"الهلع الأوروبي" و"انتقام أردوغان" فى الصحف الأجنبية
الإثنين 25/يوليو/2016 - 10:39 م
طباعة
سيطرت حالة الهلع فى الأوساط الأوروبية عقب احداث ميونخ على الصحف الأجنبية، والحديث عن تراجع الشعور بالأمان فى ضوء تنامى خطر المتطرفين، مع التركيز على تداعيات الانقلاب التركى الفاشل، وما تبعه من أعمال قمع واستبداد من الرئيس التركى رجب طيب أردوغان وحكومته.
الهلع فى أوروبا:
الهلع الالمانى
من جانبها رصدت الجارديان قلق الأوساط الأوروبية من تفشي أعمال العنف والارهاب إن أوروبا الغربية، مقارنة بالمناطق الأخرى في العالم، تتميز بالأمن والأمان، ويزداد هذا الأمن والاستقرار كلما اتجهنا إلى دول شمال أوروبا، ولذلك هي مقصد المهاجرين واللاجئين، وأن النرويج مثلا سجلت في سنوات ألفين معدل 30 جريمة قتل في العام، بينما شهدت الولايات المتحدة 15 ألف جريمة قتل في الفترة نفسها.
وفي عام 2011 قتل أندر بريفيك 77 شخصا في هجوم قرب أوسلو، ثم عادت معدلات الجريمة في النرويج في السنوات التالية إلى مستوياتها المنخفضة، ولكن الهجمات الأخيرة في أوروبا الغربية نشرت، حسب الغارديان، أجواء من الخوف والعنف
اشارت الصحيفة أن هذه الهجمات لها تأثير مشترك وهو زرع خوف حقيقي بين الناس على سلامتهم الشخصية، وإثارة الجدل والأجواء المشحونة، لأنها عشوائية، وليست ردا على استفزاز الضحايا، ثم لأنها غالبا ما ترتبط بالمتشددين الإسلاميين، ولكنها تستهدف دولا مختلفة من حيث التقاليد والسياسة، ففرنسا مثلا فيها رئيس ضعيف سياسيا، وهي حاليا تتدخل عسكريا في أفريقيا، وتعرضت لسلسلة من الهجمات في الفترة الأخيرة، أما ألمانيا فتقودها مستشارة قوية وفتحت أبوابها للاجئين والمهاجرين، وهي معروفة بالتسامح، وإن كانت نسبة الاندماج فيها غير عالية.
وترى الجارديان أن التهديد اصبح واحدا في أوروبا، لأن ملايين الأوروبيين اليوم سيتصورون أي هجمات على مركز تسوق أو على قطار في بلد ما، تحدث في بلادهم أيضا، ويتخيل الملايين أيضا مواجهات دامية ضد الأجانب والمهاجرين، وتدعو الصحيفة الحكومات إلى اتخاذ إجراءات وقائية، والتحكم في أعصابها حتى لا تزيد الأوضاع تأزما.
ثمن الاضطرابات:
الانتقام التركى الى اين
فى حين اهتمت صحيفة الفايننشال تايمز بالحديث عن التطورات في تركيا وتأثيرها في المنطقة، وعلى الأحداث في سوريا، تحديدا، وفى تقرير لها قالت أن غلق محطة إنجرليك الجوية ساعات قليلة، عندما كانت السلطات تلاحق الضالعين في محاولة الانقلاب الفاشلة، تسبب في اضطراب الحملة على تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، واستغل التنظيم تلك الساعات ليشن هجمات المليشيا الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة، وقتل العشرات من أفرادها، لأنها فقدت التغطية الجوية التي تنطلق من قاعدة أنجرليك في تركيا.
أكدت الصحيفة أن تركيا دولة محورية في الشرق الأوسط، وإن حلفاءها قلقون من أن الاضطرابات الأخيرة قد تجعل الحكومة تنشغل بالقضايا الداخلية عن قضايا المنطقة، وأن تبعات انكفاء الحكومة التركية على قضايا البلاد الداخلية ستكون غير متوقعة وربما وخيمة.
تمت الاشارة إلى أن قائد قاعدة إنجرليك، والمسؤول العسكري عن سوريا والعراق من بين المعتقلين بتهمة الضلوع في محاولة الانقلاب الفاشلة.
ونقلت الصحيفة عن آرون ستين، المحلل في مركز الأطلسي أن التعقيدات البيروقراطية التي يتسبب فيها تسريح الآلاف من أجهزة الأمن والجيش ستثير مشاكل في التنسيق بين أعضاء حلف شمال الأطلسي (ناتو).
التطهير الاردوغانى:
اردوغان يلاحق السفراء والشرطة
فى حين ركزت صحيفة "صنداي تايمز" على "حملة التطهير التي يقوم بها اردوغان تبني 'امبراطورية خوف'".، وفى تقرير لها أشارت إلى أن حملة الاعتقالات التي شنتها الحكومة التركية بعد محاولة الانقلاب الفاشلة بما قام به ماو تسي تونغ إبان الثورة الثقافية في الصين خلال الستينيات والسبعينيات وما حدث في إيران خلال الثورة الإسلامية.
قالت الصحيفة إنه قد ألقي القبض على أعداد كبيرة لدرجة أن السلطات استعانت بأندية رياضية لاحتجازهم.، ولفتت النظر إلى أن الحكومة أوضحت أنه كان لديها بالفعل قوائم معدة مسبقا.
الانتقام من الاطفال:
الاطفال الاتراك لم يسلمو من انتقام اردوغان
كما رصدت صحيفة صنداي تليجراف فى تقرير لها احتجاز الاطفال فى تركيا، وفى تقرير بعنوان "احتجاز 62 طفلا في سجن تركي بعد محاولة الانقلاب".
ونقلت الصحيفة عن محامين قولهم إن طلبة متهمين بالخيانة أجبرهم ضباط شاركوا في محاولة الانقلاب على الوقوف للدفاع عن مدارسهم، وأوضح المحامون أن 62 طالبا، تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عاما، في مدرسة عسكرية باسطنبول أجبروا على ارتداء ملابس مموهة وأعطوا أسلحة دون أن يكون بها ذخيرة.
نوهت الصحيفة إلى انه تم احتجاز الطلبة في سجن منذ ليلة 15 يوليو/تموز ويواجهون تهما بالخيانة، ونقلت الصحيفة عن والدة أحد الطلبة، يُدعى امري، قولها: "أطفالنا لم يحملوا سلاحا من قبل، لكنهم استغلوا وأجبروا على فعل ذلك".، وأضافت أن "أخذ الأطفال وإجبارهم على تنفيذ الأوامر أسوأ من أي هجوم إرهابي".