أوباما يعترف بفشل الاستخبارات الأمريكية في تحديد قوة "داعش"
الإثنين 29/سبتمبر/2014 - 09:23 م
طباعة


أدى تباين الموقف الغربي من تنظيم "داعش" الإرهابي إلى إثارة عددٍ من التساؤلات، وفى الوقت الذي يرى فيه البعض بأن الولايات المتحدة مصرّة على التهويل من شأن التنظيم، يرى آخرون أن هناك عدم فهم لطبيعة التنظيم الإرهابي، وازدواجية من قبل بعض الدول التي لا تزال تدعم التنظيم في السر، وتعلن ملاحقته في العلن.
وبالرغم من الجهود الدولية لملاحقة عناصر التنظيم الإرهابي، والغارات الجوية التي يشنها التحالف بقيادة الولايات المتحدة، إلا أن هناك إصرارًا على تعظيم جرائم التنظيم، والارتكاز إلى ضعف المعلومات الاستخباراتية، التي فشل الغرب وأجهزته المخابراتية والأمنية في الكشف عنها مبكرًا، حتى ترتب عليه الوضع الراهن في الشرق الأوسط.
تماشيًا مع هذه القراءة، اعترف الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأن المخابرات الأمريكية استخفت بصعود مقاتلي تنظيم داعش، مؤكدًا أنه تم التهوين من هذا التنظيم، مما قدم تفسيرًا لما بدا كأنما واشنطن أُخذت على غرة عندما اجتاح مقاتلو "داعش" شمال العراق في يونيه الماضي.

وأكد أوباما في تصريحات له اليوم نقلتها رويترز للأنباء، إن المتشددين اختبأوا عندما سحقت قوات مشاة البحرية الأمريكية تنظيم القاعدة في العراق بمساعدة من العشائر العراقية خلال الحرب التي انتهت في 2011، إلا انه على مدى العامين المنصرمين وفي خضم فوضى الحرب الأهلية السورية هناك مناطق واسعة من الأراضي لا تخضع لحكم أحد استطاعوا أن يعيدوا تنظيم صفوفهم واستغلال تلك الفوضى.
من جانبه قال العقيد المتقاعد، ريك فرانكونا، محلل الشئون العسكرية لدى CNN، إن القوى العسكرية ضمن المعارضة السورية، وخاصة الجيش الحر والجبهة الإسلامية، لن يكون لديها مشكلة كبيرة في ضرب التحالف الدولي لتنظيم داعش، في ظل الرغبة الجارفة للتخلص من هذا التنظيم الإرهابي، وخاصة أن موقف المعارضة السورية يعتمد على هوية الجهة التي تنظر إلى العملية، فالبنسبة للجيش الحر فلن يكون هناك مشكلة، لأنه يقاتل داعش أساسًا، وكذلك بالنسبة للجبهة الإسلامية فلن يكون هناك مشكلة كبيرة على الأرجح، خاصة أنه لا أحد يحب داعش، ويرغب الجميع في التخلص من التنظيم في أقرب وقت، لأن ذلك سيوفر لهم أرضية أفضل للتحرك وهم يتمنون له الدمار، كي يُتاح لهم ملء الفراغ الذي سيتركه التنظيم.

نوه ريك فرانكونا في حواره مع CNN ، أن المفاجأة تتلخص في مقدار الذكاء الاستراتيجي الذي يظهره النظام السوري ورئيسه بشار الأسد، خاصة أنه قبل أشهر من بدء الضربات ضد التنظيم، لم يوجه طيران الجيش السوري ضرباته ضد تنظيم داعش، وكذلك القوات البرية السورية لم تكن تنفذ عمليات هذا النوع، بل إن التركيز كان ينصب على مواجهة تنظيمات أخرى، وبدا الأمر وكأن النظام السوري يمنح داعش حرية الحركة، لأنه يدرك بأن التنظيم معادٍ لسائر المجموعات، وهو ما أثار مفاجأة لدى المتابعين لمقدار الذكاء والفكر الاستراتيجي الذي يظهره الأسد، فوالده كان لديه هذا النوع من الذكاء ولكن الابن تطور بدوره ليصبح زعيما ميكيافليا كما هو اليوم.
وعلى صعيد الأوضاع في المعركة، حذر أبو محمد الجولاني زعيم جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سوريا من شن هجمات على الغرب، ردًا على ما يقوم به التحالف الدولي في سوريا والعراق، وقال في رسالة صوتية نشرت على منتديات مؤيدة للجبهة قوله "لن يقف المسلمون كجمهور يري أبناءه يقصفون ويقتلون في بلادهم وأنتم آمنون في بلادكم فضريبة الحرب لن يدفعها قادتكم وحدهم بل أنتم من سيدفع الجزء الأكبر منها."