الإرهاب الأسود الذي لا يراعي الحرمات يضرب الحرم النبوي بالسعودية
الثلاثاء 05/يوليو/2016 - 11:53 ص
طباعة

من يقتل ويستبيح الدماء بدون ذنب لا يتورع عن ارتكاب الحرمات وانتهاك المقدسات.. وهذا ما فعله الإرهاب الأسود في المملكة العربية السعودية يوم الاثنين 4-7-2016م والذي لم يراعِ الحرمات وضَرَب الحرم النبوي الشريف في انفجار انتحاري في موقف سيارات قوات الطوارئ قرب الحرم النبوي من الجهة الجنوبية؛ حيث يوجد المقر الرئيسي للمحكمة الشرعية في المدينة المنورة.

وصرح المتحدث الأمني لوزارة الداخلية بأنه "مع حلول صلاة مغرب اليوم الاثنين الموافق 29 / 9 / 1437 هـ، بالمدينة المنورة، اشتبه رجال الأمن في أحد الأشخاص أثناء توجهه إلى المسجد النبوي الشّريف عبر أرض فضاء تستخدم كمواقف لسيارات الزوار، وعند مبادرتهم في اعتراضه قام بتفجير نفسه بحزام ناسف مما نتج عنه مقتله، واستشهاد 4 من رجال الأمن، تغمدهم الله بواسع رحمته وتقبلهم في الشهداء، وإصابة 5 آخرين من رجال الأمن شفاهم الله كما وقع عند مغرب اليوم نفسه وبالقرب من أحد المساجد المجاورة لسوق مياس في محافظة القطيف، تفجير انتحاري وتم العثور على أشلاء بشرية لثلاثة أشخاص يجري التحقق منها".
وقد توالت الإدانات العربية للتفجير قرب الحرم النبوي؛ حيث أعربت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عن إدانتها الشديدة لحوادث التفجيرات الانتحارية ووصف الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني هذه التفجيرات الإرهابية بأنها جرائم مروعة تتنافى مع كافة القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية، وتبرهن بأن الإرهاب آفة خطيرة ينبغي أن تتضافر كل الجهود من أجل القضاء عليها وتخليص المجتمعات من شرورها، مؤكدا وقوف دول مجلس التعاون ومساندتها لكل ما تتخذه المملكة العربية السعودية من إجراءات لحماية أمنها واستقرارها، والحفاظ على أمن وسلامة زوار الأماكن المقدسة.

وأعلنت الإمارات عن إدانتها الشديدة "للهجمات الإرهابية الخسيسة التي طالت جدة والقطيف ومحيط المسجد النبوي الشريف في المدينة المنور".
وقال الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي: "إننا نقف صفًّا واحدًا مع اشقائنا في المملكة العربية السعودية في تصديهم للإرهاب المجرم الذي يستهدف الترويع والتكفير والفتنة ووقوف دولة الإمارات وتضامنها التام مع قيادة وشعب المملكة العربية السعودية الشقيقة في اتخاذ كل الإجراءات لاستئصال خطر الإرهاب الذي يهدف لزعزعة الامن والامان في المملكة العربية السعودية ولا يراعي حرمة هذا الشهر الفضيل وقدسية المسجد النبوي الشريف وأماكن العبادة الأخرى التي يستهدفها بجرائم".
وأكد أن "استقرار المملكة العربية السعودية هو الركن الأساسي في استقرار دولة الإمارات ومنطقة الخليج العربية ومن هذا المنطلق فاننا نرى في هذه الجرائم استهدافا للإمارات ومدنها وشعبها وأننا على ثقة بأن القيادة السعودية ستتمكن من القضاء على تهديد الإرهاب بكل أبعاده وأشكاله، وأن هذه الفئة الضالة لن تنجح في مساعيها الإجرامية أمام التكاتف والتلاحم الوطني الذي يدرك عبس مقصدها ودموية جرائمها وضلال دعوتها، وأن ديننا الإسلامي براء من هذا الفكر المتطرف الشاذ الذي لا يمت بصلة للإسلام وتقاليدنا وتاريخنا".
واختتم تصريحه مشددًا على أن "ملف الإرهاب الذي نواجهه جميعًا يتطلب منا التعاون والتنسيق والمثابرة، وأن هذه الجرائم التي تستهدف المملكة العربية السعودية الشقيقة وغيرها من دولنا لن تزيدنا إلا عزمًا وإصرارًا على التصدي الحازم لها بكل قوة ولمن يسعى للعبث بديننا الحنيف وقيمه الإنسانية الحضارية وأمننا واستقرارنا".

بدوره، أدان أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية بأشد العبارات، التفجيرات الإرهابية التي وقعت اليوم في السعودية، مقدما خالص تعازيه لخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولحكومة وشعب المملكة، وأيضا إلى عائلات الضحايا الأبرياء.
وأشار الأمين العام إلى أن "هذه التفجيرات المشينة تأتي لتؤكد مرة أخرى أن الإرهاب ليس له دين أو وطن، خاصة أن من قاموا بهذه الجرائم الشنيعة لم يراعوا حرمة شهر رمضان الكريم أو حرمة المقدسات"، مجددًا في هذا الإطار "الموقف الثابت والقوي لجامعة الدول العربية من إدانة الإرهاب في كافة صوره ومظاهره ومثل هذه العمليات الإرهابية تعيد تسليط الضوء على ضرورة العمل لتكثيف الجهود على المستوى العربي والإسلامي والدولي لمواجهة الخطر المستشري للإرهاب من خلال اتخاذ مجموعة من الإجراءات المشتركة السريعة والقوية للقضاء على هذه الظاهرة بشكل تام، وبما يضمن إعادة كامل الأمن والاستقرار إلى كافة الدول العربية، وإن مثل هذه الأفعال الإجرامية إنما يجب أن توضح لشباب الأمة ضرورة التنبه لمخاطر الفكر المتطرف الذي يسهل الانزلاق إلى العنف والإرهاب، وهو ما يحتم لفظه من البداية درءا لمخاطره وأضراره الجسيمة".
من جهتها، أكدت الحكومة الأردنية وقوفها الكامل وتضامنها مع السعودية في مواجهة الإرهاب الأعمى الذي يستهدف أمنها واستقرارها.

وعبّر وزير الدولة لشئون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني عن إدانة الأردن واستنكاره الشديدين للحادث الإرهابي الجبان الذي استهدف جوار الحرم النبوي الشريف وكذلك التفجيرات الإرهابية في مدينة القطيف قائلًا: إن "الجريمة البشعة التي استهدفت الآمنين العابدين من مختلف أنحاء العالم في أماكن العبادة في الوقت الذي يستعد فيه العالم الإسلامي للاحتفال بعيد الفطر المبارك دليل على ظلامية قوى الشر التي تستهدف الأمة العربية والإسلامية وضرورة تضافر الجهود العربية والإسلامية والدولية في مواجهة الإرهاب وقوى الظلام التي تستبيح الآمنين في كل مكان في المنطقة والعالم.
كما بعث العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني برقية إلى خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، دان خلالها بشدة التفجيرات الإرهابية. وأعرب الملك عبدالله عن غضبه وإدانته الشديدين لمثل هذه الأعمال الإرهابية الإجرامية الجبانة، مؤكدًا تضامن الأردن الكامل مع المملكة العربية السعودية وقيادتها وشعبها الشقيق في التصدي لجميع أشكال الإرهاب.
في سياق متصل، أدانت مملكة البحرين بشدة العمل الإرهابي الذي وقع اليوم بالمدينة المنورة، معربةً عن استنكارها البالغ لهذا "العمل الإرهابي الدنيء الذي طال الأراضي المقدسة، وتعدى على المكانة الجليلة التي تحظى بها هذه البقعة المباركة لدى جميع المسلمين". كما نددت البحرين "بالتفجير الإرهابي الذي استهدف مسجداُ بمحافظة القطيف والذي يتنافى مع كافة المبادئ الأخلاقية والإنسانية".

وأكدت البحرين تقديرها البالغ للجهود الضخمة التي تبذلها السعودية لأجل تعزيز أمن واستقرار الدول العربية والإسلامية وإسهاماتها الفاعلة والدؤوبة في مواجهة مختلف الأزمات التي تواجه المجتمع الدولي والوصول لمستقبل أكثر امنًا للبشرية. وجددت "موقفها الراسخ الداعم للمملكة العربية السعودية وتأييدها في كل ما تتخذه من إجراءات لردع كل من يحاول العبث بأمن المملكة أو إثارة الفرقة والفتنة بين أبنائها، ودعم كافة جهودها الرامية إلى ترسيخ الأمن وبسط الاستقرار في جميع أنحاء المملكة باعتبار أن ذلك ضمانة مهمة ولازمة لكي يسود الأمن مختلف أرجاء المنطقة والعالم، مطالبة بتضافر الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى القضاء على ظاهرة الإرهاب بكافة صورها وأشكالها وتجفيف منابع تمويلها وأن مثل هذه الأعمال الإجرامية التي تتنافى مع كافة الشرائع السماوية لن تؤثر أبدًا على ابناء الشعب السعودي المتماسك، ولن تنجح مطلقًا في زعزعة استقراره ووحدة صفه وتكاتفه خلف القيادة الحكيمة".
وأدانت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية بأشد العبارات، الهجمات الإرهابية التي وقعت بالقرب من الحرم النبوى الشريف ومسجد في مدينة القطيف شرق السعودية، وأسفر عن استشهاد أربعة من رجال الأمن.
وأكد بيان وزارة الخارجية على أن "الإرهاب الغاشم والخسيس أبى أن ينتهي شهر رمضان المبارك بكل ما يحمله من معاني الرحمة والعبادة والتجرد، دون أن يطل بوجهة القبيح في أطهر وأقدس الأماكن، ليؤكد مجددا على أنه لا يعرف دينا أو عقيدة أو أي معنا من معاني الإنسانية". وجدد بيان وزارة الخارجية الدعوة إلى تضافر الجهود الدولية لمكافحة ظاهرة الإرهاب واجتثاثها من جذورها ووقف مصادر تمويلها ومعالجة الأسباب المؤدية لها.

الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر
كما أدان الأزهر الشريف بشدة التفجيرات الإرهابية التي تعرضت لها المملكة العربية السعودية. وجدد تأكيده على حرمة إراقة دماء الآمنين والأبرياء، وحرمة بيوت الله وخاصة المسجد النبوي الشريف الذي له المكانة العظيمة في قلوب المسلمين جميعاً، منددًا بمحاولات الإرهابيين والمتطرفين الزج بالمساجد في صراعاتهم، والوصول من خلال الاعتداء عليها لمآربهم وأفكارهم الخبيثة، خاصة في هذه الأيام الكريمة، التي توافق احتفال المسلمين بعيد الفطر المبارك في شتى بقاع الأرض.
كما أكد الأزهر وقوفه إلى جانب المملكة العربية السعودية في محاربة الإرهاب، والتصدي له حتى القضاء عليه واقتلاعه من جذوره، مطالبًا جميع الدول والمنظمات الإقليمية والدولية بالوقوف صفًّا واحدًا ضد الإرهاب ومحاصرته في كل مكان.
وأدان وزير العدل اللبناني المستقيل أشرف ريفي الاعتداءات الإرهابية التي تعرضت لها السعودية. وقال في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي اليوم: "إن هذه الأعمال الإجرامية، تثبت أن الإسلام المعتدل هو الهدف الأول للإرهاب الأعمى والمشبوه، الذي يشكل الوجه الآخر للاستبداد، ولمشاريع الفتن المذهبية".
وشدد ريفي على ضرورة مكافحة ظاهرة الإرهاب، التي يتم تجنيدها وتوظيفها، من قبل جهات تعمل على تشويه صورة الإسلام، كما على تفتيت المنطقة والسيطرة عليها، مشيدًا بالمملكة العربية السعودية، التي تقوم بدور ريادي في مكافحة الإرهاب.

وأعرب مجلس حكماء المسلمين عن إدانته الشديدة للتفجيرين الإرهابيين الذين وقعا قرب الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة ومسجد في القطيف شرق المملكة.
وأكد مجلس الحكماء برئاسة فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين في بيان رسمي له أن مرتكبي هذه التفجيرات الإرهابية الخسيسة الذين استحلوا دماء الأبرياء وانتهكوا حرمات الله بلا أخلاق ولا ضمير إنسانيًّا ولا وازع دينيًّا يردعهم عن الاجتراء على قتل النفس البشرية البريئة وتفجير أشرف بقاع الأرض ..فأي دين وأي خلق وأي ضمير إنساني يجعلهم يفجرون أنفسهم في أبرياء عزل ومتعبدين في بيوت الله الآمنة ..موضحًا أن الساعين في تخريب الحرم النبوي الشريف وسائر بيوت الله -عز وجل- توعدهم الله بالخزي في الدنيا والعذاب العظيم.
وشدد البيان على ضرورة تنسيق الجهود والمساعي الدولية للتصدي بكل قوة وحسم لهذه الفرق الضالة الباغية التي تعيث في الأرض فساداً وتهدد بفعلتها النكراء أمن واستقرار مقدساتنا وبلداننا العربية والإسلامية بل والسلام العالمي الذي تنشده الإنسانية جمعاء.
وأعربت منظمة التعاون الإسلامي عن إدانتها واستنكارها البالغ للأعمال الإرهابية التي وقعت في جدة، وتفجيرين قرب مسجد في القطيف، والنقطة الأمنية قرب المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة، وذهب ضحيتها عدد من رجال الأمن.

الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، إياد أمين مدني
واعتبر الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، إياد أمين مدني، أن الذين قاموا بهذه الأعمال وخططوا لها، ودعموها إنما ينفذون توجها تآمريّا، ومخططًا يائسًا يعمل على زعزعة الأمن والاستقرار في المملكة الذي هو حجر الأساس في أمن واستقرار المنطقة والعالم الإسلامي.
وأضاف مدني أنه لا يمكن لمسلم يصح إسلامه، أن يصبح إرهابيا يقتل نفسه ويقتل الأبرياء معه، وأن يقدم فوق ذلك على انتهاك حرمة شهر رمضان المبارك، وحرمة مدينة الرسول ومسجده عليه الصلاة والسلام؛ بل لا يمكن لإنسان سوي أن يصبح نكرة لإنسانيته وعقله وضميره على نحو ما يفعله من تم تسخيرهم كأدوات في مخططات التضليل والتطرف والعنف والإرهاب.
وأعرب الناطق باسم وزارة الخارجية في سلطنة عمان عن الإدانة الشديدة للتفجيرين الإرهابيين. وقال الناطق إن "هذه الأعمال الإجرامية الشريرة التي استهدفت الأبرياء في الحرم النبوي الشريف والمصلين الآمنين في مسجد بالقطيف في هذا الشهر الفضيل، لتؤكد أن الإرهاب لا دين ولا هدف ولا إنسانية له غير قتل الأبرياء وإلحاق الأذى بالآخرين الأمر الذي يتنافى مع كل الشرائع والأعراف الإنسانية".
أعربت قطر عن إدانتها للتفجيرات الإرهابية التي شهدتها المملكة العربية السعودية. وأكدت وزارة الخارجية في بيان لها إدانة دولة قطر الشديدة لهذه الأعمال الإجرامية الجبانة التي تتنافى مع كافة القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية والتعاليم الإسلامية السمحة، مشددة على حرمة الدماء وحرمة بيوت الله.

سفير الولايات المتحدة الأميريكية لدى المملكة جوزيف ويستفول
وأعرب سفير الولايات المتحدة الأميريكية لدى المملكة جوزيف ويستفول عن استنكاره للهجمات الإرهابية التيي وقعت اليوم في محافظتي جدة، والقطيف، ومنطقة المدينة المنورة.
وقال في بيان صحفي: "بينما يستعد المسلمون في جميع أنحاء العالم للاحتفال بحلول عيد الفطر المبارك، نشعر بالكثير من الحزن، تجاه هذه الهجمات الإرهابية، ولمن أصيبوا أو قتلوا في فيها في جدة والقطيف والمدينة المنورة". وأكد أن الذين يسعون لتحويل هذا الوقت المقدس إلى مناسبة للكراهية وسفك الدماء يستحقون من الجميع أشد عبارات الشجب والاستنكار.
وأكدت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء في السعودية أن "الحوادث الإرهابية الفاشلة التي استهدفت مواقع في جدة والقطيف ثم في حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم، تؤكد أن هؤلاء الخوارج المارقين من الدين، والخارجين على جماعة المسلمين وإمامهم؛ قد تجاوزوا كل الحرمات، فلا يرعون حرما ولا حرمة، وليس لهم دين ولا ذمة".
وتابعت: "وفيهم يصدق قول النبي صلى الله عليه وسلم :(سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية، يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أَجْرًا لمن قتلهم عند الله يوم القيامة)".
وأسلافهم خرجوا على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكفروهم، بل وصل بهم الأمر إلى قتل الخليفتين الراشدين عثمان وعلى رضي الله عنهما، وهذا يُبين أن إجرامهم لا يقف عند حد. ولا يزال لهم خلوف عبر الأزمان، كما أخبر عن ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (كلما خرج قرن قطع).
ومن سوء تدبيرهم استهداف حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واستهداف رجال يخدمون زوار مسجده عليه الصلاة والسلام، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (المدينة حرم فمن أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والنَّاس أجمعين). فلعنة الله حاقة بهم، وسخطه نازل عليهم، ومكرهم السيئ مرد لهم في سوء تدبيرهم، وهم هلكى بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: (هلك المتنطعون، هلك المتنطعون، هلك المتنطعون). وهم من جهة أخرى شبكة إجرامية عميلة دنيئة دسيسة على الإسلام وأهله، بل هم عدو صريح للإسلام والمسلمين، وهم شذاذ في الآفاق يحاولون أن يحدثوا خرابًا هنا وخرابًا هناك:(ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله).
وتؤكد الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء: أن هؤلاء المارقين من الدين الخارجين على جماعة المسمين وإمامهم لن يحدثوا أثرا في مجتمع وقف وقفة واحدة خلف قيادته وولاة أمره، وكلهم حراس للعقيدة، حماة للديار، غيارى على حرمات الدين ومكتسبات الوطن. وهذه البلاد بقيادتها وشعبها لن تهتز- بإذن الله - من أي نوع من أنواع التهديد والابتزاز الذي يحاول النيل من ثوابتها وسياستها وسيادتها.
ونؤكد: ما يؤكده ولاة أمرنا حفظهم الله، أن المواطن والمقيم هو رجل الأمن الأول؛ فكل من اطلع على موقف مشبوه أو شخص مشتبه به؛ فيجب الإبلاغ عنه فوراً، حماية للأهل والوطن، وليهنأ المسلمون في هذه البلاد مواطنين ومقيمين بدينهم وأمنهم، ولتهنأ الدولة - أيدها الله - برجالها الفضلاء وجنودها البواسل المخلصين، ولتطمئن الأمة إلى وعي ولاة الأمور ويقظتهم الذين عرفوا بالقوة والحزم. فالحمدلله على نعمه التي لا تحصى، كما نسأله سبحانه أن يمد الساهرين على أمننا وراحتنا بعونه وتوفيقه، وأن ينصرهم على كل مفسد ومخرب ومحارب، وهو سبحانه نعم المولى ونعم النصير.