صدمة ألمانية من الجرائم الإرهابية.. والإدانات الغربية مستمرة
السبت 23/يوليو/2016 - 06:52 م
طباعة


ألمانيا تحت الإرهاب
لا تزال ألمانيا تعيش صدمة العمليات الإرهابية التي شهدتها مدينة ميونخ أمس، في الوقت الذي تتوالى فيه ردود الأفعال الغربية المنددة بهذه الجريمة، مع استمرار عمليات المداهمة التى تقوم بها الشرطة الألمانية لعدد من المنازل والمواقع المشتبه تورط عدد من المتهمين بها.
يأتى ذلك فى الوقت الذى أعربت فيه المستشارة انجيلا ميركل عن صدمتها حيال هجوم ميونيخ، في الوقت نفسه، أشادت ميركل اليوم في برلين بعمل أطقم العمليات الذي كان "على درجة عالية من الاحترافية" ووصفتهم بأنهم كانوا معاوني و"حماة المواطنات والمواطنين في أفضل معاني العون والحماية".
أشارت ميركل إلى أن التعاون بين سلطات ولاية بافاريا والحكومة الاتحادية كان على أفضل ما يكون، وأضافت أن ألمانيا تحزن " ببالغ الأسى" على هؤلاء الذين لن يتمكنوا من العودة إلى ذويهم أبدا". واختتمت ميركل تصريحاتها بالقول إن المهم الآن هو توضيح الجريمة بشكل كامل.
خاطبت ميركل ذوي الضحايا قائلة: "نحن نفكر فيكم ونشاطركم الألم ونعاني معكم"، مشيرة إلى أن الجريمة كانت أكبر من أن تُحْتَمَل إذ أنها وقعت في وقت الأنباء المفزعة إذ سبقها قبل أكثر من أسبوع الهجوم الإرهابي في مدينة نيس الفرنسية وتلا هجوم نيس بعد ذلك بقليل " الهجوم المروع الذي لا يصدق بالفأس في قطار بمدينة فورتسبورغ".
تحدثت ميركل عن العديد من إيماءات المساعدة في ميونيخ ،وقالت إن هذه الإيماءات أظهرت "إلى أي مدى نحن نعيش في مجتمع حر متآخ إنسانيا" وشددت على أن "قوتنا تكمن" في هذه الحرية والتآخي الإنساني. وتابعت ميركل أن كثرة التعازي الواردة من الدول الأخرى "تجعلنا ندرك جيدا أن التضامن موجود أيضا بين الشعوب".

عمليات مداهمة مستمرة
من جانبه، قال وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير الذي قطع رحلته إلى الولايات المتحدة وعاد إلى برلين إن منفذ اعتداء ميونيخ لم يكن معروفا لدى الأجهزة الأمنية أو لدى الشرطة. وأضاف أنه لم يتعرض يوما ما لتحقيقات ولم يكن أمنيا معروفا بأي شكل من الأشكال. مشيرا إلى أنه لذلك لم تتوفر معلومات عن هذا الشخص لدى الأجهزة المعنية.
أكد دي ميزير نتائج التحقيقات الأولية لحادث المأساوي في ميونيخ والتي أشارت إلى أن المنفذ هو شاب ألماني من أصل إيراني قام بالعملية لوحده على الأرجح ولدوافع غير معروفة.
فى حين عبر نائب المستشارة وزعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي زيجمار غابريل عن صدمته العميقة حيال اعتداء ميونيخ ودعا الجميع إلى توخي الهدوء وعدم الانجرار وراء الشائعات والتكهنات معبرا عن مواساته لذوي ضحايا الاعتداء.
على الجانب الاخر قالت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين إنها وأثناء مجرى أحداث اعتداء ميونيخ وضعت وحدة عسكرية متخصصة تابعة للجيش الألماني على أهبة الاستعداد للمساعدة على احتواء الوضع في ميونيخ.
أشارت إلى أنها وضعت الوحدة العسكرية على أهبة الاستعداد طالما لم تتضح معالم الجريمة في ميونيخ طيلة ساعات العملية.

فزع فى ميونخ
من ناحية اخري أعلن هوربرتوس أندريا رئيس الشرطة الألمانية أنه لا توجد علاقة لمنفذ هجوم ميونيخ بتنظيم الدولة الإسلامية داعش، كما أعلنت الشرطة في ولاية بافاريا أنها لا تستبعد إمكانية أن يكون منفذ الهجوم مختلا عقليا، مستبعدة في الوقت نفسه أن يكون الدافع وراء ارتكابه لهذا الهجوم سياسياً، وأكد أندريا بأنه لا يوجد أي رابط بين هذا الهجوم وقضية اللاجئين.
وأعلن الادعاء العام الألماني في ميونيخ أن الجريمة التي وقعت في المركز التجاري في ميونيخ كانت جريمة قتل عشوائي تقليدية، وأضاف الادعاء أنه لا توجد شواهد أخرى. ورجح الادعاء العام أن يكون منفذ هجوم المركز التجاري في ميونيخ مصابا بمرض "من أمراض الاكتئاب"، دون أن يضيف المزيد من التفاصيل.
يأتى ذلك فى الوقت الذى عثر فيه المحققون داخل منزل منفذ هجوم المركزالتجاري في ميونيخ على كتب عن حوادث القتل العشوائي، وأكدوا على أنه كان شديد الاهتمام بهذا الموضوع.
وقال أندريا نعتقد بوجود علاقة بين هجوم ميونيخ ومذبحة أوسلو، التي كان النرويجي اليميني المتطرف اندريس بيرينج بريفيك قد نفذها قبل سنوات. وقال أندريا إن "هذه العلاقة واضحة".
من ناحية أخرى، أعلنت كوسوفو أن ثلاثة من مواطنيها قتلوا في إطلاق النار في ميونيخ الذي قام به ألماني من أصل ايراني يبلغ من العمر 18 عاما قبل أن يقدم على الانتحار.
وقالت وزارة خارجية كوسوفو أن "ثلاثة مواطنين من كوسوفو هم بين ضحايا إطلاق النار في ميونيخ".، وقنصليتنا في ميونيخ تأكدت مع شرطة ألمانيا والعائلات أن ثلاثة شبان ألبان كوسوفيين لقوا مصرعهم في الهجوم".
وتحاول الشرطة الألمانية معرفة مزيد من التفاصيل حول هوية ودوافع الشاب الذي قتل تسعة أشخاص وجرح 16 آخرين إصابات ثلاثة منهم خطيرة، في مركز تجاري في ميونيخ قبل آن ينتحر.

ميركل
كما توالت ردود الفعل الألمانية والدولية حول اعتداء ميونيخ الذي أسفر عن مقتل تسعة أشخاص وانتحار منفذ العملية، حسبما قال قائد شرطة ميونيخ، بالإضافة إلى 21 جريحا حسبما أعلنت الشرطة الألمانية.
وبعد الحادث دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى جلسة لمجلس الأمن الفدرالي، وفق ما أعلن المتحدث باسمها. وكتب المتحدث ستيفن سايبرت على تويتر "الوزراء المعنيون في طريقهم إلى برلين، وسنقيم الوضع في إطار مجلس الأمن الفدرالي".
عبر الرئيس الألماني يواخيم غاوك عن "صدمته الكبيرة" بعد الاعتداء "الإجرامي" في ميونيخ بجنوب البلاد والذي أدى وفق حصيلة جديدة إلى مقتل ستة أشخاص وإصابة آخرين بجروح بالغة، وقال جاوك "إن الاعتداء الإجرامي في ميونيخ أشعرني بالصدمة إلى أقصى حد"، مؤكدا تضامنه مع الضحايا وعائلاتهم.
من جهته قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إن الدافع وراء هذا الهجوم الدموي لا يزال غير واضح. وأضاف في بيان أرسل عبر البريد الإلكتروني "الدوافع لهذا العمل البغيض لم تتضح بالكامل حتى الآن. لا تزال تصلنا خيوط متناقضة."
وعلى الصعيد الدولي أدانت مجموعة من الدول اعتداء ميونيخ. فقد وعد الرئيس الأميركي باراك أوباما الجمعة السلطات الألمانية بتقديم "كل الدعم الذي تحتاجه"، وقال "ألمانيا أحد أقرب حلفائنا، وبالتالي سنقدم كل الدعم الذي تحتاجه لمواجهة هذا الوضع".، كما أدانت عدد من الدول العربية الهجوم الإرهابي في مركز أوليمبيا التجاري بمدينة ميونيخ الألمانية، من بينها مصر والبحرين والكويت وأكدت تضامنها مع ألمانيا في هذا الاعتداء الذي أودى بحياة عشرة أشخاص.