على خطى صفقة تركيا مع داعش.. الإفراج عن رهائن الكاميرون لدى "بوكو حرام"

السبت 11/أكتوبر/2014 - 02:32 م
طباعة على خطى صفقة تركيا
 
أعلن بول بيا، الرئيس الكاميروني اليوم السبت 11 أكتوبر 2014، الإفراج عن 27 رهينة كانوا مختطفين لدى جماعة "بوكو حرام"، بينهم 10 صينيين وزوجة نائب رئيس وزراء الكاميرون.
وقال، بيا: إن الرهائن الذين اختطفوا في مايو ويوليو، الماضيين في أمان.

التصدي لهجمات بوكو حرام

التصدي لهجمات بوكو
على خطى "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام": "داعش"- قامت "بوكو حرام" بإعلان الخلافة الإسلامية في بلدة جوزا بنيجيريا.
فكما تقوم داعش من عمليات إرهابية في العراق وسوريا، كذلك تفعل بوكو حرام في الدول الإفريقية، نيجيريا، وتشاد والكاميرون وغيرها، وكان قد نزح الكثير من النيجيريون عبر الحدود إلى الكاميرون خوفا من هجمات جماعة بوكو حرام الأخيرة.
والجدير بالذكر أن كلا من الكاميرون ونيجيريا وتشاد والنيجر، قد وقَّعوا في يوليو الماضي، على اتفاق بإنشاء قوات مشتركة قوامها 2800 جندي تتصدى لهجمات بوكو حرام؛ مما أدى إلى تعزيز الكاميرون لقواتها في مناطقها الشمالية.

تشابه "بو كوحرام" و"داعش"

تشابه بو كوحرام وداعش
تتشابه العقيدة القتالية لـ"بوكو حرام"، مع تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، من حيث الذبح والعمليات الانتحارية والاختطاف، ففي الوقت الذي اختطفت فيه "داعش" 49 من الرهائن الأتراك، وأعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن تنظيم الدولة الإسلامية أفرج عن الرهائن الأتراك البالغ عددهم 49 وأعادتهم المخابرات التركية إلى وطنهم سالمين- أعلن اليوم الرئيس الكاميرونى الإفراج عن رهائن الكاميرون الذي اختطفتهم بوكو حرام.
وقد تم احتجاز الدبلوماسيين الأتراك مع 46 مواطنا تركيا وثلاثة موظفين عراقيين في قنصلية تركيا بالموصل في العراق عند هجوم داعش على الموصل يونيو الماضي. 

صفقات متبادلة

صفقات متبادلة
يبدو أن رهائن تركيا والكاميرون، كانوا ضحايا لصفقات بلادهم مع التنظيمين، داعش وبوكو حرام، فتركيا أجرت صفقه مع "داعش"، حيث أكدت صحيفة التايمز البريطانية أن تركيا بادلت "جهاديين" بريطانيين سجناء لديها بدبلوماسييها الذين كانوا محتجزين لدى تنظيم الدولة الإسلامية في الموصل.
وأضافت الصحيفة أن شباز سليمان، وعمره 18 عاما، وهشام فولكارد، والبالغ من العمر26 عاما كانا من بين 180 مقاتلا في صفوف تنظيم داعش الذين بادلتهم الحكومة التركية بـدبلوماسييها الذين كانوا محتجزين لدى التنظيم، كما أن التايمز حصلت على قائمة مقاتلي تنظيم داعش وأن البريطانيين الاثنين ضمن صفقة التبادل، مشيرا إلى وجود اثنين من فرنسا واثنين من مقدونيا وكذلك السويد، وواحدا من بلجيكا وسويسرا، كما أنه تم اتفاق التبادل ضمن عناصر داعش التي كانت محتجزة في مستشفيات تركية، ومن بينهم القنصل التركي العام وزوجته والعديد من الدبلوماسيين وأطفالهم، بالإضافة إلى عناصر من القوات الخاصة التركية- في 11 يونيو عندما استولى على مدينة الموصل في شمالي العراق واقتحم القنصلية التركية فيها.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، آنذاك: إن تحرير الرهائن الأتراك في العراق جاء في إطار "عملية معدة مسبقا" من جانب المخابرات التركية.
وأضاف أردوغان أن العملية تم التخطيط لها مسبقا بشكل جيد، وحساب كافة تفاصيلها، ونفذت بسرية تامة طوال ليلة أمس، وانتهت بنجاح في وقت مبكر من صباح اليوم.
أما صفقة الكاميرون مع بوكو حرام، كانت ضمن تبادل المنفعة، وقد تكون الصفقة هي إنهاء الاتفاقية التي عقدتها الكاميرون مع نيجيريا وتشاد والنيجر، في يوليو الماضي، بإنشاء قوات مشتركة بينهم قوامها 2800 جندي تتصدى لهجمات بوكو حرام؛ مما أدى إلى تعزيز الكاميرون لقواتها في مناطقها الشمالية، وبالأخص بعدما أعلن بيان صدر عن زعماء النيجر ونيجيريا وتشاد وبنين، دون الكاميرون، عن خطط لتصعيد القتال ضد جماعة "بوكو حرام" المتشددة بكتيبة إضافية وإنشاء مركز قيادة للتعامل مع المتشددين الذين امتد تمردهم إلى خارج نيجيريا، الأمر الذي دفع بوكو حرام للإفراج عن الرهائن.

بداية "بوكو حرام"

بداية بوكو حرام
تعود بداية العنف لجماعة بوكو حرام، كما ذكرت "بوابة الحركات الإسلامية"، إلى 24 ديسمبر 2003، عندما هاجمت مراكز الشرطة والمباني العامة في مدن وجيام وكناما في ولاية يوبي، وفي العام 2004 أسست قاعدة في قرية كناما في شمال ولاية يوبي أطلقت عليها اسم "أفغانستان"، وفي 21 سبتمبر 2004 هاجم أعضاؤها محطات الشرطة في باما وغورزا بولاية بورنو؛ ما أسفر عن مقتل عدد من رجال الشرطة وسرقة كميات من الأسلحة والذخائر، هذا واستمرت خلال فترات متقطعة في تنفيذ عمليات كرّ وفرّ استهدفت فيها مواقع أمنية في أجزاء من ولايتي بورنو ويوبي إلى حلول يوليو 2009 عندما أثارت أعمال شغب واسعة ضد الحكومة النيجيرية.
استمر القتال من 26 إلى 30 يوليو 2009، عبر الولايات الشمالية الخمس: بوتشي، بورنو، كانو، كاتسينا، ويوبي. 
ولقي أكثر من 1000 شخص مصرعهم معظمهم من أعضاء الجماعة، كما أُلقي القبض على مئات من أعضائها واحتجزوا للمثول أمام المحاكم النيجيرية.
انتهت هذه الثورة عندما تم القبض على زعيم الحركة محمد يوسف، من قِبل الجيش وسُلّم إلى الشرطة، وقد تمت تصفية يوسف جسديًا خارج نطاق القضاء وهو قيد الاحتجاز لدى الشرطة.
ومنذ ثورة يوليو 2009، تطورت "بوكو حرام" من مجموعة تشن هجمات إرهابية تدخل فيها في مواجهة مفتوحة مع قوات أمن الدولة إلى مجموعة تستخدم- على نحو متزايد- العبوات الناسفة، وحرب العصابات والاغتيالات المستهدفة، والتفجيرات الانتحارية في حملتها العنيفة.
وكان مجلس الأمن الدولي قد أدرج جماعة "بوكو حرام" النيجيرية على اللائحة السوداء للمنظمات الإرهابية التي تخضع لعقوبات بسبب علاقتها بتنظيم القاعدة.

بداية الأزمة مع الكاميرون

بداية الأزمة مع الكاميرون
كان مسلحون هاجموا يوم 17 مايو الماضي، مركزا للعمال الصينيين في وازا وقتلوا عسكريا كاميرونيا وخطفوا عشرة صينيين، وحملت السلطات الكاميرونية جماعة بوكو حرام المتطرفة مسئولية هذه العملية.
واستهدف هجومان نسبا إلى بوكو حرام أيضا، في 27 يوليو منزل نائب رئيس الوزراء المكلف العلاقات مع البرلمان امادو على في كولوفاتا وقاموا بخطف زوجته، وقصر سلطان كولوفاتا سيني بوكار لامين الذي خطف ايضا مع زوجته وأبنائهم الخمسة.
وقتل 15 شخصا على الأقل في هذه الهجمات.
وقال الرئيس الكاميروني اليوم السبت: إن 27 رهينة اختطفوا يوم 16 مايو 2014 في وازا، ويوم 27 يوليو 2014 في كولوفاتا سلموا إلى السلطات الكاميرونية.
وأوضح أن "عشرة عمال صينيين، وزوجة نائب رئيس الوزراء، أمادو علي، وزعيم ديني في كولوفاتا، وأفراد عائلاتهم، الذين اختطفوا في أمان".
ولم تتضح أي تفاصيل عن ظروف الإفراج عن الرهائن، وما إذا تم دفع فدية عنهم.
وأعلنت الكاميرون في يوليو اختطاف زوجة نائب رئيس الوزراء وخادمتها في "هجوم وحشي" لعناصر بوكو حرام على بيتها في كولوفاتا، وتمكن نائب رئيس الوزراء من الهرب إلى بلدة مجاورة.

اختطاف الطالبات

اختطاف الطالبات
كثف التعاون الإقليمي، جهوده بعد اختطاف جماعة بوكو حرام أكثر من 200 تلميذة في مدرستهن، شمال شرقي نيجيريا، وما تبعها من موجة استنكار دولية واسعة.
ويعتقد أن البنات محتجزات في غابات سامبيزا على طول الحدود بين نيجيريا والكاميرون.
وأكدت الجماعة أن الطالبات المخطوفات في منتصف أبريل من شمال شرق البلاد، أصبحن مسلمات، وأنها لن تفرج عنهن إلا مقابل معتقلين من عناصرها.
وقد رفض، آنذاك، وزير الداخلية النيجيري إطلاق معتقلين من أعضاء جماعة بوكو حرام مقابل الإفراج عن الطالبات.
وخلال الشهرين الماضيين انتقلت "بوكو حرام" من التفجيرات والغارات إلى عمليات الخطف ومحاولة الاستيلاء على الأراضي في المناطق النائية قرب الحدود مع الكاميرون، ربما بوحي من تحركات مماثلة للمتشددين في العراق وسوريا.
وقام المسلحون أيضاً بعمليات توغل في النيجر وتشاد، وتخشى السلطات من استمرار وانتشار الهجمات إذا تركت الجماعة من دون مواجهة الأمر الذي دفعهم لعقد اتفاقية مواجهة "بوكو حرام".

شارك