صراع " الـ"لا حسم" بين الأسد و"داعش" على دير الزور

الإثنين 16/مايو/2016 - 02:55 م
طباعة صراع  الـلا حسم بين
 
 تشهد مدينة دير الزور السورية ومحيطها صراعًا لم يحسم بعد بين قوات النظام السوري وتنظيم الدولة "داعش"، ففي الوقت الذي انسحب تنظيم داعش، من معظم المناطق التي سيطر عليها، قبل يومين، في مدينة دير الزور شرقي سوريا أفاد ناشطون أن التنظيم تعمد الانسحاب من "مشفى الأسد والسكن الجامعي وصوامع الحبوب و"سادكوب" في مدينة دير الزور، وذلك بعد قتله وجرحه العشرات من قوات النظام والميليشيات الموالية لها، وحصوله على كميات من الأسلحة والذخائر المتنوعة".
صراع  الـلا حسم بين
 على الجانب نفسه يتزامن انسحاب "داعش" من تلك المناطق، مع فتح النظام السوري طريق "دمشق الميادين- البوكمال" أمام البضائع والأشخاص؛ حيث تؤكد المصادر أن قوات الأسد استرجعت "مشفى الأسد" في دير الزور، ضمن اتفاق يقضي بوقف التنظيم قصفه على حيي "الجورة والقصور و"معسكر الطلائع" الواقعة تحت سيطرة النظام، مقابل وقف الأخير قصف المستشفى، لينسحب مقاتلو التنظيم.
 وكان التنظيم قد حقق السبت 14-6-2016م تقدّماً كبيراً في مناطق النظام داخل مدينة دير الزور، وقطع طريق الإمداد بين المطار العسكري واللواء 137، وزاد من تضييق الحصار على المطار، في وقت سيطر فيه على حي الطحطوح، وهو ما أكد عليه عامر هويدي الناشط الإعلامي في مدينة دير الزور، قائلًا: "إن ‫"‏داعش" انسحب من أغلب المناطق التي تقدّم بها يوم السبت على حساب قوات النظام وميليشياته من دون أية مقاومة؛ مما مكّن قوات النظام من استعادة السيطرة على مستشفى الأسد، وأن التنظيم قام بزراعة منطقة المالحة في محيط اللواء 137 بألغام مضادة للدروع والأفراد".‬‬
صراع  الـلا حسم بين
 وأشار إلى أن "قوات النظام سمحت عقب انسحاب التنظيم، لشاحنات الخضار والمواد الغذائية بالمرور باتجاه الميادين والبوكمال الخاضعة لسيطرة التنظيم عن طريق دمشق، بعد قطع الطريق لعدة أشهر، علماً بأن النظام أعلن قبل يوم من الاشتباكات أن طريق دمشق دير الزور سيعمل، وبات الطريق الآن بين دمشق ودير الزور والميادين والبوكمال يعمل بشكل تام، فكانت هذه المعركة أيضاً على أساس أن النظام استطاع فتح الطريق"، معرباً عن اعتقاده بأن "تبادل البضائع والأشخاص بين مناطق داعش والنظام، سيعود بالنفع المادي الكبير على الطرفين".
وتشدد مصادر مطلعة بأن "التنظيم يتبع عمليات غير واضحة المعالم، إذ يتبادل مع النظام إعلان الانتصارات، من دون أية أهمية للخسائر البشرية، التي يتكبدها الطرفان، قبل أن تأتي الأوامر بالانسحاب من الطرفين، وأن هذا التكتيك بدأه "داعش" منذ خسارته مدينة تدمر في مارس 2016م ، بعد أن احتفظ بها 10 أشهر تقريباً، وأعقبها بأيام خسارته بلدة القريتين الاستراتيجية في ريف حمص الشرقي؛ حيث شن التنظيم هجوماً واسعاً على عدة مواقع للنظام في بداية شهر أبريل 2016م ، منها معمل إسمنت البادية وكتيبة الدبابات، فقتل وجرح العشرات واستحوذ على كميات من السلاح والذخائر، إضافة إلى الآليات وكميات كبيرة من الإسمنت، لينسحب من تلك المواقع بعد أيام كما نفذ هجوماً على حقل الشاعر للغاز وسيطر عليه، في حين تتواصل الاشتباكات في محيطه.
صراع  الـلا حسم بين
كما سيطر تنظيم "داعش" مؤخرًا وتحديدًا فجر الأحد 15-5-2016م على حي الطحطوح في مدينة دير الزور بعد اشتباكات مع عناصر النظام، في حين تمكنت الأخيرة من استعادة السيطرة على مشفى الأسد، وقالت وكالة أعماق الموالية للتنظيم إنه تمكن من قتل 80 عنصرًا من الميليشيات الشيعية بعد السيطرة على عدة مواقع استراتيجية، ومن بين القتلى رئيس إدارة المخابرات الجنائية في المدينة، وأنه بسط سيطرته بالكامل على حي الطحطوح وقتل العديد من قوات الأسد، بالتزامن مع حشد النظام المئات من عناصره في حي البوناصر تخوفاً من شن "داعش" هجوماً على الحي.
في حين تمكنت الميليشيات الشيعية الموالية للنظام السوري من استعادة السيطرة على مشفى الأسد على أطراف المدينة، وسط اشتباكات عنيفة وعمليات كر وفر بين الجانبين فرد التنظيم بالسيطرة على مشفى الأسد والسكن الجامعي ومستودعات الحبوب وساد كوب على أطراف المدينة، وقام بأسر العشرات من الطاقم الطبي والميليشيات الشيعية، وتم نقلهم إلى جبهة مجهولة، بعد عملية تسلل نفذها التنظيم انطلاقًا من حقل التيم.
صراع  الـلا حسم بين
 مما سبق نستطيع التأكيد على أن مدينة دير الزور السورية ومحيطها تشهد بالفعل صراعًا لم يحسم بعد بين قوات النظام السوري وتنظيم الدولة "داعش"، وأن الأيام القادمة هي من ستكشف عن أسباب تأخر الحسم في تلك المدينة السورية.

شارك