دويتشه فيله: هجوم أورلاندو يضع الحلم الأمريكي محل تساؤل
الثلاثاء 14/يونيو/2016 - 08:08 م
طباعة
يهدف الإرهابيون إلى تدمير أسس المجتمعات الأكثر انفتاحا. وجاء هجوم أورلاندو في ظرف صعب تمر به الولايات المتحدة، بسبب الحملة الإنتخابية. وقد يشكل هذا الهجوم منعرجا خطيرا في السياسات المستقبلية للبلد، حسب المعلقة إينس بول.
الإرهابيون يسعون عبر هجماتهم دوما إلى تحقيق غايتين اثنين: أولا القضاء على ضحاياهم وثانيا تدمير أسس مجتمعاتنا المنفتحة. لذلك فإن الهجوم على الملهى الليلي في أورلاندو والذي أوقع 50 قتيلا على الأقل، لا يعتبر مأساة فظيعة فحسب، بل أيضا أمرا خطيرا بأتم معني الكلمة. إذ يأتي الهجوم في خضم محنة تعاني منها الولايات المتحدة وهي على عتبة انتخابات تتجاوز فصولها مجرد انتخاب رئيس جديد للبلد فحسب، بل إن الأمر يتعلق بقرار جذري سيحسم الوجهة الجديدة للقوة العظمى. وهناك احتمالان: إما أن تواصل واشنطن النهج التقدمي الذي شرع فيه الرئيس أوباما أو تختار نهجا آخر يفقدها مكتسباتها التقدمية.
تعيين قضاة المحكمة العليا
يملك الرئيس في الولايات المتحدة صلاحيات محدودة. وهذا ما أعاق طموحات أوباما أكثر من مرة، سواء فيما يتعلق بخططه لإصلاح النظام الصحي أو نيته بإغلاق معتقل غوانتانامو. ويسيطر على النظام السياسي في الولايات المتحدة الأمريكية حزبان (الديمقراطي والجمهوري). وبذلك فإن الحياة السياسية في البلاد ترتكز على المواجهة أكثر منها على التوافق. وكثيرا ما يضطر الرئيس للجوء إلى المحكمة العليا. وهذا ما يزيد في الواقع من أهمية الحملة الإنتخابية ومن شحونة أجوائها، إذ إن تأثير قضاة المحكمة العليا على أوضاع البلاد تكتسي أهمية قصوى. فهؤلاء هم الذين يقررون نهاية الأمر إن كان للمثليين الحق في الزواج أم عدم ذلك ومتى يحق للمتحولين جنسيا استعمال المراحيض الخاصة بالنساء أو بالرجال.
يشغل هؤلاء القضاة مناصبهم على مدى الحياة. ما يعني أن ولايتهم تتجاوز ولاية الرئيس بكثير. ويوجد في الوقت الحالي منصب شاغر ونظرا لتقدم سن العديد من القضاة، فإنه من الوارد جدا أن يقوم الرئيس القادم للولايات المتحدة بتعيين قاضيين آخرين على الأقل.
استغلال الإرهاب لأغراض أخرى
هجوم أورلاندو المروع يأتي مع بداية المرحلة الحاسمة للحملة الانتخابية. أنصار ترامب سارعوا في غضون وقت قصير من حصول المأساة إلى استغلال هذا الهجوم الإرهابي لصالحهم. إذ باركوا على موقع تويتر سياسة ترامب المعادية للإسلام بسبب الديانة المحتملة لمنفذ الهجوم. كما أنهم هاجموا هيلاري كلينتون بسبب تضامنها وعلاقتها المقربة للمسلمين. وهم مستعدون للعب بمخاوف الناس في سبيل تحقيق النصر السياسي لمرشحهم. ويبدو أن هذا النوع من الشعبوية بدأ في اجتذاب العديد من الأمريكيين خاصة هذا العام. كما أن الوعود الخرقاء بإنقاذ البلاد باتت تستهويهم، دون التفكير في مسار مجتمع قد تحكمه الرقابة والإنغلاق في المستقبل.
يتحدث دونالد ترامب باستمرار عن أنه هو الرجل الذي سيعيد إلى أمريكا عظمتها المفقودة. أمر سيتحقق حسب رأيه إذا ما حكم أمريكا رجل قوي ليس من أصول أجنبية. وخططه الرئيسية في ذلك هي منع دخول المسلمين إلى البلاد وتوجيه الشتم لقضاة من أصول مكسيكية إلى جانب تصريحات متعصبة ضد النساء.
ترامب - ديموغاجي موهوب
سيعرف الديماغوجي الموهوب كيفية استثمار حمام دم فلوريدا المروع لصالحه. فالهجمات الإرهابية تضع دائما المجتمعات المنفتحة أمام تحديات صعبة. وغالبا ما تطرح أسئلة معقدة بهذا الشأن، مثلا: إلى أي مدى نقدر أهمية الحرية التي ننعم بها؟ أو إلى أي مدى يمكننا النضال من أجل الحفاظ على انفنتاح مجتمعاتنا؟. إن مشاعر الكراهية والإنتقام التي تثيرها الهجمات الإرهابية تجعل الالتزام بالهدوء والاتزان أمرا صعبا بالنسبة للسياسيين والشعوب. وقد يكون الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند قد نجح في ذلك بعد هجمات باريس.
فخ الإرهابيين
لكن الأمر يختلف في الولايات المتحدة الأمريكية، فالبلد يعيش حاليا على حمى حملة انتخابية لم يشهد العالم مثيلا لها من قبل. والسؤال المطروح الآن هو هل ستقع أمريكا عام 2016 في الفخ الذي نصبه الإرهابيون لها فتنزلق إلى دولة "اللاحرية" التي يأمل المسلمون المتطرفون في تحقيقها؟ أم أنها ستواصل الدفاع عن الحلم الأمريكي؟ وهو الحلم الذي تم بناؤه على أسس المجتمع المنفتح على الهجرة. ورغم ذلك يمكن القول إن هناك فرصا كبيرة للتغلب على مشاعر الغضب العمياء.
دير شبيجل:داعش تقتل المدنيين الهاربين من الفلوجة
أطلق تنظيم داعش النار على مدنيين كانوا يحاولون الفرار من مدينة الفلوجة العراقية ما أدى إلى مقتل 18 شخصا بينهم نساء وأطفال وإصابة عشرات آخرين بجروح، بحسب ما أفاد ناجون ومصدر أمني اول امس. وأكد عدد من الأهالي الهاربين لذين وصلوا إلى معسكرات للنازحين في جنوب المدينة مقتل عدد من سكان الفلوجة خلال محاولتهم الفرار عبر نهر الفرات.
ويستخدم التنظيم المتطرف المدنيين دروعا بشرية للدفاع عن معقله في الفلوجة منذ بدء القوات العراقية هجومها في 22 مايو لاستعادة المدينة، كما أطلق النار مرارا على المدنيين الذين كانوا يحاولون الفرار. بدوره، قال أحمد الغنيم من عشيرة البوصالح لفرانس برس إن: "العائلات دفعت مئة دولار عن كل فرد لمهرب من عناصر التنظيم ليساعدهم على تجاوز العبوات الناسفة والألغام".
وأضاف: "خرج أقاربي سيرا لمسافة ستة كيلومترات مع عشرات الأشخاص أغلبهم نساء وأطفال، وعند وصولهم إلى مقربة من القوات الأمنية العراقية، وصل مسلحون على دراجات نارية وفتحوا النار بشكل مباشر" على المدنيين. وتابع: "هرب البعض ورمى بنفسه في نهر صغير، في حين حاول آخرون الاختباء في منزل مجاور، لكنه كان ملغما وانفجر بهم فور دخولهم إليه". وأضاف الغنيم: "بعض الناجين أجبروا على العودة إلى داخل الفلوجة، بينهم 17 جريحا اقتادهم داعش إلى المستشفى".
وذكر أحد العاملين في مخيم للنازحين في منطقة عامرية الفلوجة (جنوب غرب) أن "عناصر داعش هربوا عددا كبيرا من عائلاتهم إلى خارج الفلوجة، لكنهم أبقوا الآخرين كدروع بشرية". وأضاف: "لدينا في المخيم أطفال وزوجات قياديين في داعش لكننا نعاملهم بإنسانية".
وتابع أن "محاولات الأسر للفرار مستمرة، آخرها السبت عندما أطلق "داعش" النار على عدد منها وهي تحاول الوصول إلى الممرات الآمنة التي وفرتها قوات الأمن من الجهة الجنوبية، وأجبروهم على العودة". وتعرض أفراد عدد من الأسر التي حاولت الفرار إلى الجلد من قبل عناصر التنظيم الذي أجبروهم على التعهد بعدم الفرار مجددا. وأشار البوحاتم إلى أن "داعش يعتبر المدنيين من أهالي الفلوجة أخطر عليه من الجيش لأنه يعتبرهم مصدر معلومات للقوات الأمنية".
دويتشه فيله: واشنطن:داعش يواجه صعوبات في دفع الرواتب
قال مسؤول رفيع في الخزانة الأميركية إن تنظيم "الدولة الإسلامية" يواجه صعوبات في دفع رواتب مقاتليه واضطر إلى فرض ضرائب جديدة تعويضا عن خسائر ناجمة عن قصف التحالف الدولي.
قال دانيال غلاسر مساعد الوزير المكلف بمكافحة تمويل الإرهاب في الولايات المتحدة الأمريكية أمس الخميس (التاسع من يونيو 2016) "عندما نتلقى معلومات حول عدم قدرة التنظيم على دفع رواتب المقاتلين ومحاولته التعويض من مصادر أخرى للدخل، نعلم حينها أننا نضربه في المكان المؤلم".
وأدت عمليات القصف منذ أغسطس 2014 بقيادة الولايات المتحدة إلى "اضطراب" في إنتاج حقول النفط التي سيطر عليها التنظيم المتطرف في العراق حيث بلغت عائداته نحو "500 مليون دولار" العام 2015، أي نصف إيراداته الإجمالية وفقا لغلاسر. وتابع المسؤول خلال جلسة استماع أمام إحدى لجان الكونغرس "رغم صعوبة تحديدها، فإن الضربات حدت بلا شك من قدرة التنظيم على إنتاج وبيع النفط وجني الإرباح كما كان الأمر في السابق".
وأضاف أن الغارات الجوية الأخيرة استهدفت أيضا مخابئ الاحتياطي النقدي، ما أدى إلى حرمان التنظيم المتطرف من أكثر 100 مليون دولار. ولتعويض النقص، بدأ التنظيم الجهادي الذي يسيطر على مساحات واسعة من الأراضي في سوريا والعراق في شباط / فبراير فرض ضرائب على السكان الأكثر فقرا بعد أن كانوا معفيين منها، كما لجأ إلى مزيد من عمليات "الابتزاز" لتمويل نشاطاته، بحسب غلاسر. وقد أظهرت دراسة نشرها في منتصف نيسان/ أبريل مكتب "اي اتش اس جاين" الاتجاه نفسه، مشيرة إلى أن إيرادات المجموعة الجهادية انخفضت بنسبة 30% منذ العام الماضي.