الحرب فى حلب وأشبال الخلافة ومعاناة أطفال كاليه فى الصحف الأجنبية
السبت 30/أبريل/2016 - 08:53 م
طباعة
تناولت الصحف الأجنبية الحرب المشتعلة فى حلب وتأثيرها على الأزمة السورية، فى الوقت الذى اهتمت بنشر تقارير عن أطفال الخلافة فى تنظيم داعش، ومعاناة الأطفال اللاجئين فى كاليه الفرنسية، إلى جانب التحذير من انضمام عدد كبير من عناصر داعش من جزر الكاريبي.
الحرب فى حلب
ركزت التايمز على تصاعد الأحداث فى سوريا، وفى تقرير لها تحت عنوان "موت في حلب" أكدت أن الهجوم الضاري الذي تشنه قوات الأسد بدعم روسي قتل آخر طبيب أطفال في هذه المدينة العريقة، كما قتل الهدنة الهشة التي منحت بعض الأمل بتحسن الأوضاع في سوريا"، والاشارة إلى أن معركة حلب، الأكبر في سوريا، باتت قضية حيوية بالنسبة لنظام حكم الرئيس بشار الأسد من أجل بقائه، وأن الكرملينبات يتعامل معها على وفق هذه الرؤية أيضا، ومن هنا جاء استخدام المدفعية والقوة الجوية لاخماد أي مقاومة فيها. أوضحت الصحيفة أن مستشفى دُمر في المدينة إما بطائرات الأسد أو بطائرات بوتين. وبات سكان المدينة يعيشون تحت الأرض خوفا من الضربات الجوية، وأن احصاءات الأمم المتحدة تشير إلى إن هذا الأسبوع شهد مقتل سوري واحد كل 25 دقيقة، والاشارة إلى أن هدف هذه الحملة العسكرية يتعلق بمفاوضات السلام في جنيف، إذ تحاول القوات الحكومية تطويق المدينة وطرد مسلحي المعارضة من الأحياء التي يسيطرون عليها شرقي المدينة.
اعتبرت الصحيفة أنه إذا نجح النظام في الفوز بحلب وشمال سوريا وإحكام السيطرة على دمشق واللاذقية التي يهيمن عليها العلويون، فيمكن القول، طبقا لبعض المعايير إن الأسد سيربح الحرب، ولهذا السبب ليس ثمة التزاما روسيا جادا بمفاوضات السلام. وقد يكون الغرب يحسب أن الاسد أذا حصل على حلب، سيكون مع راعيه الروسي أكثر استعدادا لعقد صفقة، لتقوم القوات الحكومية السورية مع المقاتلات الروسية والأمريكية بتركيز اهتمامها على معقل تنظيم داعش في الرقة.
شددت الصحيفة على أن كل الأطراف تُجمع على أن الضربات الجوية وحدها غير كافية للقضاء على تنظيم داعش، وما دامت الميلشيات الكردية غير مستعجلة لتقديم قوات على الأرض، قد تثبت قوات الأسد أنها عامل حاسم في هذا الصدد، وأن إخراج تنظيم الدولة من سوريا، أو على الاقل تحجيم وتقليص وجوده سيمثل نصرا جوهريا للولايات المتحدة وحلفائها، كما أن إبقاء نظام حكم الأسد وموطئ قدم لروسيا في الشرق الأوسط سيمثل نصرا لبوتين.
الكاريبي وداعش
فى حين أكدت التايمز أن منطقة الكاريبي باتت أرضا خصبة لتجنيد متطوعين للعمل في صفوف تنظيم داعش، بعد سفر العديد من الشباب من ترينيداد وعدد من المستعمرات البريطانية السابقة في الكاريبي إلى سوريا، وأكدت فى تقرير لها أن 89 شخصا على الأقل من ترينيداد هم الآن في صفوف تنظيم داعش.
نوهت الصحيفة على أن تلك نسبة مرتفعة بالقياس إلى عدد سكان البلاد الذي لا يتجاوز 1.3 مليون نسمة، وتعد أعلى بنسبة 50 في المئة من نسبة المنتمين للتنظيم القادمين من بلجيكا، والتأكيد على أن هناك أدلة متزايدة على أن التنظيم بات يستهدف هذه المنطقة في دعايته الجهادية بوصفها منطقة رخوة يسهل اختراقها، ويضرب مثلا بشريط فيديو دعائي أنتجه التنظيم يستهدف ترينيداد ويظهر في مسلحون يتحدثون بلهجة الهند الغربية.
واعتبرت الصحيفة أن ترينيداد تضم جالية مسلمة ترجع أصولها الى جنوب شرق آسيا، لكن من انخرطوا في صفوف التنظيم يبدو أنهم من أصول افرو-كاريبية تحولوا إلى الإسلام، فى الوقت الذى حذرت فيه الولايات المتحدة من أن الجاليات المسلمة في المستعمرات البريطانية السابقة في الكاريبي يمكن أن تصبح مصدرا لهجمات على الأراضي الأمريكية.
حدد الجنرال جون كيلي، الرئيس السابق لقيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الأمريكي، ترينيداد و سورينام وجامايكا وفنزويلا بوصفها بلدانا ينشط تنظيم الدولة في تجنيد "عدد لا بأس به" من المتطوعين منها، وحذر الجنرال كيلي من أن نحو 150 شخصا ممن سيصبحون جهاديين قد سافروا من منطقة الكاريبي إلى سوريا، مشددا على أن القلق الأكبر من رسالة التنظيم إلى هؤلاء للبقاء والتحضير لهجمات في بلادهم.
ونقل التقرير عن أرثر سنيل، المفوض السامي البريطاني السابق في ترينيداد، قوله إن "جماعة المسلمين" وهي حركة سلفية صغيرة ظلت نشطة في ترينيداد لعقود، ولها صلات سياسية واجرامية، وقد حاولت هذه الجماعة القيام بانقلاب عام 1990 وسيطرت على البرلمان ومحطتين اذاعيتين، وقد قتل 23 شخصا في هذه المحاولة الانقلابية الفاشلة، كما كان أعضاء في هذه الجماعة على صلة بمؤامرة لزرع قنابل في مطار جون كينيدي في نيويورك.
وأوضح معاون مدير مكافحة الإرهاب السابق في وزارة الخارجية والكومنويلث، أن "هذه الجماعة ما زالت موجودة لكنها ليست من نوع تنظيم داعش بشكل صريح".، ويضيف "إن المجموعة التي ذهبت إلى سوريا وتلقت تدريبا مناسبا على الأسلحة وحصلت على خبرة في الجبهات الأمامية للقتال ستكون سامة وخطرة جدا".
وفي الفيديو الذي بثة تنظيم الدولة، يظهر أربعة مقاتلين مسلحين من ترينيداد مع عدد من الأطفال، ويقول شخص يعرف نفسه بأنه أبو زيد المهاجر إنه قد غادر ترينيداد مع اطفاله، ويضيف المهاجر أنه لا يستطيع أن يجلس ويرى أطفاله يترعرعون في أرض لا يستطيعون فيها ممارسة شعائرهم الإسلامية بنسبة مئة في المئة".، وفي عام 2014 جاء أول تحذير من سفر مواطنين من ترينيداد إلى سوريا من الوزير السابق، غاري غريفث، الذي قال "يجب أن نواجه الواقع ونلاحظ أننا في خطر".
لندني يرأس "داعش" في الصومال
بينما كشفت صحيفة ديلي تلجراف في تقرير لها أن قائد تنظيم داعش في الصومال كان واعظا دينيا في العاصمة البريطانية لندن، والاشارة إلى أن الشيخ عبد القادر مؤمن الذي كان واعظا دينيا في جامع في لندن هرب إلى الصومال بعد استجوابه من الأمن البريطاني بتهمة نشر الأفكار المتطرفة لدى الشباب.
أكدت الصحيفة مؤمن، الذي اشتهر بصبغ لحيته بالحناء، قد ظهر في شريط فيديو صور في شمال الصومال لفصيل مسلح جديد يعلن البيعة لزعيم التنظيم العراقي ابو بكر البغدادي، ويظهر مؤمن في الشريط متقدما جماعة من المسلحين رافعا راية تنظيم داعش في العراق والشام.
أكدت الصحيفة أنه على صلة بقاتلي العسكري البريطاني لي ريغبي، إذ كان واعظا زائرا يلقي مواعظه في أحد مساجد لندن، في وقت كان يتردد إليه مايكل اديبولاغو، الذي سجن لكونه أحد المسلحين اللذين ارتكبا جريمة قتل ريغبي في عام 2013.
أشبال الخلافة
وفى سياق آخر نشرت التايمز تقريرًا بعنوان "أشبال الخلافة يتم غسيل أدمغتهم ليعاملوا آباءهم كأعداء"، أكدت الصحيفة على انه يتم تلقين جيل من الجهاديين الأطفال على التنصت على آبائهم وحتى قتلهم وذلك في معسكرات التدريب التابعة لتنظيم داعش".
ونقلت الصحيفة عن محمد علوة الناشط السوري في منطقة دير الزور السورية فإن "تنظيم داعش ينشئ جيلاً من الجهاديين الجادين"، مضيفاً أن "الأطفال عندما يكبرون، يبدأوا بتعليم الأجيال التي تليهم ما تعلموه وهم في عمر الزهور"، أما الناشط السوري بديع أبو جانا - وهو اسم مستعار - فيقول إن "خطر داعش لا يكمن الآن، بل سيكون أكبر في الأيام المقبلة"، مشيرا إلى أن أهالي هؤلاء الأطفال يجدون أنفسهم في حالة عجز عن منع أطفالهم من الانغماس الكامل والتعمق في أيديولوجية التنظيم وأفكاره.
ويضيف أبو جانا أن "الطفل يصبح أكثر عدوانية ووحشية من عناصر التنظيم أنفسهم، لأنهم كالأوراق البيضاء يمكن أن يخطوا عليها ما يشاؤون".، وأشار إلى أن "ألفين طفل تلقوا تدريبات داخل معسكر تابع لتنظيم داعش في مدينة الميادين التي تبعد 15 ميلاً جنوب دير الزور في شرقي سوريا".
ونوهت الصحيفة إلى قصة الطفل الإيزيدي مراد (9 أعوام) على لسان والدته التي أسرت واغتصبت لمرات عدة على أيدي التنظيم، وتقول الوالدة إن التنظيم المتشدد الذي قتل زوجها الذي ينتمي إلى الطائفة الإيزيدية عمل على "غسل دماغ" ابنها، مضيفة أنه رفض الهروب معها عندما سنحت لهما الفرصة، إلا أنه اقتنع أخيراً.
قالت الوالدة "أجبرت على مشاهدة تسجيلات فيديو لأطفال إيزيديين وهم يشاركون في قتل سجناء"، مضيفة أن "إحدى هذه التسجيلات شارك فيها خمسة أطفال أعطي 4 منهم مسدسات لقتل السجناء، فيما أعطي الخامس سكين لنحر سجين آخر".
وأشارت الصحيفة إلى أن الأم وإبنها مراد يعيشيان اليوم في مخيم للاجئين، والاشارة إلى أن تنظيم داعش يعلم الأطفال كيفية القتال والمشاركة في المعارك ضد الكفار"، مشيرا إلى أن "التنظيم يركز على الأطفال من عمر السابعة ويخصص أموالا ضخمة لتدريبهم وتعليمهم شوؤن القتال".
أطفال كاليه
بينما ركزت الجارديان على معاناة اللاجئين فى مدينة كاليه الفرنسية ، وفى تقرير لها بعنوان "افتقد عائلتي، إلا أنني لا استطيع العودة". تناولت الصحيفة أوضاع الأطفال اللاجئين في كاليه الفرنسية والراغبين في دخول بريطانيا عبر شاحنات، والاشارة إلى وصول عدد من الأطفال تتراوح أعمارهم بين العاشرة والثالثة عشر، والذين وصولوا إلى كاليه التي تقع على الحدود الفرنسية - البريطانية من دون عائلاتهم.
وفي مقابلة أجرتها الصحيفة مع متطوعين يعتنون بهؤلاء الأطفال، أكدوا أن حالة هؤلاء الأطفال العقلية تتراجع، لأنهم لا ينامون جيداً وهم في حالة خوف دائم، كما أنهم يعانون من الكوابيس، وأشاروا إلى أن بعض هؤلاء الأطفال ندموا على المجازفة والقيام بهذه الرحلة، إلا أنهم لا يستطيعوا العودة إلى ديارهم، كما أن بعض الأطفال عبروا عن اشتياقهم لأمهاتهم وعائلتهم.