جولة ظريف الأفريقية.. سباق إقليمي على الكعكة السمراء ومكايدة لدول الخليج

الأحد 31/يوليو/2016 - 06:03 م
طباعة جولة ظريف الأفريقية..
 
فيما اعتبر تسابقاً إقليمياً بين دول المنطقة على الكعكة الأفريقية، أنهى وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، جولة مكوكية أجراها في غرب إفريقيا، شملت دول (نيجيريا وغانا وغينيا كوناكري ومالي)، الافت إلى أن جولة ظريف هي الثالثة له أفريقياً منذ تسلمه منصب وزير الخارجية، إذ شملت أول جولة - التي سبقت التوقيع على الاتفاق النووي عام 2014 - كلا من كينيا، وأوغندا وتنزانيا وزنجبار وبوروندي (شرق إفريقيا)، والثانية الى الجزائر وتونس في الشمال الإفريقي عام 2015.
ومنذ نحو 10 سنوات وتزايد تسابق الدول الإقليمية على توطيد علاقاتها مع دول القارة السمراء، خاصة بعد تراجع الدور المصري في تلك الدول خلال العقود الثلاثة التي مضت، فإسرائيل من أولى الدول التي تتسابق على توطيد علاقتها مع دول أفريقيا وقد نجحت بالفعل في ذلك إلى الدرجة التي أشارت تقارير إلى ان مصر باتت تعتمد على إسرائيل في حل بعض الأزمات التي من بينها التدخل لإقناع أثيوبيا التعاطي بجدية في المفاوضات مع مصر بشأن إصرار أديس أبابا على بناء سد النهضة المائي وملء خزانات السد في ثلاث أعوام بينما تطالب مصر أن تكون من 7 : 5 سنوات.
جولة ظريف الأفريقية..
وتاتي تركيا من بين الدول اللإقليمية أيضاً التي تسعى إلى توطيد علاقتها بدول القارة السمراء، حيث كثفت من عقودها الاستثمارية مع كثير من الدول الأفريقية خلال الفترة الماضية، فيما تسعى إيران هي الآخرى إلى توطيد علاقتها بالدول الأفريقية، لكن لطالما اعتبرت إيران أن العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها هي العقبة لتوسيع علاقاتها التجارية مع البلدان الإفريقية.
اللافت للنظر إلى أن الزيارة ذو اهمية كبرى لإيران، أنه وعلى الرغم من أن ظريف واجه ضغوطا كبيرة من المحافظين كي لا يزور نيجيريا، بسبب اعتقال السلطات النيجيرية للشيخ إبراهيم زكزاكي زعيم الشيعة في هذا البلد، وانه اذا ما كان مصرا على زيارة نيجيريا فيجب أن يتضمن برنامج أعماله بحث مصير زكزاكي، إلا أن ظريف تجاوز تلك الضغوط وذهب إلى نيجيريا، وكانت معلومات تؤكد أن بت مصير الشيخ زكزاكي يعد الموضوع الأول في جدول أعمال المباحثات بين ظريف ووزير خارجية ورئيس جمهورية نيجيريا، وأنه أكد للنيجيريين أنه لن يزور نيجيريا ما لم يرجع منها حاملا نتيجة مرضية عن مصير زكزاكي، إلا انه لا أحد يعلم شيء عن تفاصيل مناقشات ظريف مع زكزاكي.
جولة ظريف الأفريقية..
وأشارت العديد من التقارير إلى أن نيجيريا مهمة بالنسبة لإيران، إذ أنها تعتبر بوابة زيارته لإفريقيا الغربية، لذلك لم يعوّل ظريف على أن حل قضية الداعية الشيعي زكزاكي هو هدفه الاول، خاصة أن مسؤولين نيجيريين (وفق مصادر الدبلوماسيين الايرانيين المرافقين لظريف في هذه الزيارة) أكدوا أن الشيخ زكزاكي مواطن نيجيري، وشأنه شأن داخلي نيجيري لا يسمح لأي جهة خارجية أيا كانت أن تتدخل فيه، وهو خارج عن إطار جدول الأعمال.
المثير للإنتباه أن من بين اهداف إيران توسيع نفوذها أفريقياً هو مكايدة المملكة العربية السعودية، ودول الخليج، فققبل الزيارة قامت أوساط مرتبطة بوزارة الخارجية الإيرانية بنشر معلومات في الاوساط السياسية والاعلامية في الداخل الايراني تتضمن أن هدف زيارة ظريف الى البلدان الافريقية توسيع علاقات ايران مع هذه البلدان مقابل توسع النفوذ السعودي والخليجي في هذه البلدان من جهة والنفوذ الإسرائيلي من جهة أخرى، وذلك غداة زيارة لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الى القارة السمراء.
ووفق ما هو منشور رسمياً، فإن زيارة ظريف، تستهدف في المقام الأول، توسيع العلاقات بين بلاده وبين البلدان الأفريقية خاصة من الناحية الاقتصادية منها، وفتح مجالات الاستثمار الإيراني والتبادل التجاري، اللافت أن زيارة ظريف تعتبرهي الأولى له بعد إقالة مساعده السابق للشؤون العربية والإفريقية أمير عبداللهيان، الذي وضع وزير الخارجية في موقف لا يحسد عليه في مواجهة المحافظين، إذ إن عبداللهيان كان من أقوى الدبلوماسيين وأكثرهم نفوذا في وزارة الخارجية، ومقربا جدا من الحرس الثوري، وممسكا بملفات تعتبر من الأولويات الاستراتيجية والأمنية في السياسة الخارجية الإيرانية.
جولة ظريف الأفريقية..
وأشارت تقارير إلى أن ظريف كان يطمح فى تعيين محمد صدر الإصلاحي، مستشاره الفعلي ومساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والإفريقية إبان حكم الاصلاحيين، مساعدا له، معتقدا أنه باستطاعة صدر إعادة ربط العلاقات مع السعودية ودول الخليج، لكنه اضطر إلى أن يوافق على تعيين جابري أنصاري الذي يعد من الدبلوماسيين المحافظين المعتدلين في وزارة الخارجية لإرضاء المحافظين مقابل التخلص من عبداللهيان.
وقد شككت بعض وسائل الإعلام في نجاح جولة ظريف إفريقياً، إذ قالت إن الزيارة لم تشهد توقيع ظريف على أي من هذه البلدان على عقود اقتصادية او تجارية بالمليارات.

شارك