اليمن يسقط في دائرة الصراع المذهبي وسط توقعات باستمرار نزيف "الدم"
الجمعة 10/أكتوبر/2014 - 11:32 ص
طباعة

تستمر الأزمة اليمينة، فى ظل عدم تغير الأوضاع على الأرض نحو الاستقرار، وبالرغم من تكليف الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، لمدير مكتبة احمد عوض بن مبارك بتشكيل الحكومة ، ثم اعتذار "بن مبارك" عقب خطاب لزعيم الحوثيين بد الملك الحوثي ، ومع تفجيرات القاعدة في عددا من المحافظات اليمنية، أصبح اليمن اليوم علي موعد مع تفجيرات جديدة قد تؤدي الي مزيدا من سقوط الضحايا.
تفجيرات ميدان التحرير

عقب دعوة عبد الملك الحوثي انصاره مناجل التظاهر في ميدان التحرير ، اليوم الخميس وغدا الجمعة، وقع تفجير صباح اليوم في الميدان ادي الي مقتل واصابة أكثر من 130 متظاهر بسب تفجير انتحاري بحزام ناسف
ومن جهته قال عضو المكتب السياسي لجماعة «أنصار الله»، على القحوم،: إن الانتحاري لم يتمكن من الدخول إلى وسط المظاهرة، وإنه فجر الحزام الناسف في الحاجز الأمني الذي وضعه الحوثيون لحماية الاحتجاجات، مما أدى إلى فشل الانتحاري في الدخول وسط المتظاهرين، مؤكدا أن هذا العمل لن يثني الجماعة من السير في تحقيق مطالبها.
ويعد تفجير ميدان التحرير أكبر هجوم انتحاري في صنعاء منذ الهجوم الذي استهدف تمريناً على عرض عسكري في مايو 2012 ونفذه تنظيم القاعدة.
وفي مؤشر واضح على اعتزام «القاعدة» حشد أنصاره لقتال الحوثيين، دعا التنظيم، قبل نحو أسبوعين، «أهل السُنَّة» إلى حمل السلاح «وأن يسلكوا سبيل الكفاح لمواجهة الحوثي»، وتوعّد فيه بـ«انتصارات قريبة تشفي الصدور وتريح القلوب».
دعوة «القاعدة» إلى «رفع راية الجهاد ضد الحوثيين» ليست جديدة، فغالباً ما برّر التنظيم عملياته التي استهدفت معسكرات للجيش والأمن في عدد من المحافظات الجنوبية بأنها «تستهدف الروافض في الجيش اليمني الذين أرسلهم الحوثيون لقتال أهل السنّة في تلك المحافظات»
القاعدة تستهدف الجيش اليمني

كذلك قتل واصيب 32 جنديا في هجوم انتحاري نفذه تنظيم القاعدة ضد نقطة تفتيش في ضواحي مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت بجنوب شرق اليمن، حسبما أفاد مصدر عسكري.
وقال المصدر إن "سيارة مفخخة يقودها انتحاري من تنظيم القاعدة انفجرت عند نقطة تفتيش للجيش في منطقة الغبر بلدة بروم على المدخل الغربي لمدينة المكلا مما أدى إلى مقتل عشرة جنود بالإضافة إلى تدمير دبابة وعربتين".
وأوضح المصدر لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن الهجوم الإرهابي أدى إلى استشهاد 19 جنديا وجرح 13 آخرين ومصرع العديد من تلك العناصر الإرهابية.
وأيضا قام محافظ حضرموت خالد الديني ومعه نائب وزير الداخلية اللواء علي ناصر لخشع ومساعد وزير الدفاع للموارد البشرية اللواء الركن عبد القادر العمودي وقائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن محسن قاسم ناصر، بزيارة موقع العملية الإجرامية الغادرة.
كما قتل عشرة عناصر من الشرطة على الاقل في سلسلة هجمات، بينها هجوم انتحاري، نسبت الى تنظيم القاعدة ووقعت فجر الاربعاء في مدينة البيضاء في وسط اليمن، بحسب حصيلة للمستشفى الرئيسي في المدينة.
وشنت مجموعات مسلحة من القاعدة خلال ساعات الفجر الاولى عدة هجمات استهدفت مقر قوات الامن الخاصة ومقر شرطة المرور وحاجزي تفتيش تابعين للجيش، بحسب مصادر محلية وأمنية.
وشن شخص يعرف باسم ابو دجانة اللحجي هجوما انتحاريا بسيارة مفخخة استهدف مقر قوات الامن الخاصة، ما اسفر عن مقتل تسعة من عناصر هذا الجهاز بحسب مصادر من اجهزة الامن.
ونشر تنظيم القاعدة في اليمن تسجيلا مصورا على الإنترنت يصور إعدام 14 جنديا قال إنهم من الشيعة "الروافض".
ويظهر التسجيل، الذي نشر على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي ونقله موقع "سايت" الذي يتابع مواقع المتشددين، أشخاصا ملثمين يوقفون حافلة في مدينة شبام اليمنية في شرق البلاد ويجبرون عددا من الركاب على الخروج منها والاستلقاء على بطونهم.
كما شهد مدينة السدة بمحافظة إب توترا شديدا بين مسلحين موالون لجماعة الحوثي واخرون ينتمون لتنظيم القاعدة.
وأشارت المصادر الى أن مسلحين من تنظيم القاعدة الذين يقودهم القيادي مأمون حاتم استشعروا الخطر على المدينة وعمدوا الى الانتشار في المدينة بحثا عن مسلحي الحوثي الذين غادروا المدينة بعد دخول مسلحي القاعدة. وأكدت المصادر أن الوضع مرشح للانفجار في أية لحظة.
تحركات قبلية

بدأت قبائل مذحج وغيرها من المكونات اليمنية تتحرك باتجاه مأرب والجوف وذمار وفق خطة الكماشة لمواجهة المد الحوثي المدعوم من الخارج والذي يسعى إلى زرع الفتن والصراعات في أوساط المجتمع اليمني الواحد وتمزيقه إلى دويلات بعد أكثر من عشرين عاما من الالتئام للأسرة الواحدة.
وقالت صحيفة عكاظ السعودية: إن التحرك الذي بدأت به قبائل مذحج وقبائل أخرى في محافظات تعز وإب تشير إلى أن أيام الحوثي باتت معدودة ولا مكان لليأس في أوساط الذين ثاروا واستنهضوا كل أبنائهم لمكافحة هذا المرض السرطاني.
وأوضحت أن هذه الصحوة للقبائل اليمنية -المشهود لها وعلى مر العصور بالقضاء على التمدد الفئوي القادم من صعدة والذي دائما ولأكثر من 18 مرة يقوم بنهب صنعاء، ولكن هذه القبائل تواجهه وتجبره على التقهقر ليعود إلى جبال مران مرة أخرى يلملم جراحه لسنوات عديدة ثم يعاود الكرة- بحاجة ماسة وسريعة لدعم دولي منقطع النظير يتمثل في إسناد جوي خاصة أن اليمن قد وضع تحت البند السابع في ميثاق الأمم المتحدة متى استدعى الأمر، لكن ما تمر به صنعاء هذه الأيام ومساعي الحوثي لعرقلة اتفاقية السلم والشراكة والاعتراض على رئيس الحكومة ولا يستبعد أن يرفض الانسحاب من المؤسسات التي يسيطر عليها منذ أكثر من أسبوعين خاصة أن الاتفاق يجبره على الانسحاب فور إعلان الرئيس عبد ربه منصور هادي تسمية رئيس الحكومة.
موقف سلبي من الرئيس

وجاء رد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، علي تفجيرات ميدان التحرير وتوغل تنظيم انصار الشريعة- ذراع تنظيم القاعدة في اليمن- سلبيا وحمل الرئيس اليمني الدول العشر الداعمة والراعية للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة مسؤولية أمن واستقرار اليمن.
جاء ذلك خلال لقاء هادي بسفراء الدول العشر، الخميس، حيث أكد على ضرورة تحمل تلك الدول مسؤوليتها إزاء أمن واستقرار اليمن.
وقالت وكالة "سبأ" الحكومية، إنّ الرئيس هادي وضع السفراء في "صورة الأوضاع الراهنة وما تسببه من خطورة على الأمن والاستقرار والسكينة العامة للمجتمع".
وقبل الرئيس هادي اعتذار الدكتور أحمد عوض بن مبارك عن تشكيل الحكومية، مؤكداً على ضرورة التنازل لبعضنا البعض بما يكفل التحديات الماثلة والظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.
وقال هادي: "إنّ الوضع الاقتصادي والسياسي والأمني لا يسمح باستمرار هذا النهج وعلى الجميع تحكيم العقل والمنطق وبموضوعية مطلقة وتغليب مصلحة الوطن العليا بدلا من زعزعة أمنه واستقراره وتهديد أمنه الاجتماعي".
وحمّل هادي الدول العشر مسؤولية أمن واستقرار اليمن والعمل "من أجل استكمال ما تبقى من شروط المرحلة الانتقالية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل ووثيقة السلم والشراكة الوطنية المبنية على أساس مخرجات الحوار الوطني".
كما أدان هادي في لقائه مع السفراء، الهجوم التفجيري الذي استهدف حشداً لجماعة الحوثي في ميدان التحرير بالعاصمة صنعاء، والذي أودى بحياة 43 شخصا، وأصاب العشرات.
المشهد الأن

فيما يبدو أن النار التي اشتعلت في اليمن لن تتوقف وسوف تحصد الالاف من ارواح الابرياء بينما اهل السياسية والسلطة في قصورهم الامنة ، ينظرون الي الدماء بالارتياح.
وبات من المؤكد اقتراب موعد المواجهات بين مسلحي جماعة «أنصار الله» (الحوثيين) ومسلحي تنظيم «القاعدة»، في ظل رئيس ضعيف لا يقدر ان يدير دولة بحجم اليمن، خصوصاً بعد تبادل الطرفين للتهديدات، وتحديد زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي محافظتي مأرب والبيضاء هدفاً مقبلاً لخوض المعركة الفاصلة بين جماعته والتنظيم.
ومع تحرك القبائل اليمنية في محافظات اخري وتراجع قوة الجيش والاجهزة اليمنية، اصبح مستقبل اليمن مظلم، ولا يلوح أي حل سريع للأوضاع في الافق بل ان الامور تتجه الي التعقيد والصراع وارتفاع فاتورة الدماء والارواح.