دير شبيجل: إغلاق قاعدة "إنجرليك" التركية وتعليق الضربات الأمريكية ضد داعش
الأحد 17/يوليو/2016 - 03:48 م
طباعة
علقت الولايات المتحدة السبت مهماتها القتالية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا والعراق إثر إغلاق المجال الجوي التركي بعد إحباط محاولة انقلاب مساء أمس الجمعة. كما أغلقت السلطات التركية قاعدة "إنجرليك" الجوية وقطعت عنها الكهرباء دون إبداء الأسباب.
ذكرت القنصلية الأمريكية أن السلطات التركية فرضت طوقا أمنيا على قاعدة "إنجرليك" الجوية في محافظة أضنة الجنوبية، حيث تتمركز طائرات أمريكية ولدول أخرى من التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية". وقالت القنصلية الأمريكية في أضنة في رسالة بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا إن "السلطات المحلية ترفض السماح بالدخول والخروج من قاعدة إنجرليك الجوية. تم كذلك قطع الكهرباء عنها". وأضافت "يرجى تجنب القاعدة الجوية حتى تعود العمليات إلى طبيعتها"، بدون مزيد من التوضيح.
وأعلن مسؤول أمريكي تعليق المهمات الجوية الأمريكية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" من قاعدة "إنجرليك" الجوية بسبب إغلاق المجال الجوي. وقال المسؤول طالبا عدم كشف هويته إن العمليات علقت "بسبب إغلاق المجال الجوي" الذي يستخدم لهذه المهمات بعد محاولة الانقلاب في تركيا. وقال "تغير الوضع بسبب إغلاق المجال الجوي"، موضحا أن الكهرباء قطعت عن القاعدة ويمكن التعويل على مولدات طوارئ دعما للعمليات. وأضاف "لدينا القدرة" على تنفيذ العمليات "لكننا نحتاج إلى المجال الجوي". ولفت إلى أن السلطات "تعمل على إعادة الكهرباء" إلى المنطقة.
وتستخدم الولايات المتحدة قاعدة "إنجرليك" الجوية في جنوب تركيا لشن ضربات جوية على تنظيم "الدولة الإسلامية". وقد نشرت فيها خصوصا طائرات من دون طيار ومقاتلات من طراز "براولر" وطائرات مقاتلة من طراز "ايه 10"، كما تنشر الولايات المتحدة 2200 من الجنود والطواقم المدنية الدفاعية في تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي والشريك الحيوي لواشنطن في المنطقة. ويتمركز نحو 1500 من هؤلاء في قاعدة "إنجرليك". وتلقى العسكريون الأمريكيون في تركيا أمرا باتخاذ أقصى تدابير الحيطة وتعليق كل الأنشطة غير الأساسية.
دويتشه فيله: تواصل الاعتقالات في تركيا على خلفية المحاولة الانقلابية
كشفت وسائل الإعلام التركية أن عشرات الجنرالات والقضاة والمدعين أوقفوا في حملة مداهمات جديدة عمت مختلف أنحاء البلاد لاتهامهم بالمشاركة في محاولة الانقلاب الفاشلة، فيما قال وزير العدل إن عدد المعتقلين بلغ ستة آلاف شخص.
قال مسؤول تركي كبير اليوم الأحد (17 يوليو) إن الحكومة استعادت السيطرة على أنحاء البلاد رغم أن مجموعات قليلة من مدبري الانقلاب لا تزال صامدة في اسطنبول، لكنها لم تعد تشكل خطرا. وتابع قوله إنه لم يلق القبض بعد على بعض العسكريين المهمين لكن يبدو من المرجح توقيفهم سيكون قريبا.
من جانبه، نقل تلفزيون (إن.تي.في) عن وزير العدل التركي بكير بوزداغ قوله اليوم الأحد إنه جرى اعتقال ستة آلاف شخص حتى الآن فيما يتصل بمحاولة الانقلاب الفاشلة ومن المتوقع اعتقال المزيد. ونسب التلفزيون إلى بوزداغ قوله "ستستمر العملية القضائية بشأن ذلك".
وأعلن تلفزيون (ان تي في) توقيف 34 جنرالا برتب مختلفة، اغلبهم من الشخصيات الشديدة الرمزية في الجيش على غرار قائدي الفيلق الثالث أردال اوزتورك والفيلق الثاني المتمركز في ملاتيا أدم الحدودي.
كما أعلنت وكالة أنباء الأناضول توقيف قائد حامية دنيزلي (غرب) إلى جانب 51 جنديا. كما أوقف كذلك ضابط كبير في سلاح الجو وغيره من العسكريين الكبار في قاعدة إنجرليك (جنوب البلاد) التي يستخدمها التحالف الدولي لمكافحة تنظيم ما يسمى "بالدولة الإسلامية" في سوريا، على ما ذكرت صحيفة "حرييت" اليوم الأحد.
وقال مسؤول حكومي إنه تم القبض على قاعدة إنجرليك الجوية في تركيا الجنرال بكير ارجان بتهمة التواطؤ مع الانقلابيين.
يذكر أن قاعدة إنجرليك تتسم بأهمية كبيرة بالنسبة لقوات حلف شمال الأطلسي عموما والقوات الأمريكية خصوصا، حيث تنطلق منها طائرات قوات التحالف لمهخاجمة مواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا. كما تنشر ألمانيا بطاريات صواريخ مضادة للصواريخ لحماية الحدود التركية السورية من ضربات قادمة من داخل الأراضي السورية.
فرانكفورتر ألجماينا: وزير الخارجية الفرنسي الانقلاب الفاشل لا يمنح أردوغان شيكا على بياض
قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت اليوم الأحد: إن الانقلاب الفاشل في تركيا لا يمنح الرئيس رجب طيب إردوغان "شيكا على بياض" لتجاوز المبادئ الديمقراطية.
وقال جان مارك ايرولت للقناة التلفزيونية الثالثة في فرنسا "نريد تفعيل حكم القانون بشكل كامل في تركيا. (الانقلاب) ليس شيكا على بياض للسيد أردوغان. لا يمكن أن يكون هناك تطهير .. يجب أن يأخذ القانون مجراه".
وقال إن وزراء الاتحاد الأوروبي سيؤكدون غدا الاثنين عند اجتماعهم في بروكسل على أنه يجب على تركيا الالتزام بمبادئ الديمقراطية الأوروبية.
كما اعتبر ايرولت اليوم الأحد أن "هناك تساؤلات تطرح" حول ما إذا كانت تركيا "جديرة بالثقة" كشريك في التصدي لتنظيم "الدولة الإسلامية".
من جانبه، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصالا هاتفيا مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان قدم خلاله تعازيه لسقوط قتلى في المحاولة الانقلابية الفاشلة مشيرا إلى أن روسيا مهتمة بعودة سريعة إلى النظام الدستوري وأن لا تكون هناك إجراءات غير دستورية، حسب ما نقلت وسائل إعلام روسية عن الكرملين.
صاندي تلجراف: كيف حيد أردوغان الجيش
نشرت صحيفة صاندي تلغراف تقريرا كتبه، ديفيد بلير، يتحدث فيه عن الرئيس التركي، رجب طيب أردغان، وكيف سطع نجمه ثم كيف استطاع أن يحيد الجيش، بعدما أصبح رئيسا للبلاد.
يقول بلير على الرغم إخفاقاته فإن للرئيس التركي ما يكفي من الأنصار لمواجهة القوات العسكرية والدبابات.
ويذكر أن أردوغان فاز بخمس انتخابات وهو يحكم تركيا منذ 14 عاما، رئيسا للوزراء ثم رئيسا للبلاد، ولكن ما حدث الجمعة في اسطنبول وأنقرة هز عرشه، بطريقة غير مسبوقة.
ويرى بلير أن الذي أنقذ الرئيس التركي هو انقسام في القوات المسلحة، وفيها قادة كبار عارضوا الانقلاب، وكذا قدرة الرئيس الخارقة على حشد الجماهير والأنصار.
ويذكر الكاتب أن مواجهة أردوغان مع العسكر بدأت عندما حظر حزب الرفاه الإسلامي الذي كان ينتمي إليه، وساعد الجيش في عزله من منصب رئيس بلدية اسطنبول.
وسجن أردوغان 4 أشهر عام 1999، لأنه قرأ قصيدة في تجمع شعبي مطلعها: "المساجد ثكناتنا، والقبب خوذاتنا، والمآذن خناجرنا، وجنودنا الأتقياء".
ويضيف بلير أن أردوغان شكل تحالفا فريدا من نوعه عندما انتخب رئيسا للورزاء عام 2002، وضم إليه نخبة رجال الأعمال، باعتماده حرية السوق، وكسب دعم الليبراليين عندما حيد الجنرالات الذين يعتبرون أنفسهم حماة الدستور العلماني في البلاد.
ولكن تراجع دعم رجال الأعمال التقليديين لأردوغان عندما تباطأ النمو، وساءت علاقات تركيا مع الشركاء المهمين مثل الاتحاد الأوروبي.
ودعم الليبراليون أردوغان، حسب الكاتب، عندما واجه الجيش، ولكنهم انفضوا من حوله عندما شرع في تطبيق قناعاته الإسلامية مثل رفع الحظر عن ارتداء الحجاب في مؤسسات الدولة، وتشجيع النساء على إنجاب ثلاثة أطفال على الأقل.
ويختم بلير تقريره بالقول إن أردوغان عمق الاستقطاب في المجتمع التركي، ولكن مثلما هناك من يكرره، هناك من يحبه أيضا.
ولعل تمكنه من دحر محاولة الانقلاب دليل على أن أعددا كافية من الأتراك تحبه وتريده أن يبقى في منصبه، وإن كان ذلك في مواجهة الدبابات والطائرات المقاتلة.