استعداد أمريكي للتدخل البري.. هل تنجح "خلطة" جون آلن والعشائر لإسقاط "داعش"؟!
الجمعة 10/أكتوبر/2014 - 06:18 م
طباعة

تشن الولايات المتحدة الأمريكية غارات عديدة ضد ما يسمى بـ" تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام"، والمعروف إعلاميًا باسم "داعش"، في محاولة للقضاء على التنظيم، ولكن من المعروف في العلوم العسكرية أنه لا توجد معركة تحسم عبر الغارات الجوية، لصعوبة فرض السيطرة على أرض المعركة، بالإضافة إلى سهولة الاحتماء من الهجمات الجوية عبر الأنفاق والأماكن المجهزة؛ وهو ما يؤكد قرب دخول قوات برية امريكية مع اعلان واشنطن توجه 2300 عسكري امريكي إلى الأنبار، بالإضافة إلى دور العشائر العراقية والبشمركة في دعم القوات الأمريكية.
341 غارة جوية للتحالف دون نتائج وتقدم"داعش"

كشفت بيانات للقيادة المركزية الأمريكية حتى يوم الإثنين، أن الولايات المتحدة وحلفاءها شنوا 341 غارة جوية على الأقل في سوريا والعراق منذ التاسع من أغسطس الماضي.
وجاءت هذه الغارات 94 غارة في سوريا و247 غارة في العراق.. وباستثناء ثماني غارات على جماعة خراسان التي تربطها صلات بتنظيم القاعدة في سوريا يوم 23 سبتمبر أيلول، استهدفت كل الهجمات مقاتلي "تنظيم الدولة الإسلامية".
وتقول القيادة المركزية: إن التحالف دمر أو أصاب 40 دبابة وعربة مصفحة، و66 عربة أخرى متنوعة تابعة للدولة الإسلامية، و160 "عربة مسلحة" على الأقل تحمل أسلحة آلية وأسلحة مضادة للطائرات وصواريخ أو عتاد مماثل، وتم تدمير 59 عربة همفي صناعة أمريكية استولى عليها تنظيم "داعش" من القوات العراقية.
الغارات الامريكية لم تستطيع ان تعيق تنظيم"داعش" عن تقدمه فهو يحاصر مدينة كوباني الكردية "عبن العرب" السورية، منذ مايقربمن 26 يوما بالاضافة الي تمدده في عددا من المدن العراقية، فهو يحاصر ما يقرب من 200 قرية تقع على ضفاف نهر الفرات بمحافظة الأنبار، غرب العراق.
البغدادي يتحدى

الأمور لم تقف عند عدم وجود نتائج ملموسة لضربات قوات التحالف بل ان المدعو ابو بكر البغدادي قائد "داعش" خرج في تسجيل صوتي ليتحدى غارات الولايات المتحدة ويؤكد أنها ستهزم.
ونشرت صفحات محسوبة على تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام "داعش" تسجيلا صوتيا للخليفة المزعوم "أبو بكر البغدادي"، لتثبيت المقاتلين من عناصر التنظيم على أرض المعركة ضد قوات التحالف، والتي وصفها بالمحنة التي ستنقلب إلى منحة.
وأكد البغدادي، خلال كلمته المسجلة، أن ما أسماها "الدولة الإسلامية" ليست لقمة سائغة، لمن سولت نفسه الانتصار على التنظيم، مطالبا عناصر تنظيم "داعش" بالتوقف عن قتال الفصائل الإسلامية الأخرى، في إشارة إلى جبهة النصرة، وغيرها من الفصائل الإسلامية، بهدف التفرغ لما وصفه بعدو فاجر يتربص بأهل السنة.
ودعا البغدادي باقي الفصائل التي تقاتل الدولة من عناصر القاعدة، إلى الانضمام إلى تنظيمه والتوبة، بهدف التفرغ لمحاربة ما أسماهم "النصيرية والصليبية"، موجها رسالة تحذير إلى أمريكا التي وصفها بأنه "حامية الصليب" بمواجهة مفتوحة طال انتظارها من قبل عناصر "داعش".
وقال: "الدم الدم.. الهدم الهدم"، واعدا بعدم التراجع عن الحرب، ومناشدا أهل المناطق التي يسيطر عليها التنظيم بعدم الانسياق خلف الإعلام الذي وصفه بـ"الكاذب"، وتبرأ ممن يشيع عن "داعش" قتل أهل الشام ودفنهم في مقابر جماعية، زاعما أن جميع المناطق التي دخلها التنظيم وجد أهلها الأمان بعد الخوف، وفر منها اللصوص وقطاع الطرق.
أمريكا تلجأ للتدخل البري

بعد 4 أسابيع من الغارات الجوية المركزة من قبل قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ، لم يجد العسكريون بالبنتاجون سوي الدخل البري لتحقيق نتائج جيدة قبل أن تتغير استطلاعات الراي الداعمة لقتال "داعش" بين المواطنين الأمريكان والاوربيين.
فقد كشفت صحيفة "السياسة" الكويتية، الجمعة، أن قوات التدخل السريع الأمريكية التي انتشرت في الكويت بداية شهر أكتوبر الحالي، تستعد للتدخل في العراق قريبا.
وكان نائب رئيس مجلس الأنبار، فالح العيساوي، كشف عن طلب رسمي سيتقدم به مجلس الأنبار إلى البرلمان العراقي، يقترح على واشنطن إرسال قوات برية أميركية إلى المحافظة لمقاتلة "داعش".
ونقلت الصحيفة في عددها الصادر، اليوم الجمعة، عن مصدر في اللجنة الأمنية بمحافظة الأنبار، قوله إن "قوات التدخل السريع الأميركية وقوامها 2300 عسكري التي انتشرت في دولة الكويت بداية الشهر الحالي ستنتقل إلى محافظة الأنبار لوقف الانتصارات البرية التي حققها أخيراً مسلحو تنظيم داعش في الرمادي وقضاء هيت ومنطقتي الصقلاوية والكرمة القريبتين من مدينة الفلوجة، غرب العراق".
وأضاف المصدر، أن "مستشارين عسكريين أميركيين تمركزوا في قاعدتي الحبانية وعين الأسد لتهيئة متطلبات نشر قوات التدخل السريع الأميركية في الأنبار، لأن الوضع الأمني بات في غاية الخطورة في هذه المحافظة التي يقدر عدد المقاتلين المتطرفين فيها بأكثر من أربعين ألفاً".
دور أكبر للعشائر السنية

فيما يبدو أن منسق التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» الجنرال الأميركي المتقاعد جون آلن، سيعود الي سيرته الاولي ووخطته القديم التي هوم بها تنظيم القاعدة في العراق خلال 2006 ليستخدمها في حربه ضد تنظيم "داعش" من اجل تحقيق انتصار يزين به سجلاته العسكرية.
فقد كشفت الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأمريكية، جين بساكي، أن منسق التحالف الدولي لمواجهة تنظيم داعش الجنرال جون آلن، ومساعده السفير بيرت ماكجيرك، عقدا سلسلة لقاءات مع زعماء وشيوخ قبائل سنية ممن حاربوا تنظيم الدولة الإسلامية في العراق.
وأوضحت بساكي في تصريحات صحفية أن سلسلة اللقاءات هذه جرت في عمان وأربيل وبغداد، مضيفة أن آلن "أكد خلال اجتماعاته بشيوخ العشائر أن بلاده والتحالف الدولي سيستمران بتقديم الدعم لكل من يقف ضد تنظيم داعش".
وبحسب مصادر خاصة، فإن الأمين العام لما يعرف بـ "المؤتمر التأسيسي لإقليم السنة"، ناجح الميزان، قال خلال اجتماعات أربيل، إن "الوقت قد حان لتدخل بري لطرد داعش من المناطق السنية"، مطالبا بأن تكون هناك قوات عربية ضمن التدخل البري للتحالف الدولي، "لأن القوات العراقية غير قادرة على حماية أراضيها".
و نجحت العشائر العراقية في عدة محافظات وبعد معارك عنيفة في افشال جهود تنظيم داعش في السيطرة والتقدم في العديد من مناطق العراق مما أدى الى تهديد التنظيم لتلك العشائر . فقد توعد تنظيم داعش ابناء العشائر العربية في ناحية العلم وقضاء الضلوعية في صلاح الدين بالقتل اذا لم ينضموا الى التنظيم.
المشهد الحالي

إن وجود الجنرال الأمريكي المتقاعد جون آلن، على قيادة قوات التحالف مع التواصل السياسي وعلاقته القوية بالعشائر السنية العراقية يشير إلى أن أمريكا لا تريد ان تخرج خاسرة من معركة "داعش"، مهما كلفها الأمر لذلك أتت بـ"حاوي" المنطقة والمدرك لضروبها فهو قاد انتصار امريكي على الخصم العنيد لواشنطن تنظيم القاعدة في العراق خلال 2006، واليوم يريده أن يقود انتصار آخر علي تنظيم اكثر شراسة وقوة بمراحل كبيرة ، فهل سيكون جون آلن صانع الانتصارات الأمريكية وقاهر الجماعات الإرهابية في العراق؟