مسئول فاتيكاني: "استمرار الاضطهاد للأقليات في سوريا والعراق عار على الإنسانية"
الخميس 14/يوليو/2016 - 01:19 م
طباعة
رئيس الأساقفة برنارديتو أوزا
العنف في سوريا والتوترات الطائفية في العراق جاءت كمحور مهم في كلمة مراقب دولة الفاتيكان الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة رئيس الأساقفة برنارديتو أوزا خلال جلسة نقاش عقدها مجلس الأمن الدولي حول الأوضاع الراهنة في منطقة الشرق الأوسط، مع اهتمام خاص بالقضية الفلسطينية. وأثنى المسئول الفاتيكاني على مبادرة اليابان الرئيس الدوري للمجلس لأنه شاء أن تُعقد جلسة النقاش هذه في ضوء التقرير الأخير حول الوضع في الشرق الأوسط الذي صدر عن اللجنة الرباعية في الأول من الشهر الجاري، وإزاء استمرار العنف في سورية والتوترات الطائفية في العراق في وقت ما تزال فيه مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية تراوح مكانها.
وأكد المطران أوزا أن القضية الفلسطينية لم تصل إلى حل يرضي الطرفين المعنيين، أي الإسرائيليين والفلسطينيين كما أن القرار رقم 181 الذي تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة لتسع وستين سنة خلت لم يُنفذ بالكامل حتى اليوم. وقد فشلت عقود من المفاوضات في بلوغ هدف إنشاء الدولة الفلسطينية. وعاد الدبلوماسي الفاتيكاني ليذكّر بمواقف الكرسي الرسولي المطالب بحل الدولتين معتبرا أن هذا الحل يصب في صالح الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني اللذين يطمحان إلى السلام والأمن. وقال: لقد آن الأوان أن يتم العمل بموجب التوصيات الصادرة في التقرير الأخير للجنة الرباعية للشرق الأوسط من أجل إحلال الأمن والسلام في المنطقة.
بعدها تطرق مراقب الكرسي الرسولي إلى الأوضاع الراهنة في سوريا، لافتًا إلى أن الوضع في البلد العربي ما يزال يتسبب بمعاناة كبيرة بالنسبة للشعب السوري الذي يُقتل ويُرغم على العيش تحت وابل القنابل أو النزوح إلى مناطق تنعم بالاستقرار النسبي. وشاء المطران أوزا في هذا السياق أن يلفت انتباه البلدان الأعضاء في مجلس الأمن الدولي إلى استمرار الاضطهادات التي يتعرض لها المسيحيون والأيزيديون وأتباع باقي الأقليات الدينية والعرقية من قبل أطراف غير حكومية في أنحاء من سورية والعراق.
وذكّر المسئول الفاتيكاني بالنداءات والمواقف التي عبّر عنها البابا فرنسيس في أكثر من مناسبة مدينا من يقتلون المدنيين الأبرياء لأية جهة انتموا، كما شجب البابا الأطراف التي تمد المقاتلين بالمال والسلاح كي يقتلوا المدنيين ويُلحقوا الدمار بالمؤسسات والبنى التحتية. وأكد أوزا في هذا السياق أن الكرسي الرسولي يحث الجماعة الدولية على وضع حد لمد المنظمات بالأسلحة بصورة غير شرعية، خصوصا تلك المسئولة عن جرائم ضد الإنسانية ومجازر جماعية وانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان.
هذا ثم اعتبر مراقب الكرسي الرسولي أن منطقة الشرق الأوسط التي شكلت مهدا للحضارات والديانات التوحيدية الثلاث، تتمتع بالموارد الثقافية والفكرية والدينية اللازمة كي تشكل أرضا خصبة لتعزيز قيم التلاقي والقبول المتبادل وكي يصبح سكانها قادرين على صنع السلام في المنطقة. وذكّر في الختام بأن مؤمني مختلف الديانات مدعوون إلى التخلي عن الحقد المتبادل الذي يمكن أن يُفضي إلى صراع الحضارات. كما أن واجب القادة الدينيين يتطلب أن يلتزموا في جهود التغلب على العنف الساعي إلى "اختطاف" الدين لغايات تتعارض مع طبيعة الدين نفسه.