أسبوع الحرب على داعش دول جديدة تنضم للتحالف وتحالفات متطرفة مضادة

الإثنين 29/سبتمبر/2014 - 05:28 م
طباعة أسبوع الحرب على داعش
 
أسبوع من الحرب على تنظيم دولة الخلافة، الحرب التي شنتها أمريكا في المنطقة مع الدول العربية وعلى رأسها السعودية والإمارات والبحرين والأردن قطعت مسافة كبيرة لتدمير داعش، خاصة بعد استهداف العصب المالي للتنظيم، إذ تركزت الضربات على مصافي تكرير النفط المؤقتة التي يستخدمها التنظيم في الرقة، في شمال سوريا، بعد استهداف 12 منها في دير الزور، شرق البلاد، قبل 3 أيام؛ 26 سبتمبر الجاري. 
بينما استهدف التحالف التنظيم في عقر داره حيث ركز ضرباته أمس، على محافظة الرقة، معقل تنظيم "داعش" في سوريا، واستهدف منشآت نفطية صغيرة، يستخدمها التنظيم أو مقربين منه لتكرير النفط السوري، واستهلاكه محليًا.

استهداف مصادر تمويل التنظيم

استهداف مصادر تمويل
وبالتحديد فإن ضربات التحالف الدولي استهدفت 3 مصاف للنفط تخضع لسيطرة «داعش» تقع على الحدود التركية في شمال سوريا، إلى جانب ضربات موجهة إلى مصنع للبلاستيك موجود على أطراف مدينة الرقة في منطقة تل أبيض التي تقع على الحدود مع تركيا. 
وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي يستهدف فيها التحالف منطقة حدودية مع تركيا، إذ كانت الغارات تقع في العمق داخل الأراضي السورية، بدءًا من محافظة الرقة إلى شمال حلب، وصولًا إلى ريف حمص الشرقي.
هذا وقد نجح التنظيم أمس في قصف المناطق والأحياء الشرقية في مدينة عين العرب "كوباني" بالصواريخ والهاون؛ ما أدى إلى سقوط جرحى بين المدنيين.

تحالف إرهابي مضاد

تحالف إرهابي مضاد
الخسائر كبيرة وموجعة لداعش الذي يحاول الوقوف مرة أخرى والرد على قوات التحالف، لذلك يحاول استعادة علاقاته مع التتنظيمات المتطرف الأخرى والرد بتحالف مضاد، خاصة بعد مبايعة تنظيم "جند الخلافة في أرض الكنانة" وجند الخلافة في الجزائر لداعش، والآن داعش يتصالح مع جبهة النصرة، التنظيمان اللذان كانا بينهما "ما صنعَ الحدادُ" في سوريا، وفي هذا الصدد ذكرت صحيفة "الجارديان" أن تنظيم الدولة المعروف بـ "داعش" تصالح مع جبهة النصرة لأهل الشام، التي وصف زعيمها أبو محمد الجولاني الحملة الأمريكية على تنظيمه بالحملة الصليبية.
وفي وقت سابق فإن جبهة النصرة، المرتبطة مباشرة مع زعيم القاعدة أيمن الظواهري، قد شجبت الغارات. 
وفي تقرير أعدته جريدة "الغارديان" أن 73 قياديا في الجبهة انشقوا وانضموا لـ "داعش" يوم الجمعة، وأن أعدادا من مقاتلي النصرة يخططون لاتخاذ نفس القرار في الأيام القليلة المقبلة.
وكان المتحدث باسم الجبهة أبو فراس السوري قد قال على وسائل التواصل الاجتماعي: "نحن في حرب طويلة، فهذه الحرب لن تنتهي بأشهر ولا سنوات ولكن قد تمتد لعقود".
وأضاف في فيديو نشر على موقع يوتيوب يوم الأحد، أن البلدان المشاركة في التحالف أنها "من دول الإماء والعبيد"، معتبرا أنها "وقفت في صف الظلم والكفر" وأنها تشن حربا ضد الإسلام. 

بريطانيا تنضم للتحالف

بريطانيا تنضم للتحالف
والواضح أن التحالف بدأ يجذب دولا أخرى له، على رأسها بريطانيا، والتي عقد مجلس العموم جلسة طارئة بعد ظهر الجمعة لمناقشة مذكرة للحكومة تجيز توجيه ضربات جوية ضد تنظيم داعش في العراق.
وقد أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون للمجلس، أن تدخل المملكة المتحدة في العراق ربما "يستمر لسنوات" حال أجازه البرلمان البريطاني.
وأضاف كاميرون للمجلس "إن ذلك سيكون مهمة لن تنتهي في أشهر بل ستستمر سنوات، لكني أعتقد أنه علينا أن نستعد لهذا الالتزام".
وعقب هذه التصريحات فقد تبنى النواب البريطانيون قرارا بموافقة بموافقة 524 صوتاً مقابل معارضة 43 صوتا. 
وتعني هذه الموافقة بانضمام بريطانيا رسمياً إلى التحالف العسكري الدولي الذي يقاتل، بقيادة الولايات المتحدة، تنظيم دولة الخلافة.

تركيا تلعب على كل الحبال

تركيا تلعب على كل
أما الموقف الأكثر إرباكا وغموضا هو الموقف التركي، فكما أشرنا سابقا في بوابة حركات الإسلام السياسي. 
إنه على الرغم من محاولات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إبراز استجابته للضغوط الدولية من أجل دور تركي أكثر وضوحا، إلا أن المناورات لا تزال مستمرة من جانبه، طالما عجز المجتمع الدولي عن إيجاد طريق مناسب للإطاحة بنظام بشار الأسد.
ففي كل مناسبة يضع أردوغان المجتمع الدولي في مواجهة مع بشار الأسد، والتأكيد على أن الأسد هو السبب في ظهور التنظيمات الإرهابية مثل جبهة النصرة، وداعش، وأنه لا بد من دور أكثر وضوحا بشأن مصير الأسد قبل أن يكون لتركيا دور في مقاومة تنظيم "داعش"، وحاولت تركيا التستر وراء وجود عدد من الرهائن الأتراك في يد "داعش"، هروبا من مشاركة واضحة في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
وشدد على أن الأزمة السورية أصبحت أزمة إقليمية بسبب أعداد اللاجئين في الدول المجاورة، وأن تركيا تستضيف أكثر من مليون ونصف المليون سوري.
وبعد تحرير الرهائن الأتراك في عملية تشوبها كثير من عمليات الاستفهام، عاد أردوغان ليؤكد على أن القوات التركية قد تسهم في إنشاء منطقة آمنة في سوريا في حالة إبرام اتفاق دولي على إقامة ملاذ للاجئين الذين يفرون من مقاتلي "داعش"، في الوقت الذي لا تزال فيه المناقشات مستمرة مع أعضاء التحالف بشأن كيفية إيجاد دور واضح لتركيا بشأن الحرب على "داعش".

موسكو تحاول إنقاذ الأسد

موسكو تحاول إنقاذ
ويبدو الموقف الروسي أكثر وضوحا حيث رفضت الانضمام للتحالف، وهو ما كان يتوقعه مسئولون أمريكيون، والذين اعتبروا اشتراك روسيا في الحرب التي شنّها تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة على تنظيم "الدولة الإسلامية" في الأراضي السورية، أمرا بعيد الاحتمال.
ويبدو أن أهم سبب يحيل دون دخول موسكو هذا التحالف هو أنها ترفض أي عملية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا لا توافق عليها الحكومة السورية أو الأمم المتحدة.
وهو ما صرح به سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي حيث قال: "كان يجب الدخول في تعاون مع الحكومة السورية التي كانت قد أبدت الاستعداد للمشاركة في مكافحة الإرهاب، بالتعاون مع المجتمع الدولي".
كما ندد لافروف "بعدم استئذان الولايات المتحدة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لتوجيه ضربات جوية لمواقع لتنظيم "الدولة الإسلامية" في الأراضي السورية، وأن هذا قد يتسبب بتفاقم الوضع في المنطقة".
ويبدو أن روسيا تدرك أن هذه العمليات والتحركات في المنطقة تعني تكتلا جديدا تحاول صناعته الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وهو ما يعني بالضرورة التقليل من النفوذ الروسي، خاصةً مع تهميش دور مجلس الأمن الذي كانت تحاول روسيا الضغط على واشنطن من خلال حق الفيتو الممنوح لها وهو ما سيؤكد على هشاشة مجلس الأمن والأمم المتحدة باعتبارهم منظمات دولية محايدة. 

شارك