الجيش السوري يستعيد مناطق حيوية من المعارضة..وبطريرك السريان فى ألمانيا
الإثنين 11/يوليو/2016 - 08:19 م
طباعة

تتواصل المعارك والاشتباكات بين الجيش السوري والفصائل المسلحة، وسيطر الجيش السوري على مناطق حيوية كانت خاضعة لنفوذ المعارضة والفاصئل المسلحة، فى الوقت الذى يزور فيه بطريرك السريان الأورثوذكس إغناطيوس أفرام الثاني المانيا محذرا من نفوذ الجماعات المسلحة وتنظيم داعش.

استمرار المعارك فى سوريا
من جانبها شنت فصائل المعارضة هجوما واسعا على أربعة محاور ضد نقاط التماس مع النظام داخل مدينة حلب ردا على تقدم قوات النظام شمال مدينة حلب باتجاه طريق الكاستيلو"، المنفذ الوحيد المتبقي للإحياء الشرقية.
وقال متحدث باسم الفصائل المعارضة في حلب أن الهجوم يستهدف "تخفيف الضغط عن جبهة الملاح وحندرات"، في إشارة إلى المعارك الدائرة في منطقة الكاستيلو. ولم تحقق الفصائل أي خرق، حيث يعود بشكل خاص إلى القصف الجوي لقوات النظام على مناطق الاشتباك" وعلى أحياء أخرى في الجهة الشرقية.
وأغلقت قوات الجيش السوري طريق الكاستيلو بعدما تمكنت من السيطرة عليه ناريا وواصلت التقدم باتجاهه لتصبح حاليا على بعد حوالي 500 متر منه، وطريق الكاستيلو هو طريق الإمداد الوحيد للأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة المعارضة، وهو يربط هذه الأحياء بريف حلب الغربي ومحافظة إدلب وصولا إلى تركيا.
وبدأت أزمة النقص في المواد الغذائية تتفاقم، وأظهرت صور التقطها وكالات الانباء أسواقا فارغة بمعظمها من المواد الغذائية والخضار، ويعيش نحو مائتي ألف شخص في أحياء حلب الشرقية.
وتسعى قوات الجيش السوري إلى تطبيق حصار كامل عليها وتم رصد نقص أيضا في المحروقات، البنزين والمازوت والغاز للاستخدام المنزلي.
وتعرضت المدينة القديمة لدمار كبير نتيجة المعارك طال أسواقها المدرجة على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي، فضلا عن تجمعات سكنية تعود إلى سبعة آلاف عام، وتتقاسم قوات االجيش السوري والفصائل السيطرة على أحياء مدينة حلب منذ 2012.

الجيش السوري يتقدم
ورصد مراقبون قتل 29 مقاتلا على الأقل من الفصائل الإسلامية وجبهة النصرة، بينهم 14 مقاتلا من فصيل فيلق الشام، ليلا خلال اشتباك مع قوات النظام وجراء انفجار ألغام زرعتها الأخيرة لعرقلة تقدم مقاتلي الفصائل إلى طريق الكاستيلو، مع استمرار اشتباكات خفيفة اليوم تزامنا مع استمرار القصف على محيط الطريق.
وبدأت الفصائل الإسلامية وجبهة النصرة هجوما مضادا في محاولة لإعادة فتح طريق الكاستيلو التي كانت آخر منفذ إلى الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب في شمال سوريا، وأغلقت الطريق بعد تمكن قوات النظام من السيطرة ناريا عليها اثر تقدمها إلى تلة استراتيجية، وواصلت هذه القوات تقدمها أو وصلت إلى مسافة تبعد حوالي 500 متر فقط من الطريق الواقعة شمال حلب.
وتطلق قوات الجيش السوري النار على أي سيارة أو شخص يسلك الطريق سواء من المدنيين أو من المعارضين المسلحين، في وقت باتت الأحياء الشرقية حيث يقيم نحو مأتي ألف شخص محاصرة بالكامل.
وجاءت التطورات العسكرية في حلب بعد إعلان قيادة الجيش السوري "تمديد مفعول نظام التهدئة لمدة 72 ساعة في سوريا" بعدما كان بدأ العمل بها الأربعاء، ولم تسر الهدنة على مدينة حلب ومحيطها.
تعرضت أحياء حلب القديمة وأحياء أخرى في شرق حلب صباح اليوم لقصف مدفعي وبالبراميل المتفجرة من قوات النظام، من دون توفر معلومات عن ضحايا.

التنديد بمعاناة المسيحيين والاقليات بسوريا خلال لقاء بطريرك السريان مع الرئيس الالمانى
ودفع قطع طريق الكاستيلو الفصائل المقاتلة الى الرد الجمعة بإطلاق قذائف بشكل كثيف على أحياء تحت سيطرة قوات النظام في حلب، ما أدى إلى مقتل 45 شخصا، وتم الكشف عن مقتل قيادي من حزب الله اللبناني خلال اشتباكات مع فصائل إسلامية مقاتلة وجبهة النصرة في مزارع الملاح قرب طريق الكاستيلو شمال حلب.
وقال مراقبون إن القيادي يدعى أبو علي النقيب، ومقتل قيادي في جبهة النصرة خلال اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في منطقة الملاح.
وارتفع إلى نحو 30 عدد الغارات التي نفذتها طائرات حربية منذ صباح اليوم على أماكن في منطقة الملاح وطريق الكاستيلو وحي بني زيد شمال حلب، ترافق مع قصف مكثف من قبل قوات الجيش السوري على المناطق ذاتها، كذلك قصفت قوات النظام مناطق في بلدة عندان بريف حلب الشمالي.
من ناحية اخري يزور بطريرك السريان الأورثوذكس إغناطيوس أفرام الثاني ألمانيا واستقبله الرئيس الألماني يواخيم جواك، معربا عن أمله بأن يعم السلام في سوريا وأن يعود إليها المسيحيون من المنفى، لكنه لا يبدو واثقا من إمكانية تحقيق ذلك.
ويري محللون انه نادراً ما يحصل الرئيس الألماني يواخيم جاوك على وصف مباشر لوضع المسيحيين في سوريا والعراق، وبعد لقائه مع بطريرك الكنيسة السريانية الأرثوذكسية إغناطيوس أفرام الثاني، قال جاوك معلقاً على ما سمع: "هذا يملؤني ببالغ القلق".

الرئيس الالمانى وبطريرك السريان
تستغرق زيارة البطريرك لألمانيا عشرة أيام وقد استقبله جاوك مع مرافقيه في قصر الرئاسة ببرلين، وعن ذلك قال أفرام الثاني "شكرا للشعب الألماني على هذا السخاء والمساعدات، نحن نأمل بمزيد من المساعدة لتحقيق السلام في سوريا والعراق ".
وزار البطريرك ألمانيا كشاهد على معاناة المسيحيين من إرهاب "داعش"، رافضا من يعتبر أن المسيحيين معرضون للخطر أكثر من غيرهم، ويضيف: "الوضع خطير للجميع وليس للمسيحيين فقط".
لكنه يتحدث عن معاناة المسيحيين المزدوجة، فهناك الجماعات الإسلامية المتطرفة وهناك قوى تهاجم المسيحيين السوريين وتعتبرهم مقربين من نظام الأسد. "نحن لسنا ضد ولا مع أحد" يقول أفرام الثاني "نحن مع السلام والعيش المشترك في وطننا سوريا".
وعن وضع المسيحيين في سوريا والعراق، قال جاوك بعد اللقاء "إن وجود المسيحيين بات مهدداً من الحرب وإرهاب الإسلاميين"، وأنهم ضحايا الإرهاب الإسلامي "مثلهم مثل الإيزيديين والشيعة والسنة وكل من لا يتفق مع آراء الإرهاب الإسلامي"، وانه لا بد من حل سياسي للصراع في سوريا لإحلال السلام في الشرق الأوسط.