مجمع الأرثوذكس الكبير: "العلمانية هي الحل لنجاة مسيحيي الشرق"

الإثنين 27/يونيو/2016 - 11:52 ص
طباعة مجمع الأرثوذكس الكبير:
 
منذ أكثر من عشرة قرون لم ينعقد مجمع للكنائس الأرثوذكسية- أي التي تعتقد بطبيعة واحدة للمسيح وبأنها صاحبة العقيدة المستقيمة الصحيحة- ولكن في ظلال هذه الحالة المتردية من وضع المسيحية الشرقية التي يمثل الأرثوذكس العدد الاكبر منها  دعا المجمع الارثوذكسي الكبير المقدس إلى الانعقاد وانعقد بالفعل  للمرة الاولى من نحو الف عام بجزيرة كريت باليونان، وطالب المجمع في بيانه الختامي بحماية الأقليات الدينية في الشرق الأوسط، محذرًا في الوقت نفسه من "المعضلات الأخلاقية" الناجمة عن التقدم العلمي السريع.
وقال في ختام أعماله اليوم، بعد أسبوع من المناقشات في جزيرة كريت اليونانية: إن "الكنيسة الأرثوذكسية قلقة، خصوصًا إزاء أوضاع المسيحيين والأقليات العرقية والدينية المضطهدة الأخرى في الشرق الأوسط". وناشد "الحكومات في تلك المنطقة حماية السكان الأرثوذكس وغيرهم من المسيحيين الذين يعيشون في مهد المسيحية".
وتخللت المجمع الذي شارك في أعماله نحو عشر كنائس من مختلف أنحاء العالم، مناقشات حول قضايا الزواج والصوم وتمثيل موحد في أبرشيات في بلدان، مثل الولايات المتحدة وأستراليا. ومع ذلك، تعرضت وحدة الأرثوذكس للتقويض؛ بسبب غياب بطريرك موسكو وعموم الروسيا كيريل الذي يمثل 130 مليونا من المؤمنين، أي نصف الأرثوذكس في العالم. كذلك تغيبت كنيستا بلغاريا وجورجيا، إضافة إلى كنيسة أنطاكيا- سوريا- التي بقيت بعيدة؛ بسبب خلاف مع بطريركية القدس حول تعيين أسقف في قطر.
إلى ذلك، كان الموضوع الرئيسي في المجمع "العواقب السلبية للتقدم العلمي"، مع إعراب البطاركة عن قلقهم إزاء "المعضلات الأخلاقية" الناجمة عن التقدم السريع في مجال علم الوراثة والتكنولوجيا الحيوية. واعتبروا أن "الإنسان يجري اختبارات أكثر من أي وقت حول طبيعته الخاصة، بطريقة متطرفة وخطيرة. إنه يتعرض لخطر تحوله آلة بيولوجية، أو جهازًا ميكانيكيًّا للفكر المسيطر عليه".
كذلك، شجعت الكنائس على العمل في شكل وثيق و"تعزيز التآزر" مع الدول العلمانية. باعتبار أن العلمانية تتيح حرية الاعتقاد وتوفر الأمان للأقليات. 
وكان آخر مجمع مقدس انعقد العام 1054، عندما انقسمت المسيحية بين الكاثوليكية- تعني الكنيسة الغربية الجامعة- والأرثوذكسية، فيما يسمى "الانشقاق الكبير". وتطلب العمل على تفاصيل المجمع الجديد أكثر من 50 عاماً. ويبلغ عدد الأرثوذكس نحو 250 مليوناً في جميع أنحاء العالم يتبعون 14 كنيسة مستقلة.

شارك