الحكومة تشارك في مفاوضات الكويت... واستمرار المعارك في اليمن
الأحد 17/يوليو/2016 - 08:11 م
طباعة

حسمت الحكومة اليمنية أمس أمرها وقرر الرئيس عبد ربه منصور هادي ومستشاروه عودة وفدهم المفاوض إلى الكويت لاستئناف مشاورات السلام مع وفد الحوثيين وحزب الرئيس السابق علي صالح، في وقت أحرزت القوات الموالية لها تقدماً ميدانياً جديداً غرب مأرب في ظل استمرار المواجهات على مختلف الجبهات وتواصل غارات التحالف العربي على مواقع المتمردين.
المسار التفاوضي:

وعلى الصعيد مسار التفاوضات، استؤنفت الجمعة جولة مشاورات السلام في الكويت بين الأطراف اليمنية حيث عقدت جلسة مشتركة حضرها وفدا الحكومة الشرعية والانقلابيين برعاية أممية.
وافتتح المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد الجولة الثانية من مشاورات الكويت بحضور وفدي الحكومة اليمنية ووفد الانقلابيين مساء السبت.
وبدأ ولد الشيخ كلمته الافتتاحية بمطالبة جميع الأطراف بالوقوف أمام مسؤولياتهم الوطنية من خلال اتخاذ قرارات حاسمة ليبرهنوا للشارع اليمني عن صدق نواياهم محذرا من أن هذه الجولة من المشاورات هي الفرصة الأخيرة لصنع السلام وفقا للمرجعيات الدولية المتفق عليها.
وأشار المبعوث الأممي أن القرارات سوف ترتكز بشكل رئيسي على قرار مجلس الأمن 2216 والقرارات ذات الصلة كمبادرة مجلس التعاون الخليجي وآلية تنفيذها ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
كما أشار ولد الشيخ وفي خطابه أمام الوفدين إلى أن المدة الزمنية للجولة الثانية من مشاورات الكويت ستكون أسبوعين فقط يتم خلالهما التركيز على تثبيت وقف الأعمال القتالية بشكل كامل وتفعيل لجنة التهدئة والتنسيق واللجان المحلية بالإضافة إلى تشكيل اللجان العسكرية التي ستشرف على الانسحاب وتسليم السلاح بالإضافة إلى فتح الممرات الآمنة لوصول المساعدات الإنسانية الى المناطق المحاصرة.
وحددت الحكومة اليمنية 15 يوماً لحسم ملف المشاورات، والخروج بالتصور النهائي عن جدية الأطراف الأخرى في الوصول إلى حل سلمي لأزمة اليمن التي شارفت على عامها الثاني، منذ انقلاب الحوثيين على الحكومة الشرعية في (سبتمبر) 2014. وأعادت ضمانات مكتوبة، قدّمها مبعوث الأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وفد الحكومة الشرعية إلى طاولة المشاورات،
وأكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبدالملك المخلافي رئيس الوفد الحكومي أن الحكومة تمد يدها للسلام من أجل استعادة الأمن والاستقرار في اليمن ووقف نزيف الدم.
ومن المتوقع أن يعود المبعوث بعد الجلسة الافتتاحية للمشاورات إلى الرياض للقاء الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ونائبه والقوى السياسية الداعمة للشرعية .
علم "المصدر أونلاين"، من مصادر ان وفد الحكومة سيلتقي مساء يوم الاحد، وزير الخارجية الكويتية.
وذكرت المصادر أن الوفد الحكومي سيلتقي عند الساعة الـ8.30 مساءً، بوزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح.
وأوضحت ان لقاء الصباح بالوفد الحكومي، يأتي في إطار لقاءات سيعقدها ايضاً مع وفد الانقلابيين، والمبعوث الأممي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد.
الوضع الميداني:

ميدانياً، سيطرت القوات الموالية للحكومة على منطقة «حيد النضارة» في صرواح، غرب مدينة مأرب، عقب معارك عنيفة ضد الحوثيين وقوات صالح، وقالت مصادر ميدانية في القوات الحكومية إن المواجهات التي استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة أسفرت عن قتلى وجرحى في صفوف مسلحي الجماعة والقوات الموالية للرئيس السابق.
وأكدت مصادر ميدانية مصرع 39 من عناصر الميليشيات بينهم قيادي حوثي بارز وذلك نتيجة مواجهات ميدانية وغارات لمقاتلات التحالف العربي.
وأفادت مصادر ميدانية في الجوف بمقتل مشرف الحوثيين في الخوبة على الحدود السعودية واسمه أبو رامي عيسى عمير.
وأشارت المصادر إلى أن القيادي الحوثي وهو من أهالي مديرية المراشي بالجوف قتل بغارة لطيران التحالف أودت بحياة 5 مسلحين كانوا معه.
وبحسب المصادر يعد أبو رامي من القيادات البارزة للمليشيا ومقتله يعتبر ضربة قاصمة لهم.
وتحتدم المواجهات في مديرية نهم شرق العاصمة صنعاء، وسط تقدم للجيش الوطني والمقاومة. وقال المتحدث باسم المقاومة في صنعاء عبدالله الشندقي إن هذا التقدم يأتي بعد أيام قليلة من تحرير جبل القرن؛ مشيرا إلى أن الانقلابيين حاولوا التقدم إلا أن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية واجهتهم وكبدتهم خسائر كبيرة منعتهم من التقدم ميدانيا.
وأشار إلى أن المعارك أسفرت عن سقوط 16 قتيلا من المليشيات، وعشرات الجرحى، فيما لقي إثنان من أفراد الجيش الوطني مصرعهما وأصيب 5 آخرون.
وفي محافظة مأرب سيطرت قوات الجيش الوطني والمقاومة على منطقة حيد النضارة، في صرواح غرب مدينة مأرب، عقب معارك عنيفة ضد الحوثيين وقوات صالح خلفت 7 قتلى وعدد من الجرحى في صفوف الميليشيات.
والجدير بالذكر أن صرواح تعتبر المديرية الوحيدة في مأرب التي لا زال الحوثيون وقوات صالح يتمركزون فيها.
و قُتل أحد عناصر المقاومة الشعبية و4 من مسلحي جماعة الحوثيين والقوات الموالية لصالح في معارك اندلعت السبت بين الطرفين في منطقة الصراري التابعة لجبل صبر، جنوب شرق مدينة تعز.
وأفادت مصادر ميدانية بأن المعارك اندلعت عقب فشل وساطة قبلية قادها زعماء قبائل بين المقاومة والحوثيين في بيت الصراري لوقف التوتر في المنطقة والزام الحوثيين بتسليم السلاح الثقيل، وأي شخص من خارج المنطقة.
وفي البيضاء قالت مصادر محلية إن ما لا يقل عن 6 من مسلحي المليشيات لقوا مصرعهم في قصف مدفعي لرجال المقاومة على مواقع الحوثيين في منطقة الوهبية بمديرية السوادية.
المشهد اليمني:

يذهب الكثير من المراقبين العسكريين إلى أن ساعة الصفر لم تحن بالفعل في ما يتعلق بمعركة تحرير صنعاء، مرجعين ذلك لأسباب سياسية ولوجستية وضغوط تتعرض لها الحكومة اليمنية ودول التحالف لاستنفاد فرص الحل السياسي قبل الإقدام على أي عمل عسكري في اتجاه تحرير العاصمة.
وأشار المراقبون إلى أن المعارك تأتي في سياق منع الحوثيين من تحقيق أي تقدم إضافي والاستمرار في استنزافهم في المواجهات التي لم يدخل فيها الجيش الوطني وقوات التحالف بشكل جدي حتى الآن.
ورجح المراقبون استمرار الصراع في اليمن، حتي التزام حقيقي بقرارات مجلس الامن الدولي المتعلقة باليمن والمباردة الخليجية.