الميليشيات الشيعية في العراق الطائفية تنتصر على الوطنية
الإثنين 13/أكتوبر/2014 - 01:34 م
طباعة
يعيش العراق حالة من الفراغ الأمني وغياب مؤسسات الدولة "الجيش والشرطة"، بالإضافة إلى سيطرة قيادات الميليشيات على الأمور الامنية والقتالية في بلاد الرافدين، ويأتي ذلك مع إصرار رئيس منظمة بدر هادي العامري على تولي وزارة الداخلية في ظل دور قوي للميليشيات في الحرب ضد تنظيم "داعش" المتطرف.
وحتى وجود مطالب أمريكية بإنهاء المليشيات، ورغم تصريحات رئيس الوزراء العراقي حيدر البغدادي على عدم وجود مليشيات من أي طوائف وتسليم الجميع سلاحه إلى الدولة، إلا أنه حتى الآن لم يتحقق أي شيء، بل هناك دور قوي ومتزايد للميليشيات الشيعية في العراق، مع سعي لإحياء "الصحوات" السنية من العشائر العراقية لمواجهة "داعش" وهو ما يؤكد سقوط الجيش العراقي وعدم وجود دور فعال له في القيام بمهامه.
50 مليشيا شيعية
تأسست المليشيات الطائفية العراقية في إيران خلال الحرب "العراقية – الإيرانية" ومنها منظمة "بدر" التابعة للمجلس الأعلى الشيعي، وضمت في حينه عددا من أسرى الحرب العراقيين وشاركت بالحرب إلى جانب النظام الإيراني ضد الجيش العراقي.
وتشكل القسم الأكبر من المليشيات الحالية بعد الاحتلال الأمريكي وانتهاز إيران والأحزاب الطائفية المرتبطة بها فرصة الفراغ الأمني وفتح الحدود وحل الجيش العراقي، وأبرز هذه الميليشيات "جيش المهدي" المرتبط بمقتدى الصدر و"حزب الله" العراقي، و"عصائب أهل الحق" و"كتائب الإمام علي" وغيرها، والتي يمكن القول بأن قياداتها ترتبط بمخابرات "القدس" الإيرانية وقائدها قاسم سليماني.
فهناك أكثر من 50 من الميليشيات الشيعية التي تقوم بالتجنيد والقتال في العراق الآن، وهذه الجماعات تقوم بعمليات التجنيد بنشاط، حيث تأخذ المتطوعين بعيدًا عن الجيش والشرطة العراقية، وتوظفهم كمقاتلين في منظمات طائفية للغاية أيديولوجيًّا، ومعادية لأهل السنة للولايات المتحدة بشكل متطرف.
ومعظم هؤلاء المجندين لا يتم استخدامهم ببساطة في إبعاد الجهاديين السنة، ولكن، وفي كثير من الحالات، في تشكيل الحرس الخلفي المستخدم للسيطرة على المناطق التي من المفترض أن تكون تحت سيطرة بغداد.
ولعبت الميليشيات الشيعية أيضًا دورًا رئيسًا في تحرير البلدة التركمانية الشيعية المحاصرة، أمرلي. كتائب حزب الله، وهي جماعة إرهابية وفقًا لتصنيف الولايات المتحدة، وتعمل كوكيل مباشر لإيران، قامت حتى باستخدام مروحيات الحكومة العراقية في عمليات تسليم الأسلحة والإمدادات الأخرى أثناء المعركة.
وتمامًا كما استولى تنظيم "الدولة الإسلامية" واستخدم المركبات العسكرية التي قدمتها الولايات المتحدة إلى الحكومة العراقية، قامت هذه الحكومة باستخدام دبابات M1A1 أبرامز أمريكية الصنع والمقدمة لها في دعم عمل الميليشيات الشيعية العراقية الطائفية، وفي دعم عمليات كتائب حزب الله.
الدور الإيراني
وقبل الحديث عن الميليشيات الشيعية نحدث عن الدور الإيراني في دعم وتغذية وتقوية هذه الميليشيات من أجل تحقيق أهدافه، فقد قادت إيران الطريق لتطوير الميليشيات الشيعية في العراق. منذ مايو عام 2013، عززت طهران شبكتها من الجماعات الجديدة والقديمة الموالية لها في العراق لتوفير تدفق مستمر من المقاتلين إلى سوريا. وبعض هذه القوات العراقية، التي كانت تقاتل نيابةً عن نظام الرئيس بشار الأسد، تم إعادتها إلى العراق لتشكيل نواة لميليشيات شيعية جديدة تقاتل حاليًا السنة من أعداء الحكومة في بغداد.
وبفضل جهود التجنيد الإيرانية التي ركزت على سوريا، كان وكلاء طهران أيضًا قادرين على تجنيد مقاتلين جدد من أجل الجبهة العراقية أيضًا، وفي أبريل، دعت الجماعات التي تدعمها إيران، مثل كتائب حزب الله، بدر، وعصائب أهل الحق، المجندين الجدد إلى القتال في العراق. وفي النهاية، أدت هذه الدعوات إلى نشوء ميليشيات شيعية عراقية جديدة.
وفي حين أن إنشاء العديد من المجموعات قد يبدو أمرًا معقدًا من دون فائدة، إلا أنه يساعد فعلًا في خلق صورة ذهنية تؤكد وجود دعم شعبي واسع النطاق للميليشيات التي تعمل على تعزيز سياسات وأيدولوجيات إيران.
ويساعد إيران، على نمو هذه الميليشيات الشيعية الموالية لها وغيرها الكثير، وهذه المجموعات لا تستفيد فقط من رعاية إيران وقدراتها التنظيمية، بل إنها كلها تسير أيضًا وفقًا للخط الأيديولوجي لطهران. إنهم موالون للمرشد الأعلى آية الله خامنئي، ولأيديولوجية إيران بولاية الفقيه المطلقة، والتي تمنح المرشد الأعلى السلطة السياسية والدينية في نهاية المطاف. كما أنهم يتبعون نموذج وكيل إيران اللبناني، حزب الله، وعازمون على تنفيذ إرادة إيران في المنطقة، وتعزيز مكتسبات "الثورة الإسلامية" الإيرانية.
منذ بداية مشاركة هذه المليشيات في كل الصراعات الإقليمية، اعتمدت على السرد القائل بأنها "تدافع عن المقدسات" أو "تدافع عن الشيعة"، بغضّ النظر عن الموقع الجغرافي لهذه المقدسات أو أبناء المذهب.
أبرز الميليشيات
عقب فتوى المرجع الشيعي السيستاني بـ(الجهاد الكفائي) في المحافظات السنيّة لتضع الجميع في خندق واحد، أعلنت كل القيادات الشيعية دعوتها للتطوّع وتشكيلها لمجاميع قتالية، رغم أن البعض منها كان يدعي الحكمة والاهتمام بالعمل السياسي طيلة مرحلة ما بعد الاحتلال، فرئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي السيد عمار الحكيم أعلن عن تشكيله لمجاميع مسلحة وظهر وهو يرتدي الزي العسكري وينفذ عملية إطلاق نار ميداني.
منظمة بدر
تأسس هذا الفيلق في طهران عام 1981، من قبل المجلس الأعلى الإسلامي العراقي الذي كان يسمى في ذلك الوقت "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية"، على يد رجل الدين الشيعي باقر الحكيم الذي اغتيل في العام 2003، بعد أشهر من الاحتلال الأمريكي للبلاد، بعملية انتحارية استهدفت حفلاً دينياً في مدينة النجف(جنوب). وقد كان هذا الفيلق يتلقى الدعم والتدريب من إيران، ويشن عمليات عسكرية ضد النظام العراقي السابق بقيادة صدام حسين.
ومنظمة بدر، وهي جماعة مسلحة تتكون من آلاف المقاتلين وأحد عملاء إيران الأساسيين في العراق، فهي دعامة أخرى لجهود طهران في تطوير الميليشيات الشيعية. وخلال حرب العراق، ومن خلال سيطرتها على المكاتب الحكومية، شغلت المجموعة عددًا من فرق الموت الطائفية. كما شاركت بدر في القتال في سوريا، وأنشأت "قوات الشهيد باقر الصدر" خصيصًا من أجل هذا الغرض. ولكن أكبر تأثير لمنظمة بدر ما زال في بغداد.
نفوذ الجماعة يمتد في عمق قوى الأمن الداخلي في العراق، حيث يقال بأنها تقوم مباشرةً بإدارة العديد من أفراد الشرطة ومجموعات العمليات الخاصة هناك. ولدى بدر أيضًا تأثير كبير في المجال السياسي، حيث حصلت على مناصب رئيسة في الحكومة العراقية، وهي جزء رئيس من تحالف القانون الذي يضم رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، وهذا الأخير يريد حتى أن يعين قائدها، هادي العامري، كوزير داخلية البلاد.
وقد انتشر رجال ميليشيات بدر في صفوف كوكبة من الميليشيات الأخرى الوكيلة لإيران في العراق. حيث إنّ من خريجي بدر الذين يعملون اليوم مع الميليشيات الأخرى كلا من زعيم كتائب حزب الله، جمال الإبراهيمي؛ زعيم إحدى الميليشيات الشيعية التي تقاتل في سوريا وتسمى وحدة الخراساني، علي الياسري؛ وزعيم جيش المختار، وهي مجموعة شديدة الطائفية، واثق البطاط.
وتوغل بعض مقاتلي ميليشيات بدر السابقين أيضًا بعمق داخل القيادة السياسية في العراق وأصبحوا جزءًا لا يتجزأ منها، ومنهم الشيخ عدنان شاهماني، وهو عضو البرلمان العراقي، وعضو في اللجنة الوطنية للدفاع في البرلمان. وأحد مقاتلي بدر كذلك، وفي وقت مبكر من سبتمبر 2013، كان شاهماني قد دعا الميليشيات الطائفية لحماية الشيعة الذين يعيشون في المناطق السنية.
وعمل وكلاء إيران الأكثر نفوذًا في العراق معًا بشكل وثيق لدعم نظام الأسد في دمشق. كتائب حزب الله وميليشيات بدر شكلتا كتائب سيد الشهداء، أو KSS، في أوائل عام 2013 للقتال في سوريا. ويقود KSS جزئيًا أبو مصطفى الشيباني، وهو قائد تابع لكل من ميليشيات بدر والحرس الثوري الإسلامي الإيراني "قوة القدس" في نفس الوقت. ويقال بأن الأمين العام للمجموعة، وهو مصطفى الخزعلي، قد أصيب خلال القتال في ضواحي دمشق.
والآن، عاد هؤلاء القادة الذين حاربوا في سوريا إلى المنزل للعب دور سياسي وعسكري في النضال من أجل العراق. فاز الخزعلي بمقعد في البرلمان خلال الانتخابات البرلمانية العراقية في أبريل، وذلك عندما بدأت جماعته بلعب دور الحزب السياسي، وشارك في الانتخابات في مدينة البصرة كمرشح في القائمة الانتخابية لتحالف "دولة القانون".
ويشارك قادة KSS أيضًا في القتال ضد أعدائهم المحليين، حيث قتل أبو مجاهد المالكي، وهو من قدامى المحاربين في KSS ومدير حملة الخزعلي في سوريا، أثناء القتال في العراق في أغسطس.
عصائب أهل الحق
شكلت بعد انشقاق القيادي في التيار الصدري قيس الخزعلي، ولحق به آلاف المقاتلين في العام 2007. يُعرف عنها أنها تكفيرية تصدر فتاوى متطرفة ضد المذاهب والطوائف الأخرى، وتحرّم الزواج المختلط والطعام المشترك. تورطت باختطاف مهندسَي نفط بريطانيين، وجندي أمريكي في بغداد عامي 2008 و2009. ورغم ذلك، لم تصنف منظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة.
وأعلنت العصائب مسئوليتها عن ما يقارب ستة آلاف هجوم على القوات الأمريكية وحلفائها والقوات العراقية، وذاع صيتها عندما اختطفت مهندسي نفط بريطانيين وجنديا أمريكيا عامي 2008 و2009، وتمتاز بنوعية التسليح العالي والإمكانات المادية المتفوقة.
وتمتاز بنوعية التسليح العالي والإمكانات المادية المتفوقة بدعم إيراني مطلق وتمتلك فضائية "آفاق" ووكالة "أنباء الغد" المحلية. يبلغ عدد أفراد تلك الميليشيا أكثر من 10 آلاف مقاتل، يشارك غالبيتهم في القتال إلى جانب قوات النظام السوري بشكل أدى إلى إنهاكها، وتفيد المعلومات أن عدداً كبيراً منهم عادوا من سورية للقتال في العراق. يتركزون اليوم في بغداد، وفي قاعدة "بلد" العسكرية التي تُعتبر آخر قواعد الجيش الحكومي التي لم تسقط بيد الجماعات المسلحة.
عرف عن ميليشيا عصائب أهل الحق أنها من أشد الفصائل الشيعية تشددا، وكانت ضالعة بصورة واسعة في أعمال العنف الطائفي التي جدّت بين عامي 2006 و2007، وقال مراقبون إنها تصدر فتاوى متطرفة ضد المذاهب والطوائف الأخرى وتحرّم الزواج بين أتباع المذهب الشيعي وباقي المذاهب، أو حتى الاشتراك معهم في الطعام.
وقد أرسل التنظيم العديد من المقاتلين إلى سوريا، وفي بداية 2014، بدأ بالانتشار في محافظة الأنبار المضطربة في العراق لمحاربة أعداء الحكومة من السنة.
جيش المهدي
جيش المهدي هو تنظيم عراقي شيعي مسلح أسسه مقتدى الصدر في أواخر عام 2003 لمواجهة القوات الأمريكية واتخذ من قتل القوات الأمريكية متظاهرين من أنصار الصدر محتجين على إغلاق صحيفة الحوزة الناطقة؛ بسبب تبنيها أفكاراً مقاومة للأمريكان ذريعة مباشرة لبدء المواجهة مع القوات الأمريكية وردعهم وهو مكون من شباب يقلدون السيد محمد محمد صادق الصدر ويجمعهم الانتماء إلى المذهب "الشيعي".
ويتهم جيش المهدي بالقيام بعمليات خطف وقتل جماعي، أو ما يسمى بفرق الموت ضد السنة وضد من يخالفه الرأي في بغداد والبصرة وبعض مدن الجنوب الأخرى. وقدرت مجموعة دراسات العراق تعداد جيش المهدي بحوالي 60 ألف فرد.
وتعد سرايا السلام، أو "لواء السلام" من أهم أذرع الجيش المهدي، فعندما تم تشكيل سرايا السلام في البداية، دعاها الصدر من أجل أن تشارك بشكل رئيس في الإجراءات الدفاعية. ورغم ذلك، استثمرت المجموعة بشكل أكبر في العمليات الهجومية خلال الأسابيع الماضية.
وفي الوقت الحالي انتشرت عمليات المجموعة في جميع أنحاء العراق، من مدينة سامراء، إلى قرية أمرلي التي تحررت مؤخرًا، إلى مدينة جرف الصخر، لديالي في الشرق. وأرقام سرايا السلام الكبيرة تتزايد اليوم بنشاط من خلال الصراع، ولأن الجماعة كانت جزءًا من جيش المهدي في السابق، فإن هذا يقترح أنها قد تعود للانخراط في عمليات القتل الجماعي الطائفية.
وفي يونيو الماضي ستعرض الآلاف من أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أمس، قواهم العسكرية في عدد من المحافظات، خصوصاً في بغداد والبصرة والنجف، متعهدين الرد على تنظيم «داعش» الذي يسيطر على محافظات ذات غالبية سنية، في وقت أكدت كتلة «الأحرار» الصدرية أن «هدف التيار حماية الأماكن المقدسة وليس استهداف طائفة معينة».
وكان التيار دعا، بعد سقوط محافظة نينوي في يد «داعش»، إلى تشكيل «سرايا السلام» لتكون مهمتها «حماية العتبات المقدسة ومقاتلة الجماعات المسلحة». ميليشيات أخرى.
وهناك منظمات أخرى تابعة لجيش الصدر أو منتمية له فكرا كلواء عمار بن ياسر وقوات الشهيد محمد باقر الصدر وكتائب سيد الشهداء جماعات قتالية عراقية تمتلك أسلحة محمولة وتقوم بشن هجمات على مقاتلي الجماعات السنية.
لواء أبي الفضل العباس
فصيل مسلح حديث التأسيس أُعلن عنه من قبل المرجع الشيعي العراقي قاسم الطائي إبان اندلاع الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد في 2011 لمساعدة قوات النظام السوري. ويضم الفصيل، الذي يقوده الشيخ علاء الكعبي، مقاتلين عراقيين ينتمي أغلبهم إلى عصائب أهل الحق وحزب الله العراقي والتيار الصدري.
ويعتبر اللواء من أوائل الفصائل الشيعية التي تدخلت عسكريا في سوريا ووقفت لجانب النظام السوري منذ العام 2012 بدافع عقائدي وهو الدفاع عن مرقد السيدة زينب بدمشق وحمايته. وسحب مسئولو لواء أبو الفضل العباس معظم مسلحيه من سوريا لمواجهة زحف تنظيم الدولة.
ويقول الكعبي: إن هناك عاملين أسهما في تشكيل اللواء: الأول عقائدي للدفاع عن المراقد المقدسة، والآخر وطني يتمثل في الدفاع عن البلاد من "خطر" تنظيم الدولة الإسلامية. ويؤكد مشاركة مقاتليه في عدة معارك بمناطق مختلفة إلى جانب الجيش العراقي ضد تنظيم الدولة.
وفي أغسطس الماضي، أعلنت المنظمة الموالية لإيران عن بدء عملها في العراق، وادعت بأنها تنتشر إلى الجنوب من بغداد، وربما قرب بلدة أمرلي. وفي كثير من الأحيان، كانت فروع هذه الميليشيا ضبابية حول أيديولوجيتها، ولكن صلاتها بوكلاء إيران توحي بالتأكيد بأن لطهران نفوذ قوي عليها. ورغم أن لدى إيران صلات واسعة مع معظم، إن لم يكن كل، المليشيات الشيعية في العراق، إلّا أن العناصر الشيعية العراقية التي لا تشترك مع أيديولوجية إيران المطلقة قد استثمرت أيضًا في مجموعاتها الخاصة.
حزب الله
كتائب حزب الله ــ فرع العراق: يقول زعيمها واثق البطاط، إنها امتداد لحزب الله اللبناني، ويرفع مثله رايات صفراء لكن بشعارات مختلفة عما يرفع في لبنان، إذ تبنّت، منذ مطلع يونيو 2010، وهو تاريخ تأسيسها، شعارات تدعو لقتل أعضاء حزب البعث ومن تصفهم بـ"النواصب والوهابيين". تبنت مطلع العام الحالي قصفاً صاروخياً استهدف مخافر حدودية سعودية انطلاقاً من صحراء السماوة جنوب غربي العراق. وتتألف هذه المجموعة من 40 ألف مقاتل غالبيتهم من الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و30 عاما، ومن الأحياء الفقيرة في بغداد وجنوب العراق، وتتلقى دعما مباشراً من إيران أيضاً.
كتائب الإمام علي
تعتبر كتائب "الامام علي" من أحدث الميليشيات الشيعية التي تم تشكيلها على يد الحاج شبل الزيدي الأمين العام لكتائب الإمام علي عقب توغل تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في العراق، عقب فتوى المرجع الشيعي السيستاني بالجهاد.
وتخوض ميليشيات كتائب الإمام علي حربا ضد تنظيم "داعش" في عدد من المحافظات العراقية أهمها محافظة صلاح الدين، ولعب دورا كبيرا في تحرير قرية "أمرلي" الشيعة التركمانية من تنظيم "داعش" بمشاركة عدد من الميليشيات الشيعية بدعم من الجيش العراقي.
المشهد الآن
وتنامي قوة هذه الميليشيات هو علامة على أنه، ورغم إزالة المالكي كرئيس للوزراء، لا تزال الحكومة العراقية تدين بالفضل لقوات طائفية عميقة. هذه الميليشيات حافظت عمومًا على استقلالية في العمل من بغداد، وقامت حتى باستغلال النظام الديمقراطي الناشئ في البلاد، وسيطرتها على الجهات الرسمية، في كسب التأييد لها. هذه الميليشيات ليست مجرد إضافة إلى الدولة، هي الدولة، وهي لا تعطي اعتبارًا لأي سلطة في بغداد، ولكن فقط لزعمائها الدينيين أو لطهران، وهو ما يوضح عمق الأزمة في بلاد الرافدين، والذي يؤكد على أنه لم يعد هناك أمر يمكن السيطرة عليه، فالعراق غارق في بحر من الميليشيات لا يستطيع الخروج منه في المستقبل القريب.