الإرهاب يطول فرنسا من جديد...والعالم يدين ويتوعد
الثلاثاء 26/يوليو/2016 - 08:30 م
طباعة


الكنيسة تحت الحصار الأمنى
ردود الفعل الغاضبة على مقتل كاهن بفرنسا على يد عناصر تنظيم داعش مستمرة، حيث تبنى تنظيم "الدولة الإسلامية" داعش مسؤوليته عن عملية احتجاز رهائن داخل كنيسة في شمال غرب فرنسا نفذها رجلان، وقتل فيها كاهن ذبحا.
وكشفت التحقيقات الأولية الفرنسية أن أحد الشخصين اللذين هاجما كنيسة بفرنسا اليوم وقتلا كاهن الكنيسة وأصابا شخصا آخر إصابة خطيرة، كان معروفا لسلطات مكافحة الإرهاب في فرنسا بسبب محاولته السفر إلى سوريا، ونقلت تقارير اعلامية عن مصادر مقربة من التحقيق، قولها إن الرجل الذي لم تكشفا عن هويته أصبح تحت المراقبة بسبب محاولته السفر إلى سوريا في عام 2015 .
كان الرجل الذي ينحدر من قرية صغيرة توجد بها الكنيسة المستهدفة، قد تعرض للاعتقال في تركيا وتمت إعادته إلى فرنسا، حسبما ذكرت قناة "آي تيلي" وأضافت أن الرجل كان يرتدى سوارا الكترونيا بعد إطلاق سراحه من السجن في الثاني من مارس، وأن الشرطة احتجزت مشتبها به في التحقيق في الهجوم على الكنيسة عصر اليوم.
وفى سياق اخر قالت الراهبة دانييل، إن المهاجمان اللذان استهدفت الكنيسة تحدثا باللغة العربية، وأنهما صورا نفسيهما خلال العملية، وأوضحت الراهبة التي تمكنت من الفرار من الكنيسة في تصريح لتلفزيون BFM المتعاون مع شبكة CNN إن المهاجمين أجبرا القسيس على الجثوم على ركبتيه ووضعا سكينا على عنقه في منطقة المذبح داخل الكنيسة، وأن جميع من في الكنيسة كان يصرخ ويدعوهما للتوقف.

الكنيسة تحت الحصار الأمنى
ويري محللون أن هذه الخطوة تزيد من التوتر في البلاد التي تعرضت لسلسة اعتداءات خلال الفترة الأخيرة تبناها التنظيم الارهابي.
كان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند تفقد مكان الاعتداء الذي وصفه بأنه "جريمة إرهابية دنيئة"، مشيرا إلى أن الرجلين اللذين قتلتهما قوات خاصة في الشرطة، "قالا إنهما ينتميان الى داعش".
أوضح هولاند في سانت إتيان دو روفريه حيث رافقه وزير الداخلية برنار كازنوف "استهدف الكاثوليك اليوم، لكن كل الفرنسيين معنيون"، داعيا الفرنسيين إلى التضامن وإلى "إقامة كتلة منيعة لا يمكن لأحد أن يصدعها". وأضاف أن "الخطر يبقى ماثلا".
من جانبه قال رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس على حسابه على موقع "تويتر" فرنسا بكاملها وكل الكاثوليك تحت الصدمة في مواجهة الاعتداء الهمجي على الكنيسة".
بينما أدان وزير الخارجية الألمانية فرانك فالتر شتاينماير الجريمة واحتجاز الرهائن "لم تنج دور العبادة نفسها ولم ينج المؤمنون من الكراهية المتعصبة"، مؤكدا أن ألمانيا ستظل عاقدة العزم على دحر الإرهاب بالتعاون مع شركائها ، مضيفا بقوله "لن نتخلى عن قيمنا وعن حريتنا وعن أسلوب حياتنا".
كما أدان البيت الأبيض أيضا "بأشد العبارات" الاعتداء وعرض المساعدة في التحقيق في هذا الهجوم الذي تبناه تنظيم "الدولة الإسلامية".، كذلك أدانت كل مصر والأردن في بيانين منفصلين "الجريمة الإرهابية الدنيئة" في فرنسا بأشد العبارات وقدمتا أحر التعازي لذوي ورعايا وأصدقاء القس جاك هامل.

صدمة أوروبية من الهجمات الارهابية
من جهته، أصدر بيير عمّار المتحدث عن كنيسة روان بيانا أعرب فيها عن صدمة الأوساط الكنسية مما وقع معلنا أنه "يتوجه بالصراخ نحو الرب".
واهتمت الصحف الأجنبية برصد تداعيات جريمة فرنسا، والاشارة إلى تصريحات الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن فرنسا في حالة حرب مع تنظيم داعش،
فى حين قال المتحدث باسم مدعي شؤون مكافحة الإرهاب بباريس، انجوس تيبالت، إن القس جاك هامل ، قتل إثر نحر عنقه بسكين خلال الهجوم الذي استهدف كنيسة في منطقة نورماندي في فرنسا
شدد تيبالت على أن قوات الأمن الفرنسية اعتقلت شخصا قرب الكنيسة ضمن التحقيقات الجارية في هذا الهجوم، دون تقديم تفاصيل إضافية.
وربط مهتمون بشئون الجماعات الارهابية بين الحادث وبين افتتاح الأيام العالمية للشباب في كراكوفيا في بولندا، وهو تجمع ضخم للكاثوليك يشارك فيه البابا فرنسيس.
وفى بيان صادر عن الكرسي الرسولي جاء فيها "نشعر بالصدمة لحصول هذا العنف الرهيب في كنيسة، في مكان مقدس يجسد حب الله، إزاء هذه الجريمة الهمجية التي قتل فيها كاهن وأصيب مؤمنون".
أضاف أن البابا "أبلغ بالخبر، ويشارك الفرنسيين الألم، ويدين بشدة كل أشكال الكراهية ويصلي للضحايا، وهذا الخبر المروع الجديد يضاف إلى سلسلة أعمال عنف خلال الأيام الأخيرة أصابتنا بالصدمة وأثارت ألما كبيرا وقلقا"، ناقلا تضامن الفاتيكان مع الرعية المستهدفة والشعب الفرنسي.

محاولات للقبض على المتورطين
كما أعلن أسقف روان دومينيك لوبران أنه سيعود إلى فرنسا بعد الظهر، "لأن واجبي أن أكون قرب رعيتي".، وأوضح أن الكاهن الذي قتل يدعى جاك هامل وهو في الرابعة والثمانين من العمر.
وكان تنظيم "الدولة الإسلامية" نشر أخيرا تسجيل فيديو يتوعد فيه بمزيد من الهجمات في فرنسا.
كان المسؤولون الفرنسيون يتخوفون من خطة لمهاجمة أماكن دينية منذ سنة، لا سيما بعد إحباط خطة للهجوم على كنيسة كاثوليكية في إحدى ضواحي باريس في أبريل 2015، وتم توقيف الجزائري سيد أحمد غلام 24 عاما بعد الاشتباه بأنه ينوي استهداف هذه الكنيسة وأماكن دينية كاثوليكية أخرى في ضواحي باريس.
وأعلنت الحكومة بعد ذلك تعزيز تدابير مكافحة الإرهاب لتصبح مؤهلة أيضا لحماية المراكز الدينية.
للمزيد عن عملية ذبح الكاهن ...... اضغط هنا