الدعوة السلفية وشروط التصالح مع الإخوان

الخميس 21/يوليو/2016 - 04:26 م
طباعة الدعوة السلفية وشروط
 
شريف الهواري، واحد من أهم قيادات الدعوة السلفية فمنذ تسعينيات القرن الماضي وهو المسئول عن منطقة برج العرب والعامرية ومريوط، والتي تعد أكبر من نصف مساحة الإسكندرية، وتتميز هذه المنطقة بوجود تشكيلات اجتماعية مختلفة من باقي محافظات الجمهورية من العمال والفلاحين محدودي الدخل وبها كثافة سكانية من القبائل العربية، ويُعد الشيخ شريف الهواري من أكثر الشخصيات السلفية تأثيرًا، سواء داخل الدعوة السلفية أو حزب النور؛ حيث حصل على العديد من المناصب بها، فهو رئيس اللجنة الشرعية لإصلاح ذات البين، وعضو مجلس إدارة الدعوة السلفية، وعضو مجلس شيوخ حزب النور، يصفه شباب الدعوة السلفية بـ«الحكيم»، فهو الذي يفصل بين السلفيين في النزاعات، وهو المكلف بإنهاء الخلافات داخل الحزب، وهو الذي حصل على ثقة الأقباط، لدرجة أنهم يقصدونه لحل خلافاتهم، وهو أمر نادر الحدوث.
وفي حواره مع جريدة التحرير وضع أربعة شروط للتصالح مع الإخوان هي: طلب مناظرة قيادات الجماعة برعاية الأزهر لتهيئة الأجواء نحو المصالحة، يجب أن تخرج رموز الإخوان على الهواء ويطلبون العفو من المصريين،  على رموز الجماعة إعلان التوبة والاعتراف بما اركتبوه من عنف والابتعاد عن «التكفير»، يجب على قياداتهم إعلان أنهم ضيعوا الشباب وعرضوهم لصدام خاسر مع الدولة.
وحيث إنه من أول المطالبين بإعداد مراجعات فكرية للإخوان داخل السجون أوضح وجهة نظره في هذا بقوله: "نحن نقوم بدورنا من أجل مصلحة البلاد، وقدمنا العديد من الاقتراحات الرامية إلى إعداد مراجعات فكرية داخل السجون، لا سيما أننا نمتلك من الخبرة ما يؤهلنا للقيام بهذه المهمة، لكن لا بد أن يحدث ذلك بمشاركة علماء من الأزهر والدعوة السلفية، ولا شك أن المراجعات هي بداية حقيقة لإنقاذ مصر، لكن على الإخوان التوقف عن سياسة الترهيب التي ينتهجونها".
وعن مساعي الدعوة السلفية لتقديم مبادرة من شأنها تحقيق مصالحة مع الإخوان قال: "يجب علينا لفت الانتباه إلى أن هناك عملية تخوين بين الإخوان فيما بينهم، فبعضهم يتهم القيادات بأنها فاشلة وخائنة، ونحن قد وجهنا لهم تحذيرات، وللأسف الشديد الإخوان يتاجرون بدماء الناس، ومع ذلك ما زلنا نقول: إن الحل هو الصلح، ولكن أن يكون على ثوابت، فلا بد من تغيير منهج  من كفر المسلمين وأفكارهم التي انحرفت، فهم من خونوا الناس لمجرد الاختلاف في الرأي، كما لا بد من أن يعلنوا ابتعادهم عن  المنهج التصادمي والتكفيري والعنف الذي انتشر خلال الفترة الماضية، فهو أمر لا يصح، إضافة إلى إجراء مراجعات حقيقة ويستغفروا الله، ويعلنوا أنهم ارتكبوا ذنبًا لأنهم شوهوا صورة المسلمين، وضيعوا الشباب وعرضوهم لصدام خاسر 100%، والبلد كانت ستتعرض لنكبة مع مرسي، مثلما حدث في سوريا والعراق."
الدعوة السلفية وشروط
وتطرق لما يجب على الإخوان فعله لقبول عودتهم مرة أخرى لجسد الوطن فقال الهواري: "لا بد أن تكون البداية التوبة إلى الله والندم على ما فعلوه، وأن يتبرءوا من التكفير والعنف والصدام، وأن يعلنوا أنهم وقعوا في أخطاء، وليس من العيب الاعتراف بذلك، بل إنها من الرجولة والجرأة، كما لا بد من فتح صفحة جديدة، وفي النهاية إن الله غفور رحيم، ربنا قال للمشركين إذا أعلنتم توبتكم سنقبلكم، باب التوبة مفتوح محدش يقدر يقفله، ولا بد على المصريين أن يفتحوا الباب للتصالح مع كل  من لم يتلوث بدم أو عنف، حتى تسير الأمور."
أما عن إجراءات المصالحة فقال الهواري: "إذا أردنا الحل، وكنا نبحث عن مصلحة مصر، لا بد من الجلوس في مناظرات علمية مع رموز الإخوان المُحركة، وأن يقود هذه المبادرة  شخصيات فاهمة ومتقنة، يقيموا عليهم الحجة، بأن ما فعلوه خطأ بالدليل، فعندما يقتنعوا بذلك، يخرج بعد ذلك رموز الإخوان على الهواء، ويعترفوا أنهم وقعوا في أخطاء ويستغفروا، ويقولوا: تبنا إلى الله، ونرجو أن يسامحنا الناس في حقوقهم. ونبدأ نضع النقاط على الحروف، لكن أن تتحول المسألة إلى  صلح ومشي حالك،  فهذا يعد تغريرًا بالبلد. لا بد من علماء الوسطية والاعتدال من الأزهر والدعوة السلفية، الذين وقفوا مع البلد في أزمتها، أن يقفوا ويطلبوا منهم المناظرة حتى نظهر لهم الأخطاء الشرعية التي وقعوا فيها، بعد الاعتراف والتوبة إلى الله واستسماح أصحاب الحقوق، ثم بعد ذلك يتم التفاهم، ومن لا يثبت عليه أي تورط في عنف يعيش حياته كمصري، ومن أخطأ يتحمل نتيجة الخطأ."
الدعوة السلفية وشروط
وتناول احتمالية قبول الإخوان بالشروط التي وضعها قائلًا: "هذه هي المشكلة، لذلك أتحدث عن ضرورة أن يتم مواجهتهم بشكل صريح مع علماء يقيمون عليهم الحجة، فإذا لم يقتنعوا، يكون الحديث ليس له جدوى من الأساس، وذلك حتى لا نضحك على أنفسنا، علينا أن نتذكر أن الجماعة الإسلامية قدّمت مراجعات، وكان لديها جرأة في الاعتراف بالخطأ، لكن للأسف كان بينهم غير المقتنعين بفكرة المصالحة مع الدولة ، مثل عاصم عبد الماجد وغيره، وعادوا مرة أخرى للعنف، لكن من اعترف من داخله، مثل ناجح إبراهيم وكرم زهدي، لم يعودوا مرة أخرى، ويحملون الآن فكر إصلاحي تنويري، وبفضل الله يشيدون بموقف الدعوة السلفية."
وختم حواره بتقديم الدعوة السلفية مبادرة للمصالحة مع الإخوان لجهات الدولة، قائلًا: "تحدثنا في حلقات ودروس وندوات، لكن إلى من  نقدم المبادرة، إذا كان الإخوان رفضوا مبادرة حزب النور وهم في السلطة، ورغم الخسائر الفادحة التي وجهت لهم بعد 30 يونيو، فإنهم يستكبرون الجلوس مع أحد، ويتحدثون عن أننا خونة وعملاء ومرتدين، ونحن الآن نوجه الحديث للعقلاء منهم، دعونا نتناقش شرعًا وبالدليل، ونقدم ما يرضي الله، ونحفظ دماء الناس، فإذا انهارت مصر تنهار الدنيا بأسرها، الإخوان ينظرون لمن يخالفهم على أنهم شياطين، لكن إذا جلسوا بهدوء وتناقشنا بالدليل لن يجدوا أي ردود؛ لأن ما فعلوه خطأ شرعا 100%، فقد عملوا على تهييج  مشاعر وعواطف الناس، و(خلعوا وسابوهم بعدما ورطوهم.. كانوا يقعدوا معاهم لو رجالة)".

شارك