أزمة اللاجئين مستمرة.. والبحر المتوسط قبر مفتوح

الإثنين 18/أبريل/2016 - 11:48 م
طباعة أزمة اللاجئين مستمرة..
 
في الوقت الذي توصلت فيه أوروبا إلى اتفاق مع تركيا بشأن وقف تدفق اللاجئين عبر سواحلها، لا تزال أزمة تدفق اللاجئين وخاصة الأفارقة إلى أوروبا عبر البحر المتوسط مستمرة، فى الوقت الذي تتصاعد فيه الأزمة على الحدود اليونانية المقدونية، وهو ما يراه المحللون تعقيدًا، وعدم قدرة للقارة الأوروبية على الصمود أمام موجات اللاجئين والمهاجرين.
من جانبه قال الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا إن المئات لقوا حتفهم فيما يبدو مأساة جديدة تقع للاجئين في البحر المتوسط، على خلفية مقتل 400 شخصا جراء انقلاب قارب بالقرب من السواحل المصرية لدى محاولتهم الإبحار إلى أوروبا.
قال ماتاريلا متحدثاً في مراسم منح جائزة في روما إن "أوروبا بحاجة إلى التأمل من جديد أمام "مأساة أخرى في البحر المتوسط مات فيها على ما يبدو المئات". ولم يدل بالمزيد من التفاصيل.
أزمة اللاجئين مستمرة..
وقال خفر السواحل الإيطالي في وقت سابق اليوم إنه ليس لديه معلومات بشأن تلك الكارثة.
من جانبه أكد وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني التقارير عن وفاة الكثير من اللاجئين في المياه الإقليمية المصرية،  وأنه في انتظار المزيد من التفاصيل. وتابع للصحفيين "المؤكد هو أننا نواجه مرة أخرى مأساة في البحر المتوسط بعد عام بالضبط من المأساة التي... وقعت في المياه الليبية" في إشارة إلى وفاة مئات اللاجئين قبالة ليبيا في أبريل عام 2015. وقال جنتيلوني: "هذا سبب قوي آخر لكي تلزم أوروبا نفسها بعدم بناء أسوار"
من ناحية أخرى لا تزال التقارير التي ترصد معاناة اللاجئين على الحدود اليونانية المقدونية مستمرة، وفي فيديو جديد ظهر طالبو الجوء وأيديهم مكبلة، وفي الخلف يمكن سماع صوت رجل يصرخ فيهم، هذا الفيديو الذي ظهر على العديد من القنوات التليفزيونية الناطقة بالإنجليزية تم نشره من طرف جماعة بلغارية للدفاع المدني الناشطة على الحدود مع تركيا، ويُسمع صوت عنصر من تلك المجموعة ولكن لا يمكن رؤيته في الفيديو وهو يصرخ بإنجليزية متعثرة: "تركيا، ارجعوا، ارجعوا إلى تركيا، الآن إلى تركيا، ليس بلغاريا، فورا"، وقبلها تم نشر فيديو شبيه تم تصويره داخل إحدى الغابات من قبل مجموعة "الدفاع المدني". وفي التدوينة المرفقة بالفيديو كتب الشخص الذي حمله على شبكة الإنترنت أن مجموعته صادفت 23 لاجئا من أفغانستان.
وأثارت مقاطع الفيديو نقاشا حادا في بلغاريا وخارجها، لأن وسائل إعلام دولية أثارت الموضوع أيضا. وينظر الكثيرون في بلغاريا لأنشطة مجموعات الدفاع المدني نظرة أقل انتقادا بالمقارنة مع ردود الفعل في الخارج.

أزمة اللاجئين مستمرة..
وكشف استطلاع أجرته مؤخرًا التلفزة الحكومية البلغارية بأن غالبية كبيرة تساند تدخل مجموعات الدفاع المدني في جنوب البلاد، إذ إن نسبة 84 بالمائة من مجموع من شملهم الاستطلاع يؤيدون تلك التحركات، وفقط 16 بالمائة ذكروا بأنهم يعارضون ذلك.
ومجموعات الدفاع المدني ليست منظمات رسمية، وإنما هي مجموعات تضم أشخاصًا يحملون نفس الأفكار والقناعات. دينكو فاليف وهو ينشط كمصارع غير محترف قدم نفسه كمتحدث لإحدى تلك المجموعات، بعد صدور أحدث فيديو في مطلع أبريل نيسان الجاري تم استجواب فاليف من قبل الشرطة، وكان قد شارك قبلها في عدة برامج في التلفزة البلغارية، وهو غالبًا ما يساوي بين اللاجئين والجهاديين، ويسميه مناصروه بأنه "بطل كبير". وفي فبراير شباط الماضي حمل فيديو على موقع فيسبوك يُشاهد فيه أعضاء مجموعة دفاع مدني وهم يطاردون لاجئين. 
من جانبه قال فاليف "إذا كان يحق لهم تفجير قنابل، فأنا كذلك يحق لي ذلك". وقال في تلك المقابلة إنه سيعمل قريبا على تمويل وحدة حدودية لمجموعة الدفاع المدني. مجموعة فاليف تدير موقعا على فيسبوك بعشرين عضوا ناشطا يتبادلون صور أنشطتهم ومشاهد الدوريات التي يقومون بها.

أزمة اللاجئين مستمرة..
أما رئيس الوزراء بويكو بوريسوف فقد ذهب خطوة أبعد، ونوه بمجموعات الدفاع المدني، وقال إن حماية الحدود البلغارية الجنوبية يجب أن تصبح مشروعا مشتركا. وبعدما أثارت فيديوهات مجموعات الدفاع المدني غضبا خارج البلاد، تدارك بوريسوف تصريحاته، وقال عبر فيسبوك إن العمليات غير الشرعية ستخضع للملاحقة القانونية. وفي الـ 14 من مارس نأى وزير الخارجية البلغاري دانييل ميتوف بنفسه في مقابلة مع وكالات الأنباء عن مجموعات الدفاع المدني.
قال ميتوف إن ذلك أمر "لا يحق لنا السماح به، وفي بلغاريا توجد إدارات ومؤسسات مسؤولة عن ذلك، المواطنون يمكن لهم في أقصى الحالات الإبلاغ عن الحالات، ولكن ليس من حقهم وضع قوانينهم الخاصة وتطبيقها، ومن يفعل ذلك سيُعاقب".
وفي "دليل للاجئين" على شبكة الإنترنت باللغة العربية تحتل بلغاريا المرتبة الأولى في قائمة الدول التي يجب على اللاجئين تفاديها، حيث تراجع عدد اللاجئين الذين يحاولون دخول اوروبا.
وفى سياق آخر نقلت شبكة CNN  عن الطفلة  كريستوس بأقاربها عندما أحضروا الطفلة التي انزلقت من بين يدي والدها المتعب وهو يحاول إيصالها ليد خفر السواحل اليونانية، كريستوس مافرهيليس: "لا يهمني ما يدين به الناس سواء كان مسيحيًا أو مسلمًا أو حتى بوذيًا جميعنا من لحم وعظم تذهب أجسادنا الصامتة فنعود للأرض".

أزمة اللاجئين مستمرة..
ورصد التقرير وفاة آلاف الأشخاص بينما كانوا يحاولون العبور من بحر إيجه والبحر المتوسط.
وكشف التقرير عن مقبرة رفاة أكثر من 125 شخصًا وسيتم نبش القبور وإعادة دفن الجثث لإفساح المجال لأعداد أكثر، والإشارة إلى أن هناك أمرين يلفتان النظر هنا: أولا الأعداد المدفونة هنا دون معرفة هوياتهم، فأغلبهم مجهولون والمعروف فقط تاريخ الوفاة. الأمر الثاني هو عدد الأطفال الذين دفنوا هنا، هنا دفن الطفل عمر الأسعد الذي كان يبلغ 13 شهرا مثل الكثيرين من الأطفال هنا، غرق قبيل وصلوه إلى شواطئ أوروبا.
كما حددت مقابر المجهولين بالأرقام حتى يتمكن الطبيب الشرعي إجراء فحص الحمض النووي للمساعدة في تحديد هوية المتوفين.
وقال  كريستوس أن أحد الآباء العراقيين تتبع رحلة زوجته وطفلته الوحيدة ليعثر عليهما مدفونتين هنا، فتيات صغيرات أنقذهن تركن دميات على قبور أهلهم قبل عبورهن إلى أوروبا ويقول كريستوس إن الحياة يجب أن تستمر.

شارك