سويس انفو: محاولة الانقلاب في تركيا تهدد حرب واشنطن ضد داعش
السبت 16/يوليو/2016 - 09:35 م
طباعة
قد تعوق محاولة الانقلاب العسكري في تركيا جهود الولايات المتحدة في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا وتقوض أهدافا أخرى للولايات المتحدة في الشرق الأوسط بإضعاف الديمقراطية وإثارة اضطرابات طويلة في البلد المسلم الوحيد بحلف شمال الأطلسي.
ومع انشقاق في صفوف الجيش وقوات الأمن على ما يبدو بينما يدوي إطلاق النار والانفجارات في إسطنبول والعاصمة أنقرة مساء الجمعة أعلنت الولايات المتحدة صراحة وقوفها بجانب حكومة الرئيس التركي طيب اردوغان.
وكانت العلاقات بين حكومة إردوغان والإدارة الأمريكية متعثرة لكن الرئيس التركي ساعد على نطاق واسع في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الجمعة "تتابع الولايات المتحدة بقلق عميق الأحداث التي تتكشف في تركيا."
وفي وقت لاحق أكد كيري دعم واشنطن "المطلق" للحكومة الديمقراطية خلال اتصال هاتفي بنظيره التركي مولود تشاووش أوغلو.
ويقول محللون إنه مهما كانت نتيجة المحاولة الانقلابية فإن تركيا حليف الولايات المتحدة ستواجه من الآن فترة اضطراب سياسي واقتصادي. وقد يصرف ذلك انتباه الجيش التركي وقوات الأمن عن منع هجمات مثل تلك التي نسبت في الآونة الأخيرة لتنظيم الدولة الإسلامية وأيضا القتال ضد التمرد الكردي ووقف انتقال مقاتلين أجانب عبر الحدود من وإلى سوريا.
وقال بليز ميزتال الخبير في مركز بيبارتيسان بوليسي "من المنظور الأمريكي فإن أسوأ السيناريوهات هو انقلاب فعال يدفع تركيا إلى صراع طويل على السلطة."
وأضاف "وانقلاب يجهض سريعا لكن يلقى مقاومة ضعيفة سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار لكن انقلابا جزئيا أو غير ناجح سيؤدي إلى اضطراب أكثر في المستقبل."
تملك تركيا وهي الجسر بين أوروبا والشرق الأوسط ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي بعد الولايات المتحدة وأكبر اقتصاد في المنطقة.
ورغم وجود تاريخ من الانقلابات العسكرية فإن البلد الذي يقطنه 75 مليون نسمة أقدم ديمقراطية بالمنطقة وساعد في توطيد الاستقرار في جنوب شرق أوروبا وفي الشرق الأوسط.
وقال بروس ريدل الباحث بمعهد بروكنجز والمحلل السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "هذا قد يكون واحدا من أصعب التحديات أمام إدارة أوباما. تركيا مستقرة أمر ضروري للمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط والبلقان والقوقاز. وتركيا ديمقراطية حتى وإن كانت معيبة ضرورية لأي آمال للإصلاح الاقتصادي في الشرق الأوسط."
وتستضيف تركيا منشآت عسكرية مهمة أمريكية وأخرى تابعة لحلف الأطلسي ومنها قاعدة إنجيرليك الجوية التي تنطلق منها مقاتلات وطائرات بدون طيار أمريكية لضرب تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا المجاورة وقاعدة تابعة للمخابرات الأمريكية تدعم منها الوكالة مقاتلي المعارضة السورية المعتدلين ومنظومة إنذار مبكر تخص منظومة الدفاع الصاروخي الأوروبية التابعة للحلف.
وكان من المقرر مشاركة تركيا في اجتماع قرب واشنطن خلال أيام للتحالف التي تقوده الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية ولم يتضح هل ستؤثر محاولة الانقلاب عليه.
وانتقد مسؤولون أمريكيون ازدياد تسلط إردوغان المتزايد ودعم تركيا لجماعات المعارضة الإسلامية التي تقاتل الرئيس السوري بشار الأسد والوتيرة البطيئة في غلق حدودها مع سوريا أمام المقاتلين الأجانب.
من جانبه غضب إردوغان من الدعم الأمريكي للأكراد السوريين الذين يقاتلون تنظيم الدولة الإسلامية والذين يعتبرهم الرئيس التركي حلفاء حزب العمال الكردستاني.
وقال ماثيو بريزا السفير الأمريكي السابق في أذربيجان والمستشار السابق للشؤون التركية في البيت الأبيض "النقطة الأساسية هي أن الإدارة (الأمريكية) ستدعم دوما حكومة منتخبة ديمقراطيا في هذا الموقف."
وقال جونول تول مدير مركز الدراسات التركية بمعهد الشرق الأوسط إن المصالح الأمريكية ستعاني بصرف النظر عن نتيجة محاولة الانقلاب.
وأضاف قائلا "إذا فشل الانقلاب ستقوى قبضة إردوغان وسنرى المزيد من أجندته السلطوية وإذا نجح هذا يعني ...اضطراب أكثر في الداخل التركي."
دير شبيجل: المستشارة الالمانية تدعو اردوغان الى التعامل مع الانقلابيين بالقانون
أدانت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل السبت محاولة الانقلاب الفاشلة ضد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي دعته الى معاملة الانقلابيين وفق احكام دولة القانون.
وقالت ميركل خلال كلمة في برلين "باسم كل الحكومة (الالمانية) ادين باشد العبارات" محاولة الانقلاب "بالقوة" على الحكومة التركية المنتخبة.
واعتبرت ان التعامل مع "المسؤولين عن الاحداث المأسوية الليلة الماضية يمكن وينبغي الا يحدث إلا بموجب احكام دولة القانون"، وذلك بعدما اعلن الجيش التركي السبت احباط محاولة الانقلاب التي قام بها عسكريون متمردون ضد اردوغان.
ووصف رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم الانقلابيين بانهم "جبناء"، متوعدا بانهم "سينالون العقاب الذي يستحقون"، فيما تعهد اردوغان "ردا قويا جدا".
وشددت ميركل على ان "الديموقراطية التي تحترم حقوق الجميع وتحمي الاقليات هي الاساس الافضل"، من دون ان يتضمن خطابها اي اشارة مباشرة الى الرئيس التركي.
واضافت ان المانيا تقف بجانب "جميع من يدافعون عن الديموقراطية ودولة القانون في تركيا"، مؤكد ان "التغييرات السياسية" لا يمكن ان تتم الا "برلمانيا" وديموقراطيا.
وقالت ايضا "انه امر مأسوي ان يكون عدد كبير من الناس قد دفعوا حياتهم ثمن محاولة الانقلاب هذه. ان حمام الدماء في تركيا يجب ان يتوقف. من حق الشعب ان يقرر، في انتخابات حرة، من يحكمه (...) ان الدبابات في الشوارع والهجمات الجوية على السكان لا تندرج ضمن القانون".
والعلاقات حاليا متوترة بين المانيا وتركيا على خلفية احداث تصويت البرلمان الالماني على الاعتراف بابادة الارمن.
دويتشه فيله: تركيا: الشارع يفشل الانقلاب واردوغان يستعيد السيطرة
بعد ليلة مضطربة في اسطنبول وأنقرة تدل المؤشرات صباح اليوم السبت على فشل الانقلاب العسكري وعادت مؤسسات الدولة إلى وضعها القانوني، بما في ذلك الجيش التركي، فيما عاد اردوغان إلى الظهور متوعدا بمعاقبة الانقلابيين.
أول مرة يفشل انقلاب عسكري في تركيا بفضل قوة الشارع وليس بمقاومة مسلحة من قبل مؤسسات الدولة، حيث نزل آلاف المواطنين الأتراك إلى الشوارع للدفاع عن النظام الديمقراطي والمؤسسات المنتخبة شرعيا ودفعوا ثمنا باهظا بأرواحهم، فقد قتل ما لا يقل عن 90 شخصا وأصيب أكثر من 1150 آخرين بجروح، بحسب ما ذكرته وكالة الأناضول التركية صباح اليوم السبت (16 تموز/ يوليو).
وكانت حصيلة رسمية قد أفادت في وقت سابق عن سقوط ما لا يقل عن 60 قتيلا في محاولة الانقلاب التي بدت صباح السبت تحت السيطرة.
في غضون ذلك، خرج حوالي 200 ضابط وجندي بدون سلاح من مبنى رئاسة الأركان التركية في أنقرة، وسلموا أنفسهم للشرطة التركية، بحسب وكالة الأناضول اليوم السبت. وأعلن مسؤولون حكوميون أن تركيا اعتقلت 1563 فردا بالجيش بعد عملية قمع على نطاق واسع لمحاولة انقلاب من قبل مجموعة داخل الجيش. وشهدت تداعيات محاولة الانقلاب إقالة خمسة جنرالات و29 كولونيل من مناصبهم، طبقا للمسؤولين الأتراك.
من جانبها، فتحت النيابة العامة بمنطقة "جول باشي" في العاصمة التركية أنقرة تحقيقا في ملابسات مقتل عدد من الأشخاص، أثناء المحاولة الانقلابية الفاشلة التي جرت في أنقرة واسطنبول مساء أمس الجمعة، طبقا لما ذكرته وكالة "الأناضول" التركية للأنباء.
ويأتي التحقيق على خلفية مقتل 42 شخصا في منطقة "جول باشي" وتؤكد سيطرة الأمن التركي على المنطقة بالكامل.
تجدر الإشارة إلى أن منطقة "جول باشي" جنوبي العاصمة، تضم مباني رئاسة الوحدات الخاصة ورئاسة إدارة الطيران وأكاديمية الشرطة التي تتبع جمعيها لمديرية الأمن العامة.
وبعدما كان رئيس الوزراء بن علي يلديريم أكد أن الوضع بات "تحت السيطرة إلى حد كبير"، أعلن الرئيس رجب طيب اردوغان قبيل فجر السبت أن "هناك في تركيا حكومة ورئيس منتخبان من الشعب" مضيفا "سنتغلب على هذه المحنة إن شاء الله".
وظهر اردوغان الذي كان بين حشد متراص من أنصاره في انتظاره لدى هبوط طائرته في مطار اسطنبول قادما من مرمريس (غرب) حيث كان يمضي عطلة، في موقع تحد قوي متوقعا فشل محاولة الانقلاب ومؤكدا أنه يواصل تولي مهامه "حتى النهاية".
فيما توعد اردوغان الانقلابيين بالقول إن "الذين نزلوا بدبابات سيتم القبض عليهم لأن هذه الدبابات ليست ملكا لهم"، وهو متحصن بدعم أنصاره الذين لبوا بكثافة دعوته للنزول إلى الشوارع في أنقرة واسطنبول وأزمير من أجل التصدي للانقلابيين. وهنأ الأتراك على نزولهم "بالملايين" إلى الشارع ولا سيما في ساحة تقسيم في اسطنبول وقد غصت بأعداد غفيرة من المتظاهرين المنددين بالانقلابيين.
بي بي سي : لماذا فشل الانقلاب العسكري في تركيا؟
لعدة ساعات ليلة الجمعة، بدا أن مئات من الجنود الأتراك سيطروا على منشآت رئيسية في العاصمة، أنقرة وفي مدينة إسطنبول.
لم يكن حضور الرئيس رجب طيب إردوغان لافتا عندما سيطر الانقلابيون على المباني الحكومية ووسائل الإعلام. كانوا في حاجة إلى تأمين دعم أفراد الشعب التركي وخصوصا أغلبية الجيش.
يبدو أن رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، قاد جهود مقاومة الانقلاب العسكري، لكن كما يعرف معظم الأتراك، فإن الرئيس إردوغان هو الذي يتحكم في السلطة وينوي توسيع نطاقها.
إذا كان مقدرا للانقلاب أن ينجح، فإن المتآمرين كانوا ينوون تغييب إردوغان من الصورة لكنهم فشلوا في القيام بذلك. وقال لاحقا "أنا هو القائد العام للقوات المسلحة".
عندما أخذ المد في التراجع
لعدة ساعات، لم يكن من الواضح مكان وجود الرئيس إردوغان. ذكرت التقارير بأنه كان يقضي عطلته في منتجع مارماريس المطل على بحر إيجه، في أقصى الجنوب الغربي من تركيا.
بدأ مد الانقلاب العسكري في التراجع عندما حطت طائرة الرئيس في مطار أتاتورك بإسطنبول، وقدم مؤتمرا صحفيا في تحد للانقلابيين.
عندما حطت طائرة إردوغان في مطار أتاتورك، كان من الواضح أن الحكومة تستعيد السيطرة على مقاليد الأمور وتحصل على دعم كبار ضباط الجيش.
لكن أنقرة، حيث يوجد قصر الرئيس ومقر الحكومة، لم تكن مؤمنة، لكنه تمكن من مخاطبة الأتراك بشكل مباشر.
قال إردوغان للصحفيين "إن ما حصل كان خيانة وعصيانا". وقال أحد كبار مستشاريه، إلنور سيفيك، لبي بي سي بعيد ذلك إن الانقلاب فشل بفضل إرادة الشعب التركي.
وأضاف مستشار الرئيس قائلا إن "من الواضح جدا أنه كانت هناك محاولة انقلاب لكن سرعان ما تحول الوضع لصالح الحكومة، وطلب إردوغان من الشعب النزول بأعداد كبيرة إلى شوارع أنقرة وإسطنبول وهذا ما قاموا به".
ومضى قائلا إن الشعب التركي هو الذي استعاد السيطرة على مطار أتاتورك من الجيش، والشعب هو الذي استعاد السيطرة على التلفزيون والإذاعة الحكوميين من الجيش.
فرض رسالة معينة
في الحقيقة، رفض الجنود الذين سيطروا على الاستديوهات في قناة تي أر تي محاولة المدنيين لإرغامهم على مغادرة المكان، بالتالي تمكن قادة الانقلاب من مواصلة بث رسالتهم.
وقال الانقلابيون في بيانهم إن "مجلس السلام" استلم السلطة وفرضوا حظر التجوال في أرجاء تركيا.
ورفض العاملون في قناة سي إن إن التركية التعاون مع الانقلابيين إذ أوقفوا البث عندما دخل هؤلاء الجنود إلى غرفة المراقبة في أحد الاستديوهات، كما تعطلت وسائل التواصل الاجتماعي.
ولكن بالرغم من ذلك، لم تطل سيطرة الانقلابيين على وسائل الإعلام، كما أن الرئيس إردوغان قبل أن يصل إلى مطار أتاتورك اتصل بقناة سي إن إن التركية وظهر في فيديو داعيا الأتراك إلى النزول إلى الشوارع لدعم الحكومة والوقوف في وجه الانقلابيين.
ربما كان الرئيس إردوغان محظوظا إذ قال إن الفندق الذي كان يقضي فيه عطلته تعرض للقصف بعدما غادر، كما أن سكرتيره العام تعرض للاختطاف.
هل حظي الانقلاب بدعم واسع في الجيش؟
كان الانقلاب يحتاج لكي ينجح إلى دعم مختلف مكونات القوات المسلحة التركية. ربما شارك في الانقلاب عدد كبير من أفراد الجيش وفي عدة مدن تركية.
انتشرت الدبابات في الشوارع كما سيطر الانقلابيون على أحد الجسور في مضيق البوسفور.
لم يشارك رئيس الأركان الجنرال، هولوسي أكار، في الانقلاب، كما لم يشارك فيه قائد القوات المسلحة في إسطنبول الذي استلم القيادة عندما كان رئيس الأركان رهينة عند الانقلابيين.
أعلن قائد البحرية وقائد القوات الخاصة عن معارضتهما للانقلاب، كما أن طائرات إف-16 المقاتلة قصفت بعض الدبابات التابعة للانقلابيين.
وقال فادي هكورة من معهد تشاتام هاوس في بريطانيا إن الانقلاب لم يكن وفق المعايير الاحترافية، وفشل في استقطاب دعم عسكري واسع.
كما لم يحظ بالدعم السياسي أو بدعم أفراد الشعب. وقال حزب الشعب العلماني إن تركيا شهدت في السابق ما يكفي من الانقلابات ولهذا لم تكن راغبة في "تكرار هذه الصعوبات". ووقف الحزب القومي التركي أيضا خلف الحكومة في مساعيها لإحباط الانقلاب.
من هم المتآمرون؟
يتعلق الأمر بفصيل داخل الجيش، وقال قادة عسكريون إنه يتشكل من مجموعة صغيرة داخل الجيش الأول الذي يوجد مقره في إسطنبول.
وقال فادي هكورة إن الانقلابيين "لم يمثلوا أغلبية واسعة داخل الجيش التركي"، معتقدا أن فشل الانقلاب دليل على أن الانقلابات لم تعد تحظ بدعم واسع من طرف أفراد الشعب كما كان الشأن سابقا في تركيا.
وحذر إردوغان منذ مدة من احتمال حدوث انقلابات عسكرية في بلاده، وحاولت حكومته في السنوات الأخيرة تطهير الجيش والشرطة من العناصر التي اشتبهت في أنها تحرض على حكومة العدالة والتنمية الإسلامية.
هل يمكن أن يكون قد خُطَِّط للانقلاب في الولايات المتحدة؟
اتهم إردوغان منذ سنوات حليفه السابق، فتح الله غولين، بالتآمر ضده. اختلف الرجلان ورحل غولين إلى منفاه الاختياري في الولايات المتحدة.
ولم يتأخر إردوغان في تحميل "الكيان الموازي" مسؤولية الانقلاب، في إشارة واضحة إلى منافسه غولين.
نفت جماعة غولين أن تكون قد شاركت في الانقلاب، وقالت مجموعة موالية لها إن محاولة الانقلاب "غريبة ومثيرة للاهتمام" لكنها رفضت الاعتداء على الديمقراطية، معربة عن مخاوفها من تعرض حركتها لهجمات أخرى.
تحركت الحكومة بسرعة وأوقفت خمسة جنرالات عن العمل و29 عقيدا قالت إن لهم صلات بالكيان الموازي، حسب وكالة الأناضول للأنباء.