تفاؤل حذر بنجاح مفاوضات الكويت.. والجيش اليمني يواصل حربه ضد الإرهاب
الخميس 28/أبريل/2016 - 09:15 م
طباعة

بين مد وجزر تعيش المباحثات اليمنية في الكويت صراع التفاؤل والتشاؤم، وفي ما بينهما عقد كثيرة ويعول اليمنيون على البلد المضيف وعلى إصرار المبعوث الدولي في إيجاد فرصة حقيقية للسلام، في وقت تستمر فيه عمليات الجيش اليمني ضد تنظيم القاعدة الإرهابي.
المسار التفاوضي:

يواصل المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد لقاءاته الصباحية والمسائية مع وفدي الحكومة والانقلابيين في المباحثات الجارية في الكويت. ويأمل المبعوث الدولي التوصل إلى صيغة مشتركة بشأن إحلال فرص السلام في اليمن، مقدماً إطاراً عاماً يشمل الأبعاد الأمنية والاقتصادية والسياسية للمرحلة المقبلة وفق قرار مجلس الأمن رقم 2216.
وأفادت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) بأن مشاورات السلام اليمنية التي تستضيفها البلاد تقترب من إنجاز اتفاق تاريخي بعد إحرازها تقدماً كبيراً حول الإطار العام الذي اقترحته الأمم المتحدة.
ويوضح اقتراح الأمم المتحدة هيكلية وإطار العمل بالنسبة للمحاور السياسية والأمنية والاقتصادية في المرحلة المقبلة.
ونقلت عن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد وعدد من المسؤولين تلميحهم إلى "بلوغ وشيك لإنجاز حدث كبير تتضح ملامحه شيئاً فشيئاً لاسيما بعد أن قطع ممثلو الوفود اليمنية خلال مشاوراتهم التي لم يتحدد لها جدول زمني أهم الخطوات المتمثلة في تثبيت وقف إطلاق النار وتفعيل لجنة التهدئة والتواصل مع اللجان المحلية المعنية بمراقبة الهدنة".
مصادر الوفد الحكومي، أشارت إلى أن المبعوث الأممي سيواصل عقد لقاءاته مع وفدي الحكومة والانقلابيين بشكل فردي، سعياً وراء مخرج لرموز الخلاف، والتي بسببها ألغيت الجلسات المسائية أمس.
المصادر ذاتها، تتحدث عن تقديم وفد الحكومة إلى المبعوث الدولي رؤيته الأمنية والعسكرية، لاسيما انسحاب الميليشيات والمجموعات المسلحة من المدن والمحافظات وتسليم الأسلحة. في المقابل، أفادت مصادر مقربة من المفاوضات بأن وفد الانقلابيين رفض الخوض في الملف الأمني والعسكري، مقدماً رؤيته للحل السياسي والتي تتضمن المطالبة بتشكيل سلطة انتقالية وحكومة وحدة وطنية تتولى الإشراف على تنفيذ بقية بنود جدول الأعمال وفقا للقرار الأممي.
وكانت المشاورات شهدت بوادر انفراج بعد لقاءات عقدها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد مع الوفدين لإقناعهما بمواصلة الحوار وحثهما على التوصل إلى اتفاق سلام، إلا أن وفد الانقلابيين مازال يتمسك بضرورة مشاركته في الحكم قبل الخوض في بنود تسليم السلاح والانسحاب من المدن.
المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، سبق وأن عرض على أطراف المشاركة إطاراً عاماً يجمع محاور تشمل الأبعاد الأمنية والاقتصادية والسياسية للمرحلة المقبلة وفق قرار مجلس الأمن رقم 2216.
ولد الشيخ أحمد نجح حتى الآن في التوصل إلى اتفاق بشأن جدول الأعمال، كما نجح في إلزام الفرقاء اليمنيين بتوقيع ميثاق شرف، يتعلق بالإعلام وعدم الإدلاء بأي تصريحات صحافية وحصرها به شخصياً، فهل ينجح بالحصول على مزيد من التنازلات أم أن أيام الشد والجذب ربما تطول.
اجتماع وفد صنعاء:

كما عُقد اليوم في فندق جميرا بالكويت لقاء مشترك بين وفد صنعاء الذي يضم جماعة الحوثيين والمؤتمر الشعبي العام وحلفاؤهم، مع سفراء الدول الثمانية عشرة في اليمن.
واستعرض الوفد مع السفراء ، الأوضاع الاقتصادية التي خلفها العدوان والقيود المفروضة على الشعب اليمني، سيما ما يتعلق بعرقلة حركة السفن والتجارة ومعاملات البنك المركزي اليمني.
وأكد وفد صنعاء على ضرورة وقف حقيقي لاطلاق النار وكافة الأعمال العسكرية.. مشددا على احتياج الوضع في اليمن إلى حل سياسي عاجل مع عدم التغافل عن الوضع الاقتصادي والأمني.
وأبدى الوفد الوطني استعداده لتقديم ضمانات بخصوص الإجراءات الأمنية، مؤكداً أنه لا يريد العودة من الكويت إلا بحل واضح وشامل وعادل وأن يشمل الحل السياسي جميع أرجاء اليمن من حضرموت إلى صعدة.
وأشار إلى أن الوضع السياسي قبل الحرب لم يكن مستقراً وأن البلد محكوم بالتوافق، مطالباً بعودة التوافق إلى مجراه الصحيح ، معرباً عن الاعتقاد أن الذهاب بالمسار العسكري دون حلول سياسية سيكرر السيناريو الليبي في اليمن.
الوضع الميداني:

وعلى صعيد الوضع الميداني، يواصل الجيش اليمني عملياته ضد تنظيم القاعدة والحوثيين في عدة مدن يمنية، فقد اعترضت منظومة الدفاع الصاروخية للتحالف العربي صاروخا بالستيا في سماء مدينة مأرب.
وأفادت مصادر خاصة بأن الحوثيين أطلقوا الصاروخ من منطقة أرحب شمال العاصمة صنعاء، عصر اليوم الخميس.
وفي مأرب أيضا؛ ألقت الأجهزة الأمنية القبض على خلية مسلحة خططت لتنفيذ عمليات اغتيالات في المدينة.
وقال مصدر أمني إن أعضاء الخلية اعترفوا أثناء التحقيق أن مهمتهم تصفية ضباط ومسؤولين وشخصيات اجتماعية بالمحافظة، وأقروا بارتباطهم بأجهزة خاصة تتبع للرئيس السابق علي صالح.
فيما عززت ميليشيات الحوثيين من تواجدها في بلدة مكيراس جنوبي اليمن، اليوم الخميس، في خرق جدي، ودفع الحوثيين بتعزيزات إلى جبال كريش وبركان ورداع في مكيراس"، مشيرين إلى أن راجمة صواريخ كاتيوشا نصبها الانقلابيون فوق قمة جبل كريش".
فيما سجلت لجنة التهدئة والتواصل 74 خرقاً للهدنة من قبل المليشيا الحوثية وصالح الانقلابية في محافظات تعز والبيضاء والجوف ومأرب والضالع وشبوة، بحسب وكالة الأنباء اليمنية(سبأ).
استهدف هجوم إنتحاري منزل مدير أمن عدن في حي التواهي في العاصمة اليمنية المؤقتة أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بعمليات انتقامية، كما ذكر مسؤولون أمنيون بعد استئصال "القاعدة" و"داعش" من عدن أخيراً وهزيمتهم في معاقلهم في حضر موت وأبين.
هجوم عدن اليوم تزامن مع عودة تدريجية للحياة الطبيعية التي بدأت تسود مختلف أنحاء مدينة المكلا كبرى مدن محافظة حضرموت جنوب شرقي اليمن عقب طرد عناصر تنظيم "القاعدة" الإرهابي منها، وسط ترحيب شعبي كبير.
وبموازاة ذلك، تواصل القوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي عملياتها الأمنية والعسكرية الهادفة إلى استكمال تأمين المكلا، من خلال تنفيذ عدد من الإجراءات تشمل الانتشار ومداهمة مواقع وأوكار تمركز العناصر الإرهابية التي كانت موجودة في المكلا.
يأتي هذا فيما تستعد لجنة فنية لتقييم الأوضاع في مطار الريان في حضرموت والتحقق من وجود أضرار ومعرفة متطلبات تشغيل المطار خلال الفترة المقبلة.
وتعهدت قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن بالمضي قدماً في تحرير اليمن من الإرهابيين، مضيفة أن "ضرباتنا الجوية ساهمت بشكل كبير في تحرير المكلا من القاعدة".
وأضافت قوات التحالف أن عملية تحرير المكلا تمت بناء على طلب من الشرعية اليمنية، مشيرة إلى فقدان تنظيم "القاعدة" مصادر تمويله من المكلا.
وكانت القوات السعودية والإماراتية والجيش اليمني قد شنت حملة عسكرية غير مسبوقة على تنظيم "القاعدة" في اليمن مطلع هذا الأسبوع، فيما فاق عدد قتلى "القاعدة" 800 خلال 12 ساعة من بداية الحملة.
بدوره، قال الناطق باسم التحالف العربي ومستشار وزير الدفاع السعودي، العميد أحمد عسيري، إن التحالف مستمر في مطاردة العناصر الإرهابية التي استغلت حالة الفوضى، موضحاً أن التحرك ضد الإرهابيين في المدن اليمنية يهدف إلى فرض هيبة الدولة وإعادة الحياة إلى وضعها الطبيعي.
في الأثناء، جددت الحكومة اليمنية إشادتها بالانتصارات العسكرية التي حققها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بدعم من التحالف العربي في مدينة المكلا وكذا في محافظة أبين وتمكنهم من دحر عناصر تنظيم "القاعدة" الإرهابي، وإلحاق هزائم فادحة بهم، ما اضطر تلك العناصر إلى الفرار.
المشهد السياسي:

وعلي الصعيد السياسي الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليوم اتصالاً هاتفياً بقائد شرطة عدن اللواء شلال شائع للاطمئنان على صحته جراء العملية الإرهابية التي استهدفت منزله صباح اليوم وادت الى إصابة حارس البوابة وتضرر عدد من سيارات ومنازل المواطنين.
وقال الرئيس اليمني "إن مثل هذه الأعمال الإرهابية التي تتعمد العناصر الخفيفة للمليشيا الحوثية وصالح قد انكشفت مؤخراً نواياها الخبيثة الرامية إلى زعزعة الامن والاستقرار واقلاق السكينة العامة وخاصة في المدن والمحافظات التي تمر تحريرها منهم".
وأكد هادي أن العناصر الإرهابية التي تحاول بين الحين والآخر ارتكاب مثل هكذا جرائم بشعة أنها تكشف دناءة المخططات الإرهابية وحجم الضلال والتيه الذي تعيشه ..مشيراً إلى أن قوات الجيش الوطني وباسناد من دول التحالف العربي والمجتمع الدولي ستواصل الحكومة محاربة الارهاب والتطرف واستئصاله من جذوره اينما وجد حتى ينعم ابناء الشعب اليمني من هذا الكابوس ومن اعمالهم التي لاتمت بصلة لديننا الاسلامي الحنيف.
المشهد اليمني:
فيما يبدو أن آمال اليمنيين سوف تصطدم بنتائج غير مرضية في مفاوضات الكويت مع تعنت الحوثيين فيا لتوصل إلى اتفاق كبدئي حول العملية الانتقالية وحارطة طريق في اليمن.
وبسبب المراوغة الحوثية اقتصر الإنجاز في الأيام الستة ايام الأولي للمفاوضات على اختيار ممثل من طرف الحكومة وآخر من المتمردين لمتابعة لجنة التهدئة، والتواصل والتحقق من سير عملها على الأرض، ولكن عاد الحوثيون ولوّحوا بالانسحاب من المفاوضات، وهو ما يشير إلى صعوبة التوصل إلى اتفاق إلا إذا شهدت الساعات الأخيرة من المفاوضات تغييرا في موقف الحوثيين.