التحالف الأمريكي / التركي ... لإنقاذ «كوباني» أم لإسقاط نظام «الأسد»؟!
الأحد 12/أكتوبر/2014 - 10:43 م
طباعة

على الرغم من تعرض «كوباني» الكردية للحصار «الداعشي» من الشرق والغرب والجنوب. وشدة القصف بالأسلحة الثقيلة والصواريخ. لا زالت الحكومة التركية عازفة عن التدخل للدفاع عن المدينة أو حتى منع الزحف "الداعشي" إليها. ورغم التظاهرات العارمة التي عمت العديد من المحافظات التركية من قبل الأكراد الاتراك مطالبة الحكومة التركية بضرورة التدخل للحماية ذويهم من الأكراد السوريين بمدينة كوباني. وقد تعاملت الحكومة التركية مع المتظاهرين بعنف شديد مما أوقع عدد من القتلى والجرحى في صفوف المتظاهرين. إن معظم المراقبين للموقف التركي لمحاربة "داعش"، في إطار التحالف الدولي يثير الشكوك حول نية وجدية النظام التركي في خوض حرب ضد تنظيم "داعش"،

لأن النظام التركي مع أطراف أخرى هي التي دعمت "داعش" وأمدتها بالسلاح وسمحت بإقامة معسكرات التدريب وأسست الفرع السوري "لداعش" وهو "جبهة النصرة" ولا يزال الهدف الاستراتيجي للنظام التركي من استخدام "جبهة النصرة" أو "داعش" أو غيرها هو اسقاط نظام بشار الأسد وتدشين نظام يحظى بالولاء لتركيا في إطار دولة الخلافة الأسلامية. لقد أعلن اردوغان فيما قبل عن عدم مشاركة تركيا في الحرب ضد "داعش" وأن أقصى ما تقدمه هو الدعم اللوجستي في حدود معينة. وأنها لن تسمح بشن هجمات على "داعش" من خلال الأمراض التركية. لكن مع الضغط الأمريكي فيما يخص الموقف المعقد في كوباني. ومع الاتفاقيات الغير معلنة ما بين امريكا وتركيا كان الجزء المعلن منه هو موافقة تركيا على تدريب متطوعين من المعارضة السورية بالأراضي التركية ومن هنا تضمن تركيا تواجد لها على الأراضي السورية. ومن المعروف أن تركيا طلبت فيما قبل شرطاً أساسياً للدخول بقوات للدفاع عن "كوباني" هو أن يتم تحديد منطقة عازلة لا يحلق فيها الطيران حول المدينة ومن هنا يستطيع النظام التركي دفع قوات تركية داخل الأراضي السورية عبر "كوباني" من أجل الهدف الأسمى وهو اسقاط نظام بشار الأسد بصرف النظر عن محاربة داعش او الابقاء عليها.

من المؤكد إن الموقف التركي أصبح في مأزق شديد الآن خاصة بعد موافقة المجلس التشريعي التركي على اشتراك القوات التركية في الدفاع عن "عين العرب" أن "عين العرب" كانت منذ عدة سنوات هي المشروع الحضاري للتعايش بين الطوائف المختلفة وذلك ما قدمه زعيم الأكراد "عبدالله أوجلان" والقتل مدى الحياة في سجون تركيا – على خلفية عملية السلام بين الأكراد وتركيا. فلهذا فقد هدد زعيم الأكراد "عبدالله أوجلان" أنه في حالة سقوط "كوباني" فستنهار عملية السلام بين الأكراد وتركيا. وعلى الرغم من المأزق الشديد الذي يمر به النظام التركي إلا أنه مصراً على عدم تغيير استراتيجيته ومع تزايد الزحف الداعشي على المدينة تتزايد التظاهرات والاشتباكات في المحافظات التركية والتي راح ضحيتها حتى الآن 31 قتيلاً و36 مصاباً. إن التحالف التركي/ الأمريكي يدخل معركة "كوباني" متأخراً جداً عن ما يحدث على ارض الواقع. فالضربات الجوية قد تعرقل الزحف "الداعشي" لكن لن توقفه أو تمنعه من احتلال المدينة أما الأقتراح التركي بالمنطقة العازلة سيحتاج إلى فترة زمنية ليست بالقصيرة والسهلة فهي أيضاً تحتاج إلى دعم أممي لتواجد قوات أممية للحفاظ على منطقة عازلة ويأتي أخيراً مسألة تدريب قوات من المعارضة السورية للدفاع عن المدينة. كيف سيتم تحديد هوية هؤلاء المتطوعين وما هي الفترة الزمنية التي ستسمح بتدريب هؤلاء المتطوعين في الوقت الذي يقوم فيه النظام التركي بمنع المتطوعين الأكراد في تركيا من الأنضمام إلى رفاقهم في "عين العرب". وبالطبع ستتزايد أزمة اللاجئين والتي يتعامل معها النظام التركي بوقاحة شديدة رغماً عن نداءات المنظمات الحقوقية إن النظام التركي يحاول استهلاك الوقت حتى تحدث الآتي، إما أن تسقط "كوباني" في يد داعش وبالتالي تتخلص تركيا من حكم الادارة الذاتية للاكراد في المناطق الكردية السورية أو ترتكب "داعش" مذبحة ضد الأكراد في "عين العرب" وتصبح أقامة منطقة عازلة مطلب دولي أممي يساعد تركيا للتخلص من النظام السوري بأدخال قوات دولية في الصراع السوري وقد يكون هذا هو الهدف الأمريكي بأستصدار قرار أممي يسمح بالتدخل في حل الصراع في سوريا والذي أخفقت في إصداره أمريكا. وذلك لاستخدام روسيا حق الفيتو ضد اي قرار للتدخل في سوريا.

من الواضح أن مطامع التحالف الأمريكي / التركي في "عين العرب" لا تقل عن مطامع "داعش" وسيكون حكم التاريخ على سقوطها لأكبر دليل على تواطئ الجميع على الأكراد السوريين والتضحية بالشعب الكردي من أجل مطامعهم الدنيئة.