل ولد الشيخ عن أسفه لاستمرار التوتر في البلاد، في ظل وجود انتهاكات للهدنة، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن وقف إطلاق النار نجح، وأن المرحلة المقبلة هي المفاوضات.
وقال مسئولون من جانبي الصراع في اليمن: "إن محادثات السلام التي ستجري في الكويت لإنهاء الحرب الأهلية والتدخل بقيادة السعودية، لن تبدأ اليوم الاثنين كما هو مزمع، وسط اعتراضات على استمرار القتال، رغم اتفاق معلن لوقف إطلاق النار".
ولم تغادر بعد وفود تمثل جماعة الحوثي اليمنية وحزب الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح العاصمة صنعاء، وعزت ذلك إلى القتال الشرس وعمليات جوية تقودها السعودية.
وقال مسئول كبير من حزب المؤتمر الشعبي العام الذي ينتمي له صالح لرويترز اليوم الاثنين: "لا معنى للذهاب إلى الكويت إذا لم يتم احترام وقف إطلاق النار".
وأفاد المتحدث باسم الحكومة اليمنية أن تأخر وصول الانقلابيين الحوثيين إلى مفاوضات السلام المقررة في الكويت مرده خلافات بين وفدي جماعة الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، مشيرًا إلى أن انتظار الوفد الحكومي لممثلي الانقلابيين لن يطول إلى ما لا نهاية.
ستركز جولة المحادثات الثالثة بين طرفي النزاع في اليمن على 5 قضايا أساسية وفق موفد الأمم المتحدة. وتتلخص هذه القضايا فيما يلي: انسحاب الميليشيات والجماعات المسلحة من المدن كافة دون شروط مسبقة، وتسليم السلاح لا سيما الثقيل منه إلى الدولة، ممثلة بهيئة الأركان العامة للجيش الوطني، وتشكيل لجنة عمل استثنائية لتأمين المناطق بعد انسحاب الميليشيات، وتسليم الانقلابيين مؤسسات الدولة للحكومة الشرعية، وتشكيل لجنة لبحث ملف الأسرى والمعتقلين والعمل على إطلاق سراحهم.
فيما شدد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي أن الوفد الحكومي جاء إلى الكويت لإجراء مشاورات مع ممثلي الانقلابيين من أجل إحلال السلام في اليمن.
وأوضح المخلافي أن الاتصالات لا تزال مستمرة لإقناع ممثلي الانقلابين بالمشاركة حيث لم يعرف حتى الآن مدى جديتهم في الحضور إلى المحادثات. وقال: "إننا باقون في الكويت حتى تعقد المشاورات من أجل حقن دماء اليمنيين".
وأكد أن هناك تغيرات ستطرأ على الوفد المفاوض عن الحكومة اليمنية، وهي الأسماء نفسها التي ذهب للمحادثات الأخيرة في سويسرا، باستثناء سالم الخنفسي بدلاً من الدكتور أحمد بن دغر، الذي أصبح رئيساً للوزراء، وإضافة شخصين إضافيين هما، عثمان مجلي وزير الدولة اليمني، والدكتورة ميرفت مجلي، على أن يكون العدد الإجمالي للوفد 14 فرداً.
وقالت صحيفة "البيان" الإماراتية في افتتاحيتها لعد د اليوم الاثنين: "إن روح التفاؤل السائدة حول المباحثات اليمنية في الكويت لم يعكرها قليلًا سوى تدخلات إيران، التي لا تريد النجاح للمباحثات، ولا تريد الأمن والاستقرار لليمن، وهذا ما اتضح في إرسالها ثلاث شحنات من الأسلحة تم ضبطها قبل انعقاد المباحثات بيومين".
الوضع الميداني

في المقابل، قصفت الميليشيات الأحياء السكنية في تعز؛ حيث أفادت مصادر محلية بسقوط قذائف الهاون على أحياء وسط وشرق تعز. فيما تشهد بعض الجبهات اشتباكات متقطعة خاصة في منطقة الوازعية بمحافظة تعز ومديرية المتون بمحافظة الجوف بعد استهداف الميليشيات لمواقع تحت سيطرة المقاومة والجيش الوطني.
وشن طيران التحالف العربي مساء أمس الأحد غارات عنيفة على مواقع لتنظيم القاعدة بمدينتي جعار وزنجبار بمحافظة أبين - جنوب اليمن - .
وقال شهود عيان لـ"المشهد اليمني": إن الغارات استهدفت مواقع لتنظيم القاعدة بينها منزل القيادي الجنوبي الشيخ "طارق الفضلي" أحد مشايخ محافظة أبين.
وأضافت المصادر أن "الفضلي" كان متواجدًا داخل المنزل دون ذكر أي تفاصيل حول مصيره حتى الآن، فيما أشارت مصادر أخرى أنه متواجد منذ فترة خارج مدينة زنجبار؛ حيث غادرها قبل حوالي سنة، منذ اجتياح الحوثيين متوجهاً إلى ريف مديرية شقرة.
وتشن طائرات التحالف العربي غارات مستمرة على مواقع للقاعدة وداعش في محافظتي أبين ولحج، إضافة إلى شن غارات أخرى بضواحي مدينة عدن.
وأكد رئيس عمليات المجلس العسكري بمحافظة تعز العقيد عبدالعزيز المجيدي أن الميليشيا الحوثية وصالح لم يلتزموا بالاتفاق الذي تم الاتفاق عليه لبدء سريان الهدنة وفتح المنافذ المؤدية من وإلى تعز؛ من أجل تدفق المساعدات الإغاثية والإنسانية والطبية والغذاء إلى المدينة التي تعاني من الحصار منذ أكثر من 10 أشهر .
وقال العقيد المجيدي لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ): "إن الميليشيا ما تزال تواصل عملياتها العسكرية من خلال القصف المتعمد على الأحياء السكنية والمواقع التابعة للجيش والمقاومة، وتواصل خرقها للهدنة منذ إعلانها من قِبل الأمم المتحدة في 10 أبريل الجاري. وأشار رئيس عمليات المجلس العسكري بتعز إلى أن الميليشيا تواصل كذلك الدفع بمزيد من التعزيزات العسكرية في خطوة تصعيدية تعقد من تطبيق اتفاق الهدنة.
المشهد اليمني
يترقب اليمنيون انطلاق الجولة الجديدة من محادثات السلام التي من المقرر أن تبدأ الاثنين في الكويت، على أمل أن تكون بمثابة أرضية صلبة وحقيقية لبناء السلام في اليمن هذه المرة.
ويراهن المراقبون على نجاح هذه الجولة من المباحثات في ظل الرسائل السياسية والعسكرية، التي مررها الفاعلون السياسيون في الساحة اليمنية ولا سيما جماعة الحوثي الذين روجوا إلى التزامهم بما ستنتهي إليه المباحثات المنتظرة في الكويت.