"طائرات داعش المفخخة" و"ذكريات غزو العراق" فى الصحف الأجنبية
السبت 09/يوليو/2016 - 10:18 م
طباعة
اهتمت الصحف الأجنبية بتقرير "تشيكلوت" بشأن غزو العراق وما تضمنه من معلومات خطيرة، إلى جانب التحذيرات التى أطلقتها وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" من امتلاك داعش لطائرات متضمنة كاميرات تجسس ومتفجرات يمكنها تحقيق أهداف خطيرة، إلى جانب التذكير بمعاناة بغداد ابان الغزو الأمريكي للعراق.
طائرات وتفجيرات داعش
رصدت الديلي تليجراف أزمة الطائرات المحملة بالمتفجرات وكاميرات التجسس، وكشفت فى تقرير لها أن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أكدت أن عناصر الدولة الاسلامية يستخدمون الطائرات المسيرة المزودة بمتفجرات وكاميرات تجسس"، وأن مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية تمكنوا من شراء طائرات مسيرة تجارية من الأنواع التي يتم بيعها في الاسواق وهي مزودة بكاميرات للبث المتلفز الحي ويقومون بتحملي بعضها بمتفجرات واستخدامها في هجماتهم ضد القوات العراقية.
أشارت وزارة الدفاع الأمريكية إلى أن التنظيم يستخدم الطائرات المسيرة والتي لايمكن تتبعها بواسطة أجهزة الرصد والرادار في التجسس وتحديد مواقع أعدائه، وأن هذا التطور دفع إدارة رصد وتتبع المتفجرات محلية الصنع في البنتاجون لمطالبة الكونجرس برصد مبلغ عشرين مليون دولار لبدء عمليات نوعية جديدة لمواجهة ومنع مثل هذا النشاط للتنظيم.
شددت الصحيفة على أن هذه الأموال هي جزء من مبلغ 2.5 مليار دولار تطالب بها البنتاجون للعمل في عدد من المشاريع المطلوبة حسب التغيرات الدولية الاخيرة، وأن الأجهزة وأنظمة الطيران التي تستخدم في المجال التجاري وتحمل بمتفجرات محلية الصنع يمكنها أن تشكل خطرا على القوات الامريكية والقوات المتحالفة معها.
أكدت الصحيفة فى تقريرها أن الطائرات المسيرة يستخدمها التنظيم لترصد الاهداف التي يمكن استهدافها وتحديد مواقعها كما انه يستخدمها أيضا لارشاد المدفعية والسيارات المفخخة حال رصد أي أهداف ذات قيمة كبيرة.
بغداد والحرب
من جانبها رصدات الإندبندنت الواقع الذى كانت عليه بغداد إبان الغزو الأمريكي البريطانى، وفى تقرير لها بعنوان "في انتظار الموت: كيف كانت الحياة في بغداد اثناء الحرب على العراق؟".، أجرت الصحيفة مقابلة مع سيدة كانت تقيم في العاصمة العراقية مع اسرتها ابان فترة الحرب على العراق وأدلت فيها بشهادتها.
أكدت الصحيفة إن السيدة التي رفضت نشر اسمها كانت تبلغ من العمر 24 عاما عندما اجتاحت القوات الامريكية والبريطانية الاراضي العراقية في مارس 2003، والاشارة إلى أن السيدة فضلت هي واسرتها الانتظار والبقاء في منزلهم مع بدء الحرب رغم أن اغلب سكان العاصمة فروا منها وذلك لانهم توقوعوا ان تكون الغارات الجوية قصيرة على غرار ما شاهدوه في حرب الخليج الاولى.
قالت السيدة للصحيفة "لقد كنا نتوقع ان تكون الغارات بسيطة ولم نظن ابدا ان تكون بهذه الضخامة والعنف ولم نظن ايضا ان الامر سيؤدي الى الاطاحة بصدام حسين لكن والدي في يوم ما أدار التلفاز وشاهدنا بيانا من وزارة الثقافة والاتصالات وكان ملقي البيان يرتجف، لقد كان خائفا وكان ذلك واضحا في عينيه بحيث اننا عرفنا ان الجيش ينهار".، منوهة على أن الكهرباء انقطعت عن بغداد بعد ايام من بدء الغزو وبقيت الاسرة تعاني انقطاع الكهرباء والانقطاع عن العالم الخارجي فلم تعد هناك امكانية لمتابعة التلفزة او الاإذاعة لكن سريعا وصلت تحذيرات من اقتراب القوات الغازية من العاصمة بغداد من اتجاه الجنوب الشرقي.
وكشفت السيدة للصحيفة أن الغارات الجوية كانت هي الاسوأ فقد كانت تبدأ ليلا وتستمر حتى خلال ساعات الصباح وعندما كانت صافرات الانذار تدوي كانت الاسرة تجتمع في غرفة واحدة في انتظار سقوط قنبلة أو صاروخ على المنزل أو بالاصح في انتظار الموت، وانه مع انتشار الأقاويل التي تؤكد قيام القوات الغازية بعمليات اغتصاب وقتل المدنيين فر والدا السيدة ومع ست من بناتهم الى محافظة ديالى المجاورة ليعيشوا في خيام إيواء حتى التاسع من أبريل حين علموا ان بغداد قد سقطت وبالتالي كانت الرسالة التي فهموها أنه آن الآوان للعودة للمنزل، وانه لا أحد كان يتوقع سقوط صدام حسين فقد كانوا يعتقدون انه لايقهر لكن بعد ايام بدأت عمليات السلب والنهب والفوضى وبدأوا يشاهدون الجنود الامريكيين يقودون السيارات في مناطقهم وأحيائهم كما لوكانوا رعاة بقر فلو أطلقت عليهم رصاصة واحدة كانوا يردون بوابل من النيران ويقتلون الجميع وقد شاهدت ألاف العراقيين يموتون بالرصاص.
"تقرير غزو العراق"
بينما ركزت الجارديان على تقرير السير كلير شورت بشأن غزو العراق، وما تضمنه من معلومات خطيرة، وفى تقرير لها بعنوان "بلير خدع الامة في حرب العراق وشيء مشابه يمكن ان يحدث مرة أخرى". أكدت على أن تقرير تشيلكوت صدر أخيرا بعد اكثر من 7 سنوات، مضيفة " تكلم الرجل ..صحيح أنه تكلم بلهجة معتدلة لكن الانتقادات التي وردت في التقرير قاتلة ومدمرة، وأنا لا اتفق مع من يقولون إن التقرير قد برأ ساحة توني بلير".
تمت الاشارة إلى أن التقرير أوضح امورا وإن لم يقلها صراحة منها ان بلير عاهد جورج بوش على الذهاب الى الحرب معه قبل 8 أشهر من الحرب نفسها وأن الحرب لم تكن الملاذ الاخير وأن الجهود الديبلوماسية لم تكن قد فشلت بالكامل علاوة على أن النصائح والاستشارات القانونية لم يتم الانصات لها.
وخلص شورت إلى أن كل هذه الامور تؤكد ان بلير لم يكن امينا في تواصلة والمعلومات التي قدمها لكل من حكومته أو البرلمان أو حتى الشعب البريطاني مضيفة "قراءة التقرير اعادت الي مشاعر قديمة بعد التأكد واختلاط الافكار والقلق".
أضاف التقرير أن بريطانيا كانت تابعة لأمريكا في الحرب وان تقرير تشيلكوت يوضح أن بريطانيا كان تأثيرها ضعيفا إن كان موجودا أصلا في عملية صنع القرار سواء في قرار شن الحرب او حل حزب البعث أو تفكيك الجيش العراقي، وأن هذه القرارات قطعت اوصال الموؤسسات الإدارية العراقية وألت في النهاية إلى تفشى الفوضى وانعدام الأمن خلال فترة الغزو والفترة التي تلتها وهو ما سبب صدمة للعراقيين الذين كانوا ياملون في الأفض بعد التخلص من صدام حسين.
أضافت" خلاصة كل هذا الخداع والفشل هي معاناة العراقيين المستمرة حتى الان وهو ما يدفع البريطانيين الى طاطأة اعناقهم في خجل".