مريم المنصوري.. المرأة التي هزت عرش "داعش"

السبت 27/سبتمبر/2014 - 02:49 م
طباعة مريم المنصوري.. المرأة أميرة الشريف
 
أبهر العالم، القصف الجوي الذي نفذته قوات التحالف الدولي ضد الدولة الإسلامية في سوريا، بقيادة الإماراتية التي قادت سرب بلادها المشارك في تلك الضربة الجوية، الرائد طيار، مريم المنصوري، أول امرأة تقود مقاتلة عسكرية في الإمارات والعالم العربي.
وأكد السفير الإماراتي لدى الولايات المتحدة، أنّ الرائد مريم المنصوري هي من قادت تشكيل بلاده الجوي في قصف تنظيم داعش داخل الأراضي السورية. 

نشأتها وتعليمها

نشأتها وتعليمها
ولدت مريم في العاصمة الإماراتية أبوظبي، عام 1979، "35 سنة" لأسرة مكونة من 8 أفراد، ودرست في مدينة خورفكان وتخرجت في الثانوية العامة القسم العلمي بمجموع 93%، كما التحقت بجامعة الإمارات وحصلت على بكالوريوس في اللغة الإنجليزية وآدابها بامتياز، والتحقت بسلاح الجو الإماراتي عام 2007 بعد أن سمح تعديل قانوني للنساء بالعمل في الطيران الحربى، وتميزت في التدريبات القتالية حتى أصبحت رائد طيار على متن طائرة "إف 16"، الأمريكية الصنع، وقائدة سرب. 
حازت على جائزة الشيخ محمد بن راشد للتميز ضمن أول مجموعة تكرم في فئة جديدة هي "فخر الإمارات"، وقلدها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ميدالية تحمل اسمه.

جدل واسع حول مشاركتها

جدل واسع حول مشاركتها
أثارت مشاركة المنصوري في الغارات ضد عناصر الدولة الاسلامية جدلا على مواقع التواصل الاجتماعية؛ ففي الوقت الذي احتفى بها البعض فقد أثارت انتقادات البعض الآخر.
أحدثت تباينا في الآراء حول مشاركة المرأة في ساحات القتال، فمنهم من أكد أن المرأة ما هي إلا ربة منزل فقط، ومنهم من أشاد بدور المنصوري مؤكدين على أن المرأة لها دور في الحروب وكذلك فهي شخصية من الممكن أن تكون قتالية.
رفض أحد الشباب الكويتيين، يدعى شديد، مشاركة المرأة في القتال مؤكدا أن النساء دورهم مقتصر على معالجة أعمال المنزل فقط، في حين أكدت نعمة حبشنة من الأردن، أن مريم المنصوري فتاة خرجت تدافع ضد الإرهاب وهي مثال للمرأة العربية التي تدافع عن نفسها.
وتداول النشطاء صور المنصوري للثناء على دورها وعملها الذي يخدم وطنها وأيضا دور النساء في المجتمع الإماراتي المحافظ. أوساط المؤيدين لـ "داعش" تلقفت أيضا هذه المعلومات ووجهت إهانات وتهديدات للمقاتلة الرائد مريم. 
وكتب أحد المؤيدين لتنظيم "الدولة الإسلامية" متوعدا: "وجه المجرم يجب أن لا يخفى عنكم، احفظوه، حتى تعاقبوه". 
ووصف مغرد آخر المنصوري بأنها "الطيارة الإماراتية المجرمة". 
السفير يوسف العتيبة، يقول: "إن الرائد طيار مريم المنصوري، البالغة من العمر 35 عاما، لم تحلق بالطائرة وحسب بل إنها كانت قائدة التشكيل الجوي" الذي نفذ الضربات.
وأكد أحد الضباط من التحالف الدولي أنه فوجئ عندما اتصلت الرائد المنصوري لتطلب إعادة تعبئة للوقود في الجو.

التنافس مطلوب

التنافس مطلوب
في أول تصريح لها عقب الهجمة الجوية على "داعش"، أكدت المنصوري أنها ركزت على التنافس مع نفسها لتحسين مهاراتها، موضحة أنها لم تتلق معاملة خاصة خلال تدريبها حيث يكون المطلوب من الجميع أن يكون لديهم نفس المستوى العالي من الكفاءة القتالية.
وقالت المنصوري: إن للرجل والمرأة الحق في ممارسة أي مجال مع الإخلاص والإصرار والعزيمة وتطوير وتسليح الذات، بالقدرات العلمية والعملية للوصول إلى أعلى المراتب لخدمة هذا الوطن.
أكدت أنها ترددت كثيرا لدخول هذا المجال، مؤكدة أنها حملت على عاتقها هذه المسئولية وبإمكانها أن تكون بمثل جدارة أي رجل في هذا الأسطول.

فخر إماراتي وعائلي

فخر إماراتي وعائلي
افتخر الإماراتيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بابنتهم مريم المنصوري، التي تشارك في الغارات الجوية لضرب معاقل "داعش"، ضمن التحالف الدولي التي تشارك فيه الإمارات، مفنِّدين في تغريدات متواصلة البيان الذي وصفوه بـ"الملفق"، الذي يزعم أن عائلتها قد تبرأت منها.
ونشرت أحد المواقع بيانًا، قالت فيه: إن عائلة المنصوري أعلنت، تبرؤها من ابنتها مريم بسبب مشاركتها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في ضرب أهداف مدنية داخل الأراضي السورية، لكنها أكدت تأييدها للثورة السورية.
وقالت عائلة المنصوري: "نحن أبناء عائلة المنصوري في دولة الإمارات العربية المتحدة نعلن للملأ براءتنا من المدعوة مريم المنصوري وكل من يشارك في العدوان الدولي الغاشم على الشعب السوري الشقيق، وعلى رأسهم الابنة العاقة مريم المنصوري".
في المقابل استنكر عدد من أبناء العائلة هذا البيان، ونفوا صحته جملة وتفصيلا هكذا بيان من العائلة، مؤكدين وقوفهم إلى جانب "مريم البطلة والرمز الذي تفتخر به الإمارات وشعبها".
وعلقت زينب المنصوري، ابنة عم "مريم" عبر حسابها الشخصي على "تويتر"، قائلة: "بيان قبيلة المناصير اللي تتكلمون عنه شائعة مالها صحة، أنا بنت عمها وما سمعت بها البيان، بالعكس كلنا فخورين فيه"ا.
وحصلت المنصوري على دعم عائلتها ودعم المسئولين في الإمارات، لا سيما نائب رئيس الدولة رئيس الوزراء الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم، وولي عهد أبو ظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

محاولة تشويه

محاولة تشويه
يقول الكاتب الإماراتي علي بن تميم: إن البعض حاول استغلال هذه المشاركة المشرّفة، لتشويه اسم الإمارات، ولمحاولة الاقتصاص منها لأدواره المشرفة الأخرى في ساحات أخرى مهمة مثل مصر، غير أن أكاذيب هؤلاء سرعان ما انكشفت.
وأوضح أن عائلة الرائد المنصوري لم تتبرأ منها، مؤكدا أن هذا  حدث من شدة غيظهم وكرههم أولاً لدولة الإمارات، وكرههم للمرأة، هي التي دفعتهم إلى محاولة نشر مثل هذه الشائعات الرخيصة على التواصل الاجتماعي، لتشويه مهمة الرائد المنصوري، والإيحاء بأن ثمة في الإمارات من لا يتبنى موقف الدولة من داعش وأمثالها من كيانات وتنظيمات وظيفتها الوحيدة زرع الخراب والسواد في المنطقة والعالم. 
ويضيف بن تميم في مقاله: إن مشاركة الرائد المنصوري هذه تأتي تعبيراً رائعاً عن مدى افتخار الإمارات بالمرأة، ومدى إيمان قيادة الإمارات بقدرة المرأة الإماراتية على تحمل المسئولية، التزاماً وتأكيداً للقناعات الراسخة التي زرعها الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في كلّ واحد منا، وسارت على نهجه قيادة الإمارات بعد ذلك.
وأكد أن هذه المشاركة مثالية في وجه تنظيم ظلامي مثل داعش، ذلك الذي يحتقر المرأة أيما احتقار، ولا يراها إلا "حورية" أو أداة جنسية أو مجرد تابع لا عقل له ولا إرادة ولا فكر، بل إن بعض رموز هذه التنظيمات، ومن بينهم أعضاء في التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، جاهروا بالقول: إن المرأة بالنسبة إليهم "دابة" يجب ضربها وإهانتها، وبالتالي من الواجب "سبيها" على نحو ما يفعل اليوم الدواعش في سوريا والعراق، في انتهاك سافر لكلّ ما يمثله الإسلام من مبادئ تحضّ على احترام المرأة وتقديرها وتضعها في منزلة رفيعة.
وأشار بن تميم إلى أنه ليس غريباً أن نرى الغيظ يأكلهم وهم يتداولون خبر مشاركة مريم المنصوري في الهجوم على داعش، ذلك أن دور المرأة، بالنسبة إليهم، يقتصر على أن تكون "دابة" في الأرض، أو حورية موعودة في السماء، وإذا بالمنصوري تقلب المعادلة، وتقصف أوكار داعش بحريتها ومبادرتها وشجاعتها، قبل صواريخها، وتقول لهم وللعالم أجمع: إن المرأة تستطيع أن تكون قائدة وأن تتحمل الضغوطات والمخاطر، وأن تؤدي واجبات ومهمات احترافية بالغة الصعوبة والتطلب، حين يطلب وطنها منها ذلك.

السعودية ترد

السعودية ترد
الهجوم الذي شنته الإمارات بقيادة مريم المنصوري، أشعل غضب السعودية وجعلها تنشر عبر وسائل الإعلام الرسمية صوراً للطيارين الذين شاركوا في قصف مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا وبينهم أميران، وبين الطيارين الأمير خالد نجل ولي العهد سلمان بن عبد العزيز، والأمير طلال بن عبد العزيز بن بندر بن عبد العزيز آل سعود بحسب صحف سعودية.
وكانت الإمارات أكدت رسميا مشاركتها في هذه الضربات التي تقودها الولايات المتحدة ضد مواقع للدولة الاسلامية في سوريا والعراق، وتعتبر الإمارات من الدول العربية القليلة التي تشهد تحسنا كبيرا في أوضاع المرأة وتضطلع النساء بها في الكثير من المناصب الحكومية.

الخلاصة

الخلاصة
الجدل المثار حول مشاركة مريم المنصوري، أمر كان متوقعًا، فعلى الرغم  من كونها امرأة، إلا أنها لم تستسلم لتقاليد وأعراف المجتمعات العربية، وأثبتت للجميع أن المرأة اخترقت السحاب، بل وتصدت للإرهاب بكامل قوتها، فما فعلته مريم يجعلنا نقول بأنها "المرأة التي هزت عرش داعش".

شارك