"داعش" يهدم الآثار الآشورية بالموصل.. والإفتاء: "الإسلام كرم التراث الإنساني"

الثلاثاء 17/مايو/2016 - 12:32 م
طباعة داعش يهدم الآثار
 
على أثر قيام تنظيم داعش الإرهابي بإزالة المعالم التاريخية والآثار الآشورية في العراق؛ حيث قامت عناصره على هدم بوابة المسقى التاريخية، وقصر ملك الدولة الآشورية في محافظة الموصل. 
ونشر التنظيم الإرهابي  صورًا للآثار التي دمرها عناصرها في مدينة نينوي التابعة لمحافظة الموصل العراقية، وأظهرت تلك الصور دمارًا لقصر الملك "سنحاريب" الآشوري وأسواره، وبوابة المسقى التاريخية. 
ويعود تاريخ بوابة "المسقى" إلى القرن السابع قبل الميلاد 705-618 ق.م. وهي عبارة عن بوابة لقصر الملك سنحاريب امبراطور الدولة الآشورية الحديثة. 
وقد سيطر داعش على الموصل في 2014، وقام بإزالة وتدمير وجرف وتفجير جميع معالم الموصل التاريخية والحضارية والأثرية ابتداءً من متحف الموصل و‏الثور المجنح وآثار ‏الحضر و‏نمرود و‏الجوامع وكنائس وأديرة عديدة، وصولاً إلى بوابة المسقى وقصر الملك سنحاريب. وندد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية بالاعتداءات الممنهجة والمستمرة لتنظيم داعش الإرهابى بحق الآثار والتراث الإنساني، وإقدامه على إزالة المعالم التاريخية والآثار الآشورية في العراق.
وأكد المرصد أن هذه الاعتداءات الهمجية والمستمرة ضد التراث الإنساني بشكل عام، تعبر عن تشوهات في فكر ومنهج تلك الفئة الضالة، والتي تعادي كل شيء حتى الحجر بما يحمله من قيم تراثية وتاريخية، ولا تنبع تلك الممارسات بأي حال من الأحوال من تعاليم الإسلام وقيمه العليا.
وأضاف المرصد أن الآثار هي تراث إنساني يعبر عن الأمم السابقة وإنجازاتها، وقد دعا الإسلام إلى الحفاظ عليها بل والاعتبار بها والتدبر فيها، فقال تعالى: {كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}، وقال تعالى في موضع آخر: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ التي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا في الْبِلادِ}، بما يعن] أن الحفاظ على تراث السابقين أمر دينى يحقق للإنسان الاعتبار والعظة.
وأكد المرصد أن المتفق عليه بين علماء الأمة هو حرمة هدم الآثار أو الاعتداء عليها أو طمسها تحت أي دعوى، بل إن جوهر الإسلام يدعو إلى الحفاظ عليها بما يتطلبه ذلك من الرعاية والصيانة والترميم.
وجدد المرصد تأكيده على أن حماية الآثار والتراث الحضاري في الدول والمناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش إنما هي مسئولية المجتمع الدولي بأكمله، وينبغي أن يضطلع بدوره والقيام بمسئوليته في الحفاظ على الحضارة والتراث الإنساني من التخريب والضياع والتدمير.

شارك