صاحبة نوبل مهددة بالقتل والجماعات والأنظمة المتطرفة صاحبة تاريخ طويل في اغتيال النساء
الأحد 12/أكتوبر/2014 - 03:56 م
طباعة

مالالا يوسف هي أصغر من حصل على جائزة نوبل حتى الآن، ابنة الـ 17 عام تحصد الجائزة الأكبر في العالم مناصفة مع الناشط الهندي المناهض لعمالة الأطفال كايلاش ساتيارثي.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تحصل فيها مالالا على جائزة دولية، فمن قبل حصلت على جائزة سخاروف من البرلمان الأوروبي في حرية التعليم وهي في السادسة عشر من عمرها، لتتحول إلى رمز عالمي للدفاع عن الحق في التعليم ومقاومة التطرف.
ونالت ''الجائزة الوطنية الأولى للسلام'' في باكستان، وحصلت على جائزة السلام الدولية للأطفال التي تمنحها مؤسسة ''كيدس رايتس الهولندية'' وجائزة آنا بوليتكوفسكايا التي تمنحها منظمة راو إن ور البريطانية غير الحكومية في 4 أكتوبر 2013- بحسب صحيفة ليبراسيون الفرنسية.

مالالا يوسف
لكن من الواضح أن جماعة طالبان ترى في حصول مالالا على نوبل تحديا لها وتشجيعا للسير على خطى الفتاة، وتقع مالالا تحت تهديد بالقتل حيثُ نشرت «جماعة الأحرار» التي انفصلت، في أغسطس الماضي، عن حركة "طالبان- باكستان"، ردها على فوز "ملالا" على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وقال المتحدث باسم الحركة إحسان الله إحسان على الموقع: "شخصيات مثل ملالا يتعين أن تعرف أن دعاية الكفار لا ترهبنا. لقد أعددنا سكاكين حادة ولامعة لأعداء الإسلام".
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تتعرض فيها الفتاة للتهديد بالقتل، بل لمحاولة قتل كاملة، ففي عام 2012 هاجم مسلح ملثم حافلة مدرسية كانت تقل ملالا من المدرسة وسأل الأطفال ''من هي مالالا؟''.
أشار التلاميذ إلى زميلتهم ليطلق عليها النار مما أدى إلى إصابتها بجراح خطيرة نقلت على إثرها إلى المستشفى، ثم أرسلت دولة الإمارات العربية المتحدة طائرة تقلها للعلاج هناك.
ولم تكن مالالا هي المرأة الوحيدة التي تعرضت لمحاولة اغتيال من قِبَل جماعات متطرفة، أو أنظمة استبدادية، فعمليات الاغتيال السياسي لم تقتصر على صانعي القرار فقط.
فكان الاغتيال وسيلة من وسائل هذه الجماعات والأنظمة لقمع معارضيها وسد أفواه الأصوات التي تقاوم النظام.
ومن المفارقات أن تصاعد الأنظمة التي تقول على نفسها إنها "إسلامية"- رافقته ممارسة القهر باسم الدين الذي أول من تعرض له هن النساء، وحدث ذلك في أشكال عدة بداية من جَلدهن لارتداء "البنطلون" في السودان إلى فرض النقاب في أفغانستان ومحاولة وضع قوانين خاصة لقمع المرأة في مصر أثناء حكم الإخوان وصولا لاغتيالهن بدم بارد.

الكاتبة الهندية سوشميتا بانرجي
ومن الأمثلة على ذلك اغتيال الكاتبة الهندية سوشميتا بانرجي في سبتمبر عام 2013 في شرق أفغانستان، التي استهدفت بعد تأليفها كتابا تروي فيه الفظائع التي ارتكبها التنظيم المتطرف بحق السكان عموما والنساء خصوصا، ثم تحول بعد ذلك لفيلم سنيمائي.
وتحكي سوشميتا في كتابها أنها كانت تقدم المساعدة الطبية لسكان القرية ولكن عندما وصلت طالبان إلى الحكم "أمروها بإغلاق المستوصف، كما وضعوا لائحة بما هو ممنوع وما هو مسموح، وأصبح ارتداء النقاب إلزاميا، والاستماع للإذاعة أو الموسيقى على مسجل ممنوعا، ولم يكن يسمح للنساء بالذهاب إلى السوق، وأرغم كل النساء على كتابة اسم أزواجهن بالوشم على يدهن اليسرى".
وأضافت في كتابها أنها قررت الهرب عندما شعرت بأنها مهددة في 1994، ونجحت في حفر "فتحة في الجدران الطينية" في منزلها، وتمكنت من الوصول إلى السفارة الهندية في كابول ومنها رحلت إلى كالكوتا.

بينظير بوتو
وتأتي بينظير بوتو رئيسة وزراء باكستان السابقة ضحية للإرهاب أيضا، فقد تم اغتيالها في 27 ديسمبر 2007 في مدينة راولبندي الباكستانية، وتشير أصابع الاتهام إلى برويز مشرف الرئيس الباكستاني السابق بالتحالف مع تنظيم القاعدة.
حيثُ إن بينظير كانت تقاوم ضد نظام برويز مشرف الذي استغل الدين لتوسيع استبداده وكانت ترى أن ما حل في أفغانستان وسيطرة المتطرفين على الحكم قد أضر بباكستان.
وقد نجت من محاولة اغتيال سابقة تسببت بمقتل ما لا يقل عن 139 شخصًا بعد عودتها من المنفى بشهرين.

سكينة جانسيز
أما النظام التركي الذي يرفع شعارات جماعة الإخوان المسلمين في مصر، فله نصيب كبير في القمع والاستبداد بل واغتيال معارضيه، فبعد دخول رجب طيب أردوغان الرئيس الحالي لتركيا التفاوض مع حزب العمال الكردي تم اغتيال سكينة جانسيز وهي عضو مؤسس في حزب العمال الكردستاني في أوائل الثمانينيات هي وزميلتيها الناشطتين في العاصمة الفرنسية باريس في يناير 2013، وقد حاول أردوغان بعدها الصاق التهمة بالأكراد نفسهم لكن كل أصابع الاتهام تشير للحكومة التركية التي لديها تاريخ طويل من الخصومة مع الأكراد، واللذين قُتل منهم حوالي 40 ألفا أثناء صراعهم مع الدولة التركية.