اليمن بين نجاح " بحاح" أو التقسيم
الثلاثاء 14/أكتوبر/2014 - 11:40 ص
طباعة

انتهي اليمن من عقبة سياسية كبيرة بتكليف وزير النفط السابق خالد محفوظ بحاح، رئيسا للوزراء، وسط إجماع القوى السياسية في اليمن، تنفيذاً لاتفاق السلم والشراكة، بحسب وكالة الأنباء الرسمية، وسط دعوات الحراك الجنوبي لمظاهرات مليونية "الحسم" بعاصمة الجنوب "عدن"، بالإضافة إلى تغول وتوسع الحوثيين في صنعاء.
وزير النفط رئيسًا لحكومة اليمن

توصل أخيرًا الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بالتوافق مع القوى السياسية، إلى اختيار رئيس للوزراء بتكليف وزير النفط السابق خالد محفوظ بحاح، بتشكيل الحكومة الجديدة بموجب اتفاق السلام الذي تم التوقيع عليه مع الحوثيين، عقب اجتماع مع مستشاريه من سائر الأطراف السياسية في اليمن، لتشكيل الحكومة الجديدة.
وخالد محفوظ بحاح سياسي يمني ولد في كانون الثاني (يناير) 1965، وهو من أبناء منطقة الديس الشرقية محافظة حضرموت، حائز على الماجستير في إدارة الأعمال والبنوك والمال من جامعة بونا الهندية.
عيّن بحاح وزيراً للنفط والمعادن بين عامي 2006 و2008، قبل أن يعيّن سفيراً لليمن لدى كندا في كانون الأول (ديسمبر) 2008.
وفي 7 آذار (مارس) الماضي تسلّم بحاح مجدداً وزارة النفط والمعادن حتى 11 يونيه 2014، ويشغل حالياً منصب مندوب اليمن في الأمم المتحدة منذ 11 حزيران 2014.
الحوثيون يؤيدون "بحاح" رئيسًا لوزراء اليمن

أعلنت جماعة أنصار الله "الحوثيين" عن مباركتهم لتكليف الرئيس اليمني هادي، وزير النفط السابق خالد بحاح برئاسة الحكومة الجديدة، مؤكدة دعمها لجهوده في تشكيل حكومة قادرة بالعبور بالوطن إلى الاستقرار.
وقال القيادي الحوثي علي البخيتي عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك" :"نبارك للدولة رئيس الوزراء المكلف الأستاذ خالد بحاح ثقة فخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي ونتمنى له التوفيق والنجاح في مهمتة الجديدة"، معربا عن أمله في أن يتم الإعلان عن تشكيل الحكومة في أقرب وقت ممكن.
وأضاف القيادي الحوثي: "لنشرع جميعاً في تطبيق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني المتوافق عليها وبناء اليمن الجديد".
وكلف الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي اليوم الإثنين وزير النفط السابق خالد محفوظ بحاح، بتشكيل الحكومة الجديدة بموجب اتفاق السلام الذي تم التوقيع عليه مع الحوثيين.
الحراك الجنوبي يستعد لمليونية "الحسم" للانفصال

جاء اتفاق القوى السياسية بالإجماع على تكليف خال بحاح رئيسا للحكومة، قبيل دعوات الحراك الجنوبي للاحتشاد غدا ، الثلاثاء، في عدن كبرى مدن جنوب اليمن، لإحياء الذكرى الـ51 للثورة ضد البريطانيين ولإقامة اعتصام مفتوح للمطالبة بـ"فك الارتباط" عن الشمال مستغلين هشاشة الدولة بعد سيطرة الحوثيين على معظم المقرات الحكومية في صنعاء.
ويرى جنوبيون كثر أنّ ما تشهده صنعاء منذ سيطرة مسلحين حوثيين في 21 سبتمبر على مقرات عسكرية وأمنية ومؤسسات حكومية وعدم قيام أجهزة الدولة في الدفاع عنها وانشغال النظام بالصراع الدائر بين القوى الشمالية، كلها عوامل تؤمن فرصة سانحة لاستعادة دولتهم الجنوبية السابقة.
وأكد مسئولون في الحراك أنّ مطلب الانفصال عن الشمال والعودة إلى دولة الجنوب التي كانت مستقلة حتى العام 1990، بات يتمتع على حد قولهم بتأييد شعبي غير مسبوق.
ودعت غالبية فصائل الحراك الجنوبي في بيانات عدة أبناء الجنوب إلى "الزحف نحو مدينة عدن للمشاركة الفاعلة في "مليونية الحسم" والتي سيتم فيها إحياء ذكرى ثورة 14 اكتوبر".
وبسبب الوضع الهش في صنعاء واليمن عموما، بات ممكنًا أن تفرض القضية الجنوبية نفسها كقضية "محورية في أمن واستقرار المنطقة".
دعوات الجنوبيين للانفصال تضع الرئيس اليمني والمنتمي لليمن الجنوبي ورئيس الحكومة المكلف، أمام عقبة حول التوصل إلى تفاهمات مع ابناء الجنوب للبقاء اليمن دولة موحدة، وبعيدا عن فيروس الانفصال، والتشرذم الذي ضرب المنطقة.
الحوثيون يشددون السيطرة على صنعاء

تصعيد الحراك الجنوبي، يسير علي نهج مظاهرات الحوثيين وسيطرتهم علي العاصمة اليمنية صنعاء، فتكليف رئيس "بحاح" باختيار رئيس الحكومة يذهب بالحوثيين الي البنود الأخرى في اتفاق السلم والشراكة الذي وقعته مع الرئاسة اليمنية والقوى السياسية بسحب عناصرها من العاصمة، وهو أمر يبدو بعيد المنال في ظل تعزيز جماعة أنصار الله الحوثية انتشارها في العاصمة اليمنية صنعاء من خلال لجانها الشعبية، وانتشرت عناصر مسلحة مؤلفة من مقاتلي الجماعة وقبائل مناصرين لها داخل العاصمة وعلى المداخل الرئيسية لها منذ الجمعة الماضي.
وبرر ضيف الله الشامي عضو المكتب السياسي لأنصار الله ، انتشار المزيد من الحوثيين في العاصمة صنعاء إلى الحاجة إلى انتشار للجان الشعبية بشكل كبير في هذه المرحلة تفاديا لثغرات الأمنية، والتي استطاعت من خلالها عناصر القاعدة تنفيذ تفجيرات ميدان التحير بوسط صنعاء.
واستحدث الحوثيون المزيد من نقاط التفتيش لتشمل مداخل الأحياء ومختلف شوارع العاصمة إلى جانب انتشارها المسبق بالقرب من المؤسسات الحكومية والمنشآت العسكرية، وبحسب سكان محليين، فإن أعداد اللجان الشعبية تضاعفت في الوقت الذي لم يعد ملاحظاً فيه وجود قوات الجيش بالشكل المطلوب.
المشهد الآن

مع تكليف خال بحاح برئاسة الحكومة، وفي ظل استمرار تغول وسيطرة الحوثيين على صنعاء، ومع دعوات الحراك الجنوبي للانفصال عن الشمال والعودة إلى وضع ما قبل 1990، يبدو أن اليمن يحتاج إلى مزيد من الوقت للاستقرار أو الذهاب إلى التقسيم، بسيطرة الحوثيين على الشمال وانفصال الحراك الجنوبي، فهل سيستطيع اليمنيون تخطي هذه المرحلة الصعبة واستمرار وحدة البلاد بشكل قوي أم أن الانفصال هو الخيار الأول؟!