انتخاب مسلمة رئيسة لبرلمان ولاية ألمانية رسالة على الاندماج السياسي للألمان ذوي الخلفيات الثقافية المختلفة

الخميس 12/مايو/2016 - 02:50 م
طباعة انتخاب مسلمة رئيسة
 
تم التصويت بالإجماع لصالح موحترم آراس، النائبة عن حزب الخضر في برلمان ولاية بادن فورتمبرغ، بأغلبية كبيرة رئيسة لبرلمان الولاية. وحصلت موحترم ذات الأصول التركية امس  اليوم الأربعاء على 96 صوتًا مؤيدًا مقابل 39 صوتًا رافضًا لانتخابها رئيسة للبرلمان، فيما امتنع 3 نواب عن التصويت. وتضمنت أربع بطاقات تصويت اسمًا آخر وكانت واحدة من هذه البطاقات باطلة.
وتوجهت آراس، البالغة من العمر خمسين عامًا، عقب انتخابها بالشكر لأعضاء النواب معتبرة اختيارها على رأس البرلمان بمثابة "علامة على الانفتاح على العالم والتسامح ونجاح الاندماج".
ويأتي انتخاب مسلمة على رأس برلمان ولاية بادن فورتمبرج أيضا كرسالة على الاندماج السياسي للألمان ذوي الخلفيات الثقافية المختلفة؛ حيث لم يسبق من قبل أن ترأس البرلمان رجل أو امرأة بخلفية أجنبية.
وولدت آراس عام 1966 في إحدى قرى الأناضول بتركيا وهاجرت مع والديها لألمانيا عام 1978. وهي تنتمي إلى الطائفة العلوية.
آراس ليست الوحيدة  فهناك مسلمون ألمان اقتحموا معترك السياسة
انخرط عدد أكثر من ذي قبل من أبناء المهاجرين من أصول عربية ومسلمة في الحياة السياسية في ألمانيا. وهذا فتح نافذة على أفق لتغيير المشهد السياسي الألماني.
ويعتبر الألماني يونس وقاس من أب مغربي وأم ألمانية مثالًا،  فقد انضم يونس وقاس (27 عاماً) إلى الحزب المسيحي الديمقراطي وهو ابن 15 ربيعاً. شغل منصب رئيس "اتحاد تلاميذ الحزب" على مستوى ألمانيا، ثم رئيس "اتحاد طلاب الحزب" في ولاية تورينغن. وتوج مسيرته، المستمرة حتى الآن، بعضوية الهيئة القيادية للحزب. أما سوسن شبلي (36 عاماً)، المنحدرة من أسرة فلسطينية لاجئة بسيطة، فقد درست العلوم السياسية وانتمت لصفوف الحزب الاشتراكي الديمقراطي. تولت رئاسة قسم حوار الثقافات في وزارة داخلية حكومة ولاية برلين. ثم عينها وزير الخارجية الألماني ، فرانك شتاينمير، منذ العام 2014 نائبة المتحدث باسم وزارة الخارجية. كما انتمى الفلسطيني رائد صالح (38 عاماً)، للحزب الاشتراكي الديمقراطي، ويشغل عضوية برلمان ولاية برلين منذ العام 2006. ثم ترأس كتلة الحزب في البرلمان منذ العام 2011. وفي العام 2014 رشح نفسه لمنصب عمدة ولاية العاصمة برلين.
أما طارق الوزير (44 عاماً)، المنحدر من أب يمني وأم ألمانية، فقد وجد ضالته السياسية في حزب الخضر، فتولى رئاسة "الشباب الخضر" في ولاية هسن. يحافظ الوزير منذ العام 1995 على عضويته في برلمان الولاية، وتولى رئاسة كتلة الحزب في البرلمان. واعتباراً من عام 2014 أصبح نائباً لرئيس وزراء الولاية ووزيراً للاقتصاد والطاقة والمواصلات والتنمية فيها.
في مطلع العام المنصرم تأسست "مجموعة عمل المسلمين في الحزب الاشتراكي الديمقراطي" لـ "مواجهة كافة أشكال الأيديولوجيا التي تحتقر الإنسان والعنصرية الدينية وخصوصاً معاداة الإسلام، والصورة النمطية المرتبطة بالإسلام"، حسب ما هو منشور على صفحتهم على الفيسبوك. وعن بعض الأهداف الأخرى تقول الدكتورة طوبى إيشك في حوار لدويتشه فيله، إحدى الناطقين باسم المجموعة: "منحُ المسلمين صوتاً في داخل الحزب، حتى لا يتم التعامل معهم من زاويا قضايا المهاجرين فقط. ونهدف أيضا إلى المساواة والاعتراف القانوني بالإسلام". وقد عقدت المجموعة مؤتمراً مع كل من "مجموعة عمل المسيحيين" و"مجموعة عمل اليهود" في الحزب. تمحور المؤتمر حول تحديات التعددية الدينية في المجتمع. وعن أبرز إنجازتهم، قالت طوبى: "النجاح الأكبر حتى الآن هو تأسيس المجموعة والاعتراف بها رسمياً من قبل قيادة الحزب".
لا يوجد مجموعات مماثلة خاصة بالمسلمين في الأحزاب اليمينية، ولكن هناك مجموعات خاصة بالمهاجرين مثل "المنتدى الألماني- التركي"، و"اتحاد التنوع"، الذي يضم أعضاء من خلفيات مهاجرة من مختلف الأعراق والأديان. وفي تطور لافت، أسس مسلمون في العام 2010 حزب "التحالف من أجل الابتكار والعدالة "BIG Partei. غير أن هذا التحالف ما يزال في بداياته؛ فعدد أعضائه لا يتجاوز المئات. ولم يستطع حتى الآن إيصال أي عضو منه إلى برلمانات الولايات، فضلاً عن البرلمان الاتحادي.

شارك